<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان جدوى المنظمات النسائية واهدافها

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

جدوى المنظمات النسائية واهدافها

 

يوسف علي خان

 

المنظمات النسائية وجدت ليس فقط كي تبحث لها عن مقعد هنا وهناك او لمجرد اثبات وجودها في المحافل الدولية او الوطنية ولكي تعقد الندوات والمؤتمرات وتلقي الخطب بل عليها ان تدافع عن كل ما يعتور المراة من تهديد واضطهاد واكثر ما يعتورها من ذلك هو داخل اروقة بيتها وبين جدرانها الاربعة آما ما يظهر على السطح من معوقات وعقبات فهو لا يمثل سوى جزء ضئيل مما تواجهه في حياتها الخاصة وفي الخفاء وهو الاهم ..

 فعلى المنظمات النسائية ان تخترق البيوت وتبحث عن الاسرار 0فصحيح ان خصوصيات المرء خط احمر لكن مشاكل المراة ومعاناتها ليست من خصوصياتها فهي معاناة عامة وشاملة وتخص المجتمع برمته ولا تدخل في خصوصياتها فقط فهي لاتخص امراة بعينها وانما هي ظاهرة اجتماعية متردية ومتخلفة واعتداء صارخ على حقوقها كانسانة من بين البشر ..

 فالظلم  والاجحاف الذي تتعرض له ليس من خصوصياتها او متعلق بذات معينة من بنات  جنسها.. كذلك فهي ليست من خصوصيات الرجل او من جملة حقوقه ان كان اب او كان اخ او مهما تكون درجة قرابته بها وانما هي مظاهر معيبة ومخجلة تمس مجتمع باكمله وتعطي صورة سلبية مشوهة عن المجتمع العربي او المجتمع الاسلامي بشكل عام ..

 فان ما ساذكر مما شاهدته قبل خمسين سنة ليمثل ابشع صور الاضطهاد الذي تتعرض له المراة على يد اقرب الناس لها وهو والدها والذي ينتزع منها حياتها وهي لازالت مراهقة في سن الثامنة عشر..

 عندما خرجت يوما الى الشارع على اصوات هرج ومرج وصراخ وعويل فوجدت الناس متجمهرين متجمعين فحشرت نفسي بينهم بحكم الفضول لاعرف ماذا يجري قرب دارنا واذا باحد المتجمهرين يخبرني بان جاري الضابط الكبير في الجيش والذي يحتل منصبا رفيعا فيه قد قتل ابنته واصاب زوجته وانتحر وقد استطاعت ابنته الصغرى ان تفلت وتهرب دون ان تصيبها رصاصات ابيها حيث اختفت في بيت احد الجيران ..

 فقد تحطمت عائلة باكملها كانت تعيش حتى ذلك الوقت بسعادة وصفاء .. عائلة مكونة من رجل وزوجته وابنتان اثنتان مراهقتان لم تتجاوزا العشرين من اعمارهما كن يعشن متحررات وعلى درجة كبيرة من الانطلاق كما كنا نشاهدهما في معظم الاوقات حيث كثيرا ما كنت اشاهد الكبيرة وهي تركب الدراجة الهوائية التي كانت تستعيرها من احد الشبان المتواجدين عصر كل يوم  وتنطلق في شوارع المنطقة بكل جراة كما كانتا تذهبان الى النادي الاولمبي كي تلعبان التنس بكل جدارة وبالشورت القصير وكانت الام تشجعهما وتخفيان سرهما وعما يفعلانه من ابيهما المحافظ والمتشدد الذي كان مشغولا معظم الاوقات داخل المعسكرات ولا يعلم ماذا يدور داخل بيته او ما تفعله بناته و هو ما يخالف ارادته وعقليته العسكرية المتعصبة ..

 حتى اكتشف علاقة ابنته مع احد رواد النادي الذي ارتبط معها بعلاقة حب حميمية وذلك من قبل احد الوشاة اللؤماء او العذال فنقل الخبر لابيها فترصد لها ووجدها متلبسة معه وهي تلعب التنس في النادي فامسك بها واعادها للبيت حيث اطلق عليها الرصاص فماتت في الحال وحاول قتل الجميع اذ تأكد ما كانت تخفيه عنه زوجته من تصرفات بناته فاصابها بجرح بليغ وقتل نفسه بعد ذلك وانتحر ..

 فان هذه القصة الحقيقية الواقعية التي لازال امثالها تتكرر حتى يومنا هذا ولا يعلن عنها بل ويعتم عليها فيجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار وتضعها المنظمات النسائية وامثالها منهاجا لكل نشاطاتها وتحركاتها من اجل خلق وعي حضاري تحرري تقدمي لازاحة هذه النعرات القيمية المتخلفة والمترسخة في نفوس الكثيرين لنبذ الظلم والتضييق الغير مبرر الذي يقع على الفتيات من قبل ذويهم وفضح وكشف مثل هذه الممارسات وليس التغطية عليها او اغفالها والتكتم عليها وعدم نشر اخبارها  واعتبارها من الخصوصيات او من الاسرار العائلية التي لايجوز التعرض لها بل انها ظواهر اجتماعية تخص جميع افراد المجتمع وتسيء اليهم ولا يجوز السكوت عنها وتجاوزها كما تفعل العديد من المنظمات النسوية التي تتحاشى الخوض بمثل هذه الامور خاصة اذا ما تعلق الامر بالمواضيع العاطفية وعلاقة المراة بالرجل فهي محور الحياة الاجتماعية للبشر في كل زمان وفي أي مكان وخاصة في المجتمعات العربية والاسلامية التي لازالت محل جدل كبير ..

 بينما هي من صميم اهدافها ويجب ان تكون من اولويات برامجها التثقيفية وان تساهم في الكتابة حولها ونشر ما يكتبه الكتاب عنها كي تتطلع المجتمعات النسوية على ما يدور من مظالم وما  يمارس من سلبيات وجرائم اجتماعية ضدها فان قتل تلك الفتاة وكسة عار تلطخ كل المجتمع النسوي لمجرد لعبها التنس في نادي رياضي عام او لارتباطها بعلاقة عاطفية  بحجة التمسك بالقيم والحفاظ على الشرف والتقاليد فمثل هذه الظاهرة بالتأكيد ستعيدنا الى عصور الجاهلية ووأد البنات التي كانت تمارس قبل ظهور الاسلام باعتبار ما ستجلبه من عار عليه عند كبرها مفترضا صفة الفساد الاخلاقي لكل انثى وهو افتراض خطير ومنافيا لمكانة المراة في المجتمع ..

 فعلى المنظمات النسائية ان تكون اكثر جراة وشجاعة لفضح مثل هذه الممارسات اللا انسانية واختراق الحواجز العفنة التي تروج لمثل هذا التراجع الاجتماعي الذي بدأ ينتشر بين بعض المجتمعات النسوية  في ظواهر مشينة تسيء للمراة وتمسخ شخصيتها وليس كما تدعي بعض المتخلفات مما يقبلن على انفسهن هذه المهانة التي يمارسها الرجل مهما كانت صفته وعلاقته بها فهي ارفع من ان تداس كرامتها وتعامل كسلعة او امة او جارية تستجيب لنداء الرجل وتخضع لسطوته الغاشمة تحت ظل تلك الاغطية البالية المتهرئة التي عليها ان تمزقها لا ان تزيد من لفافاتها عليها وتقيد انفسها باصفاد من الحديد بارادتها وتعتم على تلك الجرائم التي يرتكبها الرجل بحقها تحت ضلالة العفة والفضيلة والتقاليد فالشرف مصان بارادتها لا بتكثيف الاغطية فوق اجسادها او بقتلهن لاي مظهر تحرري هو من صميم حقوقها  مستندين الى تأويلات وتبريرات ترفضها كل العقول النيرة المتحضرة الواعية ..!!!

 

11/16 /2010

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

مقالة للكاتب والمحامي

يوسف علي خان

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 
 

 

لا

للأحتلال