%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال |
|
---|
الاجماع الدولي والدولة العالمية العظمى
يوسف علي خان
تحدثنا في مقالات سابقة عن العولمة وعرفناها بكونها ظاهرة اجتماعية عالمية طاغية سيطرت فيها على مختلف نشاطات المجتمعات السياسية والاقتصادية والعلمية 00 وقد ظهرت وبرزت هذه الظاهرة بعد الحرب العالمية الثانية وبالاخص بعد الحرب الباردة التي احتدمت بين المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة الامريكية وبين المعسكر الشرقي بزعامة الاتحاد السوفييتي اللذان كانا يمثلان في ذلك الوقت القوتين العظميين في العالم
00 حيث حاول الاتحاد السوفييتي ان يشكل مجمع اشتراكي من بعض الدول الذي سيطر عليها او او جد فيها حكومات موالية له واعتبار هذا المجمع الركيزة الذي يكون بامكانه الزحف بعد ذلك على مختلف دول العالم عن طريق الاحزاب الشيوعية التي شجع على تاسيسها والتي استطاع ان ينشر الكثير منها في مختلف الدول المناصرة للغرب
00 لكي تتمكن من القيام بثورات داخلية بعد تقويتها واحداث التغيبير فيها وضمها بعد ذلك الى المعسكر الشرقي وبهذا يحقق هيمنة عالمية ولكن دون حروب بالاسلحة الحقيقية كما حاول هتلر ونابليون ان يفعلا ذلك ولكن بكسب المناصرين لها من ابناء الشعب كي يتمكنوا بالاخير من احداث التغيير وقيام دول اشتراكية تابعة للاتحاد السوفييتي ولكن بشكل غير مباشر وبذلك يكون قد تمكن من الهيمنة على العالم باسره والاطاحة بالمعسكر الغربي 00
كي يحقق حلمه بانشاء دولة شيوعية عالمية واحدة يحكمها وحده دون منازع 00 وقد تمكن ان يهيمن في بداية الخمسينات على العديد من الدول الاوربية مثل هنكاريا وجيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا والبانيا بل حاول مع الصين بتشجيعها للقيام بثورتها العارمة بزعامة ماوتسي تونك ثم احدث الثورة في كوبا وكاد ان يقتحم فعلا معظم دول العالم عن طريق الكسب والتثقيق الشيوعي وليس عن طريق الدبابة والمدفع مع انه استعملها في بعض الاحايين لكن الرياح جرت بغير ما يشتهي لاسباب كثيرة لانجد مجالا لذكرها في هذا المقال
00 اما الولايات المتحدة الامريكية فقد خطت خطوات مختلفة عما خطاه الاتحاد السوفييتي فقد استعملت المال لتحقيق اهدافها وتمكنت من ان تؤسس الهيئة الدولية البديلة عن عصبة الامم المنهارة ونقلت مركزها من سويسرا الى نيويورك وكانت هذه الهيئة هي النواة التي مكنت الولايات المتحد من الانطلاق منها لكسب حكومات العالم والهيمنة عليها وجرها نحو صفها كما تمكنت الدول المنتصرة من تشكيل مجلس الامن الذي احتفظ بشخصيته المستقلة لعدة عقود ورفض عدة قرارات حاولت الادارة الامريكية تمريرها وتمكن من التمرد عليها في باديء الامر وفي الخمسينات والستينات من القرن الماضي لكن الادارة الامريكية استطاعت شيئا فشيئا ان تسيطر عليه ليقف الى جانب قراراتها في الوقت الذي كانت تعمل على اضعاف الاتحاد السوفييتي وتشجيع الدول من الثورة عليه للتخلص من هيمنته الخانقة والتي لم يعد حتى قادة تلك الدول التي سارت في فلكه ان تتحمل ضغوطه الحديدية القوية التي جردتهم من كل صلاحية او اصدار قرار مستقل وكما حدث في هنكاريا وجيكوسلوفاكيا بل وقد سبقهم في ذلك تيتو في يوغسلافيا وخرج عن طوع الاتحاد السوفييتي وتمرد عليه ورغم ما حضي به الاتحاد السوفييتي من تأييد الشعوب المسحوقة في العالم الثالث والانخداع بشعاراته التي سوقها لتلك الشعوب لكنه فشل في تحقيق أي منجز استطاع ان يغير من مماهي فيه من اوضاع مزرية ما جعل التأييد له يضعف يوما بعد يوم وبفعل السياسة الغربية التي تمكنت من تشويه صورته بل والتصدي له بشكل مباشر في بعض الاحيان كما فعل كندي مع قواعد الصواريخ في كوبا واجبره على سحبها
00 واخذ نفوذه وهيبته تنحسر بسبب العنف والتزمت الذي مارسه قادته حتى سقوط جدار برلين وما اعقبه من انفصام عرى الاتحاد السوفييتي نفسه على يد كرباتشوف وقيام الثورات المتعاقبة في الدول الاوربية التي كانت تخضع للحكم الشيوعي المنغلق وتمكنت جميعها من التحرر والقضاء على زعمائها المستبدين في رومانيا وجيكوسلوفاكيا وغيرها وزال المعسكر الاشتراكي من الوجود وبقيت امريكا وحدها في الميدان حيث استطاعت السيطرة دون منازع على العالم باسره وبدأت ومن خلال هيئة الامم المتحدة تفرض اوامرها وكان لشبكة الاتصالات دور فعال وما اشاعته من ظاهرة العولمة التي كانت النواة الحقيقية للبدء بتاسيس الدولة العالمية الواحدة التي عملت ولا زالت تعمل لتحقيقها الادارة الامريكية مستغلة مجلس الامن الذي باتت تسيطر عليه سيطرة تامة ومن خلاله اخذت تتدخل في الشؤون الداخلية للدول وتفرض ارادتها عليها بتحريض الدول الاخرى على اية دولة تحاول التمرد عليها والخروج عن طوعها بتشكيل قوة دولية عسكرية هي الحلف الاطلسي كما شكلت بعض الفرق العسكرية الاخرى التابعة للامم المتحدة وما يدعون باصحاب القمصان الزرق كما اسست المحكمة الدولية التي تمكنت ان تحاكم بعض قادة وزعماء الدول وهكذا فقد بانت ملامح الدولة العالمية الواحدة التي سوف تتكون بشكل كامل وواقعي خلال السنوات القليلة القادمة
00 وان ما حدث في افغانستان والعراق وصربيا واليوم في ليبيا وما سوف يجري على جميع دول المنطقة حتى ايران لهو دليل قاطع على تكون الدولة العالمية التي يحكمها اليوم موقتا مجلس الامن وسوف تتشكل حكومة عالمية لم يعد لرؤساء الدول مايدعونه من سيادة على اراضيهم والهيمنة على شعوبهم والفتك بهم بل سيكونون مجرد محافظين او مدراء نواحي لا اقل ولا اكثر ولم يعد بالامكان ظهور صدام حسين او القذافي او ابن علي وغيرهم من الزعماء الذين ساموا شعوبهم مر العذاب 00 وان ما صرحت به كونداليزارايت وزيرة خارجية امريكا السابقة عندما طرحت مشروع الشرق الاوسط كانت تعرف ما تقصد مع ان الكثير من السياسين العرب استخفوا بكلامها واعتبره مشروع فاشل بل البعض تحداها ولكن فلقد تحقق لها ما ارادت ونفذ المشروع بحذافيره
00 وانها تطبق مشاريعها ليس بالاحتلال المباشر بل باثارة الثورات في كل الدول حيث تدعمها وتغذيها لانهاكها وقبول وصايتها عليها فمهما يكن فالامم المتحدة وحمايتها هو بالتأكيد خير من ظلم القادة والزعماء المحليين الذين لايرحمون 00!!!
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|