<%@ Language=JavaScript %> نزار رهك البغدادية والناس و حريّة الأعلام

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

البغدادية والناس و حريّة الأعلام

 

نزار رهك

 

لا يمكننا تجريد الأحتلال عن مسؤوليته في الأوضاع الكارثية التي يمر بها العراق فهو الصانع للتركيب المعوّق لمجمل الحياة السياسية والأمنية والتوجه المركزي الأعلامي المرافق له .. هو الذي أعاد تشكيل القوى الأمنية وعناصرها وقادتها وكان له الحق وحده في إتخاذ قراراتها التعبوية والتكتيكية وتنفيذ الخطط على الأرض .. وهو الذي يتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية على أي تعرض يصيب الشعب في دولة العراق المحتلّة ..  ولم تعد تنطلي على جماهير شعبنا مسرحيات القاعدة ودولة العراق الأسلامية والمجاميع الأجرامية الأخرى بأعتبارها قوى تستهدف الأحتلال وتمارس الجريمة في وقت واحد وكأنما الجريمة مقرونة بالمقاومة والنزاهة والسلام مقرونتان بقوى الأحتلال ..  لذا فالرسالة التي أراد الأحتلال أن يوصلها للعالم بعد فضائح ويكي لكس هو إن المجرمين الأرهابيين الذين يدعون محاربتهم في العراق يستهدفون المسيحيين ( إخوانكم أيها الغربيون في المسيحية ) والوجود الأمريكي في العراق إنما هو لحماية المسيحيين التي يعجز العراقيون من حمايتهم ! .

لذا فأن أي تواجد لصحافة حرّة سيعرض هذا الموقف الى عكس الأتجاه المراد تثبيته وإعلانه وقد كان المنتظر من  الصحافة الباحثة عن السبق الصحفي الأحتفاظ بالأسرار الصحفية لهذا الغرض وهو الفخ الذي كان يراد نصبه لمحطة البغدادية الفضائية حيث قام العاملين وبحرص وطني صادق ( بدلا من الأحتفاظ بأسرار السبق الصحفي ) الى تقديم المعلومات ورقم الهواتف التي كانت في حوزة الأرهابيين ومعرفة لكنته الغير عراقية وقد تكون لأحد عناصر الموساد ( المستعربين ) أو سعوديوا عصابات القاعدة ( عملاء الأمريكان ) الى قوات عمليات بغداد التي سارعت الى إعتقالهم وإتهامهم بالأرهاب وفق المواد 1 , 2 , 3 .. وتمت محاصرة مكاتب المحطة في بغداد وإطفاء المولدات الكهربائية ومن ثم إقتحامها والتنكيل والعبث بأجهزتها ومكاتبها وهو يعد إنتهاكا سافرا لقيم الحرية التي تدعي الحكومة الألتزام بها وبتوجيه مباشر من قبل مسؤول الأتصال والأعلام لحكومة الأحتلال وفي نفس الوقت تم إقتحام مكتب البصرة للمحطة وإعتقال أحد مهندسي البث من قبل مركز شرطة المأمون وتعرضه للضرب والأهانة والتعذيب ..

هذه هي حقيقة حريّة الصحافة في العراق .. وهي حريّة أشبه ماتكون بالأكاذيب الأمريكية في الأدعاء بمحاربة الأرهابيين والتي عليها أن تصنعهم بنفسها وتقتل الأبرياء من أبناء شعبنا بهم  وتعطل كامل قدراته الأقتصادية والسياسية والثقافية وتجعل من صنائعها المجرمين هؤلاء أصحاب السطوة الأولى وعابرون مهرة لجميع السيطرات والحواجز الأمنية !! ويرتدون ملابس شركات الحماية ويرتدون الدروع الواقية والأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة  ليصلوا  الى أبناء شعبنا من المسيحيين ويحتجزوا الرهائن ويرتكبوا الجريمة وبمساعدة القوات الأمريكية ورعايتها إن لم تكن مشاركة مباشرة في العملية .

إن أي كشف لأي جزيئة من حقائق الجريمة سيعرض الأمريكان الى الأدانة العالمية الغربية والأمريكية والعالم كله ومن هنا نستطيع تفسير ردود الفعل العبثية واللاقانونية تجاه محطة فضائية عراقية مستقلة كانت في قلب الحدث .

لقد أثارت قناة البغدادية من خلال برامجها الجماهيرية وعلى وجه الخصوص برنامج البغدادية والناس حفيظة وحقد مسؤولي حكومة الأحتلال لأنه ينقل مباشرة هموم ومطالب وشكاوي المواطنين وصورة السخط الشعبي العارم نتيجة إنعدام الخدمات العامة وتدني المستوى المعيشي وإزدياد مظلوميات عامة الناس وهو مايتناقض وحدود الحريّة الصحفية  التي يسمحون بها والتي تتناسب و توجهاتهم السياسية الفاسدة واللصوصية .

إن هول الجريمة في عملية إقتحام الكنيسة قد دفع بهؤلاء المسؤولين بالبحث عن كبش فداء لجريمتهم وعن حجة حتى وإن كانت واهية لشن حملتها على الصحافة وتهديد كل من يقف بوجه توجهاتهم السياسية والقمعية  .. والناس تعرف جيدا رغم إجراءات الحكومة التعسفية بحق قناة البغدادية والعاملين فيها بأن الجهة الجديرة بالأعتقال والمحاسبة والمقاضاة القانونية هي قيادة القوات الأمنية و قوى الأحتلال التي تقف وراءها ..

إن عملية الأعتقال لعاملي البغدادية ومن ثم عملية إقتحام مكاتبها تعتبر فضيحة أمنية وقضائية تضاف الى جريمة قتل الرهائن من أبناء شعبنا بحجة تحريرهم  وتضع على عاتق الصحفيين العراقيين مواجهة زيف الديمقراطية التي جاء بها الأحتلال  والمطالبة  بمقاضاة المجرمين ومنتهكي الحريّة الصحفية وكشف ألاعيب الأحتلال الذي يرتكب الجريمة ويتنصل عن مسؤوليتها .

 

Rahak@t-online.de

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 

مقالات الكاتب نزار رهك

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 
 

 

لا

للأحتلال