<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان الصناعة هي الاساس في تطور الامم
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               مقالة للكاتب يوسف علي خان                    

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

الصناعة هي الاساس في تطور الامم

 

 

يوسف علي خان

 

كنت قد تحدثت في مقال سابق عن زبانية جهنم وهم اعوان التظام السابق  والملتفين حوله من الجهلة والمتخلفين الذين تبوأوا مناصب كبيرة في الدولة خارج استحقاقهم العلمي والثقافي ووصلوا الى مراكز قيادية في الدولة خلال ذلك التظام الفاسد وما فعلوه في تدمير الصناعة العراقية التي بدأت في النمو والتكوين منذ نشوء الدولة الملكية  العراقية وحتى تسلطه على حكم البلاد فعطلوا عجلتها بعد سيطرتهم على العديد من مؤسساتها التي كانت تعمل بشكل لابأس به 00 كما تحدثت عما فعله قريب صدام وولي نعمته الذي لعب هو الاخر دورا تخريبيا في البلاد باستغلال نفوذ صدام ومركزه حتى خلال حكم الرئيس احمد حسن البكرحيث سيطر على المعامل الكبيرة التي انشأها اولاد محمد علي الفيلي والتي كانت ستلعب دورا مهما في تحسين الاقتصاد الوطني وتشغيل اعداد كبيرة من الايدي العاملة حيث اتهمهم بالتبعية واضطرهم للهرب الى خارج العراق وترك كل ما كافحوا من اجله لخدمة الصناعة الوطنية حيث قامت الزمر الصدامية ببيعه كسكراب لا فائدة منه . واليوم اتحدث عن نماذج مشابهة لما حدث في الامس القريب وقبل الاحتلال الامريكي حيث تم القضاء على كل المظاهر الصناعية بتدمير ما تبقى من معامل بافشالها وافلاسها وبيعها كسكراب  او تفجيرها وتخريبها وايقافها عن العمل ، بشتى الوسائل والاساليب الجهنمية عن طريق زبانية جهنم جدد اكثر فضاعة من زبانية صدام بل ان البعض هم جزء منهم، فقد حدثني مدير معمل السكر في الموصل ايام حكم صدام وخلال الحرب العراقية الايرانية عن ما كان يفعله المسؤولون عن المؤسسات الصناعية التي بقيت ملكيتها للدولة بعدم خصخصتها ثم بيعها وشرائها من قبل بعض المسؤولين لانها مشاريع فاشلة وغير منتجة او مربحة بينما اشترى المسؤولون المقربون من صدام كل المشلريع المنتجة والمربحة بسعر التراب وقد تم قصف معظم المشاريع من قبل الطائرات الايرانية وكان من ضمن من قصف من المشاريع هو معمل سكر الموصل الذي يعتمد في انتاجه على البنجر كمادة اولية لاستخلاص السكر، حيث امر صدام باصلاحه واعادة تشغيله لانتاج السكر منه تعويضا عما كان يستورد من السكر لعدم توفر الاموال اللازمة لاستيراده بسبب الحرب حيث قال لي المدير 00 لقد وصلني الامر من صدام بوجوب اصلاح المعمل واعادة تشغيله من جديد وكان علي تنفيذ هذا الامر وإلا ساتعرض الى اوخم العواقب 00 فجمعت بعض العاملين من المهندسين في المعمل وتداولنا حول الموضوع وما يجب ان نفعله 00 حيث اقترح احدهم شراء بعض السكر من الاسواق المحلية وتعبئته بكيس وارساله كنموذج للسيد الرئيس على انه منتج من قبل المعمل بعد كتابة صنع في العراق  ونتخلص من المازق 00 غير اني لم اجد هذا المقترح عمليا ومقنعا او  سوف يحل المشكلة حيث انه ولابد ان يكون في المعمل من العاملين ومن المخبرين والعملاء  من قد يكشف الحقيقة لصدام ويدخلنا في مأزق اسوأ واتعس  كما انه لايمكن اعادة المعمل الى ما كان عليه من كفاءة عند انشائه وقبل قصفه كما انه لا تتوفر الكميات الكافية من البنجر التي تمكننا من انتاج كميات كبيرة من السكر  التي يمكننا تسويقها بما يكفي  الاستهلاك المحلي  ويسد النقص الحاصل من هذه المادة  والاستغناء عن الاستيراد 00 فقد حرنا في امرنا وماذا نفعل ونحن امام طاغية لايرحم ولن يغفر لنا دون تنفيذ ما يحقق رغبته بانتاج السكر من هذا المعمل المتهريء فاستقر الرأي على اصلاح ما يمكن اصلاحه من المكائن والمعدات لانتاج ولو الحد الادنى من السكر وتقديم المنتج كي يتأكد من تنفيذ الطلب وتكون التقارير التي ترفع من جلاوزته في صالحنا وقد حققنا ما امرنا بتنفيذه 00 وقد قمنا بعد اصلاح المكائن  بشراء طنا من البنجر وقمنا بتشغيل المعمل بكفاءة متواضعة جدا حيث كانت المكائن تتعطل بين اونة واخرى ونقوم باصلاحها واستئناف العمل فيها حتى تمكنا من تجهيز عدة اكياس بجهد جبار بذله جميع الكادر في المعمل وكتبنا عليها صنع في العراق وفي معمل السكر في الموصل وارسلنا كيسا كنموذج الى السيد الرئيس كما قمنا بتصوير المعمل وهو يشتغل بعد ان دعونا بعض المسؤولين كشاهد على ما فعلناه  وانقذنا انفسنا من عقاب شديد وقد استمر المعمل يشتغل بكفاءة قد لاتزيد عن 1% من قدرته الاصلية لاستهلاك المعدات وعدم توفر البنجر وعدم وجود المال الكافي لتحديثه 00 وقد قدمت بعد مدة طلب التقاعد باعذار مرضية وخرجت وتخلصت من ذلك المأزق الذي كاد ان يطيح برقبتي لولا لطف الله وعبقرية المهندسين المساكين 00 وما اشبه اليوم بالبارحة ان لم يكن اسوأ منه فقد توقفت جميع المعامل الحكومية والاهلية في هذه الايام  ومن حاول من المخلصين ان يصلح البعض منها اصابها مس كهربائي واحرقها واحالها الى رماد وما اكثر المس الكهربائي في هذه الايام لفعالية الكهرباء ونشاطها المتزايد فهي تعمل اكثر من خمسين ساعة في اليوم وباضعاف قوة أي كهرباء في العالم ما جعلها تحرق أي معمل وطني تحاول عجلته ان تدور سبحان الله ففي العالم تحترق الغابات وفي العراق تحترق المعامل والاسواق والمخازن والوثائق الرسمية في المؤسسات فقط 000 وكم كنا نتمنى ان يحترق المجرمون بدلا من كل هذه الحرائق 00 حتى تتمكن معاملنا من العمل ونتخلص من الاستيراد ونطور صناعتنا الوطنية كي نتمكن ان نكتفي ذاتيا ولا نحتاج الى البضائع الاجنبية الفاسدة والنوعيات الرديئة التي يستوردها لنا اصحاب الضمائر الميتة من اصحاب النفوذ وتجار اخر زمن  فليس من مصلحتهم ان تقوم صناعة وطنية تنافس البضاعة الاجنبية لان ذلك سوف يؤثر على الصفقات والكوميشنات التي يتلقاها المتنفذون مما يدفعهم الى عرقلة الصناعة الوطنية وتعطيلها بالعديد من الاعذار والمعوقات التي يبتكرونها بالحجج الواهية التي لا يوجد من يتجرأ على مواجهتهم بها او يستطيع ان يمنعهم عنها فهم بيدهم المال والسلاح والقوة والنفوذ والشعب مجرد اعزل من كل شيء 00 وقد وجدوا في تعطيل الكهرباء وحجبه خير سلاح لضرب أي صناعة وطنية فكلها تعتمد على الكهرباء ولم نجد من اقدم على المحاسبة فالكل مشترك في هذه الوليمة على حساب الشعب المظلوم 00 وحتى النفط المنتج الوحيد لهذا البلد فقد هدروا وسرقوا اثمان بيعه عن طريق الرواتب الخيالية التي تستنفذ معظم قيمه وما يتبقى تذهب للمقاولين الوهميين والمشاريع المعطلة والشعب مهدد بكواتم الصوت والسيارات المفخخة ان تكلم او فتح فاهه00 اضافة للامريكان الجاثمين على صدوره00 والمجنسين الجدد بجنسياتهم العراقية  المزورة ولكن لابد لليل ان ينجلي ولابد ان يخرج الغرباء وتنكشف هوياتهم ويصبح حالهم حال قادة مصر القابعين في تورا بورا في الوقت الحاضر00 فمشكلة العراق حاجته للمخلصين مما تجري في عروقهم مياه دجلة والفرات 00 فالصناعة هي عماد التطور والتقدم لاي بلد 00 فقد استمعت لعالم الفيزياء الدكتور فاروق الباز الذي هو الان رئيسا لمركز ابحاث الفضاء لشركة ناسا وهو يتحدث الى مقدم البرامج في احدى الفضائيات عندما سأله لماذا تركت مصر ولم تعمل فيها ؟؟ فاجاب – لقد تركت مصر مكرها حيث لم اجد فرصة عمل وانا صاحب عائلة مكونة من اربعة اشخاص يحتاجون الى مصاريف ولم اكن امتلك جنيها واحدا في ذلك الوقت مع اني احمل شهادة الدكتوراه ولم اجد حتى وظيفة مدرس باي مدرسة او جامعة فاضطررت لمفاتحة عدة مؤسسات في الولا يات المتحدة فاستجابت لي شركة ناسا ووافقت على تعييني بوظيفة بسيطة فيها فاستطعت ان استدين بعض المبالغ وغادرت مع عائلتي وباشرت بوظيفتي في احد مراكز الابحاث 00 وخلال عملي كان العلماء يبحثون عن موضوع شائك لم يجدوا له حل فقد درسته وقدمت لهم مقترح فاذا به الحل الامثل للمشكلة التي تعذر عليهم حلها  فقدموا لي شكرا وعينوني عضوا في هيئة الابحاث وتدرجت حتى اصبحت اليوم رئيسا لهذا المركز 00 فاين نحن ومتى نقدر العلم والعلماء لقد انصرفنا كليا الى الادب والشعر فقط والغرب يشجعنا على ذلك بالطبع  وتركنا الفيزياء والكيمياء والعلوم الالكترونية وهي اساس تطور الغرب ونحن لازلنا ننظم الشعر ونؤلف الروايات فسحقا لنا ولجهلنا ونستحق ان نضرب بالجزم على غبائنا الذي نتفرد به بين بقية الامم فهمنا ان نسرق ونكتنز المليارات من الدولارات ونبني القصور والعمارات ونتنافس بل  ونتقاتل على الكراسي والمناصب اما كان الاجدر بنا ان نتنافس على الاكتشافات العلمية والاختراعات التقنية بدلا من هذه الفوضى التي نعيشها وتعود بنا اكثر فاكثر القهقرى الى الوراء فقد ملانا الدنيا بالحفلات والمطارحات الشعرية والمسابقات الادبية ولم يخطر ببالنا ان نعقد المؤتمرات العلمية ونؤسس المراكز البحثية فاي تخلف نعيش فيه الم يحن الوقت لكي نصحوا 00 ونحاول ان نبدأ ونلحق بالركب الاوربي بعلمه ونحن نمتلك ما لايمتلكه من عقول ومفكرين ومبدعين الذين اثبتوا جدارتهم في بلاد الغرب اضافة للموارد الطبيعية  الهائلة 00 ومتى نجد الحكومات المخلصة والمسؤولين الذين يعملون لمصلحة بلدانهم ونقتطع جزء مما نسرقه من اموال للبحوث العلمية حتى يحترمنا العالم المتمدن ولكن هذا امر مستبعد فمعظم قادتنا جهلة متخلفون لازالوا متشبثين بالخرافة منتشين بقصائد المديح من الشعر والتغني بالامجاد وبطولات الحروب والغزوات 00 فهناك الالاف من الدواوين الشعرية والروايات والقصص ولكن نجد مكتباتنا تفتقر الى الكتب العلمية وما موجود منها فهي كتب مترجمة ليس فيها تفاصيل الابحاث واسرارها فنحن بحاجة ان نبادر الى التجريب والبحث بانفسنا وان نجعل من وزارة التكنلوجيا وزارة فعالة وليس كما هي الان يحاول بعض الخونة الغائها مع انها اهم من كل الوزارات الواجب رصد المليارات من الدولارات من اجل انعاشها واستجلاب العلماء لها لا ان نجعلهم يهربون الى الغرب حيث يجدون كل العون والمساعدة والتشجيع 00 كي لانبقى تحت رحمة الدول الاوربية المستغلة وتزداد لدينا البطالة لعدم وجود المعامل والمصانع المنتجة التي بامكانها استيعاب الملايين من العاطلين عن العمل فيفيدوا ويستفيدوا لا ان نتغنى بالامجاد ونتشبث بالخرافات ونعتدي بعضنا على بعض وننشر الرعب والفوضى بين العباد00فان انعشنا الصناعة  نكون قد اكتفينا ذاتيا دون الحاجة الى المنتجات الاجنبية الفاسدة والرديئة الصنع والغالية الثمن 00 ولكن وللاسف فمعظم قادتنا يخضعون لارادة الاجنبي الذي يخيرهم بين الكرسي والمنصب مقابل صرف النظر عن التطور والتصنيع او حرمانهم من أي منصب لو حاولوا افادة بلدانهم وايجاد الصناعة فيها او فتح مراكز البحوث واستجلاب العلماء الذين كثيرا ما يتعرضون  للاغتيال والاهمال لعدم وجود حماية لهم 00  اضافة لبقاء العديد منهم دون فرص عمل لهم او تعيينهم بوظائف روتينية كتابية عادية فيخسر البلد قدراتهم الخارقة الكامنة دون أي ابداع .. وسوف يبقى هذا الوضع قائما حتى يصحو الشعب من غفوته على ربيع لا انتهازية ولا خونة فيه او فرسان يعبثون  ولا ماسونية تدير شؤون بعض الزعماء وتوجههم لتدمير البلاد ...!!!

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا