<%@ Language=JavaScript %> كتابات حرّة

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

حنة البدو وين العدو؟!


نزار رهك  

22-10-2005

 

إن مخطط الحرب وإحتلال العراق كان مهيئا له منذ سنوات في دهاليز المخابرات المركزية الأمريكية والأسرائيلية وبمشاركة عملية وإستراتيجية مع نظام صدام حسين نفسه الذي قدم الوطن على طبق من ذهب الى الأمريكان والبريطانيين بعد إتفاقية صفوان مقابل بقاءه في الحكم وقمع إنتفاضة شعبنا عام 1991 وقد تم رسم السيناريوهات التي لم تكتمل بعد و جرى تدريب العملاء في دوائر السي آي أي لمدد تتفاوت حسب أهمية العميل وموقعه في (العملية السياسية مابعد الأحتلال ) ودوره في التأثير على مجرى الحدث ومدى دقته في تنفيذ الأوامر ولا يستبعد تصفيته الجسدية بعد إكماله المهمة وهي فرضيات لأجراءات تتخذها عصابات المافيا و مخابرات الكثير من الدول و منها الولايات المتحدة الأمريكية والأسرائيلية وهي الأكثر شهرة في تاريخنا المعاصر في الجريمة والمشاركة في جرائم الأبادة الجماعية في جميع بلدان العالم .
يورد توماس باور في كتابه ( السي آي أي التاريخ والطرق والأسرار) (لقد خضنا من خلال السي آي أي غمار الحرب الباردة وأستخدمنا جميع الوسائل المتاحة بما فيها التعاون والتنسيق مع عصابات المافيا الأجرامية ) وفي مكان آخر يكتب ( إن دوائر المخابرات المركزية الأمريكية تدرب سنويا العديد من الجواسيس والعملاء من جميع أنحاء العالم وبعدها يختفون بلا أثر حتى في بلدانهم .....ويشكلوا في نهاية المطاف شبكة واسعة من من العملاء تستطيع وبكل الطرق السيطرة على المراكز الحيوية في هذه البلدان ) 1 إن العالم لا يمتلك من خفايا السي آي أي إلا القليل النادر ولكن بعد مرور أكثر من ثلاثين عاما يبادروا هم أنفسهم بأعلانها ونشرها بأستثناء ما يتعلق بالبلدان التي لم تزل إخفاء أسرارها يخدم المصالح الحيوية الأمريكية  .
ففي الوقت الذي كشفت فيه بعضا من أسرارها في أمريكا اللاتينية وهي لم تعد أسرارا بعد بالنسبة لشعوب هذه الدول بل حقائق لا يمكن إخفائها بعد . أما الأسرار المتعلقة في الشرق الأوسط ودول الخليج العربي وإسرائيل وأيران والعراق فهي لم تزل من أسرار الدولة الثمينة والتي لا يمكن كشف أي جانب منها لأنها ستكشف جميع الأوراق الأخرى وبالتالي كامل الأستراتيجية الأمريكية في المنطقة والعالم ....ويضيف توماس باور(إن عملاء السي آي أي يشعرون بروابط متينة تجاه الدول التي يخدمون فيها ويتقنوا لغتها ولهجاتها المحلية جيدا ويطلعوا على فنونها آدابها وثقافتها وأوضاعها الأجتماعية وتقاليدها )
وعملية شراء الذمم هذه وتشكيل شبكات السياسيين تستند في أغلب الأحيان على تسقيط الأنسان وقيمه الفكرية والأنسانية ومبادئه في الشرف والوطنية وخدمة المجتمع ومستقبل البلد وما شابه ذلك أولا وقبل كل شيء وقد قام صدام حسين بهذا الدور منذ توليه السلطة في العراق وإغراقه العراق والمنطقة ببحر من الدماء وبسحق لشخصية المواطن العراقي بشكل لم تشهده أكثر الأنظمة دموية في العالم .. ومعروف عن صدام حسين علاقاته بجهاز المخابرات المركزية الأمريكية قبل وبعد توليه للسلطة السياسية والعسكرية في العراق وتنفيذه للجرائم التي خطط لها الأمريكان بحق الشعب العراقي من شيوعيين وأسلاميين وأكراد وكذلك بحق الشعبين الأيراني والكويتي و دوره التخريبي لمجمل حركة التحرر الوطني العربية .
وهو مادفع بالأمريكان بجعل محاكمة صدام عبارة عن محاكمة جناءية لرجل خارج عن القانون وليست محاكمة لنظام سياسي بتحالفاته وإتفاقاته السرية و عناصره التي تتغلغل الآن في حكومة الأحتلال الجديدة بثياب جديدة  .. وحتى هذه القضية الجنائية في المحاكمة جرى التستر عليها ومنعها من أن تكون علنية.
لقد وضع صدام حسين ونظامه البائد صورة للعدو بعد حرب الخليج الأولى متمثلة بالفرس والأيرانيين بأعتبارهم العدو الأساسي للعرب والأمة العربية و إتهام كل شيعي معارض بكونه تابعا إيرانيا ووجوب تصفيته رغم كونه كان المعتدي على الجار الأيراني وبتوجيه واضح وصريح من الولايات المتحدة الأمريكية أو بدفع ومساندة منها. ويزيد من القناعة بهذا الرأي إرتباط بعض هذه الأحزاب كالمجلس الأعلى للثورة الأسلامية وحزب الدعوة أرتباطا مباشرا بالحكومة الأيرانية و مخططات أجهزتها العسكرية. وهم يتبرؤون منها الآن وحزب الدعوة يتباهى بكونه الحزب الوحيد الذي صدر بحق المنتمي اليه بالأعدام
(بحجة إن العقوبة التي تفرض على المتعاونين مع دولة معادية وخاصة في الدول التي تخوض الحرب مع الدولة المقصودة هو الأعدام)  فهل كان صدام حسين بحاجة الى إصدار هذا القانون بحق المنتمين الى حزب الدعوة وقد كان يعدم جميع المعارضين بقانون أو بدونه .
وتصفية الشيوعيين العراقيين وبدون محاكمة وقوانين هي كانت أيضا فاتورة لابد من تقديمها للراعي الأمريكي كحسن نية لكسب رضا الأخير الذي لا يتورع من إبادة شعوب عن بكرة أبيها بسبب تصاعد الحركة الشيوعية فيها وهو في خضم الصراع في الحرب الباردة بين المعسكرين المتضادين. وفي زمن صدام حسين جرت عملية إبتذال لمفهوم الوطنية وجعلها مرادفة لطاعته و بأتجاهاته القومية وجرى إبتذال وتشويه للرابطة القومية والتضامن القومي بين شعوب المنطقة المنكوبة بأنظمتها من جهة وبالأستعمار الغير مباشر من قبل الأمريكان والأسرائيليين من جهة أخرى ولم يكن صدام حسين يشذ عن هذه الأنظمة في شيء سوى إنه أكثر همجية ودموية في قمع الشعب العراقي وهو شعب لم تستطع هذه القوى إخضاعه رغم حمامات الدم التي إبتدأت في شباط 1963 و أستمرت حتى هذه اللحظة وهي دائما ترتكز على مفاهيم فكرية لتبريرجرائمها .
وطيلة سنوات البعث كان التثقيف بمعاداة الشيوعية واليسار والسلام ومفاهيم الحرية والديمقراطية والعدالة الأجتماعية سياسة يومية دائمة إنها حسب مفاهيم النظام البائد الكفر (وهم المؤمنون!) وهم ذوو الأفكار المستوردة (وهم ذوو الأفكار العراقية ).
إن العدو واضح وصريح سواء كان من قبل المعارض للنظام الديكتاتوري ولجميع عناصره وإعلامه وثقافته ومؤسساته البوليسية والقمعية وهو وواضح وصريح للنظام نفسه تجاه كل من كان يعارضه فقد كان يعتبر خائنا للوطن والعروبة وتسري عليه أحكام الأعدام ومن يستطيع الهرب تسقط جنسيته العراقية ويتم مطاردته أينما حل وما المجازر الجماعية إلا جزءا من الدليل .
وتحولت معاداة النظام السابق للشعب العراقي الى مفاهيم محظورة وخاصة مايتعلق بقيم العدالة والقانون وحقوق الأنسان وحرية الرأي بل وصلت الى حدود الحياة الشخصية والعائلية ..وبعد الحملة الأيمانية أصبح عدوا كل من لا يلتزم بتعاليمها وشروطها ..وكل هذه الجرائم كانت تتم بأسم الوطن والوطنية والعراق ووحدة ترابه وسمائه وماشابه ذلك.
ومن القيم الأجتماعية والسياسية والتي تعتبر أساس أخلاقي لا يختلف فيها بلد عن الآخر أو شعب عن غيره هو الوطنية والتفاني في سبيل خدمة الوطن والشعب وهي العائق الأساس ( إضافة الى القوانين الدولية ) أمام الدول الكبرى في إحتلال الدول الصغيرة وتجريدها من السيادة والحرية وحق تقرير المصير وإرجاع الكولونيالية من جديد.

 وأصبح الأستعمار الجديد يرتدي ثوبا آخر ويقوم بدور المحرر ومن ثم البديل لحركة التحرر الوطني مقابل أن يكون له الحق في تشكيل البدائل السياسية الجديدة وهو الشكل المتمثل بالعولمة الرأسمالية بقيادة الأحتكارات النفطية والمالية الأمريكية وبتمويل من صندوق النقد الدولي.
إن السي آي أي تفكر بطريقة رعاة البقر في القضاء على خصومهم السياسيين في منطقتنا العربية والشرق الأوسط وهي تجميع المعادين لها وإبادتهم جسديا في العراق عبر السيطرة التامة على قيادة هذه التنظيمات وتحويل مساراتها وبالتالي تحديد أهدافها العسكرية بمعزل عن إرادة عناصرها . وقد أثبتت الكثير من الأحداث ضلوع البريطانيين والأمريكان في تنفيذ الجرائم الأرهابية وإعلان تنفيذها من قبل إرهابيين مجهولي الهوية.
وفي بعض الجرائم يختفي الجندي الأمريكي موزع الحلوى للأطفال قبل تنفيذ الجريمة ..أو تنسحب القوات المنظمة لتسجيل المتطوعين قبل دقائق من التفجير الأرهابي وفي جريمة ساحة النهضة كانت قوات الشرطة تفتش جميع السيارات الداخلة الى الكراج إلا هذا الصباح حيث وقت الجريمة .. إن الجرائم الأرهابية تتزايد دون أي عملية تحقيق جنائية وبدلا من ذلك حرف الأنتباه الى جرائم الأحتلال وترسيخ ما يسمى بالعملية السياسية التي لن تجلب للعراق إلا التقسيم والتشتت والحرب الأهلية .. إن الأمريكان لا يعنيهم مقتل عشرات الآلاف من العراقيين المهم أن تجري العملية السياسية التي تخلق الركيزة الأعلامية لأهانة وإذلال العرب ومنهم العراقيين العرب دون الأكراد الذين لم يتعرضوا للعمليات الأرهابية الأجرامية إلا بعض الهجمات لذر الرماد في العيون وللتغطية في مساهمتهم المباشرة في العمليات الأرهابية وخاصة عصابات الأسايش الأجرامية المعروفة بمعاداتها للعراقيين العرب  ..
لقد جلب الأحتلال الأمريكي البريطاني مفاهيم جديدة للوطنية تستند على مساندة الأحتلال (الديمقراطي ) ومقاومته تعتبر عملية إرهابية وإجرامية لذلك تحدث العمليات الأرهابية بشكل متوازي مع عمليات المقاومة العراقية و بعض مرتزقة الأحتلال يسمي المقاومة ب(المقاومة النازية ) مع العلم إن أحزاب المعارضة السابقة للنظام لم تجرؤا على تسمية النظام السابق بالفاشي أو النازي وإنما إكتفى البعض على تسميته بأنه نظام ديكتاتوري يتبع الأساليب الفاشية !!.

 ويجري سحق المدن العراقية بحجة مطاردة الأرهابيين ومع كل عملية عسكرية تتوقف العمليات الأرهابية وكأن ذلك نتيجة لهذه العمليات . إن الأمريكان يرتكزون على الساقطين سياسيا للقرع على طبولها الأعلامية وتجدهم جميعا يطرحون نفس القضايا في نفس الوقت وبنفس المحاججات .. حتى لا يفرق الكاتب بأن هذا المقال يعود للدكتور فلان الفلاني أم لكاتب مبتدئ والفرق الوحيد هو إن الدكتور يكتب محاججته بالتسلسل ( أولا و ثانيا ) أما الآخر والذي لا يحمل د. يكتبها مخلوطة بعضها مع البعض الآخر . المهم أنه يقبض أجوره بشكل منتظم .
وعملية التسقيط الأجتماعي والسياسي للشعوب تختلف من بلد الى آخر بسبب مؤثرات وعوامل وظروف تاريخية وإجتماعية متباينة . وعليه يتم وضع إستراتيجية خاصة لكل بلد على حدة وبالأرتباط أو لتكملة إستراتيجية أخرى لبلد مجاور أو منطقة بكاملها كمنطقة الشرق الأوسط و عناصره المهيئة مسبقا وميزانيته المالية المحددة .
العدو والصديق يجب أن يكونا واضحين وهي بالنسبة للأحزاب السياسية موقفا وطنيا وطبقيا ( أو قوميا بالنسبة للأحزاب القومية وطائفيا للأحزاب الطائفية ) وليس سوى صدام حسين وأمثاله من العملاء فمريديهم وأعداءهم هم من جميع القوميات والطبقات والطوائف فله من الأكراد أكثر من العرب (إذا أخذنا بحساب النسبة المؤية للسكان الأكراد الى عدد الجحوش والبعثيين الأكراد ) ومعاديه من الأكراد أيضا أكثر من العرب (إذا إستثنينا القيادات الكردية التي كانت حليفة وشبيهة ومقلدة لصدام حسين ) .
العدوا الأساسي لصدام حسين هو الشعب العراقي كله بينما صورة العدو التي كانت تثقف بها القيادات الكردية الديكتاتورية هم العرب فقط وعمليا هم معادين للشعب العراقي كله بسبب الجرائم التي تم إرتكابها ضد الأكرادعلى أيدي هذه القيادات تفوق الجرائم التي إرتكبها صدام حسين ضد الأكراد أيضا ..ومهما تكن النسبة فالطرفين هم مجرمين بحق شعبنا الكردي ومعادين له.
الشيوعيون العراقيون والأصح قياداتهم السياسية التي لا تربطها مع الشيوعية سوى الأسم ..فقد ضيعت إتجاهاتها الطبقية بفقدان نظريتهم الماركسية – اللينينية وأرتموا بأحضان الأحتلال وعملاءه بعد إن عرفهم التاريخ الوطني محاربين لا يستهان بهم ضد الأستعمار والأحلاف والمؤامرات الأستعمارية ..إن السقوط السياسي لقيادة الحزب يكمن في التخلي عن تحديد طبيعة العدو الحقيقية , العدو الطبقي , وعندما يتحول الصراع الطبقي الى المستوى العالمي وتقف الأحتكارات الرأسمالية وعولمتها في جانب مقابل مواجهة عمالية ويسارية عالمية معادية له , يقف الحزب الشيوعي العراقي في الجانب الآخر دون أي إعتبار لتاريخ هذا الحزب وشهدائه و حتى للموقف الطبقي ..ولماذا هو حزبا شيوعيا؟ إذا كانت توجهاته رأسمالية وليبرالية ومساندا لسياسة السوق الرأسمالية التي لا يمتلك الشعب العراقي فيها القدرة على ملكية المساكن التي يعيشون فيها .
لقد أفقدت قيادة الحزب من الشيوعيين العراقيين البوصلة الأيديولوجية والطبقية لمعرفة العدو الحقيقي ليتحول الحزب الى كيانا لا لون ولا طعم له , لا يشتعل ولا يساعد على الأشتعال . .إنها قيادة لا تختلف عن قيادة عزيز محمد وكاظم حبيب مهمتها إنهاء الحزب ضمن المخطط المرسوم لأحتلال وتقسيم العراق .
قبل الأحتلال الأمريكي للعراق كان هدف جميع الأحزاب السياسية العراقية هو سقوط النظام الديكتاتوري وإقامة البديل الديمقراطي .. هناك عدو ..دون أن يكون هناك صديق , الأحزاب نفسها تدعي معاداتها للديكتاتورية وهي لا تختلف عنه في وجهتها وبناءها الداخلي..وبحقيقة الأمر إنهم كانوا يتاجرون بدماء شهداء الشعب من أجل الوصول الى السلطة ..في المراهنة على إنتصار القوات الأيرانية أولا وبعضها عاد بعد نهاية الحرب العراقية الأيرانية الى الأتفاق مع نظام صدام حسين ثانية..و على كل حال بقي العدو الأول هو نظام صدام حسين وبدرجات متفاوتة أما الأعداء الآخرين فهم الأحزاب المعارضة الأخرى , إنهم أعداء فيما بينهم وجميعهم معادين للديمقراطية . الوحيد الذي كان صديقا ومتحالفا مع الجميع ومعاديا لنظام صدام حسين بنفس الوقت هو الحكومة السورية ولسنوات الصراع ضد الديكتاتورية تحولت دمشق الى وطن ثان للعراقيين الهاربين من بطش النظام ولم تفرض شروط ولا إبتزاز وإجبار لأي لاجيء عراقي , بل العكس تم تقديم المساعدات متميزة للعراقيين المرتبطين أو المنتمين لأحزاب المعارضة آنذاك .
وإنقلبت الصورة بعد الأحتلال الأمريكي (والأمريكان كما يعرفهم الجميع في مساندتها الأستراتيجية لأسرائيل وبالتالي موقفها المعادي المسبق لسوريا والعرب . وتعلن مساندتها صراحة حتى للجرائم والأباداة الجماعية الأسرائيلية التي يستنكرها العالم أجمع )
وإن الذي إنقلب هو الأحزاب المعارضة التي تفيأت تحت المضلة الأمريكية التي أوجدت لهم عدوا وهميا صنعته بأيديها وهو الأرهاب ليكون بديلا عن العدو الحقيقي للوطن وهو الأحتلال والديكتاتورية. وقد مهدت الولايات المتحدة لهذا الغرض العشرات من الكتاب والصحفيين الذي تكمن مهمتهم شن الحرب الأعلامية على العرب لأنهم لم يساندوا الأحتلال وعلى سوريا التي أصبحت بين ليلة وضحاها راعية للأرهاب وعبر أراضيها بأتي الأرهابيون , أما الكتاب الأكراد فهم ضمن المخطط المرسوم لا يكلون ولا يملون في الحديث عن الأضطهاد القومي لأكراد سوريا وهم بضعة آلاف لا يمتلكون حتى الجنسية السورية ولكنهم لا يتحدثون عن أكثر من عشرين مليون كردي يعيشون في تركيا ومحرومين من أبسط حقوقهم القومية .. ولمن يسأل لماذا لا يركز هؤلاء الكتاب بالفعل على قضاياهم القومية في مكانها الصحيح ؟ فالجواب واضح وهو إن التوجهات الأمريكية في مجال الدعاية الحربية محددة ومشروطة وليس هم سوى موظفين من الدرجات الدنيا . ولهؤلاء الكتاب صحائفهم (منها صفحة الحوار المتمدن- وهو لا متمدن ولا بطيخ ).. المضحك لدى الكتاب الأكراد هو تسمية معارضيهم ب(القومجية) بأعتبارهم غير قومجية !! وهم رغم إن رئيس حكومة الأحتلال هو كردي ولديهم الوزارات والسفارات وسرقوا نصف البلد ويمتلكون الميليشيا الأكثر تسلحا ومع ذلك فما زال عدوهم هو العربي (القومجي) وهذا ليس غريبا على من يعرف هذه الأحزاب ويعرف إن رئيس جمهورية الأحتلال هو مجرم وقاتل للآلاف من المناضلين العراقيين عربا وأكرادا ..ولكل قاتل ومجرم كما هو معروف أعداءه .
وبالنتيجة فالعدو الحقيقي لهؤلاء هو الديمقراطية الحقيقية التي تأتي بعد الحرية من الأحتلال وإرساء دولة القانون التي تضعه في قفص الأتهام مع صدام حسين وأمثاله لذلك فهو يسعى جاهدا لتثبيت الأحتلال ولتزوير الأنتخابات (المهزلة) و يخلق ماكنة إعلامية تظليلية لتثبت إن سوريا هي العدو وليس الأمريكان, والعرب هم الذين يعرقلون العملية السياسية الديمقراطية ومنهم يأتي الأرهاب , وبعدها يأتي الأسلام في سلسلة الأعداء وربط القاعدة بالأسلام ( وليس بصانعيه الأمريكان ).

الموضوعة ليست لها نهاية لذا سأكتفي بهذا القدر !! 

 

 _________________________

  1- الطبعة الألمانية

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 

من مقالات الكاتب نزار رهك

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 
 

 

لا

للأحتلال