لا شيء يثير الغرابة من المعلومات الوثائقية لويكيلكس

 

 

 نزار رهك

 

قد تكون قرابة الأربع مئة ألف وثيقة بصدد الجرائم المرتكبة لقوات الأحتلال في العراق على درجة من الأهمية في أميركا وأوروبا والعالم بأسره لتكشف حقيقة الوجه البشع للأحتلال والجرائم بحق الأنسانية وجرائم الأبادة الجماعية ولكنها في العراق وللعراقيين لا تساوي شيئا أمام الحقيقة المرأية والمسموعة التي يعيشها الشعب العراقي في ضل الأحتلال فالضحايا من القتلى والمعتقلين والمشردين هم أبناء الشعب نفسه وليسوا أناسا من كوكب آخر ولم تزل الجرائم حتى يومنا هذا تسحق المزيد والمزيد من الضحايا الأبرياء وكل ما فعله الأمريكان والقوى المحتلة إنهم سلموا مقاليد الجريمة الى الأيدي العراقية والقوى السياسية المتحالفة معها أو القانعة بالأحتلال والسائرة في هواه والمستطيبة بعطاياه والمنفذة لأجندته .

ولم تكن قناة الجزيرة سباقة في دراسة الوثائق بل كانت سباقة في كيل التهم لهذه الجهة السياسية أو هذا السياسي دون غيره ضمن معاييرها الطائفية والمؤدلجة ضمن التوجه الأستعماري بأشعال الحرب الطائفية وضمن توجها ستراتيجيا أمريكيا وسعوديا وخليجيا معاديا للشعب العراقي ومانحا الأحتلال صكوك البراءة من الجرائم التي يراد ترحيلها الى طائفة دون أخرى .

وفي الوقت الذي تعتبر فيه هذه الوثائق بالنسبة للعالم شهادات إدانة للمحتل الأمريكي سارعت الجزيرة والعربية الفضائية والشرقية وبقية محطات الأحتلال لأخذ جرائم الجانب العراقي المخول من قوات الأحتلال نفسها وتضعها تحت المجهر ولتعطي دفعة لجهات سياسية أخرى لا تقل مسؤوليتها عن الأولى لتشن حربا إعلامية لأجل تبرئة ساحاتها الملطخة بدماء العراقيين .. ولا أعرف من أين جاءت براءة عدنان الدليمي وقد تم ضبط سيارتين مفخختين مخبئة في بيته ولم التهم الموجهة الى المالكي دون غيره ؟ الذي قال مرة إنه ليس بأستطاعته توجيه سرية عسكرية من مكان الى آخر !! وكيف يمكن تبرئة شخصا ضليعا بالجرم المشهود كأياد علاوي وعلي الدايني وعشرات غيرهم .

ومن من قادة العملية السياسية لا يمتلك عصاباته المسلحة الخاصة به؟ ويستخدمها لتصفية خصومه .

وسارعت القائمة العراقية بأضافة المزيد من التهم لخصومها من اللصوص دون أن تعرف وتعرّف شيئا من الوثائق المنشورة وبالطبع تبرء عناصرها من جرائم الأبادة والعنف الطائفي والعمالة للأحتلال .

إن وثائق ويلينكس هي أشبه ما تكون بالرموز منها الى الوثائق القانونية الدامغة ومتصفحها تصيبه الخيبة من حذف الأسماء والأسرار المخابراتية وحقيقة الميليشيات وتنظيم القاعدة والموساد والأكراد والحرب الطائفية ورموزها وعناوينها ولكن القاريء والمحلل سيصل من خلالها الى الأدلة التي تدين الأمريكان بضلوعهم في جميع هذه الجرائم بما فيها جرائم تنظيم القاعدة الأجرامي وشركات الحماية وزرع العبوات الناسفة في الأسواق والمراكز المدنية وإستهداف الدور السكنية والقتل العمد للمدنيين العزل . وهذا ما يعرفه العراقيون دون غيرهم وهم ليسوا بحاجة لمثل هذه الوثائق المعدلة مسبقا ولا يستبعد تعديلها وتنظيمها بالتعاون مع الحكومة الأمريكية ودوائر سياسية لمنافسة دوائر سياسية أخرى هناك.

إن الموقف الوطني يستوجب الحذر من الأعلام والقوى السياسية المأجورة بأدارة عمليات الكشف عن الوثائق لأغراض طائفية ومناصبية بل يجب تحشيد جماهير شعبنا في التعبئة لطرد الأحتلال وعملاءه وإغلاق سفاراتهم وضرب مصالحهم الأقتصادية والأستراتيجية والمطالبة بتقديم الوثائق العراقية الخاصة بالجرائم الى المحاكم الدولية ومقاضاة المجرمين والمطالبة بالتعويضات عن الحرب والأحتلال والدمار والتخريب وتعويض الضحايا .

 

 

المانيا

26.10.2010

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا