<%@ Language=JavaScript %> صباح علي الشاهر الدستور المبني على باطل
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

الدستور المبني على باطل

 

 

صباح علي الشاهر

 

لأنه كتب تحت هيمنة المحتل، وبظل مائة وثمانين ألف جندي أجنبي ، وما يزيد على هذا العدد من المرتزقة والجواسيس الأجانب فيما يُسمى الشركات الأمنية، ولأن من كتبه راعى أن يكون العراق ضعيفاً، ومُقسماً، خارج محيطه وأمته، ومن دونما طعم أو لون أو رائحة إلا طعم ورائحة الأثنيات والطوائف والعشائر التي تعود بنا إلى عصور خلت أنهت مدنية الدولة الحديثة تأثيرها الضار ومنذ قرون، وحصرت دورها بالنسب ليس إلا ، لأنه لا يجوز في ظل أية دولة مدنية خل عنك القول بدولة ديمقراطية أن يكون للعشائر دور يتخطى هذا الدور، لأن رئيس العشيرة ليس أميراً، وينبغي أن لا يكون، وليس ملكاً وينبغي أن لا يكون، وليس ملكاً وينبغي أن لا يكون، وليس رئيساً وينبغي أن لا يكون، ولا قاضياً، لأن الدول الحديثة لها قانون واحد شامل وجامع يحتكم إليه الناس، وهو( أي رئيس العشيرة) وإن عده البعض كبير الأسرة أو أباً، فدور كبير الأسرة أو الأب في العالم الذي نعيش فيه لا يتخطى دور النصح والإرشاد، إن كان فعلاً بمستوى النصح والإرشاد، ولا يجوز أن يتخطاه بأي حال من الأحوال بحيث يتداخل مع دور الدولة بسلطاتها الثلاث المجمع عليها. 

في العصر الذي نعيشه اليوم واهم من يتصور أنه ثمة خيار بين سلطة الدولة المدنية و سلطة العشائر، وواهم أيضاً من يتصور أنه يمكن المزاوجه بينهما، لسبب بسيط أن كل منهما نقيض الآخر، ولا يحل هذا التناقض سلمياً إلا بإعلان هيمنة دولة الشعب، أي دولة الجميع ، لا دولة العشيرة أو المنطقة، أو الأثنية، أو الطائفة، أو الحزب .

الرئيس في عصرنا، سواء كان رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء ، أو رئيس البرلمان ، لا ولن يكون رئيساً مدى الحياة، ولا يمكن أن يوّرث منصبه هذا لمن هو من صلبه، وإن وجدت بعض المظاهر على مثل هذا الأفك فإن نهضة الشعوب اليوم ترسم النهاية الأبدية لمثل هكذا (حال مايل ) وفق  لهجة أخوتنا المصريين المحببة، أما رئيس العشيرة فهو رئيس من المهد إلى اللحد، تنتقل الرئاسه منه إلى إبنه أو أخيه أو الأقرب إليه في بيت المشيخة بعد مماته، فما بال البعض يشد الرحال للحج والناس عائده منه! 

ودستوركم ياسادة سن دولة كل شيء، دولة الأثنية، والطائفية، والمناطقية، ومايُسمى الأقاليم التي لم يعرف ولحد الآن ما شكلها، ما طعمها، ما لونها، وما حدود صلاحياتها، والتي هي بصادق التعبير مشروع تقسيم مؤجل، مثل إقليم كردستان، يسير على مراحل للهدف الذي أراده من سن وخطط  لدستوركم  الباطل، الذي ينبغي أن يطلق بالثلاث .

لماذ يطلق بالثلاث ؟

لأن لا إمكانية لكم ولا حيلة في إصلاحه وتعديله، لأن من كتبه لكم وأخذ توقيعكم عليه ، أراد أن لا يُعدل، وإلا هل وجدتم في دستور من دساتير الدنيا كلها، دستوراً يبيح أن يبطل عشر المواطنين رغبة تسعة أعشارهم بإجراء إصلاح أو تعديل على الدستور، الذي أصبح كالكتب المقدسة لا يجوز إجراء أي تعديل أو تغيير عليه، حتى ولا بحرف .

لقد جعل ذاك الذي خطط هذا الدستور رقاب الأغلبية العظمى من الشعب تحت رحمة أقلية، لن يرضيها العجب ولا الصيام في رجب، وهي ساعية للحصول على كل شيء دون أن تقدم شيئاً، تشارككم في ثروتكم دون أن تشاركوهم في ثروتهم، تشارككم في سلطتكم دون أن تشاركوهم في سلطتهم، تشتري وتستملك في أي بقعة تشاء من جنوب البلاد وشماله، شرقه وغربه، وبغداده،  ولكن لا تسمح لكم بإستملاك متر واحد في أرضهم المقدسة الخالصة لهم، والمحرمة على أخوانهم ممن يتشاركون معهم الأرض والعيش، ولا بأس أن يأتي المستثمر الأجنبي من بلاد الغرب والشرق، وحتى من اللقيطة إسرائيل، ولكن العراقي غير مسموح له حتى بالزيارة من دون كفيل كردي، وإذا جاء في المناسبات فكسائح أجنبي عليه أن يحمل معه قاموس كردي عربي ليتسنى له التخاطب في الأسواق، التي يرفض الأخوة الأكراد ممن يعرفون اللغة العربية التحدث بها خشية التعريب !! 

دستوركم كرّس القطيعة بين مكونات الشعب، وقنون التجزئة، واضعف السلطة المركزية، التي ستتحول إلى ديكور إذا نفذت جميع بنوده.

دستوركم سيجعل العراق الذي تغنيتم به في خبر كان، ستنبثق على أشلائه كيانات هزيلة وقميئة، لا يتوفر لها العيش إلا بالإستناد إلى قوّة خارجية أقوى تكون داعمه لها بمواجهة كيانات لا تقل هزالا  تستند هي بدورها إلى دعم قوى أخرى .

ستتخاصمون وتتقاتلون على قطرة الزيت وقطرة الماء، على المتر من الصحراء، وعلى الفضاء، فقد أضحى الفضاء مجال ربح وفير، ستنشئون عشرون (آسيا سيل) ، ستنشئون موصل سيل، وبصرة سيل، ورمادي سيل ، وسماوة سيل ، وإلى آخر ما هنالك من (سيلات ) ، ستنشئون عشرون جيش، وعشرون وزارة داخلية، وعشرون وزارة تعليم عالي ، سيكون لنا عشرون رئيس، وعشرون رئيس حكومة، وعشرون رئيس برلمان، وكذا ألف وزير، ستنشق أقضية ونواحي عن محافظات معينة لتنشيء هي بدورها إقليمها الأثني أو الطائفي ،  سيتحوّل نصف الشعب إلى شرطة حماية وحرس، والنصف الآخر لأخذ التاكس من كل سيارة عابر لحدود الأقليم ، ولكل قطار.

في كل إقليم سيصبح أي مصفى ملكية خاصة للإقليم، وأي سد تحت تصرف الإقليم، سيتم إحتكار كل منشآت الدولة التي كان أسمها العراق للإقاليم، وإذا كان دخول العراقي غير الكردي إلى كرستان محتاجاً إلى كفيل، فإن دخول العراقي من المنطقة الغربية إلى المنطة الوسطى والجنوبية، وكذا دخول العراقي من المنطقة الوسطى والجنوبية إلى المنطقة الغربية ليس مستحيلاً فقط، وإنما  دونه الموت الزؤام.

سيصبح لنا عشرون علم، وعشرون نشيد وطني، وعشرون منتخب وطني لكرة القدم، فيا لله ما أسعدنا بكم، وما أعظم فضلكم علىى العراق حيث حولتموه من واحد إلى عشرات ، وإكثار النسل عزوة ، أليس كذلك يا شيوخ آخر زمان !!

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا