<%@ Language=JavaScript %> صباح علي الشاهر جبهة رحيل الإحتلال
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

جبهة رحيل الإحتلال

 

 

صباح علي الشاهر

كان نائب الرئيس الأمريكي صريحاً عندما أعلن رغبة حكومته بتمديد بقاء القوات الأمريكية في العراق، أما دبلوماسيو البيت الأبيض فقد بينوا أنهم سيدرسون طلب تمديد بقاء بعض القوات الأمريكية إلى ما بعد نهاية 2011 إذا طلبت الحكومة العراقية ذلك.

بايدن لم يُعلن في إجتماعاته المُغلقة مع المسؤولين عن الرغبة في التمديد، وإنما طلب، أو بعبارة أدق أمر بالتمديد، وبصيغ مختلفة، حسب مقتضى الحال، ووفق ما تسرب من أخبار فقد تراوحت اللهجة من لهجة التهديد للمترددين إلى لهجة التوجية للمشايعين.

الأتباع والأشياع تسابقوا جميعاً للإعلان وباساليب مختلفة عن ضرورة تمديد بقاء القوات التي سموها بكل شيء، إلا باسمها الحقيقي ألا وهو قوات الإحتلال، فهي عندهم قوات تحالف، أو قوات دعم وحماية، أو قوات دولية، أو حليفة، وإلى ما هنالك من ترهات يخجل من تردادها حتى الذي فقد نعمة الإحساس بالكرامة .

هؤلاء الذين لا أجد لهم توصيفاً غير كونهم عملاء، يعيدون نفس المبرارات التي لاكوها طيلة السنوات الثمان: العراق غير قادر على حماية نفسه، القوات العسكرية بكل صنوفها عاجزة عن الوقوف بوجه الإرهاب، وعاجزة عن حماية الوطن من العدو الخارجي، الإيراني أو التركي، أو السوري، وقال بعضهم السعودي، لا بل إني سمعت شخصاً، كان ديدنه ومايزال توصيف الإحتلال بالتحرير، إن الجيش العراقي سوف لن يقف بوجه الجيش الكويتي الذي سيحتل البصرة ويضمها إلى إمارة الكويت .

تهويل وتخويف، بحرب طائفية، وفوضى لا تبقي ولا تذر، ودمار وكارثة، إذا رحل السيد المحرر، الباني والمشيّد لصرح التقدم والإعمار والبناء، والديمقراطية، والحامي للنفس العراقية البريئة، من غدر وبطش النفس العراقية المجرمة !

وأمس ومن على شاشة أحد الفضائيات سمعت رجلاً إمتهن مهنة الدفاع عن المقاومة، يُعلن دونما حياء أن خروج القوات الأمريكية في هذه الظروف ضد مصلحة العراق والشعب العراقي، وعندما سأله المذيع لماذا، قال لافض فوه: أن طيفاً مذهبياً عراقياً سيسطر على البلد كله، ويخضعه لدولة مذهبية جارة !!

من لبس لبوس الإحتلال دونما مواربة منذ البداية لم يفاجيء أحداً بموقفه، وكذا الذين تستروا بالواقعية والعقلانية لتبرير الإحتلال أو مسايرته، وكذا الذين لا يرون الوضع الحالي إلا من خرم الطائفية الضيق من أي طائفة كانوا، لكن الذي زعم أنه ضد الإحتلال ومع المقاومة، ثم تراه يُصاب بالهلع لقرب خروج المحتل أمره ليس مُريباً فقط، بل أكثر من مُريب .

أن يخاف الذين جاءوا مع الإحتلال من خروج الإحتلال أمر لا يحتاج إلى تبيان أو أيضاح أو تعليل، ولكن الذي يستعصي على الإيضاح والتبرير هو أن يشعر من لا مصلحة له ببقاء الإحتلال بالهول والرعب من هذا الخروج !! ربما يثير مثل هكذا موقف ملتبس سؤال مؤداه : هل أمثال هؤلاء هم ضد الإحتلال فعلاً أم ضد اشياء أخرى؟!. هل هم حريصون على إخراج المحتل وإزالة عار الإحتلال، أم إنهم حريصون على أشياء أخرى، ربما يحسبوا أنهم فقدوها مثلا؟

لقد وصل الوضع العراقي إلى فلق الصبح، وبان كل شيء على المكشوف، وتحدد الهدف، الذي يمكن إعتباره الحد الفاصل بين موقفين، ينبغي أن يستتبعه إصطفاف حقيقي، وحده هو الجدير بالفرز الحقيقي، بين من هو وطني حقيقي، ومن تشوب وطنيته شائبة، عن عمالة سافرة أو مستترة،  أو عن جهالة.  عن عمى حزبي أو مناطقي، أوعن عمى طائفي أو عرقي .

من يختلف على ضرورة خروج المحتل لا يحق له حتى مجرد الإدعاء بالوطنية، فالوطنية ليست إدعاء، وإنما موقف وممارسة .

لم يعد بإمكان أحد أن يسوق الناس خلف شعارات لا مصداقية لها، ولم يطبق منها شيء على أرض الواقع . لم يعد يشفع لشخص، مهما كانت منزلته، أنتخب أم لم يُنتخب، على سدة الحكم، أم في المعارضة، ديني أم علماني، ديمقراطي أم شوروي، يرتدي العمة أم حاسر الرأس، بلحية أم حليقها، لم يعد يشفع له أي شيء، لا إدعاء الديمقراطية، ولا محاربة الفساد، والطائفية، أو محاربة الإستئثار بالسلطة، إن لم يحدد موقفه وبكامل الوضوح والصرامة، هل هو مع بقاء المحتل، أم مع رحيله ؟

أزعم أن من لا يثلب كرامته تدنيس الغازي لأرضه، لا يهمه إن ساد العدل في بلده أم سادت الفوضى، وأن من يرتضي ويقبل بالخضوع لإملاءات المحتل، والإرتهان لإوامر ونواهي السفير الأمريكي، سوف لن يكون بقامة أولئك الذين لا يرتضون ولا يرتهنون إلا لإرادة الشعب.

فلنخرج من تلك الدوامة التي وضعنا فيها المحتل، ولنمزق تلك الإصطفافات البليدة المفروضة قسراً، ولنعلن بأقرب الآجال عن جبهة الشعب العراقي الرافضة للإحتلال، تلك الجبهة الجديرة وحدها بقيادة الوطن الحر المستقل، والقادرة على تكريس الحرية والديمقاطية، وبناء عراقنا المنشود .  

من العار أن نخدع مرّة واثنتين بعملاء الإحتلال لمجرد أنهم زعموا أنهم دعاة ديمقراطية ، وشفافية، ومساواة، وحرية .  كيف يكون  العميل، أو المرتهن للعدو، أو القابل بتكبيل الوطن بعبودية الإحتلال، كيف يكون مثل هذا ديمقراطياً ؟ ثم كيف يكون المرء حراً وبلده محتلاً ؟

الأحرار هم من يدعون ويعملون من أجل وطن حر مستقل، أما أولئك الذين يبررون الإحتلال، أو يسوغونه، أو يدعمونه، أو يعملون وفق توجياته، او يرضون به، فما هم في نهاية المطاف ، مهما تبجحوا وقالوا،  إلا (عبيد أذلاء أجراء ) .

رحيل المحتل، هذا هو الهدف الذي على الوطنيين العراقيين، بمختلف مشاربهم، الإصطفاف خلفه،  وهو هدف بات بحكم المتحقق، إذا تم عزل مطايا الإحتلال.

 (جبهة رحيل الإحتلال) هي الأقوى، هي الأوسع، هي الأنبل، هي الأشمل، هي العراق بكل شموخه وعظمته .

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا