%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال |
|
---|
الدول الاستعمارية والانتفاضات الشعبية
يوسف علي خان
ان ما يحدث في ليبيا وما تتخذه الدول الاوربية والامريكية من مواقف تجاهها قد يتصورها الكثيرون بانها مواقف نبيلة تنم عن ما تحمله هذه الدول من مشاعر انسانية ضد الظلم والاستبداد والطغيان الذي تعاني منه الشعوب من قادتها الظلام فهي تقف معهم لمناصرتهم ومساعدتهم في وقف ذلك العدوان المسلط على رقابهم من اولائك القادة المستبدين استنادا لما شرعته الامم المتحدة من شرائع للدفاع عن حقوق الانسان وعن الحريات العامة ولكن في حقيقة الامر هي ليست كذلك فالاحداث في التاريخ الحديث توضح لنا العكس
00 فمواقفها اليوم مع ليبيا مع ماتظهره من مناصرة لشعبها ضد طغيان القذافي وعدوانيته عليه واتخاذها بعض الاجراءات التي تو حي بوقوفها الى جانب هذا الشعب المضطهد لربما تكون مجرد مناورات ومسرحيات وتظاهرات لاشعار الراي العالمي بان هذه الدول الكبرى الراسخة في مجلس الامن والدائمة العضوية تدافع عن الحريات وحقوق الانسان التي كفلتها الشرائع الدولية ولائحة حقوق الانسان غير انها مجرد اجراءات اعلامية وعلى الورق ومن منصات الخطابة وان تجارب الماضي قد تعطينا صورة واضحة لما تدعيه هذه الدول زورا وبهتانا وانها لاتتحرك إلا وفق مصالحها ولا تقدم سوى التصريحات دون ان تحمل نفسها تقديم أي شيء ملموس ينم عن موقف حقيقي وجدي تجاه الازمات التي تتعرض لها الشعوب
00 فلو رجعنا قليلا الى الخلف والى الثلاثينات من القرن الماضي وعند قيام الثورة البولشفية في اسبانيا حيث كان الاتحاد السوفييتي في اوج تدفقه النضالي ومحاولاته في نشر المبدأ الشيوعي اللنيني والماركسي حيث بث العديد من اعوانه في مختلف الدول الاوربية من اجل نشر هذا المبدأ الجديد الذي استطاع ان يسلب الالباب ويشد العقول اليه 00 فقد قامت الثورة في اسبانيا والتف حولها الملايين من المواطنين بل والتحق بهم الكثير من المتطوعين من الدول الاخرى وتمكنت من السيطرة على ثلثي اسبانيا واوشكت ان تحرز النصر المؤزر غير ان فرانكو استطاع ان يلم شتاته ويتصدى لهذه الثورة الفتية وتمكن من حصر سلاح الجيش بيده مما جعل الثوار بامس الحاجة الى السلاح حيث طالبوا الاتحاد السوفييتي بمدهم بالمزيد منه لمقاومة قوات فرانكو لكن الاتحاد السوفييتي خذلهم وتخلى عنهم ولم يمدهم باي قطعة سلاح وكذلك ما فعلته المانيا النازية الهتلرية 00حيث دعمت فرانكو دعما كاملا ما مكنه من استعادة جميع الاراضي المحررة من الثوار والقضاء على الثورة وتمكن من اعادة حكم البلاد حكما دكتاتوريا قاسيا
00 وهو ما يجري مثيلا له في ليبيا فان موقف الولايات المتحدة المتخاذل جعل الوضع في ليبيا متأزما ومكن القذافي من الصمود في وجه الثورة واصبحت المناطق المحررة في خطر شديد لما يمتلكه القذافي من اموال ينثرها على الناس والمرتزقة من المتطوعين الاجانب الذين يغريهم ويغدق عليهم الاموال الطائلة بلا حساب ما يجعلهم يقفون الى جانبه مدافعين عنه
00فان لم يتوفر للثوار السلاح الكافي والامكانيات التي يستطيعون بها ادامة الثورة وابقاء نشاطها وفعاليتها بتوفير ما تحتاجه من اموال ومستلزمات اخرى فسوف يكون موقفها بالغ الصعوبة وقد يتمكن القذافي من اجهاضها مع كل الانتصارات التي حققتها خلال هذه الاسابيع المنصرمة
00 وكما حدث قبل ذلك في المجر وجيكوسلوفاكيا حيث تمكن الاتحاد السوفييتي من سحق الثورة لعدم تلقيها المساعدة من اية جهة دولية كان يجب ان تقف الى جانبها وتدعمها بالسلاح والمال ولكنها تركتها لقمة سائغة بيد الاتحاد السوفييتي الذي سرعان ما قضى عليها واطفأ اوارها وبقيت عدة سنين تحت جحيم الاتحاد السوفييتي حتى مجيء كرباتشوف حيث استطاعت ان تتحرر وتتخلص من ذلك الوحش الذي جثم على صدرها قرابة نصف قرن واخشى ما اخشاه اليوم ان يحدث في ليبيا ما حدث في الماضي مع العديد من الثورات التي قمعت ولم يمد لها يد المساعدة وتركت تحت رحمة جلاديها وكما حدث للثورة الشعبانية بعد تحرير الكويت وسيطرة الشعب العراقي على جميع المناطق الجنوبية فسمحت امريكا لصدام لضربها بعنف والقضاء عليها بحجة تدخل ايرانيون فيها
00 فان الدول الاستعمارية المنضوية تحت قبة مجلس الامن لاتساعد الثورات الشعبية بل تخشاها ولكنها تساعد القادة والزعماء المستبدين في تلك الدول ولا تدعم الشعوب في انتفاضاته ضد جلاديه فهي تتخذ الاجراءات وفق مصالحها وليس وفقا لمصالح الشعوب
00 فعلى الشعوب ان تدرك ذلك ومن باب اولى فعلى الشعب الليبي ان يعي هذه الحقيقة ولا يأتمن امريكا او يعتمد عليها ولا على غيرها من الدول الاستعمارية والامبريالية الاوربية وغيرها 00فهي تدعم الزعماء الاقوياء الذين يظهر لها صمودهم امام ثورات شعوبهم فان هانوا وضعفوا وتراجعوا وتأكد لها تخلخلهم تخلت عنهم كما فعلت مع حليفها حسني مبارك او مع ابن علي في تونس فقد تركتهم وحيدين في الميدان كي يلقوا مصيرهم على ايدي شعوبهم بعد ان تكررت الانتفاضات ضدهم لعدة سنوات ما اشعرها بان مصالحها باتت مهددة بالخطر لتبحث من بين الثوار الجدد من تستطيع ان تتعامل معه او يستطيع ان يركب او يقفز فوق الثورة مثل ما حاول البعض ان يفعل ذلك في ثورة مصر مثل البرادعي واخرون غير ان الشعب المصري كان اكثر وعيا فلفضهم في الحال وابعدهم عن قلاع الثورة الحصينة مع محاولتهم ركوب موجتها وخداع الشعب المصري ولكنهم فشلوا 00 ومع ذلك فسوف لن تستكين تلك الدول الامبريالية فلا بد لها ان تبحث عن حليف جديد وهو ما تفعله اليوم مع القذافي في ليبيا فهي تناور وتسوف وتغير مواقفها في كل يوم خاصة بعد ان وجدته يصمد ويقف في وجه الثورة ويتصدى لها حتى اصبح الموقف بين كر وفر فان شعرت خلال الايام القادمة بانه قد انهار وضعف انقلبت عليه بل وسوف تنقض عليه لتقف الى جانب الثوار اما ان تأكدت من قدرته على الصمود وتحريك الموقف لصالحه واستطاع ان يستعيد بعض ما حصل عليه الثوار من مواقع سوف تبقى متغافلة حتى يحسم الموقف نهائيا كما فعلت مع صدام سنة 1991 حيث بقيت متغافلة عنه مع كل ما كان يفعله ضد الشعب العراقي من ابادات جماعية حتى تعرض هو نفسه لمصالحها فانقضت عليه
00 فالدول الاوربية والاستعمارية ليس من مصلحتها انتعاش الشعوب والثورة على الظلم والانتصار عليه والقيام بالاصلاحات وتطوير البلد والدخول به الى عالم التحضر والمعرفة وإلا فسوف تخسر اسواقها في تلك البلدان التي تحاول ان تنعش اقتصادها وتنميه من اجل الاكتفاء الذاتي والاستغناء عن الاستيراد الخارجي بما يملكه من موارد طبيعية ومقدرة بشرية
00 فالحرب اليوم حرب اقتصادية بحتة فما يهم الدول اقتصادها وتجارتها وصادراتها والتي تنتعش بخراب ودمار الدول الاخرى وبقاء شعوبها متخلفة وبحاجة دوما الى هذه الدول الامبريالية كي تبيعها بضاعتها الكاسدة وتستلب اموالهم وتنهب موارهم الطبيعية
00 فان انتعشت الشعوب وفهمت وادركت اللعبة منعتها وهو امر ليس في صالحها 00 فلو انتبهنا الى امر واحد مثلا في العراق اذ وجدت انه بلد فيه كل الموارد لانعاش اقتصاده وخلق تطور وتقدم صناعي هائل وهو ليس بحاجة سوى الى الكهرباء فان توفر لديه اضحى خلال خمس سنوات منافسا قويا لمعظم الدول الصناعية الاوربية 00 لذا فقد عينت على باب الطاقة من المسؤولين من منع أي تطور في هذا المجال او بناء محطات كهربائية جديدة بحجج واهية اكتشف الشعب زيفها فعطل جميع مناحي التطور ولمدة سبع سنين وحتى الان والدليل على ذلك ان جميع من تولوا مسؤولية الطاقة يحملون جنسيات اجنبية لتلك الدول الامبريالية وعند اكتشاف الاعيبهم تمكنوا من الهرب الى تلك الدول 00 وان موضوع الطاقة لازال متعثرا حتى الوقت الحاضر بخلق الاعذار الواهية وايجاد العراقيل مع ان الجميع يعلم بامكان اصلاح الكهرباء باقل من ستة اشهر على اطول مدة غير ان الحكومة لازالت واقعة تحت ضغط وتهديد الادارة الامريكية والاوربية فهل ستتمكن من تجاوزها خاصة بعد هذا الغليان الذي يشهده العراق في الوقت الحاضر والانفجار الذي حدث في عموم الدول العربية 00 فهذه هي حال الشعوب مع هذه الدول الاستعمارية
00 وان موقف الشعب الليبي لازال تكتنفه اخطار الردة والثورة المضادة وكما حدث في اسبانيا مع فرانكو في الثلاثينات من القرن الماضي وافشل تلك الثورة العارمة 00وحكم اسبانيا باقسى نظام تعسفي ولعدة عقود 00كما ان حتى ثورة مصر فهي لازالت مهددة بعودة الرجعية فالاستعمار لايستسلم بسهولة إلا بصمود الشعوب وتحملها بالغ التضحيات والمزيد من القرابين 000!!!
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|