انظروا كيف  تسرق  الثورات في وضح النهار!

 

 

كاظم نوري الربيعي

  

من المفارقات  التي يجري الحديث  عنها الان في مصر بلد الحضارات  والتاريخ  العريق وبعد ثورة الشعب ضد النظام السابق هي  انه جرى الاتفاق على رئيس   للبلاد بمواصفات  اثبت خلالها انه قريب من  سياسة  مبارك ان لم يفوقها في التامر  على الامة العربية  وشعوبها وتقديم الخدمات للولايات المتحدة والانظمة التي تسير في الفلك الامريكي .

 انه بالمفهوم العراقي " بدل تالف"

فقد اعلن عن  اتفاق وفق وسائل الاعلام بين" الاخوان المسلمين" و" المجلس العسكري" على ترشيح نبيل العربي امين عام الجامعة العربية ليصبح وجه الثورة بمصر خلفا لمبارك   وهو الذي  تسلم  منصب الامانة العامة للجامعة العربية في صفقة قطرية مدفوعة الثمن   ليحصل الانحراف الذي   نراه في خطها وتحولت الى"  جامعة امريكية متامرة" بامتياز.

قبل العربي  تحدث عمرو موسى عن نيته ترشيح نفسه  كرئيس لمصر الذي توج هو الاخر خدماته في الجامعة العربية المتامركة  قبل ان يغادر امانتها العامة بتدمير ليبيا التي شهدت سيلا من الدماء للتخلص من نظام القذافي اثر التدخل العسكري الغربي بقيادة امريكية.

وقبل العربي وموسى جرى الحديث عن ان يكون رئيس مصر محمد البرادعي رئيس  الوكالة الدولية للطاقة  الذرية  سابقا الذي لعب هو الاخر دورا تامريا على  العراق بالتنسيق مع واشنطن لكن البرادعي انسحب من اللعبة" لعبة الرئاسة" في مصر بعد ان شعر انه قد يعوم وان" العسكر واخوان  المسلمين " هم من سيتحكم بالبلاد وبثورة شبابها الذين ضحوا من اجل التخلص من نظام مبارك.

  وهذا ما نلمسه الان.

العسكر ونعني الجنرالات في المجلس الاعلى وعلى راسهم " طنطاوي" لم يكونوا  بعيدين اطلاقا  عن مبارك ونظامه الفاسد الذي اعتمد عليهم طيلة عقود من السنين وكانوا ضالعين بكل مساوئ النظام السابق وساهموا في حمايته حتى اللحظات الاخيرة لسقوطه على يد الشعب المصري  وقد كافا مبارك حتى  الذين كانو يتركون الخدمة بعد ان  يحالون على التقاعد وذلك بتعيينهم" محافظين" واصبح جميع المحافظين في المحافظات المصرية والمدن المصرية الكبرى من الجنرالات.

 فضلا عن الامتيازات التي يتمتعون بها مقارنة بشرائح المجتمع  المصري الاخرى.

هل تبخر الرجال في مصر بلد   عارابي وعبدالناصر حتى يتفقون على  شخص مثل   نبيل العربي ليصبح رئيسا لمصر بعد الثورة  وهو الذي باع كل شيئ وهو في هذا العمر لال ثاني وال سعود مقابل حفنة من الدولارات مثلما باعها قبله موسى  وتحولا الى مجرد متامرين على هذه الامة وشعوبها وادخلوا المنطقة في متاهات بعد ان مهدوا الطريق للقوى الغربية الكبرى باشارات من " الجامعة" للتدخل في شؤونها.

 وها هو العربي  يسعى كما يبدوا  ان يختتم وجوده في  الجامعة لينال الجائزة ممثلة  بمنصب الرئاسة في مصر  مقابل  تدمير سورية غير مكترث بما يجري

من دمار وخراب قد يعم  دول الجوار بما في ذلك العراق  المثخن بالجراح حتى يكافا على ذلك امريكيا بان يصبح السيد الاول في مصر خلفا لمبارك باتفاق مع المجلس العسكري والاخوان الذين سرقوا الثورة في مصر تحت  واجهة  الانتخابات التي صمتت عنها " واشنطن" دون ان توجه لها اي انتقاد مقارنة بالانتخابات التي تجري في دول العالم الاخرى تلك الانتخابات التي جرت ليس في وقتها لان  انصار مبارك واعداء الثورة كانوا هم من يتحكم بالبلاد فضلا عن الدعم الخارجي من الولايات المتحدة الى جانب قطر والسعودية وكل من يروج للافكار  الاسلاموية" التي تخدم المشاريع الامريكية وهو ماسهل على " الاسلامويين الداعمين للمشاريع الامريكية الوصول الى السلطة وسرقة ثورة شباب مصر وهاهو الاتفاق بين " اخوان مصر ومجلسها العسكري" ليتم ترشيح العربي  رئيسا للبلاد ليخلف مبارك الذي ترونه ينقل بين الفينة والفينة على حمالة" للمحاكمة" في مسرحية مضحكة تم قبلها تهريب المسؤول عن جميع امواله وامول عائلته التي سرقت من اموال المصريين دون ان يطالها احد من قبل عمر سليمان مدير استخبارات مبارك الموجود في الحفظ والصون بحماية المجلس العسكري ايضا.

وبعد مصر  انظروا الى اليمن ورئيسها الذي بقى حرا  طليقا دون محاكمة رغم الدماء التي سالت في اليمن وكان هو ونظامه وراءها  بل انه موجود في الولايات المتحدة وقد تم ترتيب الوضع في البلاد بسرقة ثورة  الشعب والابقاء على عسكر صالح وال الاحمر وكل من يخدم التوجهات السعودية والامريكية.

 انظروا الجبالي رئيس وزرارء تونس وهو يزور  السعودية ويتحدث عن كل شيئ الا المساس بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الموجود في حفظ وصون العائلة الحاكمة السعودية

وتلك ليبيا التي تعبث فيها مخابرات الدول " المحررة".

كيف تكون  سرقة الثورات اذا؟؟

  هذاالربيع العربي الذي بشروا و يبشرون به شعوب المنطقة؟؟

انه ظلام عربي  دامس  تقف وراءه الولايات المتحدة والانظمة التي  تخدم مشاريعها عندما استغلت وبشكل مفضوح  انتفاضة الشعوب  ضد حكام مستبدين فعلا لتوجه بوصلتها بسبب غياب العمل الشعبي المنظم  وافتقار الشعوب الى القيادات بعد ان  ركزت تلك الانظمة التي حكمت لعقود من  السنين على تصفية تلك القيادات او تشريدها او رميها في غياهب السجون والمعتقلات   فكانت الثورات الشعبية عفوية وبلا قيادات مجربة مما سهل عملية  سرقتها وحرف مسيرتها.

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا