<%@ Language=JavaScript %> مناضل نحو الشعب (1)هجوم من جانب واحد

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

الصراع الطبقي في العراق بين الماضي والحاضر

 

 

بقلم / مناضل

 

 

ان الصراع الطبقي في العراق بين الطبقه العامله و حلفائها من فلاحين و كادحين و بين البرجوازيه الناشئه  في العراق نضجت صورته في بدايه ثلاثينيات القرن الماضي في بداية نشوء وتكوين طبقتين رئيسيتين هي الطبقه العامة والطبقة البرجوازية والتي بدأت تتبلور ايدلوجيتها الهادفة الى تطوير المجتمع العراقي واللحاق ومواكبة التطور في العالم المتقدم.

 

ان ما رافق العراق من احداث في الاربعينيات والخمسينيات افرز بشكل واضح اتجاهين رئيسية اتجاه الذي تقوده البرجوازية الرجعية وحلفائها من اقطاع و بعض من البرجوازية الصغيرة التي تمتاز بالنفاق والتذبذب, وامتاز هذا الاتجاه بالتحالف مع الاستعمار البرطاني انذاك , والاتجاه الاخر الذي تقودة الطبقة العامة الناشئة و حلفائها من فلاحين و كادحين وبرجوازية وطنية التي اختارت طريق مناهضة الاستعمار البريطاني.

 

ونلاحظ على الساحة السياسية انذاك نشوء احزاب سياسية منها اليساريه التي تنادي بمصالح الطبقة العاملة والكادحين من الفلاحين وغيرهم مثل الحزب الشيوعي العراقي واحزاب اخرى يمكن تصنيفها احزاب البرجوازية الصغيره التي هي تلبس لباس الاشتراكيه و مناصره الى الطبقة العاملة والكادحين بما تمثله ادبياتها من ضبابيه وشعارات وطنية رنانه لكن .... ليس لها خلفيه فكريه واضحة مثل حزب البعث وو الناصريين وغيرها. هذه الاحزاب تتجهه لليسار تارة واليمين تارة اخرى حسب مصالها والواقع السياسي المفروض في وقته . وهناك النقابات ومؤسسات المجتمع المدني مثل التحادات الطلابيه والشبابيه والنسائيه بالاضافه الى النقابات العماليه التي سيطر عليها الحزب الشيوعي بأيدلوجيته اليساريه بالرغم تقاعسه وتخاذله في اتخاذ اي موقف ثوري جذري يؤدي الى سيطرة الطبقة العاملة بسبب ولاءه المطلق الى الاتحاد السوفيتي انذاك الذي كان يستخدمه كأداة للضغط لتحقيق مصالحه في المنطقة.

 

ورغم ذلك قارع الحزب الشيوعي الاستعمار واستطاع ان يخلق وعي عمالي ثوري لدى الشعب العراقي وقدم شهداء في سبيل ذلك امثال المناضل فهد وحازم وصارم وسلام عادل من بعدهم.

 

رغم وجود  اتجاهات سياسية كثيرة في تلك الفترة ووجود احزاب تحمل ازدواجية في ايدلوجياتها الغاية منها كسب ود الجماهير بشعاراتها الوطنية والقوميه ولكنها بنفس فاشي والدعوه الى العنف ضد اليسار  . رغم ذلك كانت الانتماءات الطبقيه واضحه و الصراع الطبقي يأخذ شكله الطبيعي .        

 

 من كل ما ذكر اعلاه نلاحظ هناك وضوح في التمايز و الصراع  الطبقي الذي تفرضه الحقبة التاريخية انذاك ولو كان اليسار متحد وغير خاضع للسياسية السوفيتيه ومتحرر من الفكر الستاليني الذي سيطر على الحركة الشيوعية العالمية انذاك وادى ذلك الى انحرافها عن خطها الثوري النابع من الفكر الماركسي كان يمكن لهذا اليسار ان يحقق ثورات شعبيه تؤدي الى اقامة حكومات وطنية ديموقراطية تهدف لأقامة انظمة اشتراكية وتحدث تغييرا في الخارطة العالمية انذاك.

 

و نتيجه لتقاعس الحركه الشيوعيه و التي كانت تقود النضال العمالي انذاك  ظهر كثير من الحركات الثورية (و هنا نتكلم فيما يخص العراق )سواء منشقة من الحزب الشيوعي او احزاب اخرى كما حدث في بدايه سنه 1968 حيث انشق عن الحزب الشيوعي بما يسمى انذاك الحزب الشيوعي القيادة المركزيه هذه الحركة التي سيطرت على الشارع العراقي انذاك بأفكارها الثوريه وكان من الممكن ان تحدث ثورة شعبيه لو لا موقف الحزب الشيوعي المتخاذل والخائن حيث تحالف مع حزب البعث في بدايه حكمة وسلم له اسماء كوادر القيادة المركزيه في سبيل القضاء عليها لان مثل هذه الحركة لو نجحت كان من الممكن انهاء شعبيه الحزب الشيوعي التقليدي في العراق وجميع الاحزاب الشيوعية في المنطقة مما يؤثر على الطابع الستاليني المتخاذل للحركة الشيوعية العالمية انذاك بقيادة الاتحاد السوفيتي.

 

ان الوضوح في جذور وترتيب الطبقات انذاك والصراع أو التحالف فيما بينها كان نتيجة الوعي العالي لدى تلك الطبقات بسبب وجود الحركات السياسية المختلفة التقدمية منها او الرجعيه كان يمكن للاولى ان تحدث كما اسلفنا الى انعطافات الثوريه , لاي تطور العالمي في قوى الانتاج يؤدي الى تغيير الخارطة العالمية ويهدد الامبرياليه و البيروقراطية المسيطرة على الاتحاد السوفيتي لذلك بدأت الامبرياليه في التخطيط للقضاء على هذا الوضوح و تشويهه الذي كان يهدد وجودها بالمنطقة وبالتالي يخل بسيطرتها على العالم كذلك.

 

فبدأت الامبرياليه بدعم الاحزاب الوطنيه التي تنادي بالديموقراطية والاشتراكية شكلاً والفاشية جوهراً. وساعدتها في اقامة انقالابات كما حدث في انقلاب 17 تموز 1968 في العراق وسيطر حزب البعث الذي بدأت سياسته بالقضاء على جميع الحركات السياسية وبسط سياسة الحزب الواحد وساعده في ذلك تخاذل اليسار العراقي المتمثل في الحزب الشيوعي العراقي بدأ بخيانته للمنشقين عنه والمتمثلة بالحزب الشيوعي القيادة المركزيه  التي سحب اكثر من 80% من قواعد الحزب الشيوعي حيث استطاع حزب البعث وبالتعاون مع الحزب الشيوعي اللجنة المركزية بالقضاء على هذه الحركه الفتيه.

واستمر الحكم البعثي بالتحالفات مع بعض الاحزاب والحركات للقضاء على الاخرى لحين القضاء النهائي على جميع الحركات السياسية ومن ثم بدأ الحكم في تشويه الانتماء الطبقي بخلق انتماءات اخرى و ذلك بتأسيس رأسمالية الدولة المدعية بأنها الاشتراكية وصلت الحالة الى القضاء حتى على التسمية الطبقة العامة وحولوها الى تسميه موظفين. وبدأ الحكم البعثي بعسكرة الشعب العراقي تحت قيادة القائد الاوحد لتنفيذ مخططات الامبريالية في خلق حروب بالمنطقة لتغيير ملامح الصراع الطبقي الموجود وخلق ملامح جديدة لا تهدد في اقامة انظمة ثورية وساعدها في ذلك انهيار الاتحاد السوفيتي والحركة الشيوعيه العالمية بالرغم من ان دورها كان متقاعس بسبب سيطرة الفكر الستاليني عليها.

 

واصبح العراق والشعب العراقي يقاد كما القطيع من قبل القائد الاوحد مما اثر على سايكولجية الشعب بظهور تقاليد سلوكية جديدة لجماهير الشعب بغياب الفكر الثوري. مما فسح المجال بعد سقوط النظام السابق سنه 2003 بأن يسيطر الفكر الديني المذهبي المتخلف و بدأ ببث افكاره وبالتالي سيطرتها على الذهن العراقي واستمرار اختفاء ملامح الصراع الطبقي وخلق انتماءات اخرى وهميه ستمتد فتره طويله  جداً و هي الانتماءات المذهبيه و العرقيه , فنلاحظ ان الكادحين من الشعب العراقي الذين يمثلون الاغلبيه سيطر عليها في بداية السقوط ما يسمى بالتيار الصدري وقادوهم نحو الصراع ضد اخوانهم الكادحين ايضاً سيطر عليهم الفكر الاسلامي المتطرف المتمثل بالقاعدة وغيرها من الحركات الاسلامية.

 

اما الاحزاب الاخرى الدينيه واليبراليه سيطرت على الطبقات المتوسطة وبأتجاه الطبقات الكادحة ايضاً.

بحيث اصبح الشعب العراقي يعيش صراع بين نفسه وبين مكوناتها بعيد عن انتماءاته الطبقيه وغاب عن هذا الصراع الشرائح المثقفة التي تتطلع نحو اقامه مجتمع ديموقراطي متطور سواء كان هذه الشرائح ذات جذور عمالية او برجوازية.

 

واصبحت الضبابيه هي الطاغيه على المشهد السياسي وعلى المصالح الطبقية.

 

و رغم مساوئ النظام الجديد المتمثل بما يسمى الديموقراطية التي فرضتها اميركا بمساوئها الكبيرة ووجود انتخابات بالرغم ما يصاحبها من تزوير رغم كل ذلك بدء يظهر تقليد لدى الشعب العراقي و بدأ يتململ ويقوم بالتظاهر وقول الكلمة و هذا من الممكن ان يكون ارضيه لنشوء حركات وطنية ديموقراطية و ثوريه جديدة تتعاون فيما بينها بأستغلال التقليد الجديد في سبيل بث الوعي الديموقراطي الوطني و ثوري الذي يهدف الى تحقيق مصالح جميع الطبقات الوطنيه .

 

 

 

                                                                                         

 26 / 9 / 2010

Monadtel1@yahoo.com

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 

 

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 
 

 

لا

للأحتلال