الدب الروسي  يستيقظ متاخرا  ليجد نفسه في مأزق !

 

 

 

 كاظم نوري الربيعي 

 

 

 منذ انهيار  الاتحاد السوفيتي عام 1991 وما رافقه من  انفراط  عقد المعسكر الاشتراكي لاسباب عديدة لسنا بصدد  الحديث عنها ومارافق  ذلك من انفضاض  حلف  معاهدة "وارسو" وحتى هذه اللحظة والولايات المتحدة لم تتوقف عن التوسع شرقا  وكانت الخطوة  الاولى ضم دول سابقة كانت ضمن المعسكر الاشتراكي واقعة على بحر البلطيق" استونيا ولتوانيا ولاتفيا" الى حلف ناتو تمثل السكين في خاصرة روسيا الشمالية .

موسكو لم تستشعر الخطر الكامن وراء هذه الخطوة واستغلت واشنطن صمت  روسيا و" بلفتها"  بالشراكة الاوربية والمشاركة في "ناتو" كمراقب والتعاون في مجال مكافحة" الارهاب" الى غير ذلك  من الفذلكات الامريكية ووصل الحال الى اجراء بعض المناورات المشتركة او حضور مراقبين روس مناورات"دول ناتو بقيادة الولايات المتحدة التي استطاعت ان تجد لها موقع قدم في دول اخرى  مجاورة لروسيا كانت ضمن منظومة الدول الاشتراكية مثل جورجيا واذربيجان وبشكيريا وغيرها مستغلة الحرب في افغانستان ووصل الحال ان ابدت روسيا تعاونا ستراتيجيا مع واشنطن ودول ناتو في هذا المجال وقدمت المساعدات اللوجستية للقوات الامريكية.

وفي خطوة كان على روسيا ان تحسبها حسابا دقيقا عتدما ضمت الولايات المتحدة دولا اخرى في الخاصرة الروسية الاوربية " بولونيا  وجمهورية الجيك" وهما دولتان تحددان روسيا الى حلف ناتو ثم اقامت على اراضي  الدولتين اجزاء من الدرع الصاروخي تحت " كذبة مواجهة الصواريخ الايرانية".

وحاولت واشنطن ضم اوكرانيا المجاورة الى ناتو ايضا لكن الروس افشلوا ذلك بالضغط اقتصاديا على اوكرانيا خاصة في مجال الغاز الروسي الذي استثمرته موسكو استثمارا سياسيا ضد كييف وافلحت بذلك.

هل كل هذه الخطوات الامريكية تاتي عفوية وتخفي وراءها اهداف او غايات مستقبلية؟.

روسيا بعد هذا اخذت تلح على مسالة التطمينات الامريكية وهددت اكثر من مرة بنشر  صواريخ مضادة للدع الصاروخية  في مناطق " كالينين" وغيرها لاسيما تلك  القريبة من بولونيا لكنها  تراجعت بعد ذلك بعد مفاوضات جرت بين الجانبين  الا  ان واشنطن لم تتوقف عند ذلك بل  اقامت اجزاء من هذه الدرع الصاروخية على اراضي تركيا وهي دولة قريبة من ايران وحتى لاتبعد وفق  المنظور العسكري عن حدود جمهوريات  سوفيتية سابقة محاذية لروسيا.

 وبقي الرد الروسي يتارجح بين التهديد والوعيد حتى جاءت احداث المنطقة العربية التي افضت الى ثورات شعبية بينها من وضع  قادة تلك الثورات جميع اوراقه  في سلة الغرب واشنطن وحليفاتها  مثل ليبيا وبينها من بقي يراوح في مكانه دون ان يصل النتائج المرجوة" مصر واليمن"  في حين يجري استهداف سورية في اطار ما سموه" الربيع العربي" ولغايات لم تعد خافية على اح.

 بهذا الاستهداف استشعرت موسكو الخطر وعادت تبحث عن اتفاقات عقدتها مع واشنطن لكي تعيد النظر بها مثل اتفاقية التسهيلات التي تقدمها للقوات الامريكية في افغانستان والاتفاقية  الخاصة  بحلف ناتو ومشاركتها في اجتماعاته بصفةمراقب واتفاقية " سالت" الخاصة بالاسلحة  التقليدية وغيرها.

بل وصل الحال ان تعلن موسكو وبشكل  صريح ان دمشق خطا  احمر وارسلت قطعات بحرية  الى موانئ سورية لتحيي بذلك اتفاق طرطوس الموقع بين  البلدين.

الخطوات الروسية جاءت متلاحقة بعد ان شعرت موسكو ان حليفا ستراتيجيا مهما ربما الوحيد المتبقي في المنطقة بات مستهدفا تحت مزاعم " كاذبة" وان خسارتها هذه المرة ستكون فادحة ان هي  فقدت سوريا.

لاندري حتى هذه اللحظة ان كانت روسيا جادة  هذه المرة معتبرة سورية خطا احمر ام  انها ستتراجع في اللحظة الاخيرة امام اغراءات امريكية لموسكو في مناطق اخرى وفي مجالات  مختلفة ضمن اللعب السياسية بين الكبار.

ولاندري ايضا ان كان الرئيس الاسد واثق كل  الوثوق مما يقول خاصة قوله الاخير من ان العرب سيفدون الى دمشق للاعتذار.

الاسابيع المتلاحقة ستكون كفيلة بكشف المستور لتظهر الحقيقة جلية  وتبقى المنطقة مرشحة لصدام عسكري مسلح ربما لايوفر دولة اونظاما من المحيطين بسورية الدولة المستهدفة التي بيدها هي الاخرى الكثير من الاوراق  ازاء جيرانها بما في ذلك  تركيا .

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا