<%@ Language=JavaScript %> نزار رهك قيادة الحزب الشيوعي العراقي غير شرعيّة ويجب إسقاطها
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                    مقالة للكاتب نزار رهك                       

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

قيادة الحزب الشيوعي العراقي

 

 غير شرعيّة ويجب إسقاطها

 

 

نزار رهك

 

 

يتميز الحزب الشيوعي العراقي عن غيره من الاحزاب بتقيده الصارم بنظام داخلي يرتب شؤونه الداخلية ويربط التوجه السياسي ببرنامج عمل، يعتبره الشيوعيون العراقيون برنامجا مرحليا تكتيكيا لتحقيق الهدف الأستراتيجي وهو الأشتراكية وفق المفاهيم العلمية للماركسيةاللينينية وقد كانوا يربطون التقيد ببرنامج الحزب بالديمقراطية أو الأجراءات الديمقراطية السابقة لأصدار البرامج من قبل المؤتمرات الحزبية أو الكونفرنسات الطارئة ( ليست البديلة ) .. لقد كان المؤتمر الوطني الرابع للحزب نهاية عام 1985هو المفصل الحاسم في الأنقلاب المشبوه داخل الحزب والألتفاف على التمثيل الحزبي للمؤتمر و توجيه الضربة للقيادات العربية في قمة التشكيل القيادي للحزب وزيادة نفوذ عصابة عزيز محمد وكريم أحمد الداود وعمر الشيخ وبعض القياديين العرب الخاضعين لهذه القيادات وفي الوقت نفسه فقد تم شن حملة إرهابية ضد قواعد الحزب والمعارضين للقيادة الحزبية إتخذت من مقتل أحد رفاق الحزب من قبل رفيق مضطرب نفسيا حجة لأعتقال عدد من رفاق الحزب وتعذيبهم وأستشهاد الرفيق منتصر على أيدي المحققين وتعرض العديد من الرفاق الى التحقيقات البوليسية المنافية للقواعد الحزبية و النظام الداخلي للحزب .. لقد سيطرت القيادات الحزبية التي وضعت المهمة الأساسية أمامها تصفية قاعدة الحزب و إرتمائه الكامل بالأحزاب الكردستانية غير المستقلة وطنيا وتعبويا و يشتبه بأرتباطاتها بالقوى الخارجية المعادية لشعبنا ووطننا . لقد سخرت قيادة الحزب طيلة السنوات الثمانية حتى إنعقاد المؤتمر الوطني الخامس وقد عدّ هذا التأخير خرقا آخر لقواعد النظام الداخلي والألتزام بالفترات المقررة لأنعقاد المؤتمر رافقها حالة الأنهاك للعمود الفقري للحزب سواء كان بكوادره في كردستان أو بتنظيم الداخل الذي تسلم مسؤوليته قياديون يعملون لصالح النظام الديكتاتوري و بعلم قيادة الحزب التي أرسلت البعض منهم ثانية الى الداخل بحجة الخشية على العوائل الشيوعية أو تنفيذ عقوبة الاعدام بالبعض الآخر عبر تحقيقات شكلية ولم يتم محاكمة القياديين في المكتب السياسي والمسؤولين عن التنظيم المركزي للحزب من أمثال عمر الشيخ الذي تمت تنحيته من اللجنة المركزية في المؤتمر الخامس (لعدم آهليته !! ) .

وقد أغلق الحزب الطريق أمام قاعدة الحزب بمن فيهم المرضى والعوائل من مغادرة قواعد الأنصار رغم المخاطر والأنهيار الواضح في المعنويات ورغم التحدي والبطولة والأباء التي كان يتصف بها الأنصار والذين كانوا يخوضون المعارك رغم جراحهم الداخلية وعلى الضد من ذلك كان الحزب يتعهد بتسفير عناصر من الأكراد البعثيين (أقارب القياديين الأكراد ) وعناصر الأحزاب الكردستانية ليتمتعوا بالدراسات الحزبية والأكاديمية التي كانت تتبرع بها الدول الأشتراكية والتي كان المفترض بقيادة الحزب الأستفادة منها في تجديد كوادره نظريا وأكاديميا و تجديد طاقة الرفاق المعنوية ومعالجة أوضاعهم ومعاناتهم المرضية التي كان يصعب علاجها في أوضاع كردستانية أنصارية .

وقد كانت الضربة القاصمة في إنهيار حركة الأنصار هو نهاية الحرب العراقية الأيرانية وإعادة إنتشار القوات الحكومية في شمال العراق وبداية حرب الأنفال التي أنهت بالكامل أي تواجد للميليشيات المسلحة في شمال العراق وأنتهت حركة الأنصار و هروبنا واللجوء الى الحدود التركية بعد معاناة الأنسحاب القاسي و المخيف .. وعلى الحدود إختفى بعض كوادر الحزب بعد يومين أو ثلاثة من عبور الحدود فجأة وكأن أحد ما كان بأنتظارهم هناك ولا أحد يعرف الجهة التي رتبت لهم طريق التهريب أو أوراق السفر خاصة إن مسؤولي مفرزة الطريق كانوا معنا في نفس الخيمة وهم المسؤولين عن الأتصال بالمهربين ووصل الخبر بوجودهم في دمشق وبعدها في موسكو أما بقية الأنصار فقد كان عليهم تحمل مصاعب اللجوء التركي و المبيت في المخيمات في برد الشتاء التركي والأيراني .. حيث بقوا سنة كاملة في هذه الحالة وأسوأ . طبعا قيادة الحزب لم تسأل هؤلاء من أين لكم هذه الأموال ومن هي الجهات التي تم الأتصال بها وكيف تم الأتصال ونحن على بعد مئات الأميال عن القرى التركية التي لا أحد يستطيع منح الثقة لأي شخص هناك فكيف بشخص قيادي وأحد مسؤولي العمل النقابي في الحزب !!

لقد حرص الأنصار على الحدود التركية حرق كل مايمكن من وثائق شخصية وصور ما عدا بريد خاص الى المكتب السياسي في دمشق ومكتوب عليه هام جدا ومستعجل لذا كان لزاما على الرفاق فتح البريد بشكل جماعي وأيصال المحتوى شفويا وتفاجأ الجميع بأن الهام والمستعجل هو مسبحة من نبات الباسورك مرسلة من أحد القادة الى زوجته في دمشق .!!

جاء مؤتمر الحزب الوطني الخامس 1993 بسكرتير لا أحد يعرف عن تاريخه ولا عن نشاطه الحزبي شيئا , دخل كردستان والجميع يشيرون عليه إنه السكرتير القادم للحزب قبل عقد المؤتمر وليس بعده والحقيقة لا أعرف مصدر الخبر (1).. لقد تم تدريبه في الخارج وفي كردستان حيث كان عضوا في المكتب السياسي ويمارس صلاحيات السكرتير العام ليصبح سكرتيرا للحزب بعد ذلك ولا يعرف أيضا أي قوة في الخارج هذه تمتلك القدرة على تعيين مسبق لسكرتير الحزب بدلا من عزيز محمد .

لقد كان المؤتمر الخامس مؤتمر الفيدرالية والقبول بتقسيم الحزب كمقدمة للقبول بتقسيم الوطن وقد كان القبول دون مناقشته لا في الهيئات الحزبية ولا في الصحافة بل تم تبريره في وثائق المؤتمر كضرورة لأوضاع كردستان وشارك الحزب في الأنتخابات الكردستانية وقبل بنتائجها رغم التزوير العلني لها وهو ما ذكر في وثائق المؤتمر .

إن القبول بتقسيم الحزب والفيدرالية هو خرق ومغالطة للنظام الداخلي للحزب التي تؤكد على وحدة الحزب ووحدة الوطن .. والقبول هو قبول بتقسيم العراق المنصوص في الخطط الأستراتيجية الأمريكية والصهيونية وخارج إرادة الغالبية العظمى من الشعب العراقي والشيوعيين العراقيين . إن الخرق القانوني هو في قبول هذه القيادة لأمر وطني وإستراتيجي قبل طرحه على المؤتمر والذي لا يختلف عن سابقيه في تزوير التمثيل الحزبي فيه وسيطرة القيادة غير الشرعية للحزب من العناصر التابعة والمطيعة وضعيفة الأرادة . هذه القيادة فتحت في المجال للعديد من التراجعات والأنتكاسات بما فيها تجريد الحزب من سلاحه والقبول بالتحالفات مع القوى المعارضة للنظام من عملاء قوى خارجية بحجة ضرورة التحالفات الوطنية لأسقاط النظام ... وقد كانت هذه الفترة وحتى إنعقاد المؤتمر الوطني السادس مليئة بالمضاربات والصفقات و الأنهيار التام أما القوى الكردستانية التي إشترت بأموالها وعمالاتها كوادر الحزب وقادته وإرادته الوطنية .

لقد جرى التطرق الى الوضع المالي المتأزم للحزب دون المطالبة بأسترجاع الأموال المسروقة من قبل فخري كريم وشلة العصابة القيادية لمجموعة عزيز محمد .

ذكر في النظام الداخلي للحزب ( في حال تعذر عقد المؤتمر الوطني في موعده المقرر يحق للجنة المركزية تأجيله لمدة سنة واحدة على أن توضح الأسباب الموجبة للتأجيل الى المنظمات الحزبية )

وقد كان بين المؤتمر الوطني الخامس 1993 والسادس 1997 أربع سنوات نظامية وكذلك الكونفرنس عام 1999 ولكنه عقد دون مشاركة قوى المعارضة سواء كانت في الخارج حيث تم قطع الصلات الحزبية بها أو من الداخل بسبب النظام من جهة وخلو الساحة من التنظيم . وجرى إنتخاب القيادة الجديدة بقيادة حميد مجيد وبمشاركة عدد من الأنصار الذين لا يصلحوا للقيادة السياسية والفكرية والنظرية بأستثناء الشهيد سعدون الذي كان الأكثر تأهلا لأخذ الدور القيادي للحزب بدلا من حميد مجيد لما كان يتمتع به من قدرات تنظيمية وتاريخ بطولي وشخصية كارزمية متميزة ( وقد تم إغتياله بطريقة غامضة لا أستبعد تورط بعض من قيادات الحزب في ذلك .. خاصة من الذين كانوا يتباكون عليه في مراسيم دفنه في كردستان ) مقابل نخبة من العناصر المشبوهة في علاقاتها الخارجية من شاكلة مفيد الجزائري ورائد فهمي و حميد مجيد .

لقد تم عبر هذه القيادة تدمير الكثير من قدرات الحزب وممكنات تصدره للساحة السياسية بعد سقوط النظام الديكتاتوري و إحتلال العراق وكانت مقرات الحزب تزدحم بالجماهير التي لم تكن تعرف بأوضاع الحزب وتطوراته .. وبدلا من تصعيد دور الحزب الوطني في رفض الأحتلال وإذا بالسيد حميد مجيد يدخل مجلس بريمر و به يغادر الحزب الساحة الوطنية المستقلة ويسحب الحزب الى المواقع التي لا تختلف في شيء عن القوى العميلة والمأجورة ويوجه صفعته لجميع قوى اليسار العراقي والعربي والعالمي وبحجج واهية لا تقنع أقرب المقربين اليه .. والمهمة باتت معروفة للجميع وهو مسلسل التصفية السياسية والجماهيرية للحزب الشيوعي العراقي وحرمان الحركة السياسية من الطروحات اليسارية وفوق هذا وذاك المتاجرة بشهداء الحزب لأجل مصالح الأستعمار الجديد وتوجهاته الأقتصادية .. وإن تجاوزهم للمدد القانونية لعقد المؤتمر الوطني التاسع يضع المهمة أما الشيوعيين العراقيين بأسقاط هذه القيادة التي تريد إكمال مهمتها بتشكيلات قوى التيار الديمقراطي الذي لن يكن سوى تدمير الحزب النهائي وتدمير أية تطلعات للقوى الديمقراطية الوطنية المعادية للتوجهات الأمبريالية .. ليس أمام الشيوعيين العراقيين الوطنيين سوى طرد النخب القيادية العميلة وإعادة السيطرة على مقرات الحزب وصحافته وعقد مؤتمر وطني طارئ وإنتخاب قيادات إنتقالية مؤقتة تدير تنظيم عقد المؤتمر دون القيادات السابقة وتعيد الى الحزب دوره الوطني والجماهيري والخروج من العملية السياسية الأحتلالية والطائفية وإعادة وحدة الحزب ورفض الفيدرالية والتقسيم .. وسيكون الشعب العراقي كله ظهيرا للتوجه الوطني الجديد يعيد للحزب مكانته التاريخية وجدارته في قيادة الحركة الوطنية .

لقد إنتهت المدة المحددة لوجود هذه القيادة في النظام الداخلي منذ ثمانية أعوام و أكثر ولم يكن هناك أي مبرر لعدم عقد المؤتمر سوى ديمومة بقائهم بمهمتهم في التصفية التامة لحزب الشهداء والوطن الحر والشعب السعيد . الشعب العراقي و الآلاف من الشيوعيين المبعدين بأنتظار الربيع الشيوعي العراقي .

Rahak@t-online.de

07.11.2011

 

___________________________________

 

(1) ( طبعا من العناصر التي كانوا يتهموها بالليبرالية وكنت أنا واحدا منهم ..وقد تعرضت هذه العناصر للغبن والمحاربة من قبل قيادة الحزب طيلة التواجد في كردستان .. العديد منهم في الخارج تم عزلهم دون قرار حزبي ودون إتصال يذكر

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا