<%@ Language=JavaScript %> صباح علي الشاهر الغائب في العلاقة العربية – التركية – الإيرانية
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

الغائب في العلاقة العربية – التركية – الإيرانية

 

 

صباح علي الشاهر

 

من الطبيعي أن ينقسم العرب حول الموقف من تركيا، تماماً مثلما ينقسم الأتراك حول الموقف من العرب، ولكن إلى أي مدى؟

صحيح أنه مطلوب من الأمم التي تعيش هذا الزمن أن تغادر محطات الـتاريخ، وبالأخص تلك المحطات المظلمة في علاقاتها مع الدول الأخرى، وتحديدا  دول الجوار، ولكن على أن لا يتم إغتيال التأريخ، الذي هو خزان عبر وتجارب الشعوب، وإلا أصبحت الأمم كما الأفراد المصابين بأنعدام الذاكرة، لا تتذكر ما ضيها، ولا تفقه حاضرها، ولا تستشرف مستقبلها.

وليس الماضي عبر وتجارب فقط، وإنما فيه وبالأخص القريب منه، حقوقاً مهضومة أو مُستلبه، أو مُضيّعة، أو مُضافة،  تعيق مغادرة صفحات الماضى وطيها، مما يستوجب على الأمم أو الشعوب المتجاورة إجتراح مأثرة وضع الخاتمة على الفصول الأخيرة من حكاية التأريخ، التي ينبغي أن تقرأ صفحاته من دونما شعور بالغبن والظلم والحيف، ومن حيث لا يكون مدعاة للكره والريبة، وإنما للتعاون والعمل المشترك، وصولا إلى التكامل المنشود، الذي يضمن سلماً وأمناً وطيدين، وتنمية  مستدامة .

هل إنتهجت العلاقة العربية التركية، أو العربية الإيرانية هذا النهج ؟

هل حلت أو سعت لحل الإرث العثماني  في حالة تركيا أو الأرث الصفوي في حالة إيران ؟

من الواضح تماماً، أن ليس فقط لم تتم معالجة أي من إرث القرون السابقة، وإنما لم يجري التطرق ولو من بعيد إلى أي جانب من جوانبها، ولا حتى على مستوى التقييم النظري . 

ولو إنتقلنا الى الحاضر الماثل للعيان، والذي ينذر بمخاطر وجود لدولة عريقة كالعراق ، وتساءلنا هل أقرت تركيا بحقوق العراق بمياه نهريه العظيمين، أم أنها ما زالت تواصل نفس سياسة المتعصبين الأتراك في المضي قدما في إنشاء السدود العملاقة على النهرين ، هذه السدود التي ستحوّل الفرات ودجله إلى نهرين جافين، أو وديان يابسه كوديان صحراء نجد . 

وعلى الجانب الإيراني: هل راجعت إيران الثورة الإسلامية، الصديقة للعراق، مواقفها من الأراضي العراقية المتجاوز عليها، في ظروف صعبة مر بها العراق؟ وهل أعادت شط العرب للعرب، الذين تنشد صداقتهم، أو راعت مصالح العراق، البلد الجار والصديق؟، أم إنها شأنها شأن تركيا، حوّلت مجرى الأنهار المشتركة إلى أراضيها وأماتت بهذا ملايين الدونمات التي كانت بساتين غناء، وأضحت بفضل جشع وأنانية  إيران الصديقة صحراء قاحلة؟ ولم تكتف بهذا بل رمت علينا مياه البزل لتجعل أراضينا التي كانت خصبة أرض بوار، وحولت شطنا الذي كان يروي بساتيننا من البصرة حتى الفاو مكب نفايات .

الكل يعرف حدود قدرات العراق العسكرية الآن، العراق المثخن بالجراح، الذي أسهم في تدمير قدراته الجميع، العرب قبل المسلمين، والمسلمين قبل الغرب وأمريكا، بتوافق قل نظيره حتى بين الأعداء، بين من يوصفون بالشياطين ومن يوصفون بالملائكة، بين أحباب الله وأعدائه، حلف سماه (المتصهينون) مقدساً، وما هو بمقدس إلا وفق توصيفات أشد الحاخامات تطرفاً.

نعم أضحى العراق عاجزاً عن الرد حتى على إمارة كالكويت، فلماذا تتناوش أرضه مدافع وقذائف تركيا وإيران بحجة مطاردة المتمردين الأكراد؟ لماذ تصفي إيران وكذا تركيا حساباتها مع أكرادها بحرق وتدمير القرى العراقية الآمنة ؟

قرى السليمانية وأربيل ودهوك أليست قرى عراقية، والفلاح في سفوح جبال كردستان أليس مواطناً بريئاً، يعد إرهابه عملاً وحشياً وغير أخلاقي ؟

لماذ لم يراعي قادة الدولتين ( إيران وتركيا) مشاعر العراقيين؟ لماذا عمليات الإذلال المتعاقبة، والمستمرة، بقصف القرى الكردية العراقية؟ لماذا قراكم آمنة، وقرانا حقلاً لقنابلكم وصواريخكم، وطلعاتكم الجوية ؟

لماذ الإذلال المتواصل، وهل ثمة من شعور بالذل أكثر من شعور من يُعتدى عليه، ويعجز عن الرد، لأنه غير قادر عليه ؟

كيف تريد مني كعراقي أن أنظر إليك أيها الصديق التركي بأنك ليس ( عصملي) وأنت تذكرني في كل يوم بقدرتك على البطش، وحرق الضرع والزرع ؟ 

كيف تريد مني كعراقي أن أنظر إليك أيها الصديق الإيراني بأنك ليس ( صفوي ) وأنت تذكرني في كل يوم بقدرتك على ترويعي، وحرق مزارعي،  وتشريدي؟

ترى لو أن المدافع العراقية إستهدفت القرى التركية أو الإيرانية فماذا يكون الرد؟

كيف لي أن أقتنع بأن تركيا حريصة على سيادة العراق، وهي تخترق السيادة العراقية؟

كيف لي أن أقتنع بأن تركيا تحترم سيادة سوريا، وهي تتدخل بالشأن السوري بشكل سافر، بحيث تأمر وبصلف عصملي قيادتها بفعل كذا وكيت، حتى من دون مراعاة أدنى حدود اللياقة والكياسة، والدبلوماسية المتعارف عليها بين الدول؟

كيف تبيح تركيا لنفسها، وهي جارة، وعلى علاقة حميمة مع سوريا، وصلت للحد الذي أصبحت فيه سوريا كلها سوق للبضاعة التركية بلا منافس، أن تحتضن المعارضين والمسلحين، والمعادين للحكومة التي كانت وما زالت في أحسن العلاقات معها؟ وإذا كان هذا جائزاً وطبيعياً في عرف العصملي الجديد، فلماذا أنذر بشن حرب على سوريا، لا تبقي ولا تذر، إذا هي لم تطرد المعارضين الأكراد من أرضها ؟

هل فشلت العلاقة التركية – السورية، في أول إختبار؟

ليس من المبكر الإجابة بنعم .

لقد ربح أردوكان الذي لبس لبوس العصلمي الجديد الإنتخابات التركية، لكنه خسر سمعة كسبها  في الملعب الذي أريد له أن يلعب فيه عبر عروض مسرحية متقنة.

من المؤكد أن الميزان التجاري التركي السوري، لن يكون بعد الآن كما كان قبل الأحداث السورية، خصوصاً بعد أن ظلت تركيا بعد سفينة مرمرة، وغضبة أردوغان، الشريك التجاري الثالث لإسرائيل، وبعد أن أكدت المعطيات عودة المياه إلى مجاريها بين تركيا وإسرائيل، من دون تقديم إسرائيل أي إعتذار، أو تعويض عن ضحايا مرمرة، وهذا يعني أن بريق إردوغان المواجه لإسرائيل قد إنطفأ بسرعة قياسية.

سوريا كانت بوابة تركيا للعالم العربي، ومن المحتمل أن تظل بوابة، ولكن هل في خدمة التمدد التركي، أم تقليصه؟  هذا ما ستيجيب عنه الأشهر القادمة .

سيأتي، تركي، وربما عصملي، وقد يكون أتى الآن، ليهمس بإذن أردوغان قائلاً : ( سيدي الرئيس تنظيرات أوغلو تصلح لتركيا، لكنها – وأستميحك عذراً - ربما لا تصلح لسوريا ولا لمصر، ولا  لأي مكان آخر) ، وربما سيتساءل أردوغان بعد حين: تُرى هل خدعوني؟

نرجو أن لا يكون الأوان وقتها قد فات، فالعلاقة العربية التركية، مثلما العلاقة العربية الإيرانية ضرورة، ولكن – ومن تجربة الأحداث السورية – ينبغي أن تبنى على أسس

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا