<%@ Language=JavaScript %>  واثق زبيبة مكر الله وغضبه
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                 علوم أسلامية للكاتب واثب زبيبة             

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

 

مكر الله وغضبه

 

 

 واثق زبيبة

 

رأينا إن  البغاة الطغاة الذين اعتزوا بقوتهم واغتروا بما لديهم من كثرة عدد وعدة ووسائل قمع أعلنوا غطرستهم ، وأظهروا هيمنتهم ، وداسوا  على القوانين ، وتجاوزوا كل المبادئ والأعراف الدولية أو البشرية أو الإنسانية !

  سلطة الظالمين الجبارين الذين يستخدمون القوة والبطش في سبيل غرورهم وأغراضهم الشخصية،  ويجعلون الناس عبيداً يخضعونهم لميولهم. وفي الانظمة الاستبدادية والديكتاتورية والرأسمالية والعماليّة « البروليتارية » يحمّلون الناس هكذا عبودية ويحملون المجتمع قهراً على التبعية  للقوانين والمقررات المخالفة للحقّ والعدالة .

وكذلك يستخدمون في المكر والكيد أساليب التعذيب البشعة ، فيما يتتبعون به الأنفاس ويلاحقون به الناس شرقاً وغرباً ، ويذل لهم من يذل ، ويتوافق معهم من يتوافق ، ويغترّ بهم من يغترّ ؛ ليمضي الله أمره ، ويجري قدره ، ويظن  الطغاة والظلمة أنهم قد أحاطوا بكل شيء علماً ، وأنهم قد أحكموا لكل شيءٍ تدبيراً ,وتذكرت قوله تعالى""وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51)"النمل""

أقول _إن أقدار وسنن الله لا تتغير ولا تتبدل , وهي باقية وماضية  الى يوم القيامة, والقرآن عندما يتحدث عن الأًمم الماضية الغابرة وما حل وجرى بيها من الهلاك والدمار , مقصود ربنا إنذارنا وتحذيرنا , ونعتبر مما جرى على الامم السابقة 0

وهذه الايات عقب الله بها على قصة ثمود مع أخيهم صالح (عليه السلام) حين دعاهم الى الحق وإلى الهدى فلم يستجب قومه , بل تكبروا وعتوا عتواً كبيرا , وتنامروا على نبي الله صالح (عليه السلام) وأهليه وسعوا الى إهلاكه والقضاء عليه وعلى أهله حتى لايبقى له أثر ,كما ذكر الله ذلك عنهم بقوله : "وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49)"النمل""

وروي عن ابن عباس أنه قال : استفدت من القرآن أن الظلم يخرب البيوت ويهدمها , ثم استدل بالاية الكريمة " فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا"النمل  25)"(مجمع البيان ج7 ص60)

وفي الحقيقة فإن تأثير الظلم في تخريب البيوت والمدن والمجمعات لايقاس بأي شيء ,فالظلم يأتي بالصاعقة المهلكة , والظلم يزلزل ويدمر 0000 والظلم له أثر كأثر الصيحة – في السماء – المهلكة المميتة ,وقد أكد التأريخ مراراً هذه الحقيقة وأثبتها ,وهي أن الدنيا قد تدوم مع الكافر ,إلا أنها لاتدوم مع الظالم أبداً0

قال ابن كثير في تفسيره عند هذه الاية )) يخبر تعالى عن طغات ثمود ورؤوسئهم الذين كانوا دعاة قومهم الى الظلال والكفر وتكذيب صالح , وآل بهم الحال إلى أنهم عقروا الناقة , وهموا بقتل صالح أيضاً,وبإسناده عن عبد الرحمن بن ابي حاتم أنه "لما عقروا الناقة قال لهم صالح " فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65)هود"

قالوا:زعم صالح إنه يفرغ منا الى ثلاثة أيام فنحن نفرغ منه وأهله قبل ثلاثة أيام .وكان لصالح مسجد هناك يصلي فيه ,فخرجوا إلى كهف (أي غار )هناك ليلاًً ً, فقالوا "إذا جاء يصلي قتلناه ,ثم رجعنا إذا فرغنا منه إلى أهله ففرغنا منهم , فبعث الله عليهم صخرة من الهضب حيالهم ,فخشوا أن تشدخهم فتبادروا ,فانطبق عليهم اصخرة وهم في ذلك الغار , فلايدري قومهم أين هم ولا يدرون ما فعل قومهم , فعذب الله هؤلاء ها هنا , وأنجى الله صالح ومن معه(تفسير ابن كثيرج6 ص200)0

 إذا ً أن عاقبة الظلم الدمار والهلاك , وأن عاقبة الايمان والعدل النجاة والفوز ,ولهذا قال ربنا " وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ "(53)النمل" أي أنجينا المؤمين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر , وكانوا يتقون الشرك بالله,ويعملون بطاعة ورسله0

لو تأملنا في تأريخ الامم الماضية نجد هذه السُنة الربانية واضحة جلية كالشمس , فهذا فرعون لما دعاه موسى (عليه السلام) إلى الحق طغى وبغى , وتوعد موسى وقومه أن يستأصلهم كما ذكر ربنا قصته بقوله" وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)الاعراف" وفي الاية الاخرى " فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56)الشعراء"

وهذا نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم تآمر المشركون على قتله وأرادوا إنهاء أمره وتواعدوا على فعلهم ذلك , وفرح طغاتهم بالامر حتى يتم لهم القضاء على رسالته الحق والهدى وكارم الاخلاق ,قال ربنا " وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)الانفال"

فنجا رسولنا وظهور أمره وفتح مكة وهزم المشركين ودخل الناس في دين الله أفواجا ً,تلك حكمة العليم الحكيم 0

هؤلاء الظالمين رتعُوا في لذَّةِ العيشِ لاهين ، وتمتَّعُوا في صفْو الزمان آمنِين ، ظنُّوا السراب ماءً ، والورم شحْماً ، والدنيا خُلُوداً ، والفناء بقاءً ، وحسبوا الوديعة لا تُستردُّ ،  والأمانة لا تُؤدَّى ، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ

هكذا كان الحال مع دول  الظلم على مر التاريخ مثل الامبراطورية الرومية والفارسية والمغولية والتتار وكذلك في عصرنا دول الاستكبار أن هذا الغضب اللاهي الذي أتى وسيأتي هو إنذار من الله لدولة الكفر والعناد وكسر لطغيانهم وجبروتهم وأصناهم وبداية لهزائم متعددة أرضية وسماوية قال تعالى  " وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (37) النساء"

أنهم لايدركون أن الله جل جلاله غالب على أمره وأنه من يغالب ربنا يُغلب ,وأن من يقف عائقا أمام هذا الحق وظلم العباد فهو هالك لامحالة خاسر لامحالة

وكذلك فإن مؤشرات مكر الله بهم بدأت تظهر في الهلاك والدمار بسبب ظلمهم الواضح وبغيهم وعلوهم في الارض وتسلطهم على المستظعفين وتجبرهم حتى على الإرادة الالهية وهذا كله مؤذن لهم بعذاب من الله كما قال سبحانه " وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58)القصص"

وقال سبحانه " إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)القصص"

وقال سبحانه " وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59)القصص"

 

وفي الحديث :عن ابي عبد الله عليه السلام " قال – قال لقمان لابنه يابني للظالم ثلاثة علامات-يظلم من فوقه بالمعصية ومن دونه بالغلبة ويعين الظلمة (الخصال خ1 ص60)

وروي عن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه (ميزان الحكمة ج2 ص41)

والامام علي عليه السلام  في وصيته للحسنين عليهم السلام عند وفاته " وقولا بالحق ,وأعملا للاجر وكونا للظالم خصما ً وللمظلوم عونا ً( نهج البلاغة ج3ص56)

ولاننسى أصحاب القلوب المريضة وذلهم الذين يسارعون في تولي الكافرين وخوفهم الشديد من بطش أوليائهم الكفرة وقال سبحانه " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53)المائدة"

ويمكننا أنستكشف مما تقدم إن بشائر النصر الالهي كثيرة ومكر ربنا ظاهر وما على هذه الامة أن تعود إلى رشدها ودينها وأن تكون لها ثقة بالله والتوكل عليه والاهتمام بأحياءالشعيرة المنسية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجتمعاتنا والاعتصام بحبل الله والاجتماع على الحق حتى يتحقق وعد الله بنصر هذه الامة وتأيدها وإهلاك الظالمين المجرمين ونصر المستضعفين وما ذلك على الله بعزيز "  وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6)محمد"

وأما الطغاة المجرمون فأولئك لا كرامة لهم ولا جذور

ولا إجلال ولا تقدير ولاحضور .

أن الله منتقم من الطغاة الظالمين

طال الزمان أو قصر!

 

قطفوا الزهرة.. قالت من ورائي برعم سوف يثور
قطعوا البرعم.. قال غيره ينبض في رحم الجذور
قلعوا الجذر من التربة.. قال إنني من أجل هذا اليوم خبأت البذور
كامن ثأري بأعماق الثرى
وغداً سوف يرى كل الورى
كيف تأتي صرخة الميلاد من صمت القبور
تبرد الشمس ولا تبرد ثارات الزهور
 

أَعْلَمُ أنَّ القافيَةْ
لا تستَطيعُ وَحْدَها
إسقاطَ عَرْشِ ألطّاغيَةْ
لكنّني أدبُغُ جِلْدَهُ بِها
دَبْغَ جُلودِ الماشِيَةْ
حتّى إذا ما حانتِ السّاعَةُ
وانْقَضَّتْ عليهِ القاضِيَةْ
واستَلَمَتْهُ مِنْ يَدي
أيدي الجُموعِ الحافيَةْ
يكونُ جِلْداً جاهِزاً
تُصْنَعُ مِنهُ الأحذيَةْ !
 

وتحية لكل الشعوب التي بدأت تكسر اصنامها بأحذيتها 

والحمد لله رب العالمين                                                            

 

واثق زبيبة

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا