<%@ Language=JavaScript %> صباح علي الشاهر العرب وقضيتهم التي قيل إنها مركزية !

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

العرب وقضيتهم التي قيل إنها مركزية !

 

 

 

صباح علي الشاهر

 

ما من قضية تغنى بها العرب كقضية فلسطين، وما من قضية غدر بها العرب كقضية فلسطين.

أترانا نجانب الصواب فيما قلناه، ام ترانا ننساق للمبالغة، أم أن هذه هي الحقيقة التي يستنبطها كل متابع لمجريات الأحداث، ليس فقط بعد إنشاء الكيان الصهيوني، وإنما حتى قبله.

هل ثمة من شاعر عربي، تيّمن أم تيّسر، تشرّق أم تغرّب، تقومنَ أم تقطرن،

 لم ينشد لفلسطين المغتصبة ؟

وهل ثمة من زعيم عربي، ملكاً كان أم أميراً، سلطاناً كان أم رئيساً، لم يتعهد بتحريرها من رجس الصهاينة ؟

وهل ثمة حزب، على إمتداد الأرض العربية، على إختلاف هذه الإحزاب وتلونها، لم يضع في ديباجة برنامجه قضية فلسطين، بإعتبارها أس نضاله.

أجمع العرب، صدقاً أم نفاقاً، حكاماً ومحكومين على أن فلسطين هي قضيتهم المركزية، وأنه لن يهدأ لهم بال حتى يتم تحريرها، وإعادة الحق لإصحابه .

أنقول والحال هذه هنيئاً لفلسطين بعربها، أم نقول كما أثبتت الأحداث : ياويل فلسطين من عربها وأعرابها؟  

ترافقت القضية الفلسطينة مع غيرها من القضايا التي بدت أكثر تعقيداً وصعوبة، لكن كل تلك القضايا إنتهت، وحُسمت وفق مشيئة أصحابها، أصحاب الحق، إلا القضية الفلسطينة،

في الخمسينيات كنا نشبه أية قضية صعبة ومتعذرة الحل بالقضية الفيتنامية، فيما بعد ، وفي الستينيات كنا نشبه مثل هذه القضايا، بقضية الميز العنصري في جنوب افريقيا، ثم بقضية هونكونغ ومطالبة الصين بها، تلك المطالبة التي حسب البعض أنها عقيمة.  

إنتهت قضية فيتنام بإنتصار الشعب الفيتنامي، وأنتهى الميز العنصري في جنوب أفريقيا، وأخرج مانديلا من سجنه ليكون أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، وأعيدت هونكونغ إلى الصين، لكن قضية فلسطين، لم تتقدم ولا خطوة إلى أمام، إن لم تكن تقهقرت إلى الخلف .

أيكون السبب في كوننا أمة أهون شأناً من غيرنا، أهون من الفيتنامين، والصينين، والزنوج في جنوب أفريقياً، أم لأنه لم يكن لدينا قائداً كهوشي منه، أو مقاتلاً كالجنرال جياب، وزعيماً كماو تسي تونغ، أو مناضلاً كنلسن مانديلا؟

إذا كان الأمر هكذا، وهو على الأغلب هكذا، فكيف يستقيم  هذا مع كون كل زعمائنا وقادتنا لم تنجب مثلهم ولادة، ومن لديه شك في قولي هذا فليذهب لإعلامنا العربي، كي يعرف حجم عبقرية أي ملك، أو أمير أو رئيس دولة، أو زعيم طائفة، وصولاً إلى  زعيم القبيلة وبلطجي الحارة .

من يعرف إبن هوشي منه أو ماو، من يعرف أخ وأبن عم مانديلاً ؟ من من الوزراء ، والمؤثرين في القرار في فيتنام، والصين، وجنوب أفريقيا، ينتسبون أو يرتبطون بصلة قرابة  بهوشي منه ، وماو ، ومانديلا؟

أية ثروة ترك زعيم الصين ومحررها، وقائد فيتنام وبطلها، والرمز النضالي الأسمى في العصر الحديث ( مانديلا) ؟ ما هي حساباتهم في البنوك،؟ ما هي ضياعهم وأملاكهم؟

لو كانت فلسطين في ذمة أمة كالأمة الفيتنامية، أو الأمة الصينية، أو الأمة الزنجية في جنوب أفريقيا، وكانت تحت قيادة بنزاهة وإخلاص وعفة هوشي منه، وماو، ومانديلا أكانت تضيع كضياع قضيتكم المركزية يا عرب ؟

ولكن هل كانت القضية الفلسطينية قضيتكم المركزية حقاً؟

وهل تعاملتم مع منظمة التحرير الفلسطينية التي عمدتموها ( ممثلاً شرعياُ وحيداً للشعب الفلسطيني ) في قممكم وفق هذا التعميد أم أنكم سعيتم لمحاربتها وإضعافها، والتدخل في شؤنها، وتخريبها، عبر شراء الذمم، والإفساد المالي، وإشاعة الفساد فيها، وصولاً إلى إسقاط هيبتها؟ لقد حولتم الفدائي المستعد بالتضحية بالنفس من أجل فلسطين، إلى تاجر، أو موظف في مؤسساتكم، أو مترهل باحث عن المتع، منتظراً إحسانكم للإستمرار في المعيشة الرخية التي عودتموه عليها .  

وإذا تركنا جانباً الدول التي تخلت عن فلسطين علناً، بدءاً من تونس بورقيبة، مروراً بمصر كامب ديفيد، و أردن إتفاقية وادي عربة، وصولاً إلى دويلات النفط في الخليج، وتحدثنا عن تلك الدول التي زايدت على القضية الفلسطينية، ولنحتكم لوقائع الماضي القريب، ونتساءل كيف تعامل العراق، وسوريا، وليبيا القذافي، مع القضية الفلسطينية ؟

ألم تطارد بعض مخابرات الدول العربية( التقدمية) الكوادر الفلسطينية في أقطار الدنيا، فقتلت من قتلت، وشلت قدرات البعض؟

وأذا كانت المنظمة هي الممثل الوحيد للشعب، فلماذا أنشأتم جبهة التحرير العربية ، وحاربتم تنظيم عرفات، ولماذا أقدمت سوريا مثلاً على شق المنظمة؟ وتذكروا إنشقاق العقيد أبو موسى، ولماذا دعمت هذه الدولة المدعية التقدمية هذه الجبهة على حساب تلك وإتفقت على العداء لعرفات،  وهو العداء الذي لم يستطيعوا تبريره ، والذي لم يكن يخرج عن الرغبة في الهيمنة على المنظمة ومصادرة قرارها الفلسطيني المستقل، وبالنتيجة تهاوت هذه الأنظمة، أو إستسلمت، فيما إستشهد عرفات، بعد أن حُوصر من قبل الأشقاء قبل الإعداء، ولم يفرّط بالقضية التي آمن بها، وناضل من أجلها، أما أمين القومية العربية فقط شرد آلاف الفلسطينين، ورماهم خلف الحدود بحجة أن قيادتهم هادنت إسرائيل، ليتبين فيما بعد أن هذا الدعي قد سلم لحيته لأمريكا، وهذا يعني إسرائيل عن طريق غير مباشر .

رحل عرفات، وتشتت المنظمة، وإنبثقت قيادة من الداخل، قيادة ثورية من طراز خاص ، منحها شعب الداخل ثقته، وكلفها بتشكيل الحكومة، وهي أول حكومة منتخبة داخل فلسطين، فماذا كان موقفكم منها؟

لقد تجاهلتم واجبكم إتجاه أشقائكم المحاصرين في غزة، وبدل من أن تدعموهم قمتم بشن حرب إعلامية ضروس وشعواء عليهم، ولم يرف لكم جفن وغزة تهدم على رؤوس أبنائها شيباً وشباباً، نساءاً وأطفالاً. لم تتحرك جامعتكم، ولم ينبض فيكم عرق، ولا تحرّكت حميتكم، بل كنتم تتشفون بما يحدث، لأن هؤلاء خرجوا عن طوعكم، ولم يتقيدوا بتوجيهاتكم، التي لم تدعو سوى إلى الإستسلام للعدو، وكأن حصار العدو لم يشف غليلكم فقمتم بتشديد الحصار  وقطع أي معونة مهما صغرت، وإذا كان الإسرائيليون قد بنوا جداراً كونكريتياُ لعزل الضفة الغربية عن الشرقية، فإن فرعون مصر بنى جداراً فولاذياً لحصار غزة، قصد تجويعها، ومن ثم إركاعها وإذلالها لمصلحة بني صهيون، لكن غزة لم تركع، وخرجت من الإختبار مجللة بالغار والفخار، وتلفعتم بالخزي والعار.

نعق الناعقون، وعلى مراحل: مصر أولاً، ثم الأردن أولاً، ثم لبنان أولاً، والعراق أولاً، وليس من الخطأ أن يكون الوطن أولاً وآخراً في كل شيء، بل أن تكريس مثل هكذا نهج لازم وضروري، فما أجمل أن يكون الوطن أولاً، لا الحزب، أو الطائفة، أو العرق، أو  القبيلة، أو المنطقة . نعم الوطن أولاً ، لكن ينبغي أن لا يكون طرح  هذا الشعار طرحأ مراوغاً ومُخادعاً، لا يستهدف تعزيز اللحمة الوطنية حقاً ، وإنما يستهدف الخروج ، أو التنصل من الواجب الذي يلزمنا كعرب ومسلمين وبشر على وجه هذه الأرض ، فالقضية الفلسطينية ليست عربية فقط، ولا إسلامية فقط، وإنما إنسانية وأخلاقية تهم كل ذي ضمير حي في أرجاء المعمورة ، والتنصل منها يثلم عروبتنا وإسلامنا وإنسانيتنا .

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا