الإنجازات الحكومية، في تصريحات الشيخ العطية..!!

 

 

موفق الرفاعي

 

قال خالد العطية خلال مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان، إن "الحادث الإرهابي الذي ضرب منزل محافظ الديوانية، (...)، كان له رسالة خاصة في هذا الوقت بالذات بعد نجاح خطة الحكومة الوطنية في تحقيق الكثير من الانجازات".

خالد العطيبة هذا عضو برلماني ورئيس كتلة (دولة القانون) في البرلمان، اي.. انه يمثل الشعب الذي انتخبه وعليه الانحياز اليه ومصارحته ومساءلة السلطة التنفيذية ومحاسبتها حين يستشعر تقصيرا في ادائها لواجباتها تجاههم، وهو قبل ذلك رجل دين حري به ان يكون صادقا مع الناس وينأى عن تضليلهم.

واذا تجاوزنا وصفه الحكومة بـ(الوطنية) وما يعنيه هذا الوصف معجميا وسياسيا، وسلمنا له انه يعتبرها ممثلة لجميع شرائح المجتمع وليس لفئة سياسية محددة مهما كان حجمها كبيرا، فلا يمكننا الا ان نتوقف امام ما هو ملموس من تراجع مضطرد وواضح لمجمل الخدمات الاجتماعية مثل الخدمات البلدية والصحية والتعليمية، وامام العجز الكامل في حل الكثير من المشكلات التي يعاني منها العراقيون مثل ازمة الكهرباء التي تشل الحياة بشكل كامل.

لم يعدد لنا النائب العطية تلك "الانجازات" التي انجزتها الحكومة منذ تشكيلها او في الاقل فترة المائة يوم التي قطعها على نفسه وعلى حكومته رئيس مجلس الوزراء، فلربما غابت عن اذهاننا وحضرت في ذهنه تحت عمامته البيضاء، او لربما كنا في غيبوبة سريرية نتيجة.. لعفونة الفساد المالي والاداري التي تزكم الانوف، والحر الشديد في غياب شبه كامل للكهرباء.

واذا كان هناك من "انجازات" حققتها الحكومة "الوطنية" خلال فترة المائة يوم، فلاشك ان الشعب قد لمسها في هذا التصاعد الواضح للعمليات المسلحة وتقود الى التردي الامني الذي هو الاخر مستعص على الحل تماما مثله مثل ازمة الكهرباء وازمات اخرى.

ما استطعنا لمسه في هذا الشأن فقط هو في التحول بتوجيه الاتهامات للمسؤولين عن هذه العمليات فقد كانت في السابق توجه عادة الى القاعدة والتكفيرين والبعثيين والصداميين فاضحت اليوم توجه الى اخوة المحاصصة والشراكة يكيلها بعضهم للبعض الاخر.

فلا بد من شماعة يعلق عليها العجز الحكومي في ضبط الوضع الامني..!!

لم يذكر لنا العطية ايضا ما هي الـ"رسالة" التي اريد توجيهها "في هذا الوقت بالذات".. ولمن؟ لنعرف على الاقل الذين يضعون العصي في دواليب الاصلاح والاعمار والتقدم الذي تسعى الحكومة الى تحقيقها وترجمتها الى "انجازات" فنصطف مثله الى جانبها ونقف معها في وجه اولئك المجرمين.

ونسأل النائب والشيخ خالد العطية، ان كان العراق قبل هذا يعيش في وضع امني مستقر وفجأة جرى ما جرى حين بدأت تتضح "انجازات" الحكومة؟

لسنا نلوم العطية او غيره على سخريتهم بعقولنا واستسهالهم الكذب علينا وتضليلنا وتذاكيهم امامنا، ولكنا نلوم انفسنا انا من اوصلهم الى مقاعد المسؤولية بسباباتنا التي كان الاولى ان نشهرها في وجوههم بدلا من ان نغمسها بالحبر البنفسجي.

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا