<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان الدائرة الكونية لتدمير الدول واخضاع الشعوب

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

الدائرة الكونية لتدمير الدول

 

واخضاع الشعوب

 

يوسف علي خان

 

هو المخطط الامريكي الذي اقرته لسياستها الخارجية على اساس الدائرة .. فهي تعتبر العالم دائرة وهي مركزها وتمتد انظمتها المتعددة شرقا وغربا باعتبارها الاذرع التي تنشرها للسيطرة على العالم وكل ذراع يمثل مؤسسة من مؤسساتها المختلفة الاسماء والمتنوعة الانشطة وهي سائرة في الاكثار من هذه الاذرع لاحكام السيطرة ولكل ذراع واجبه .. فمؤسسة فريدم هاوس ومؤسسة الازمات الدولية والجمعية الوطنية للتغيير هي بعض اذرعها وفرسان مالطة ومركز الابحاث البايولوجية اذرع اخرى ومؤسسة ناسا لابحاث الفضاء ومركز العدالة والتنمية والمعهد السويدي الذي يشرف على الجالية الكبيرة العراقية في السويد هو ذراع خامس وغرفة التجارة العالمية والمركز الدولي للدراسات والمعهد الجمهوري وغيرها كثيرة .. كما ان هناك اذرع سرية لاتكشف عنها وتعمل داخل دائرة ضيقة الى ابعد الحدود وهي تتهيأ للضروف القسرية التي قد تواجهها وترتبط بها الابحاث النووية وهي على درجة كبيرة من الكتمان والتي تتعلق بالدفاع الاخير عن القيادات العليا المركزية  وهي الان في حالة استرخاء لعدم وجود تنافس دولي كبير  يهدد امنها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي .. ولكن كل الاذرع الفعالة الاخرى لها اذرع منتشرة في جميع انحاء العالم كل بحسب ما يتلائم والحاجة اليه وبما يتطلبه العمل داخل تلك الدول او من خلال شعوبها فتحرك المنظمة ذات العلاقة كي تكثف نشاطها وتعمل على تحقيق الهدف .. فقد استطاعت في العراق ان تنشيء اكثر من اربعة الالاف منظمة مجتمع مدني واكثر من مائة مركز اعلامي وثلاثين قناة فضائية تمولها بشكل مباشر او تعمل على مساعدتها في توسيع نشاطها الاعلامي وادامتها منها عشرة قنوات فضائية عربية بالتعاون مع احد الاثرياء العرب المهتمين بهذا المجال الاعلامي ومن خلال المليادير مردوخ وبالتعاون مع بعض الدول الخليجية باستقطاع جزء من مواردها النفطية للمساعدة في تمويل هذه النشاطات .. وبهذه الاذرع استطاعت احكام السيطرة على العالم بالتخلص اولا من القوة الكبرى التي كانت تنافسها وهي الاتحاد السوفييتي الذي كان يقف حائلا في تنفيذ العديد من المشاريع والخطط الامريكية داخل البلدان المتاثرة بالنزعة الاشتراكية والتي كانت الاحزاب الشيوعية فيها قوية نشطة من خلال الطوائف والاعراق التي كانت تشعر بالاضطهاد داخلها ما دفها للوقوع في احضان الشيوعية املا بايجاد المنفذ للخلاص وكسب الدعم والقوة باللجوء اليه كما حدث في العراق على ايدي فهد وبعض الافراد من القوميات الاقلية في العراق  وسوريا على ايام خالد بكداش وافراد اخرين .. فكان لابد للادارة الامريكية من ايجاد اذرع شعبية للحد من اكتساح هذا التيار وامتداده داخل هذه الاقطار التي كاد ان يسيطر بشكل كامل على مختلف طبقات الشعب فيها من خلال شعاراته الرنانة التي اعتمدها تعويضا عن شحة امكاناته المادية التي حاول التعويض عنها عن طريق الاعلام وبث الدعايات ورفع الشعارات التي تمس شغاف القلوب وجذوره بما تعانيه الطبقات الكادحة من فقر وضغط واستبداد وسلب للحريات وقد نجح نجاحا باهرا في استقطاب معظم الطبقات المسحوقة والجاهلة المتخلفة  التي تمثل الغالبية من ابناء الشعوب .. بينما اعتمدت الولايات المتحدة خاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية على المال الوفير لديها فبذلت الكثير منه لاعادة ما خربته الحرب انذاك كما اعتمدت من ناحية ثانية على الفئات المثقفة التي هي اكثر تأثيرا من الناحية العملية من الفئات الامية  المنهكة والضعيفة مستفيدة من الشعارات القومية فدعمت الحكام وشجعت على الانقلابات من اجل خلق زعامات عسكرية يمكنها السيطرة على شعوبها ولكن مع ذلك وجدت نفسها امام حزب شيوعي قد هيمن على الاكثرية الكبرى من ابناء الشعوب العربية فكان لابد لها من تأسيس منظمة سياسية يمكنها ان تواجه هذا الحزب وتتصدى له محاولة القضاء عليه  فاسست حزب البعث ودعمت كوادره بالاموال والخبر والسلاح كي يتمكن من ضرب هذه الاحزاب الشيوعية التي اضحت تهدد السياسة الامريكية في المنطقة وخاصة في مصر وسوريا والعراق واستطاع هذا الحزب ان يقوم بانقلابه الاول في العراق وسيطر على الحكم ثم تبعه في سوريا بعد فترة قصيرة واطاح بالحكم القائم في سوريا انذاك والذي وجد الحزب الشيوعي السوري من خلاله متنفسا له يستطيح الحركة والنشاط والبقاء دون كبت او مقاومة  واما في مصر فقد اتبع اسلوبا اخر بانعاش النعرة القومية التي تبناها عبد الناصر وبذا فقد جردت امريكا الشيوعية من اجنحتها وجردتها من مكامن قوتها وبدأت وبسرعة تتهاوى القوى اليسارية في المنطقة العربية وتحتل محلها الانظمة العسكرية الاستبدادية التي تمكنت من السيطرة على الشعوب وقمعها واسكاتها ولكن اخذهؤلاء الحكام يسرقون كل الاموال والموارد التي تنتجها بلدانهم وكذلك الاموال التي تضخها الادارة الامريكية كاعانات فبدأت الشقة بين الشعوب وحكامها تزداد بعدا  وتتظخم الهوة الى درجة العداء السافر وبالتالي اخذت السمعة الامريكية  تسوء بسبب مواقفها الداعمة لاؤلائك الحكام المستبدين  وحرمان الشعب من اموال بلاده ومن أي اموال قد تقدمها المنظمات الدولية لتحسين احوال الشعوب اذ انها كانت تقدم الاموال عن طريق حكامهم الذين كانوا يسرقونها ويضعونها في جيوبهم بدلا من صرفها على الشعوب لتقديم الخدمات او لتوفير لهم الدواء وما يحتاجونه من امور انسانية اخرى .. فلا الدعاية السوفييتية والشعارات المغرية التي كانت ترفعها وتؤمل الشعوب بتحقيقها قد استطاعت ان تحقق لهم شيئا منها ولا الاموال التي كانت تدفعها الولايات المتحدة فعلا للحكام من اجل صرفها على شعوبهم قد وصل منها شيء لهم بل بقيت احوال الشعوب متردية في كلا العهدين فلا اساتفادوا من الاتحاد السوفييتي ولا استفادوا من الاموال الامريكية مما دفع الادارة الامريكية بتغيير استراتيجيتها والتوجه نحو الشعوب وكسب رضاهم مباشرة عن طريق انشاء وتكوين منظمات المجتمع المدني وتقديم الاموال لهم بشكل مباشر ودعمهم بصور مختلفة عن طريق فتح الدورات التدريبية في الولا ياتالمتحدة او في بعض الدول الغربية  واستضافة الالاف من الشباب التي اعتمدتهم كركيزة لها في ترسيخ تواجدها في المناطق العربية والاهتمام بالاقليات الدينية والعرقية والوقوف الى جانبهم ضد الاغلبية خاصة وقد اضحت هي الوحيدة في الساحة الدولية بعد غياب الاتحاد السوفييتي واضمحلاله .. فبدأت تتحرك وبشكل سهل ولين دون أي معوقات معتمدة على منظمات المجتمع المدني التي تظم الفئات الشبابية التي شعرت باستعدادها لتقبل السياسة الامريكية المنفتحة والمتحررة والتي اعتمدت الحياة العصرية الرافضة للقيود الاجتماعية المنغلقة والضاغطة على اماني وطموحات الشباب خاصة من النواحي العاطفية والحياة الاوربية التي تخفف عن الضغوط النفسية التي سببت العقد والاختناق للملايين من المراهقين الذين هبوا مندفعين نحو هذه المنظمات والنوادي والجمعيات التي استقبلت هؤلاء الشبان وقدمت لهم كل ما تتمناه نفوسهم ورفعت عنهم القيود واطلقت الاختلاط بين الجنسين فحققت لكل الاطراف الاجتماعية ما تمنوه وما يصبون  اليه فقد دعمت الاخوان المسلمين بالاموال الكبيرة التي شعرت بان هي ما يهدفون لها واخضعتهم لارادتها عن هذا الطريق فبذلك فقد تمكنت من السيطرة على كل الشرائح الاجتماعية اما بالمال بالنسبة لمن يبحث عنه او بالتحرروالانطلاق وتوفير وسائل الاختلاط والانفلات لمن يبحث عنها في عالم الشباب المراهقين .. فاطبقت على كل الشرائح الاجتماعية المتواجدة داخل المجتمع العربي الذي يبحث اما عن المال او عن الحنس وقد استطاعت بهذه الاستراتيجية الجديدة المعتمدة ان تخلق قطبين متصارعين غير قابلين للالتقاء على الاطلاق وبذا يستمر الصراع وهو ما تنشده وتبتغيه.. وحفزت المنظمات الامريكية كي تقوم بواجبات جديدة يكلفون بها بعد ان غيرت استراتيجيتها وتخلت عن الزعماء والقادة القدامى الذين لم يعودوا يصلحون بالاستمرار بالحكم وفشلوا باداء المهمات الامريكية الموكلة لهم فكلفت الزعماء الجدد من الشباب لكي يتصدون لحكامهم بثورات عارمة وهو ما يجري في هذه الايام وباشراف المنظمات الامريكية وعلى راسها منظمة فريدم هاوس وفرسان مالطة .. وها نحن نجد اليوم العديد من النشاطات الاجتماعية والثقافية تعمل بهمة عالية لكسب مؤيدين جدد كي يعملوا على تدمير بلدانهم وسحق شعوبهم طالما الامطار الامريكية تزخ دولارات لاتنضب فتوزع منها على الفقراء والمحتاجين والمتفوقين من الطلاب الناجحين الكثير من الهدايا وصل البعض منها الى هدايا السيارات والهدايا النقدية والحاسبات الالكترونية .. وكلهم من الشباب الذين يهيئونهم ويحضرونهم لزعامة بلدانهم كما يقدمون الاموال الى الرعاع والبلطجية والشبيحة من عتاة المجرمين والقتلة كي يكونوا جاهزين ومستعدين لخلق الفتن والاضطراب لتد مير كل تراث بلدانهم ومؤسساتها دون أي تردد وهو ما يحدث الان في مصر فقد دفعت بالشباب لاسقاط النظام ورئيسه حسني مبارك  الذي اتهموه بالفساد وسرقة اموال مصر فذهب حسني مبارك واعتقل هو وكل اعضاء نظامه فكان من المفروض ان تهدأ الامور وتستطيب النفوس وينصرف كل الى عمله ولكن مالذي حدث فقد استمر الهياج واستمرت الفوضى وبدأ التخريب من جديد ودمرت المرافق الحيوية في البلد واحترق المجمع العلمي وكتبه النفيسة التي هي الوحيدة في العالم ولا زال التخريب مستمر واتهام الجيش باعتداء على المواطنين محاولين اثارة الراي العالمي للتدخل من اجل حماية الناس والاقلية من الموجودين  فاتضح من كل هذه الثوراة ليس اسقاط الرؤساء المستبدين  كما كانوا يدعون بل هو تدمير البلاد كما دمر العراق وما يحدث في سورية تحت شعار القضاء على حكم الحزب الواحد والذي استمر لاكثر من اربعين سنة وهو ادعاء صحيح في ظاهره غير ان النيات غير سليمة فالغرض ليس بشار الاسد بل تدمير سورية وجيش سوريه واخضاع العرب واعادة الارض العربية الى ما كانت عليه قبل الف سنة وما يجري في العراق لهو اكبر دليل على المخطط الامريكي الذي ينفذ الان بكل جدارة ونجاح باهر .. فاهنأ ياعراق واسعد ياشعب العراق فالقادم اشد ظلاما مما هو عليه اليوم ...!!!

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا