<%@ Language=JavaScript %> سعاد خيري توغل قوات الاحتلال في جرائم تمزيق وحدة الشعب العراقي بتخييراهم مكوناته بين الابادة او الهجرة

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

توغل قوات الاحتلال في جرائم تمزيق وحدة الشعب العراقي


بتخيير أهم مكوناته بين الابادة او الهجرة

 

 

سعاد خيري


تميزالشعب العراقي عبر التاريخ بعمق شعوره الوطني وحبه المتغلغل في كل خلايا كيانه لكل ذرة من تراب العراق ولكل قطرة ماء من رافديه الرائعيين ولقمم جباله ومنحدرات وديانه وخضرة سهوله وشموخ نخيله. واقترن كل ذلك الحب بالمشاركة الوجدانية مع مكوناته بدءا بمرابع الطفولة وعبر جميع مراحل الحياة, على اختلاف الانتماءات الدينية والاثنية والسياسية حيث يجد كل العراقيين متنفسهم على ضفاف دجلة والفرات او على سفوح الجبال وخضرة السهول مما يعانونه من عسف افضع الانظمة الاستعمارية وادواتها من انظمة دكتاتورية, ومواقع كفاح وتبادل الافكار وتطوير البرامج والاهداف. وكان العراق بثرواته الطبيعية والبشرية عبر القرون ولازال محط اطماع الاباطرة والمستعمرين. ولاسيما بعد اكتشاف ثرواته النفطية. فاصبح ميدان لمنافسة الاقطاب الراسمالية على ثرواته وتظافر جهودهم وخبراتهم في تركيع شعبه واستعباده, مرورا بانفراد الهيمنة الامريكية على العالم ووصولا الى تمسكها بادامة احتلاله لتعطيل انهيارها وتحرر البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية التي لم تعد ضرورة موضوعية لتوفير متطلبات حياة البشرية بفضل الثورة العلمية التكنولوجية, بل واصبحت عائقا امام تحررها وخطرا يهدد وجودها . وقدم الشعب العراقي بكل مكوناته بل وبفضل تنوع مكوناته عبر هذا التاريخ الطويل تجارب رائعة في كفاح الشعوب من اجل تحررها وقاوم كل وسائل واساليب تمزيق وحدته التي اصبحت من اهم ادوات واسلحة مستعبديه ولاسيما الاحتلال الامريكي لادامة احتلالهم.
فقد كان من اهم اسلحة فرض الاحتلال عن طريق الحرب تمزيق وحدة الشعب العراقي حول شعار التحرر من الدكتاتورية بالاعتماد على قدرات الشعب ام على القوى الامبريالية ليفسح المجال لتحويل العراق الى ميدان لتجربة وابتكار مختلف وسائل واساليب تمزيق وحدة الشعوب لتركيعها وادامة استعبادها . فلم تترك قوات الاحتلال وسيلة او اسلوب عرفته البشرية في تمزيق وحدة الشعوب لم تستخدمه في العراق منذ عام 2003 املا باثارة حرب اهلية على اسس قومية اودينية اوطائفية لاشغال الشعب العراقي وقتل مقاومته للاحتلال.مستخدمة كل ادواتها من الحكومات المتعاقبة واجهزة امنها وفرق ارهابها ورجال الدين المفسدين بالمال والمناصب والمزيفين ووسائل اعلام محلية وعالمية . وما ان يحطم شعبنا بكل مكوناته سلاحا الا وتلجأ الى اخر ومن استهداف مكون الى مكون اخر . فمن تمزيق وحدة الشعب العراقي باثارة النعرات القومية والاطماع غير المشروعة بين العرب والاكراد الى اثارة الاحقاد الطائفية والاثنية وصولا الى الاحقاد الدينية على مراحل وصولا الى استخدامها جميعها كما يجري هذه الايام. فالارهاب الدموي اليوم يشمل كل العراقيين دون تمييز. فبعد استخدام العبوات الناسفة والمتفجرات تارة في الاماكن المتميزة قوميا او طائفيا او دينيا الى استخدامها في الاماكن العامة دون تميز لقتل اكبر عدد من العراقيين واشغال الناجين بالحزن ولملمة الجراح. ولم تكن الهجمة الحالية على احد مكونات الشعب العراقي الاساسيين بالهجمة الاولى فقد سبقتها هجمات على المسيحين والصابئة واليزيديين كل على انفراد وصولا الى شمول الجميع. ورافقتها وسائل واساليب لاغراء المسيحين في الهجرة من العراق بتحظير ملجأ مغر في دترويت يبث اغراءاته على كل الامواج. وبقيت كل الاغراءات مهزومة امام تعلق وحب العراقيين عموما والمسيحين خصوصا لوطنهم . وعبثا تحاول قوات الاحتلال التنصل من ادارة جرائمها فقد كانت اجهزة استخباراتها وطائراتها تدير وتشرف على جميع العمليات الارهابية بما فيها العملية الاجرامية الاخيرة ضد المسيحيين.
انها معركة واحدة في سلسلة معارك شعبنا ضد الاحتلال. ولاشك في قدرة شعبنا بتظافركفاح كل مكوناته من الانتصار فيها وصولا الى التحرر وبناء العراق الديموقراطي السعيد بكل مكوناته

 
2/11/2010

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 

مقالات الكاتبة

سعاد خيري

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 
 

 

لا

للأحتلال