<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان صناعة الخوف في ابو طبر
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               مقالة للكاتب يوسف علي خان                    

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

صناعة الخوف في ابو طبر

 

 

يوسف علي خان

 

في السبعينات من القرن الماضي وبعد ان قفز حزب البعث فوق اكتاف احد الضباط المغامرين وهو  عبد الرزاق النايف فقد عين احمد حسن البكر رئيسا للجمهورية وقد تمكن هذا الرئيس ان يفرض صدام لكي يكون نائبه واقرب المقربين له وقد تذوق صدام حلاوة السلطة ولكنه من خلف ذلك الطموح الذي ليس له حدود داخل نفسيته المريضة  فقد وجد وخلال العشرة سنوات التي اعقبت تسلط البعث على الحكم بان طموحه فيه عثرة بكونه صاحب المنصب الثاني في الدولة ورغم تمكنه من تصفية العشرات من اعوانه ورفاقه في الحزب خاصة ناظم كزار الرجل الحديدي فقد وجد في بقائه بهذا المركز هو اقل من ذلك الطموح الذي يتفاعل في جسده نتيجة العشرات من العقد التي ركبته خلال سني حياته منذ طفولته وحتى وصوله عن طريق محاولة اغتيال عبد الكريم ونشاطه الكبير خلال الحكم العارفي انه لابد وان يكون له الموقع الاول ولن يتحقق له ذلك إلا بالاطاحة بولي نعمته احمد حسن البكر فلا بد اذا ان يهيأ الضروف ويمهد الطريق كي يصل الى هذا الموقع الذي لايعلو عليه موقع فبدأ ومن منطلق خبراته التي اكتسبها في الارجنتين خلال فترة اختفائه التبي امتدت لاكثر من ثلاث سنوات حتى ظهوره في مجلس عبد الناصر مع بوش الاب فقد اخذ يحيك الخطط ويختلق المبررات وقد وجد بانه خير وسيلة كي توصله الى مأربه هو خلق الخوف واثارة الرعب في نفوس الناس كي تزعزع الثقة في نفوسهم من استمرارهم في تقبل حكم البكر فبدأوا باشاعة خبر الحنطة المسمومة وهي حنطة معقمة و محصنة من الامراض  حصانة اعضاء مجلس النواب  و وزعتها الدولة على المزارعين غير ان البعض كما اشاعت بعض الفصائل من مؤيدي صدام قد باعها للمطاحن ووزعت على المواطنين ما احدثت حالات تسمم 00 وهكذا فقد ارعبت الناس واخافتهم من تناول الخبز او شرائه فكانت هي البداية في خلق الرعب ثم اعقبتها بعد فترة اشاعة المؤامرة الكبرى للقيام بانقلاب على الحكم من قبل ناظم كزار وبعض القياديين في حزب البعث وكان الغرض منها ازاحة المؤيدين للبكر كي يصفى لصدام الجو وتم التخلص من ناظم كزار واعدامه مع مجموعة من القادة الذين يدعمون البكر مثل وزير الدفاع ووزير الداخلية  واعقب ذلك  اشاعة مرض طاعون الجاموس وقد ادى هذا الخبر الى اشاعة الخوف من تناول جميع منتجات الالبان واثارت الذعر ردحا من الزمن  ثم وفي نهاية السبعينات من القرن الماضي رفعت اللافتات من قبل اعوان صدام  التي تحمل اسم الفارس دون ذكر الاسم صراحة 00 وبالطبع كان يقصد به صدام غير ان الكثير من الناس لم يدركوا الغرض من تلك اللافتات 00 واخيرا وبعد ان اخذ اسم الفارس يتلالا ويبرز اطلق  ابو طبر حاتم هبر وهو صديق صدام منذ ايام الدراسة الابتدائية وهو شخص كان قد درب تدريبا جيدا للقيام بمثل هذه المهمات فقد اجاد بما عجز صاحبهم جبار كردي على فعله حيث كان قد رشح في بداية الامر لهذا الفعل العامل في مؤسسة الحديد والخشب والذي كلفه صدام بتزعم عصابة للاغتيال بعد ان دبر له تهمة مفتلعة وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات بحجة  قتله احد الاشخاص غير انه لم يسجن عمليا وكان مختفيا في بيت ابن خالته المرحوم موسى ابو علاء في الوزيرية  اذ كان ينطلق من هناك للقيام بالاغتيال علنا وفي وضح النهار ثم يعود الى بيت ابي علاء 00 ولكن لم يستطع احد اثبات التهمة عليه باعتباره هو داخل السجن ومع كل ما قام به من عمليات   فقد  فشل وتعثر في العديد من المهمات التي كلف بها ما دفع صدام الى اغتياله هو واخوته والقضاء عليهم لاخفاء الموضوع برمته00 فاستبدل بحاتم هبر وهكذا بدأ حاتم مهمته على احسن ما يرام وتمكن شخص واحد ان يرعب شعب باكمله كما فعل بعدئذ صدام نفسه 00 واثار الذعر وحرم الناس من القدرة على النوم خوفا وهلعا 00 وقد استطاع ابو طبر ان يؤسس دولة الخوف الحقيقية التي مكنت صدام في النهاية من الاستيلاء على الحكم واقصاء البكر وقد اكتملت مسرحية ابو طبر بالاعلان عن القاء القبض عليه واختفى والى الابد دون ان يعرف مصيره الحقيقي 00حيث غادر العراق الى (( 0  0 000 )) بعد ادانة على الورق مثل مشاريع اليوم الورقية 00 وكما يغادر اليوم العديد من مسؤولي الكهرباء والتجارة بكل يسر لكونهم مواطني جنسيات اجنبية 00  وبدأ صدام مشواره في حكم العراق  لاكثر من عشرين سنة مليئة بالحروب والنكبات والدمار وقامت اليوم بعض الفرق التمثيلية كي تمثل قصة ابو طبر كما تهوى ومن وحي الخيال وقد فرخ لنا اليوم ابو طبر الف الف ابوطبر مما مارسوا اساليب القتل بمختلف الذرائع والتبريرات 00 ودون ان تنفذ الاحكام بقاتل واحد لكونهم ابرياء من وجهة نظر المحاصصة وبموجب قانون التراضي وعلى نظام شيلني وشيلك (( فتعاونوا على البر والتقوى ولا تتعاونوا على التحاصص والترضيات )) وهكذا يكتب التاريخ في معظم الاحوال من بحر من التحريف وبحسب الميول والرغبات والمصالح  والدليل ((  الولو --  شاهد مشفشي حاكة )) فقد حاول مخرج المسلسل ابعاد الشبهات عن صدام 00 وفاته انه لم تكن حتى الدجاجة تبيض بغير موافقته 00 وانه اعدم وزير الصحة بيده لانه قدم رأيا فقط 00وان العائلة الواحدة كانت تخشى من بعضها من خلال الملايين من التقارير التي كان يرفعها الابن على ابيه والاخ على اخيه وللاسف قد عاد الحال كما كان عليه بل ولافضع منه فان تمكن ابو طبر ان يقتل عشرة اشخاص فقد استطاع تلامذته ان تقتل الملايين من ابناء هذا الشعب 00ولكن بطرق ومنافذ اخرى فهو مقود سيارة يمكننا ادارته كيفما نريد 00فقد تعددت الاسباب والقتل واحد 00 فابو طبر لم يكن سوى ظاهرة ذلك العصر الذي حكم فيه صدام ولكل عصر فنونه فنحن اليوم مطوقون بما عجز عن فعله ابو طبر  والله هو الستار الرحيم 000!!!  

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا