<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان حرب الملفات وانتهاء زمن الصفقات

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

حرب الملفات

 

وانتهاء زمن الصفقات

 

 

 

يوسف علي خان

 

لقد عودنا الغرب ان يفاجئنا في كل يوم باختراع جديد يخدم فيه الانسان ويخفف عنه جهده العضلي ويقرب له المسافات ويذلل له الصعوبات ويزيد حياته رفاهية بكل ما يقدمه من ابتكارات صناعية تتطور بشكل دائم .. غير ان العراق على ما يبدو قد فاق كل مبتكرات الغرب واختراعاته ولكن ليس بالصناعة والتكنلوجيا فهو ليس بحاجة  لارهاق نفسه  كبقية دول العرب في امور تأتيه جاهزة مصنعة مسلفنة وما عليه سوى استعمالها والتمتع بعطائها كصناعة السيارات والطائرات والثلاجات والكومبيوترات فكلها تأتيه من الغرب الذي يجهد نفسه كي يقدم للعرب والعراقيين كل ما تقتضيه الحياة الهانئة السعيدة مقابل سوائل مدفونة تحت الارض تدعى ((( النفط ))) هو ليس بحاجة اليه ولا يشغل نفسه فيه طالما هناك من هو مستعد لاستخراجه وارسال بدلها كل ما لذ وطاب من وسائل الراحة والترفيه والاستمتاع حتى لنظره الثاقب وما يرغب ان يراه مما لا يستطيع مشاهدته بين قومه وذويه .. فلماذا اذا بعد كل هذا الدلال الذي يحضى به من قبل الغرب يتعب نفسه في العمل وبذل الجهد طالما هناك من يقوم مقامه ويحقق له كل احلامه وامانيه بمجرد الضغط على زر((( افتح ياسمسم ))) فما عليه سوى ان يفتتح المضيف ويستقبل الزوار ويحتسي فناجين القهوة العربية اليمنية الاصيلة منم الدلة التي يدور بها العبد على الجلاس  .. وحيث لم يعد هناك ما يتعب به نفسه فلا بد ان يشغل نفسه بما يسليه ويقضي به فراغه الطويل فاوجد البرلمان ويستعيض عنه بمضيف ايام زمان فقد غدى من مخلفات الماضي فجلس في البرلمان كي يشن الحروب ولكن ليس بالمدافع والدبابات بل بكثافة الملفات   ويعقد المؤتمرات فتحتدم النقاشات وتتبادل الاتهامات واذا بها بعد كل هذا العناء تهدأ النفوس وتختفي الصدامات وبشكل مفاجيء قد يثير الاستغراب وتعود المياه الى مجاريها وكأن شيئا لم يكن ويعود الناس احباب كما كانوا واكثر من ذلك  .. فهي مجرد تظاهرات ومناورات وابتزاز مواقف والحصول على مكاسب ومنافع وفعاليات يشغلون بها انفسهم لقتل الضجر والملل من الجلوس على المساطب .. فهم ليسوا بحاجة لشيء فقد حج الجميع الى البيت الحرام كي يحصلوا على الضمان في الدخول الى الجنة  ويغسلوا ذنوبهم ما تقدم منها وما تأخر.. ثم فهم لم يتركوا بلدا على وجه الارض إلا زاروها وشاهدوا معالمها التاريخية والاثرية وحفلاتها الصاخبة الليلية واسسوا الشركات وبنوا العمارات وفتحوا القنوات الفضائية... وليلهم نهار دائم دون ترشيد في الكهرباء او انقطاع ولا(( شدوا الحزام )).. فاخترعوا قتلا للوقت هذه اللعبة الفريدة والتي يجب ان يمنحوا عليها براءة اختراع ويحصلوا على جائزة نوبل كما حصلت عليها توكل كرمان بتهدأة الامور وتثبيت السلام ... وقد عودتنا هيئة النزاهة خلال السنوات الماضية الذي تاه المواطن في التفريق بين لجنة النزاهة في البرلمان وبين هيئة النزاهة المستقلة وهو لم يلمس منهما سوى الوعود في كشف الفساد إلا لربما على الموظف الصغير والذي ارتشى الف دينار فالقانون قد ساوى بين من يرتشي الف دينار ومن يرتشي مليار دولار فالناس يسيرون وفق الحق والقانون ولكننا للاسف لم نسمع عن مصير المليار دولار فقد غادرت العراق  وهي لازالت خارجه في راحة واستجمام وسوف تحاسب لدى عودتها على بركة الله ان عادت وهو ضرب من الخيال  ...واستمر صوتها يلعلع حتى بح من الصراخ والفساد في ازدياد .. فتململ الشعب يطالب بمعرفة النتيجة فلا خدمات ولا كهرباء وخرج الى ساحة التحرير يسأل عن مصير المليارات فلا بد من التبرير ولا بد من الابتكار والتغيير فاخترعت صور الاستضافات وتجميع الملفات واشتعلت الحرب بين احد النواب وامين بغداد فشهر النائب في وجه الامين عشرات الملفات بكل حماسة وقمة الوطنية ولا يرجو من وراء ذلك غير مرضات الله والشعب.. وليس له في ذلك مصلحة ذاتية  وامين بغداد يقف عاجزا عن الجواب... فهي اتهامات واضحة ودقيقة وبالصور والمستندات .. لكن الامين مستند الى دولة القانون وهو عضو فيها فاستمر صامدا يشهر في وجه المستجوب موافقات رئيس الوزراء ثم انبرى العديد من اعضاء دولة القانون يهددون باشهار الملفات المضادة.. فهل يعني هذا ان الكل متورطون والكل لديهم ملفات فساد يحتفظ بها الخصوم عند اللزوم ام ان جميع الملفات محفوظة عند الادارة الامريكية توزعها لمن تشاء وهي تريد الان اسقاط الجميع بعد ان كانت هي السبب في فسح المجال وتوريط الجميع ولا زالت تورط الاخرين من ترغب باجلاسهم على الكراسي في المستقبل القريب ولماذا سكت الجميع طيلة تسع سنوات عن هذه التهم وهذه الملفات ونحن نعرف ان السكوت عن الجرائم جرائم بحد ذاتها يعاقب عليها القانون فان طرح الملفات عن قضايا سابقة سيوقع من يطرحها في نطاق المسؤولية القانونية وسوف تسجل عليه ان لم تتحرك الان فلابد وانها ستطرح في يوم من الايام عندما يسقط الفارس والمثل يقول (( اذا السبع سقط كثرت سكاكينه ))فهل ستتركون الملفات وتتراجعون  .. وهل سيفطن الجميع لعبة الامريكان فيوقفون حملاتهم وتتوقف الحرب ويعلنوا المصالحة  ويركنوا الى السكوت كما فعلوا خلال السنوات الثمان التي خلت .. على الاقل في الوقت الحاضر وتؤجل المباراة لانشغال الساحة بفرق رياضية اخرى وقد لا يطول الزمن .. فالدورة الالمبية السياسية العربية  قائمة على قدم وساق ونحن بانتظار الفائز .. اما بالنسبة لمباراتنا ومنذ 9/4/2003 لم نجد فيها لا حاكم ولا محكوم ولا متهم ولا بريء فمبارات السياسيين في تاجيل مستمر ويبقى الحال على ما هو عليه ولنقرأ على الدنيا السلام .. فاي ملفات تثيرون وعن أي ملفات تتحدثون وماذا كان مصير كل الملفات التي فتحت فاين وزير الكهرباء الاول والثاني والثالث والرابع ولربما سنصل الى العاشر والعشرين والملفات تفتح وتغلق وتوضع على الرف ويطويها النسيان فمن تخدعون وعلى أي ذقون تضحكون .. فقد ازالت الناس ذقونها واضحت بلا ذقون ... ومع كل هذا فارى ان امريكا قررت ازاحة الجميع من الساحة بعد كشف اوراقهم بيد بعضهم البعض .. فقد تعود السياسيون وخلال ثمان سنوات من الاحتلال تغطية الامور وتقاسم المنظور والمستور وقد ادت تلك السياسة بالاسائة لسمعة اميركا وتشويه صورتها فلا بد من تحسين الصورة بالتخلي عن الاصحاب والاطاحة بالرقاب وخلع الالبسة العسكرية واستبدالها بالبسة مدنية واخفاء جميع المظاهر المسلحة والتمويه على ما سيجري في الميدان فقد ظهر صدام جديد يريد ان يناطح برأس عنيد فلا بد من تهيأة الاجواء للا نقضاض باقل الخسائر وانجع الفرص .. فالاسد في طريقه للزوال والهلال الشيعي يجب ان يزال بابعاد الضفتين وقطع الاوصال بين الاخوين فالتسمية ليست اختراع اردني وانما هو اقتناع امريكي فماذا يشكل العراق وسوريا ولبنان فالامر او سع مما يبان .. فلدي اقتراح لاصحاب الشأن بان يقسموا الميزانية الى نصفين متساويين فيأخذ السياسيون النصف ويتركون للشعب النصف خاصة وان ميزانية هذه السنة قد جاوزت المائة مليار دولار فلو وزع على الشعب نصف المبلغ لانتفخ وشبعت البطون ورفعت الايدي الى السماء بالدعاء وخلت ساحة التحرير وانشغل الناس عن القال والقيل دون الحاجة الى فتح الملفات ولا الى لجان نزاهة او هيئات فتجلسوا على راحتكم تتقاسمون فهو مال وفير فان كان خمسون او حتى اربعون او ثلاثون مليار يكفي ثلاثون مليون من البشر فاظن ان خمسين مليار دولار تكفي لاعداد السياسيين المتقاتلين وقد لا يتجاوز اعدادهم الالاف القليلة فهي كافية لملء الحقائب وبناء القصور والعيش على ضفاف الريفيرا مع عوائلهم بسعادة وهناء .. فماذا تقولون بهذا الاقتراح وإلا ان اصررتم على فتح الملفات فالشعب قد وصل حد الانفجار ففي بطنه بارود اكثر مما صنعه نوبل في زمانه فهو ليس سيارة مفخخة تنفجر هنا وهناك ويسكت الناس عن الخسائر بل الخسارة اكثر مما تتوقعون فتخسرون الخيط والعصفور فماذا تقولون ؟؟؟؟؟؟... !!!    

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا