<%@ Language=JavaScript %> نزار رهك التيار الديمقراطي  يعقد مؤتمره
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

التيار الديمقراطي يعقد مؤتمره

 

 

 نزار رهك

  

إنعقد مؤتمر "التيار الديمقراطي" العراقي في بغداد  بأسناد ومشاركة فعالة من "قيادة" الحزب الشيوعي العراقي الرسمي، التي نسيت مؤتمرها الوطني التاسع وتوجهت بخيبتها نحو ما يسمى بقوى التيار الديمقراطي العراقي الذي سيكون بديلا عن الحزب الشيوعي العراقي ، المنحدر نحو التصفية التدريجية. و التيار هو صفحة سياسية أخرى للقوى الليبرالية الجديدة المساندة للأحتلال والطامحة الى الوصول الى السلطة عبر شعارات العلمانية ومحاربة الفساد .. الخ ولكن ليس محاربة الأحتلال ومخلفاته أو مواجهته أو معارضته أو حتى نقده  الذي وصفه الأستاذ كامل مدحت في تقريره المقدم الى اللجنة العليا لقوى التيار بمرحلة ما بعد التغييرفي نيسان  2003  وما يعاب على الأحتلال سوى إنه قد تشرعن في مجلس الأمن و تعيين القيصر بريمر (1) .

 

 أما الأحتلال ذاته  لم يتطرق المتحدث بسيئاته وإمتهانه للكرامة والسيادة الوطنية وتدخله في نتائج الأنتخابات و نفوذه في اللجنة العليا للأنتخابات وهيئات القضاء ومساندة الأرهاب وتهريب عناصر القاعدة من السجون والدفع نحو الخصخصة ونهب الأموال والآثار وقتل العلماء العراقيين .. وسلسلة لا تنتهي من الأنتهاكات لحياة العراقيين و حقوقهم المشروعة .

 

لم تكتف قيادة الحزب الشيوعي العراقي الحالية بأنهاء دور الحزب والشيوعيين في الحياة السياسية عبر مواقفها المتهادنة مع الأحتلال ( العسكري والأقتصادي والثقافي والتوجه الليبرالي الجديد) بل تسعى جاهدة سحب ما يمكن سحبه من العناصر الوطنية والكوادر العلمية الى نفس المستنقع دون مراجعة حساباتها السياسية والأجابة على الاسئلة التي يطرحها الشعب العراقي وبخاصة الشيوعيين واليساريين في العراق والعالم أجمع عن السبب الحقيقي لهزيمتهم السياسية وعن كفاءة قياداته ومواقفهم الوطنية والطبقية الهزيلة ..

 

لقد توالت وبسرعة على المؤتمر التحيات والتبريكات من جلال الطالباني والبارزاني وأياد علاوي وتحيات من كتاب الاحتلال المخضرمين أمثال كاظم حبيب الذي لم يتوان عن ارسال مبادئه الاساسية للتيار بضرورة العمل من أجل بناء دولة اتحادية, مدنية وديمقراطية حديثة تلتزم بمواد الدستور (فيدرالية و دستور الأحتلال )(2)  وكتبة الأحتلال الآخرين شحذوا أقلامهم الألكترونية أيضا  بهذا الأتجاه .. البعض يتحدث عن ثورة في الديمقراطية والعدالة الأجتماعية و و و ولا أعرف أين تكمن هذه الأشياء في شخوص قوى التيار الديمقراطي هذا  سوى كونهم متاجرين بالموروث النضالي للحزب الشيوعي العراقي ..حزب سلام عادل الذي أعاد وحدة الحزب  وقبله يوسف سلمان ( فهد) الذي قال كلمته الخالدة قووا تنظيم حزبكم  قووا تنظيم الحركة الوطنية ( وهنا قد ذكر تقوية الحركة الوطنية  كمرحلة تالية لا لعدم أهميتها بل لتكون نتيجة منطقية  للأمتداد الوطني لموقف طبقي ثابت وصارم .. وهو الربط بين تحقيق المطاليب الشعبية للعمال والفلاحين وفقراء العراق ومثقفيه وتهيئة المستلزمات الوطنية لهذه المطالب وعلى راسها وأولى أولوياتها السيادة والاستقلال والحريّة للوطن التي كانت تأتي دائما في الشعار قبل الشعب السعيد ) ..

 

قادة الحزب المتاجرون بالحزب وشهدائه ومناصريه قد أساءوا لمتطلبات الوطن الحر , الموحد والسيادة التامة وكذلك بالسعادة والرفاهية المطلوبة للشعب عبر مساندة الدستور الأحتلالي الذي يقر بالحرف الصريح شكل النظام السياسي الراسمالي وأقتصاد السوق في سابقة لم تتجرأ بعد كل دساتير العالم في إقرارها بل تترك لشعوبها إختيار النظام السياسي الذي تنشده ..

 

 كيف يمكن لحزب شيوعي أن يقنع عناصره بأنه سيدافع عن مصالحهم ومصالح الطبقات المسحوقة وقادته تتراكض نحو ديمقراطية مزيفة ودستور ملغوم وأحتلال جاثم لا بعساكره الجرارة بل وايضا بسفارته وعملائه وشبكاته التي نسجها حتى في أضلع الحزب وليس في قادته وحسب .... إحتلال قد يسحب عساكره ولكنه سيبقي العراق تحت السيطرة الأقتصادية والسياسية و التعبوية المخابراتية  ذات القدرة على تفجير وإلغاء كامل الحياة السياسية والديمقراطية الكارتونية المزيفة .

 

والبارزون في المؤتمر من أعضاء قيادة الحزب هم  جاسم الحلفي وهو قيادي ليست له أي قيمة سياسية أو فكرية أو جماهيرية  تذكر ورائد فهمي المدافع العنيد عن المادة 140 المنتهية دستوريا وملف كركوك الذي يريد تسليمها الى الأكراد. ومن القوى المستقلة الشخصية الفاشلة التي تحولت بقدرة قادر من الاسلامية والعمامة الى العلمانية والأفندية وهو الشيخ ضياء الشكرجي المساهم في لجنة صياغة دستور بريمر وضمن مجاميع لجان الأعمار التي شكلها الأحتلال في أمريكا قبل غزو العراق ..

 

وبمراجعة لقوى التيار لم نجد غير الحزب الشيوعي العراقي أما بقية الأحزاب فهي أحزاب قديمة منحلة تم إعادة تأسيسها ثانية أو إعادة تفعيلها بعد الأحتلال ولا تمتلك سوى أشخاصها ,  أي إنها تفتقد الأمتداد الجماهيري والتاريخي لوجودها على أرض الواقع . أما القوى والشخصيات فهي أيضا ضمن أطار مجموعة التشكيلات الأولى لمجلس الحكم بقيادة بريمر وتحت قيادة النخب القيادية للعملاء من أمثال أياد علاوي وحميد مجيد . أو عناصر برلمانية دون أطار سياسي محدد ولكنها صنيعة العملية السياسية للأحتلال.  ولا أعرف إن كانت  ميسون الدملوجي  وصفية السهيل و مهدي الحافظ  ومثال الآلوسي وبقية الشلة  الليبرالية المتصهينة أيضا ضمن القوى والشخصيات .

 

إن المقصد وراء جري قيادة الحزب الشيوعي العراقي وراء ما يسمى بالتيار الديمقراطي  هو عدم إعترافها بالهزيمة وعدم إعترافها بضعفها وسطحيتها بل وسقوطها في هاوية فقدان البوصلة الوطنية والطبقية وتريد بالرغم من ذلك البقاء في مواقعها القيادية لأسباب نفعية بحتة ويرافقها لدى البعض ديمومة لمهمتها السابقة بتصفية الحزب الشيوعي العراقي كقوة طبقية متميزة و تحويله الى هامش سياسي في الأحداث المصيرية والمستقبلية وهو ما يتلائم مع التوجهات الأستراتيجية الأمريكية والصهيونية  في إبقاء الحزب الشيوعي العراقي بهذا المستوى والتحرك و بهذه الحدود لمجرد إضفاء الطابع المتنوع (الفسيفسائي كما أطلقوا عليها بعد الأحتلال ) للعملية السياسية بكونها الأطار الشرعي والقانوني الذي يعكس التنوع الطبقي الذي تتميّز به بقية الديمقراطيات في العالم ..

 

 وقد نجح الأمريكان في السيطرة على قيادة الحزب وإخضاعه وأصبح  إشراك الحزب ممكنا في العملية السياسية في العراق ضمن الخطة البريمرية في عملية التصنيف الأجتماعي والأقتصادي والتي إعتمدت على المحاصصة الطائفية والعرقية و دخول حميد مجيد مجلس الحكم بأعتباره شيعيا وليس شيوعيا !! ولم يكن ذلك خطأ مطبعيا أو زلة لسان ولم يصدر من الحزب أي إعتراض على هذا التوجه .

 

مالذي تريده قوى التيار في مؤتمرها؟ 

 

هل ليعلنوا : نحن أحسن من الحكومة وأكثر نزاهة !! ولكن ما هي الضمانات ؟

 

أو نحن نستطيع تطبيق دستور بريمر بأكثر دقة وفاعلية ؟ وخاصة بيننا من ساهم في كتابة الدستور؟

 

وهذا التأكيد على الألتزام بالدستور يأتي في الوقت الذي يتصاعد فيه مطالب الجماهير العراقية في إلغاء دستور بريمر وإعادة الوحدة الوطنية عبر إلغاء الفيدرالية الكارتونية المزيفة التي خرجت عن كونها شكلا (حضاريا لأدارة الدولة ) وتحولت الى سكين في خاصرة الوطن وأصبحت القوى الكردية الحاكمة ما هي إلا قوة إرهابية يعسكر في أحضانها الموساد و تفرش البساط الأحمر  للقواعد الأمريكية  وتعقد الأتفاقيات مع شركات النفط الأجنبية  دون موافقة الحكومة المركزية  إضافة الى نسبة 17 في المئة من ميزانية الدولة ورواتب الرئيس وأعضاء البرلمان و الوزراء وغيرها الكثير مما يعرفه الجميع .

.. وقد أثبتت سنوات الأحتلال إنهم قوة لا فائدة منها ولا تمت الى الوطن لا من قريب ولا من بعيد , قادتها مجرمو حرب ولصوص يجب تقديمهم الى المحاكم الجزائية وليس التنازل لهم بأي قطعة أرض عراقية .. وعلى القوى الوطنية تخليص الشعب الكردي من هذه القوى الفاشية  والشوفينية وليس التباهي بالتحايا المرسلة لقوى التيار التي من المفترض أن يكون وطنيا .. وإن كان ديمقراطيا فأن الواجب يفرض عليه أن يضم القوى الكردية المعارضة للقيادات الكردية الشوفينية . .. ولكن حقيقة هذا التيار وهذه الشخصيات هي سد الفجوة العلمانية (كما يسمونها ) لخلق قوة إنتخابية سيكون الأكراد ( القيادة الشوفينية الحالية ) حليفها الأول .

المؤتمر يصف نفسه بأنه مؤتمر لقوى وشخصيات التيار الديمقراطي في العراق وهو ما يتلائم مع الغالبية من الليبراليين الجدد داخل التيار حيث لا قيمة للوطنية حتى في أطار المسميات وقد كان المنتظر أن تكون قوى التيار الوطني الديمقراطي أو الديمقراطي الوطني ..الخ لأن الوطني والوطنية تعبير عن وحدة الوطن وحريته  وهو ما يتناقض مع التطلعات العولمية في قوى التيار ويتناقض مع الحلفاء الفيدراليين الأكراد وتوجهاتهم الأنفصالية  التي يساندهم العديد من شخصيات التيار في الداخل والخارج .. إن ممثلي قيادة الحزب في قوى التيار يتجاوزون على الشرعية الحزبية وتمثيلهم للحزب من دون عقد المؤتمر الوطني التاسع  لضمان إستمرار القيادات الحالية العميلة من شاكلة رائد فهمي وغيره في قيادات التشكيل السياسي الجديد قبل الأعلان عن حل الحزب الشيوعي العراقي وتصفيته بالكامل ..

ويبدوا إن المؤتمر الوطني التاسع لن ينعقد أبدا .. لأنه المؤتمر الأول الذي سيكون علنيا بعد المؤتمر الوطني الثالث والعلنية تتطلب الصراحة والوضوح والاجابة عن أسئلة الشيوعيين العراقيين وكشف حسابات الربح والخسائر السياسية وأهم هذه الأسئلة هي ما أهمية حزب شيوعي فاقد للوطنية والطبقية في نفس الوقت .. قادة الحزب سوف يبحثون عن مناصب وكراسي ووظائف حكومية وأمتيازات  قبل عملية التصفية  وهي ليست غريبة حيث إبتدأها حميد ومفيد ولبيد عباوي ( والأخير كانت مساهماته فعالة في الحرب الأطلسية ضد ليبيا وفي الخراب والفساد في وزارة الخارجية وسفاراتها ) ورائد فهمي وصبحي الجميلي وغيرهم . لذا فأن تشكيل التيار لا يخرج عن هذا الأطار وقد أضافوا اليها عملية تسخير قدرات المنظمات الحزبية في المحافظات لضمان إمتيازات العناصر الليبرالية الأخرى المشاركة معهم دون تخويل من هيئات الحزب ومنظماته و دون إقرار هذا التوجه في إطار برنامجي أو إيديولوجي يقرّه مؤتمر الحزب الذي سينتخب قياداته الجديدة المفترضة التي قد لا تتفق مع توجهات التيار الجديد , خاصة وأن التيار بطروحاته هو ليس يساريا بل يمينيا ليبراليا يتناغم مع التوجه العولمي والحوكمي للأستعمار الجديد .

إن العراق ليس بحاجة الى قوى التيار الديمقراطي دون أن يكون وطنيا .. ولا وطنية  حقة دون مواجهة الأحتلال وحاجة الشعب العراقي هي ليست نخبة قيادية علمانية فقد كان صدام حسين وإياد علاوي وجلال الطالباني  علمانيين ولا أعتقد إن التيار سياتي بأحسن من هؤلاء .

إن الطروحات الأنشائية  الفارغة بالعمل على بناء دولة مدنية حديثة وحضارية وتحترم حقوق الأنسان وغير ذلك لم تعد تقنع المواطن العراقي الذي ينتظر الرؤية الواضحة وبرنامج العمل لكيفية أن توفر له العمل وتضمن حياته وتوفر له الماء الصافي والكهرباء وقبل كل هذا وذاك كيف يمكنه التمتع بالحرية وسفارة الأحتلال هي وحدها قاعدة عسكرية في قلب العاصمة .

 

 

Rahak@t-online.de

29.10.2011

 

 

(1) http://www.iraqicp.com/2010-11-21-17-49-26/8752--------------1-2.html

 

(2)  http://www.yanabeealiraq.com/article/kh/kh261011.html

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا