<%@ Language=JavaScript %> نزار رهك من هم أشقائكم السوريون ياقادة الحزب الشيوعي العراقي ؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

من هم أشقائكم السوريون ياقادة الحزب الشيوعي العراقي ؟

 

 

نزار رهك

 

لم يكن يخلو بيان صادر عن قيادة الحزب الشيوعي العراقي طيلة سنوات معارضته للنظام الديكتاتوري دون جملة مساندة صمود سوريا , وسوريا الصمود والمقاومة , والتضامن مع سوريا وقد كان موقفا يتميز به في الشأن العربي و هو تعبير عن موقف يتبنى جانب من جانبي المواقف العربية , فأما مع القضية الفلسطينية ومواجهة الأمبريالية والصهيونية والتي كانت سوريا ولم تزل صامدة في هذا الجانب بل هي دولة الممانعة الوحيدة  أو مع الأستعمار والصهيونية والتي كانت تقف فيه مصر السادات ومبارك وحكام الخليج ومعهم الحلف الثلاثي الأردني العراقي المصري وغيرهم . موقف الحزب من سوريا لم يجد له من يعارضه داخل الحزب حتى من قبل المعارضين من الشيوعيين العراقيين لسياسة قادته التي قادتهم من هزيمة الى أخرى ومن إنتكاسة الى مجزرة ومن الثورة الى أحضان الأحتلال . الموقف من سوريا لم يكن مع الشعب دون حكومته  بل كان الأكثر وضوحا مع الحكومة دون الشعب .

لقد كان قادة الحزب مدللين في سوريا ومن الحكومة السورية  خاصة وكانت تزودهم دون غيرهم بكل ماكانت تستطيعه دون أن تفرض عليهم  أن يكونوا بعثيون أو يملوا عليهم المواقف السياسية والتملق .. أغلب قادة الحزب كانوا يتنقلون بجوازات سفر سورية وبحماية دولة ذات سيادة إسمها الجمهورية العربية السورية .

لقد إنتقلت قيادة الحزب من الحضن السوري الممانع الى الحضن الأمريكي المريح الراضخ ومن معاداة الأمبريالية الى موالاتها وتبني سياستها وإعلامها ودعايتها وهم لن ينكروا الجميل حيث إستبدلوا سوريا الصمود بسوريا الشعب .. وهنا يعني العصابات المسلحة التي تساندها قطر وإسرائيل مع التلاعب بالمسميات والمصطلحات لأن الحضن الأمريكي المريح يوفر لهم كل ما يصبون اليه من التبريرات الأعلامية والكذب والتزييف لتجعلهم في السياق ذاته للقوى الأستعمارية الغربية والصهيونية التي تشن حربها الأستعمارية الشاملة بدءا من العراق وأفغانستان مرورا بليبيا والسودان وسوريا  وإيران ونهاية لا يعرف بها إلا صانعي قرارات حكومة العولمة  من الصهاينة .

ليس بعيدا ولا مستغربا إن مراحل المؤامرة قد مرت بشراء ذمم قادة العديد من الأحزاب وبرامج التصفية وقتل الروح الثورية للأحزاب اليسارية ومنها قيادة الحزب الشيوعي العراقي التي تبنت الربيع العربي بوجهه الغربي والأستعماري لا بوجهه الحقيقي حيث تتشابك مطاليب الشعوب وطموحها للتحرر من الأنظمة العربية الجائرة مع المؤامرات الأستعمارية في تجيير الأحداث وفقا للبوصلة الصهيونية والأستعمارية وعمليات صناعة الحدث الغائب عن الأرض عبر توليفات إعلامية لقنوات مأجورة تعرف تماما قيادة الحزب تبعيتها ومرجعيتها السياسية والطبقية ولكنها تتبناها وتبني عليها مواقفها السياسية في القضايا العربية .

 لنقف مع أشقائنا السوريين في محنتهم *

هذا هو عنوان التحليل السياسي لطريق الشعب حيث إبتدأ بتحميل اللجوء الى السلاح والعنف الى القوات السورية و (قوات المعارضة ) كما أسمتها الجريدة على حد سواء .. ولم يوضح الحزب أو المحلل السياسي الذي كتب نيابة عن الحزب أي قوات هي المعارضة هل هي الحزب الشيوعي السوري؟ هل هي النقابات العمالية السورية؟ هل هم الفلاحين؟ وهل هم الملايين اللذين خرجوا في الشوارع ( دون أن يجبرهم أحد كما كان يمارسه نظام صدام حسين ) وهم يرفعون صورة رئيسهم ويساندون الخطوات الدستورية للأنتقال الديمقراطي والأصلاحات؟. هل غاب عن قادة الحزب الشيوعي العراقي إن ما يسميه بقوات المعارضة  هم عصابات القاعدة والأخوان المسلمين اللذين يتلقون الدعم العسكري والمالي واللوجستي من السعودية وقطر وإسرائيل وتركيا ويرتكبون المجازر في أي مكان يسيطرون عليه .؟

ولماذا ينسى هذا المحلل إستفتاء الملايين من أبناء الشعب السوري وقالوا نعم للدستور الجديد؟ وهو أفضل في جميع الأحوال من دستور بريمر الذي تم فرضه في ظل الأحتلال وبتزوير إرادة الشعب .. الدستور السوري الجديد سنه كبار القضاة والخبراء والأساتذة السوريون وليس نصا جاهزا  تمت صياغته في المكاتب الصهيونية  كما هو دستور بريمر حيث لم تخلوا تصريحات الحزب ومواقفه السياسية المخزية في التمسك بهذا الدستور وكأنه نصا مقدسا في خلاص العراق من أزماته وفي حقيقة الأمر إنه هو الأزمة بعينها .

يقول كاتب المقال (بالنسبة لنا نحن العراقيين باتت سوريا مأوى آمناً للآلاف من عوائلنا، وكانت لعقود ملجأ لمعارضي الأنظمة القمعية المتعاقبة في بغداد، حيث احتضنهم أبناء الشعب السوري... ) وهذه اللغة المنافقة ليس لها تفسيرات كثيرة لأن التاريخ لا يعرف العداوة بين الشعوب والسوريون طيبين وكرماء وفقراء وأصحاب مروءة كما العراقيين وبقية شعوبنا العربية ولكن الأحتضان هذا لم يكن من الشعب وحده في سورية بل من الحكومة أيضا , ومن حكومة حافظ الأسد وبشار الأسد بالتحديد وحكومة البعث السوري وحكومة كانت ولم تزل فيها الجبهة الوطنية والتقدمية , وحكومة إحتضنت جميع قوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية وجميع قوى التحرر العربية . كما إن المدة التي أمضاها بشار الأسد في حكم سوريا هي أقل من نصف المدة التي يمضيها سكرتير الحزب الشيوعي العراقي في قيادة الحزب  ويدعوا كاتب المقال (في ظروف المحنة هذه، ووفاء للعلاقة التاريخية بين شعبينا، نعرب عن تضامننا الكامل مع أشقائنا أبناء الشعب السوري.) أي ليس تضامنا مع الحكومة السورية في دفاعها عن الدولة والسيادة الوطنية والقانون ومكافحة الأرهاب وليس هناك أدانة صريحة لجامعة الدول العربية صانعة العنف والأرهاب والتي تطالب مجلس الأمن بشريع إعلان الحرب ضد سوريا عبر وضعها تحت البند السابع .. ولا أحد ينتظر مثل هذا الموقف من قادة الحزب في الوقت الذي يجلس لبيد عباوي وهو أحد قادة الحزب الموالين للأحتلال الأمريكي بجانب وزير خارجية قطر للتعاون في صناعة القرارات العربية .

إن كاتب التحليل في جريدة طريق الشعب يستعير الجمل من تصريحات قادة الدول في مجلس الأمن وليس من أرض الواقع السوري , إذ عندما يصرح المندوب الصيني أو الروسي عن حوار طرفي النزاع فأن لهم حساباتهم التكتيكية ومعرفة في ماهية هذه القوى وعند الحديث عن المعارضة فأن لديهم القناعات بأن قادتها ليس لهم أي قاعدة جماهيرية تعرف ولا أي مكانة إجتماعية وسياسية ولن يحصلوا في الظروف الديمقراطية على أي شيء مقابل القوى الحقيقية الوطنية الفاعلة في الساحة السورية من المعارضين والذين لن يقبلوا بأستدعاء الجيوش وتحويل بلدهم الى ساحات للحرب والدمار .

لذا فأن كاتب المقال الذي يقول (ونحن إذْ ندعو كل الأطراف في سوريا الى وقف سفك الدماء وتدمير المدن والحواضر والأحياء السكنية، واللجوء الى الحوار السلمي لحل أزمة الحكم، وتلبية مطالب الشعب السوري العادلة في الأمان والإصلاح والتغيير وبناء النظام الديمقراطي الدستوري التداولي. ) نسي إنه محلل سياسي لحزب شيوعي وليس نسخة مطبوعة للبيد عباوي .. وقاريء طريق الشعب في إنتظار موقف الحزب من القوى المتصارعة وتحليلها طبقيا ووطنيا والقوى المساندة لها .. وإن كانت هذه القوى تريد الديمقراطية لماذا ترفض الحوار مع الحكومة وإن كانوا يرفضون التحاور بسبب الديكتاتورية فما هي ديمقراطيتهم ومن هي الدول التي تساندهم في البناء الديمقراطي وما هو الشكل الدستوري للبديل المنشود أكثر ديمقراطية وبناء قانوني من الدستور السوري الجديد .

وكلمة حق يراد بها باطل يقول كاتب التحليل (وفيما نشدد على احترام الدول كافة إرادة الشعب السوري، والكف عن التدخل في شؤونه وتأجيج نار العنف المستشرية في أرجاء وطنه، نؤكد ان المأزق الذي يواجهه أشقاؤنا السوريون يتطلب مد الأيادي إليهم، ويفرض علينا دعمهم والتخفيف من معاناتهم، ويأتي في مقدمة ذلك فتح حدود العراق لاحتضان الفارين منهم من جحيم المعارك الدائرة، واحتضانهم وتقديم كل أشكال العون لهم، مع الحيلولة دون أي تسلل للإرهابيين.)

وبهذا الرأي يتخبط المحلل بموقفه الرافض لتدخل الدول بالشأن السوري فهو لن يسمي هذه الدول وطبيعتها و هذا له أهميته في إتخاذ الموقف وهو ما تجنبه المحلل الشيوعي (الليبرالي الجديد) ولو حدد من هو المؤجج لنار العنف المستشري لكان الموقف الحزبي بغير شاكلته المنافقة هذه وبدلا من النفاق في ما يسميه بمد العون يجب عليه أن يعرف العدو المشترك ويفتح الحدود لجميع أشكال التعاون والتنسيق بين الجيشين العراقي والسوري لمقاومة الأرهابيين وتصفيتهم وتوجيه صفعة لعملاء الأستعمار ومقاتلي القاعدة الأجرامية  بدلا من جملة مع الحيلولة دون أي تسلل للأرهابيين .
إن القاعدة والأخوان المسلمين وحكومات دول الخليج ومعها تركيا وإسرائيل وأمريكا والغرب  لا ينفع معهم لغة العقل والحوار , لأن أهدافهم كعملاء مأجورين للأستعمار يحددها لهم أسيادهم الصهاينة الذين لن يرتضوا بأقل من تدمير سوريا كدولة وجيش و شعب ولن يرضوا بسورية ذات سيادة وبناء ديمقراطي حقيقي يصنعه الشعب السوري لنفسه .

ليتمتع قادة الحزب الشيوعي العراقي بالعراق الديمقراطي الجديد وبدستور بريمر وبممثل الحزب في وكالة وزارة الخارجية وبسكرتيره الدائم الرئاسة , وليدعوا الشعب السوري يواجه المؤامرة الأستعمارية وحده وهو قادر على الأنتصار وسينتصر  .

 

24.07.2012

* لنقف مع اشقائنا السوريين في محنتهم! / المحرر السياسي لطريق الشعب

http://www.iraqicp.com/2010-11-21-18-04-44/21404-2012-07-23-23-39-38.html

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا