<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان رابطة المراة العراقية  بداية ونهاية
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               مقالة للكاتب يوسف علي خان                    

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

رابطة المرأة العراقية  

 

بداية ونهاية

 

 

يوسف علي خان

 

كان للدور الذي لعبته الدكتورة نزيهة الدليمي مبعثا للفخر والاعتزاز ليس للنساء العراقيات الوطنيات الديمقراطيات فقط بل لكل فصائل الشعب العراقي من كلا الجنسين 0 فقد غامرت وهي المراة المسلمة المحافظة بان تؤسس منظمتها النسائية سنة 1952 في ظل ضروف صعبة كانت تهيمن عليها الرجعية الملكية المتسلطة تحت ظل نظام بوليسي استبدادي متعسف ومتعجرف قاده نوري السعيد وزبانيته من السياسيين واجهزته الامنية القمعية الذين ملأؤا السجون والمعتقلات بالاف الشبان والشابات المناضلات وخلال كل تلك الضروف القمعية المتعسفة   تجرأت وانشأت تلك المنظمة العتيدة وتمكنت ان تلف حولها ذلك الحشد الكبير من النساء الفضليات المثقفات اللواتي تمكن من اختراق صفوف المجتمعات الفقيرة المعدمة المتخلفة لتنشر مبادئها واهدافها النبيلة الديمقراطية وتجمعهن تحت مظلة حركة نسوية ديمقراطية اشتراكية اممية استطاعت ان تستمر في نظالها السري طيلة ثمان سنوات حتى فجر يوم 14 تموز حين كشفت عن نفسها وخرجت الى الفضاء الخارجي تعلن عن نفسها دون خوف او وجل واخذت وزميلاتها المناضلات بالعمل بكل همة ونشاط اثارت اعجاب الجميع خاصة الزعيم عبد الكريم قاسم حيث اختارها كاول وزيرة داخل النظام العربي برمته 00 واستمرت في عملها مع بقية اللجان المتخصصة وبمساعدة بعض المناضلات امثال سالمة الفخري شقيقة سليم الفخري المناضل والضابط السابق في الجيش العراقي  وبتول الاوقاتي شقيقة جلال الاوقاتي قائد القوة الجوية وسافرة جميل حافظ وغيرهن من النساء الناشطات في العمل النسوي وكن يقدمن اعظم الخدمات خاصة في محو الامية المتفشية بنسبة عالية في المجتمع العراقي فانشان المدارس في القرى والارياف كما فتحن العديد من المشاغل لتعليم الخياطة والحياكة كما اوجدن العديد من فرص العمل لهذه الشريحة الفقيرة من العاطلات عن العمل وغير ذلك من الاعمال المجيدة اضافة للندوات التثقيفية المكثفة التي خلقت وعي ثقافي  جماهيري كبير بين هذه الشرائح الاجتماعية التي كانت منزوية داخل الصرائف وبيوت الطين 00 ورسخت النهج الديمقراطي في عقولهن بنقلة نوعية لم يكن يحضين بها من قبل حيث كان يقتصر التثقيف والتعليم ومختلف النشاطات الاجتماعية على الطبقات العليا الوجيهة والثرية من بنات العائلات 00 فانبرت تلك المراة وزميلاتها بنشاطات عجز عن فعله الكثير من الرجال ونالت اعجاب مختلف طبقات الشعب واستمر نشاطها حتى صبيحة الثامن من شباط اذ وقع ذلك الانقلاب المشؤوم وانقض زبانيته على الملايين من ابناء الشعب العراقي ليعيد الرجعية تسيطر على الحكم من جديد واضطرت جمهرة المناضلات وعلى راسهن الدكتورة نزيهة الى التخفي بعد ان اصدر البعثيون امرا بابادة الشيوعيين وباعتبار كل من ليس بعثيا هو شيوعيا وقد اعتقل الالاف من الرابطيات ونالت المناضلة سافرة جميل حافظ على اوفر قسط من التعذيب في غرف الملعب في المنصور فقد فعلوا بها مالم يفعله هولاكو في سكان بغداد وتوقف النشاط الاجتماعي النسائي فترة من الزمن خلال حكم البعث الذي استمر ثمانية اشهر وما اعقبه من الحكم العارفي وتشتت العديد من الرابطيات في العديد من الدول والمهاجر وبقين هناك حيث برزت بدلهن ما سمي الاتحاد النسائي من المنتميات البعثيات والمواليات للنظام بينما حاولت بعض السيدات في الخارج لملمة صفوفها وتجميع ما تواجد من النساء الديمقراطيات ليعيدن تأسيس الرابطة من جديد غير انه اتخذت اتجاها مختلفا ومنحا عنصريا اتسم بالطابع الكردي القومي العرقي والتفت حولها بعض الطوائف الدينية من المسيحية واليزيدية واخذت الرابطة تعمل تحت دعم وغطاء الحركة الكردية التي استطاعت ان تكسب التعاطف الاوربي وتظمه الى جانبها ضد الحكومات العراقية المتعاقبة وقد اتسمت الرابطة النسائية العراقية هي نفسها بهذا الطابع وقادته بعض النساء المسيحيات من الاشوريات والكلدان او الكرديات فاخذ هذا الطابع العرقي والطائفي يترسخ ويبتعد عن الطابع الاممي العام الشامل لكل العراقيات00 وفقدت الرابطة صفتها الاممية التي كانت عليها ايام مؤسستها الدكتورة نزيهة الدليمي مع بقاء الاسم والعنوان على حاله ولكن بثوب اخر بعيدا كل البعد عن الطابع الاممي الديمقراطي الاشتراكي الذي ينافي العنصرية العرقية  والطائفية ويتعارض معها00 حيث كانت الرابطة تظم كل الفئات دون النظر للعرق والطائفة عند تأسيسها 00 ولربما كانت معذورة في اتجاهها هذا الاتجاه المنغلق للمواقف العدائية الذي اتخذه النظام البعثي خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي غير انه استمر على هذا النهج الشوفيني العرقي حتى بعد الاحتلال وزوال الحكم البعثي الصدامي وهو امر كان يجب ان لايكون بل كان المفترض ان تعود الرابطة الى عهدها القديم بالانفتاح على جميع الشرائح النسوية العراقية بغض النظر عن عرقها او طائفتها وتستأنف العمل كما كانت على عهد المؤسسة الاولى وان تنطلق الى كل المحافظات العراقية ولا يقتصرنشاطها على المجتمع الكردي وما انظم اليه من اعراق وطوائف لاتمت الى القومية الكردية بصلة كالكلدانية والاشورية المسيحية  العراقية الاصل 000 والتي بقيت على ديانتها المسيحيه حتى بعد الفتح الاسلامي للبلدان العربية التي تدعى بالهلال الخصيب التي احتوتها الامبراطورية الاشورية والكلدانية في فترة من الزمن البعيد00 ولكن لقد استطاعت الحركة الكردية اقناع الطوائف المسيحية بالانظمام اليها والانتساب لها كسبا لحمايتها من المتشددين الاسلاميين  والاعلان زورا بانها من العرق الكردي الاري الذي سكن العراق منذ اقل من الف سنة بينما الاشورييون والكلدان سكنوا العراق منذ اكثر من سبعة الاف سنة تقريبا و بدفع من الحكومات الكردية حيث ان غالبية هذه الطوائف المسيحية تسكن في مناطق يحاول الاكراد ضمها الى دولتهم الموعودة لتوسيع رقعتها الجغرافية  بجعل المسيحيين الساكنين فيها تبعة لهذه الدولة المرتقبة  عند انفصالها رسميا عن العراق حيث انهم يسكنون في رقعة كبيرة لربما تكون ضعف ما هوعليه الاقليم الكردي في الوقت الحاضر وفيه معظم الاراضي الخصبة التابعة لمحافظة الموصل الوافرة الخصوبة والصالحة للزراعة على اكمل وجه 00 وقد كانت رابطة المراة من ضمن المنظمات التي تضم اليوم المئات من النساء المسيحيات وانها تسيطر عليها سيطرة شاملة تقريبا واللواتي وجدن في الاقليم الكردي ملجأ امن لهن فتخلين عن نهجهن التقدمي الديمقراطي الاممي الى الانغلاق ضمن الدعوة العرقية القومية الكردية وابتعدن عن مجالهن الواسع داخل المجتمع العراقي الكبير 00 فتقلت نشاطها الى المناطق الكردية او الى خارج العراق بسبب ضروف المطاردة والملاحقة التي مارسها معهن النظام البعثي ما جعلهن ينقلبن هذا الانقلاب الخطير في توجهاتهن الديمقراطي الاممي الى التوجه العنصري العرقي حيث اضحت الرابطة رابطة للقومية الكردية فقط ورفض أي دعوة وطنية توحدية ضمن العراق الكبير الموحد وكما كانت عليه في سابق عهدها 00 ايام مؤسستها الاولى مع انهن بقين محتفظات بنفس الاسم ولربما من اجل كسب الدعم وعدم اثارة حفيضة النساء الديمقراطيات التقدميات  العراقيات عليها 00 حيث اضحت هذه المنظمة العتيدة واجهة دعاية للحركة الانفصالية متخلية عن تلك المباديء الانسانية العظيمة في الدفاع عن حقوق كل النساء العراقيات دون تمييز او تفريق او تهميش 00 وبعد ان تولت قيادتها بعض النساء الكرديات او الاشوريات اوالكلدانيات اللواتي وقعن تحت ضغوط القيادات الكردية وطلبا لحمايتهم 00 واخذن يقفن موقفا عدائيا من أي شخصية رجالية او نسائية تدعو للوحدة العراقية وترفض الانفصال محاولات خلق الفرقة بين النساء المسلمات العربيات وبينهن متبرئين من كل مبادئهن التقدمية الديمقراطية التي ترفض الشوفينية العرقية 00 مدعين بعداء المسلمين لهن 00 متخذين من بعض الاحداث المؤسفة  والجرائم التي تعرض لها المسيحييون حججا  والتي  ارتكبها  تجاههم اناس مجرمون مدفوعون من قبل جهات اجنبية لا علاقة لها بالاسلام والمسلمين متعمدين خلق الفرقة بين الطائفتين لتنفيذ مأربهم للاستيلاء على اراضيهم في سهل نينوى او ما يسمونها بالاراضي المتنازع عليها  كما اسلفنا  00 لذا فعلى الاشوريات من النساء والكلدانيات ان يكن اكثر وعيا ويفهن ويدركن ما يحاك لهن في الخفاء ويدركن بانهن هن الاصل من سكان العراق الاوائل 00 وان الضرر الذي يصيب العراق سوف يصيبهن لا محال وان الظلم الذي وقع ولا زال يقع عليهن وقع على الجميع مسلمين ومسيحيين 00 فالرابطة هي المعبر عن نصف سكان العراق من الشريحة النسائية وان الانغلاق العرقي خطر قادم ان لم نتوحد 00 وعلى القائمات على شؤون الرابطة في الوقت الحاضر الانفتاح على كل الشرائح العراقية دون اغفال احد وان تكن مستعدات لتقبل الرأي والرأي الاخر وينشرن ما يكتبه الاخرون دون تحفض او انتقائية  حتى الذي يجدنه مخالف لارائهن ولا ينخدعن بادعاءات الامريكان ووعودهن الكاذبة  ومن خلفهن دولة فرسان مالطة واتبور  ومنظمة فريدم هاوس فهي منظمات تعمل على تقسيم وتجزأة البلدان كي يسهل تدميرها وباساليب متنوعة وباغراء المال من الاعانات المليئة بالسم الزعاف  00 وعلى الطوائف ان تأخذ عبر مما فعله في الماضي البريطانيون مع العديد منهم حيث شجعوهم ثم تركوهم ليقتلوا ويسحقوا ويشردوا والنجاة لمن اعتبر 000 وانا اذ اتحدث فمن منطلق محبتي وحرصي على الجميع والله على ما اقول شهيد 00 !!

 

المحامي يوسف علي خان

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا