<%@ Language=JavaScript %> حرية وديمقراطية ياسلام يوسف علي خان
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

حرية وديمقراطية ياسلام

 

يوسف علي خان

 

الحرية كلمة لربما وجدت مع وجود البشرية وعلى الاقل عندما تكونت المجتمعات واضحى هناك اسياد يتصدرون تلك المجتمعات ويتسيدون عليها وهناك عبيد  يخضع  لاؤلائك الاسياد 00 فللاسياد اليد الطولى فيما يفعلون فيأمرون وعلى العبيد ان يطيعوا وينفذون وهذا يعني ان للاسياد القوة والهيمنة وللعبيد الضعف والهوان 00 فالحرية اذا تعني القوة لان السيد لاقيود عليه فله الحرية  ان يفعل ما يشاء لانه قوي والعبد لاحول له ولا قوة ولا يستطيع ان يتحرك إلا بامر اسياده  لانه ضعيف فلا حرية له00 فلولا تمتع الاسياد بالقوة لما كانت لهم حرية الامر والنهي ولولا الضعف الذي يشعر به العبد والخوف لما اطاع اسياده 00 فالحرية اذا من هذا المنطلق تعني عكس المفهوم الدارج اليوم والذي تطالب به الشسعوب وتحجبها عنهم الاسياد 00 فالشعوب تطالب الحكام ان يمنحوهم القوة أي الحرية  والاسياد يرفضون ويسلبونهم الحرية  ويفرضون الضعف والعبودية على شعوبهم 00 وهو من وجهة نظري هي الفكرة الصحيحة  عن الحرية والمفهوم لها فان لم تستطع الشعوب ان تنتزع القوة من الاسياد لايمكنها ان تحصل على الحرية 0 وكذلك الاسياد ان لم يفقدوا القوة بقوة مقابلة تفوق قوتهم  لن يتخلوا عن حريتهم في التصرف وفي استعباد شعوبهم فالاسياد لاتقدم الحرية طواعية  على طبق من ذهب 00 والادلة كثيرة بعدد حبات الرمل 00 فزين العابدين لم يتخلى عن السلطة عندما كان قويا إلا بعد ان اصبح الشعب اقوى منه وثار عليه بتكاتفه وتأزره مع بعضه فاضطرت كل الفئات التي كانت تقف معه ان تتخلى عنه ففقد قوته وفقد معها حريته في التصرف أي سلطته وقدرته على حكم الشعب فهرب اما ما رفعه القادة من شعار  الانظمة الديمقراطية دون ان يطبقوها على ارض الواقع فهم يدعون ذلك خداعا لشعوبهم  00 وهذا ما جرى و يجري مع كل الزعماء المستبدين ولم يذكر لنا التاريخ زعيما لم يكن مستبدا مع ما رفعه من شعارات زائفة00 اما ما  وجد من مؤرخين منافقين زوروا التاريخ فتكلموا كذبا ورياءاعن عدل هذا الزعيم ورفعه الشعارات الوطنية وايمانه بالمباديء الانسانية والافكار الديمقراطية  وخدمة شعبه واسعاده بينما كانوا في حقيقتهم سفاحين قتلة جزوا رؤوس شعوبهم 00 وقد ادرك الزعماء والرؤساء قوة الحرية ومكانتها في نفوس الشعوب خاصة اؤلائك الزعماء الذين ولدوا من رحم المسحوقين والمعدمين داخل مجتمعهم 00 عندما كانوا افرادا عاديون يبحثون عن مورد رزق لهم  فلا يجدوه إلا بشق الانفس وناضلوا مع جماهير بلدانهم وطالبوا وصرخوا في وجوه اسيادهم وعانوا اكثر من غيرهم وادركوا قيمة الحرية وطعمها عندما كانوا  محرومين منها  وإذا بهم يتولون امور بلادهم فجأة وبين ليلة وضحاها فاول ما ينتزعوه ويسلبوه هو حرية شعوبهم التي ناضلوا داخل صفوفها ويفقدوهم القوة التي نالوها باتحادهم ووحدتهم وتمكنوا عن طريقها اسقاط جلاديهم كما تجدهم يتخلون عن شعوبهم ويبتعدون عنهم  ويتبرأوا من كل المباديء التي رفعوا شعاراتها ايام النضاال القاسية 00 ولا يبقون الى جوارهم سوى شلة المنافقين والانتهازيين والمنتفعين الذين كانوا هم ايضا يصرخون ويزمجرون من منصات المنابر او من شاشات القنوات الفضائية عندما كانوا في صفوف المعارضة فاذا انتصروا  وامسكوا  بزمام الامور في بلدانهم ينسون كل تلك الايام بل وينسون كل رفاق دربهم الذين عملوا معهم ورفعوهم الى سدة الحكم وتخلوا عن كل تلك الاماني التي عاهدوا بها شعوبهم ان يوفروها لهم لو تسنى لهم الحكم ولكن بعد ان يتحقق لهم ما كانوا يطمحون به من حكم وزعامة تصبح تلك الحرية التي كانوا ينشدونها ويكافحون من اجلها   موتا زؤاما وسيوفا مسلطة فوق رقاب شعوبهم فهم يريدونها لانفسهم فقط ولكنها بالنسبة لشعوبهم يجب ان تبقى  مجرد شعارات يستمرون برفعها ويتمشدقون بالتمسك بها ويتفاخرون بتوفيرها في عهدهم الجديد اذ  لم يكن الشعب ليحضى بجزء منها في العهود السابقة ويخرج المطبلون المزمرون المنافقون ليقولوا وبملء افواههم هل كان الشعب يستطيع ان يتكلم بحرية مثل ما يستطيع الان 00؟؟؟ نعم لقد صدقوا فهم صادقون ولكنهم لا يقولون لابناء شعبهم إن مسدساتنا الكاتمة هي بانتظار كل من يتفوه او يعترض او يتذمر مما هو فيه من خوف  وتفخيخ وموت زئام بل يجب ان تشكروا زعمائكم وانتم تستمتعون بهذا الفضاء الفسيح من الحرية فماذا تريدون ؟؟؟ لقد صنعنا لكم دستور وهو احسن ما يكون واجرينا انتخابات وهو ما تطمحون واجلسنا نوابكم تحت قبة البرلمان الذين فازوا  باصواتكم المليونية اليست هذه كلها من نعم الحرية التي تغرقون في اجوائها 00فلماذا تتظاهرون وتخرجوا لتحتجون 00 فان كان هناك ما يزعجكم ويخيفكم فهو من الاعداء الذين لايريدونكم ان تنعموا بهذه الاجواء السعيدة ولكننا جادون في ملاحقتهم والقضاء عليهم وعن قريب مع كونهم اعداء مجهولون ولكننا في البحث عنهم جادون  فلماذا لاتنتظرون فتحصلون على ما توعدون فنحن السابقون في النعم وانتم اللاحقون 00 اما اموالكم فهي في الحفظ والصون لايمسها إلا المطهرون00 وسوف توزع عليكم بالقسطاس وان كل ما تسمعونه من هدر وضياع مجرد اشاعات ينشرها المغرضون فلا تصدقون 00 فان الاعداء لا يريدون ان ينعم الشعب بهذه الحريات التي لاوجود لها في أي مكان اخر فكيف يكون الخير العميم فالرواتب ليس لها نظير في كل البلدان 00 والقصور الشامخات للعراقيين في كل انحاء العالم والمصارف والبنوك في العالم لم تعد تتسع لها اموال العراقيين لكثرتها والمشاريع ومصانع العراقيين في كل البلدان فان لم تكن تصدقوا فاذهبوا الى كل الدول العربية كي تتأكدوا بانكم في نعيم 00 افلا تذكرون ما فعله بكم صدام فقد استبدل الحرية بكم الافواه وحرمكم من الكلام فهل كنتم تستطيعون ان تتحدثوا بحرية كما انتم الان  ومنعكم من اخراج اموالكم خارج البلاد 00 أما ما تسمعونه من تفجير هنا وهناك فهي فهي طرقات احتفالات بالعهد الجديد اولربما احداث متفرقة  وهو امر طبيعي يحدث في العديد من البلدان افلا يحدث في افغانستان ويحدث في الصومال وزنجبار وكأن العالم ليس فيه غير هذه الدول 00 ثم يقولون الم يحدث في لندن انفجار؟؟؟ اذ حتى لوحدث حادث واحد فالالف حادث والحادث الواحد شيء واحد أي انه حدث فلا فرق بين ان يحدث حادث واحد في السنة ويحدث مائة الف حادث فهوشيء على السواء  أي انه حدث00 فنحن اليوم لانختلف قيد انملة عن انكلترا 00 وتذكروا عهد صدام الذي حرمكم حتى من التفكير 00 فجاء الامريكان ومن معهم  ليعلنوا الحرية للجميع ففرح الجميع وصدق الجميع وراحوا يتكلمون ويتحدثون ويخطبون في المساجد والمنابر واصدروا الصحف وشكلوا التنظيمات والاحزاب وتعالت الاصوات وتأسست القنوات الفضائية وتحققت الحرية في اجلى مظاهرها فماذا بعد هذا الرخاء ؟؟؟؟ 00 ولكن ماذا حل وماذا جرى ؟؟؟؟؟ لقد عاد صدام من جديد ولكن بقناع 00 وليس بالمنع والقمع كما كان يفعل سابقا 00 فاليتكلم كل من يريد الكلام وبحرية مطلقة واليكتب الكتاب ما شاءؤ ان يكتبوا واليفعل المرء مايريد 00 ولكن سوف تنتظره المفخخات وتلاحقه المسدسات لتكتم انفاسه وتمنعه عن الكلام وتجعله يعيش برعب على مزاجه دون ضغط او تهديد وتجعله يتلفت يمنة ويسرة وهو يسير في الشارع وهو لايعلم هل سيعود ام لايعود  00 فان كان المواطن في عهد صدام السابق كان عليه ان يسكت فيسلم اما في عهد صدام الجديد فانه لا يعرف كيف يجب ان يسلم 00 فصدام هو نفس صدام الامس فكل ما فعله الامريكان ان البسوا صدام القناع وغيروا ثيابه باخرى من نوع جديد والبسوه احزمة ناسفة ووضعوا في جعبته مسدسات كاتمة واركبوه سيارات مفخخة واطلقوه في الشوارع والمحلات ليفجر ويقتل كل من يتكلم في هذا الفضاء الواسع من الحرية 00وفي كل حادثة باسم جديد00  فزبانية الشيطان في كل مكان وهم يمجدون ويتفاخرون في فضاء الحرية الواسع في كل ندوة تلفزيونية بثيابهم اللماعة وشعرهم السوكي المنتفش ليعلنوا للملا عن الحرية التي توفرت لهم الان دون خوف او وجل وان من يقتل او يصاب بشضية  فهو امر الله وهو قدر مكتوب ولا مهرب من امر الله فقد جاء الاجل ولكن ليس على يد عزرائيل السماء بل على يد عزرائيل الارض لمن تسول له نفسه عن انكار  النعم التي اندلقت على اجساد الفقراء والمعدمين كما اندلقت  على اجساد الاعضاء والمستشارين  وبعض المسؤولين ومن لايعترف فهو ناكر للجميل فحق عليه عذاب الله باطلاقة رصاص او عبوة ناسفة تسكته وللابد لكي يكون عبرة لمن اعتبر والله من وراء القصد ونعم الوكيل على المفترين الذين ينكرون النعم فان زبانية جهنم بعض المتحدثين بالسنة المسؤولين مما يطلقون التصريحات في المؤتمرات الصحفية  حول الحريات الواسعة بسعة الرواتب والمخصصات  وما س س س س س يعم على الفقراء والبائسين الباقين وهم قلة يعدون على عدد الاصابع حيث سيكون لكل فرد منهم قصر وعروس وسيارة شبح و من نعم مقبلة اخرى لاتعد ولا تحصى ( احنه بالحرية احسن الصنوف 00 ولميصد ك بينه خل يجي ويشوف ) واليستمتعوا بهذه الحريات التي وفرها لنا (الامريكان – صدك لو كالوا تجيك التهايم وانت نايم ) اوليست الحرية اجلى مظاهر الديمقراطية وبما اننا النموذج الاوحد للديمقراطية في المنطقة اذا فاننا البلد الاول في الحرية المطلقة هذا ما يقال امام المايكروفونات في المؤتمرات الصحفية القائمة على قدم بلا ساق ولكن بعد اطفاء المايكروفونات يقولون الويل الويل لمن يقول لاحرية في هذا البلد فالحرية بدون لعلعة الرصاص لاطعم لها ولا مذاق فهل يستطيب الطعام من دون ملح او بهارات فبهارات الحرية هي ما يعيشه الشعب اليوم من سلام ونعيم وهناء والذي يقول غير هذا فاجهزة المراقبة من الاقمار الصناعية له بالمرصاد والكاميرات الخفية ستراقب تحركاته حتى داخل غرف نومه لكنها عاجزة عن كشف سيارات الحمل المليئة بالمتفجرات والتي تجوب الشوارع بكل يسر وامان متعدية كل الحواجز والسيطرات 00 ياسبحان الله حتى الاجهزة يمكنها ان تفرق بين الغث و السمين فالحرية هناء ونعيم 000!!!

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا