جاك الذيب اوجاك الواوي

 

روايات من صنع " البيت البيضاوي"

 

 

كاظم نوري الربيعي

 

ما ان اعلنت الولايات المتحدة  الامريكية عن" رواية ابو دعاء " القائد الجديد ل" القاعدة" في العراق ورصدها 10  ملايين دولار لمن يدلها عليه او يقتله او يلقي القبض عليه وهو" شبح من اشباح" ال" سي اي ايه" طبعا  هكذا عودتنا هذه المؤسسة  المخابراتية حتى تردد صدى هذه الرواية الامريكية المفبركة  في لندن  ليتم الاعلان عن احتمال قيام 200  " انتحاري" بتنفيذ عمليات ارهابية في بريطانيا.

هل كل ذلك تزامن  بالصدفة ام مجرد توارد خواطر؟

 ام ماذا؟

العتب كل العتب على من يصدق الرواية الامريكية  الكاذبة بالطبع هكذا  تعودنا على مثل هذه  الروايات مثلما تعودنا ان مثل هذه   الاحابيل تلقى صدى في منطقتنا.

 فقد عرف عن الانظمة الممسوخة في المنطقة العربية وخاصة تلك التي تسير في فلك الادارة الامريكية انها" تبصم بالعشرة" وبلا تردد على اية رواية امريكية حتى لوكانت كاذبة وقد  جبلت هذه الانظمة على ذلك فكل ما  يبتكره البيت الابيض ومخابراته من اكاذيب نجد صداه لدى الانظمة المستسلمة.

ولدى ال"سي اي ايه" الاف الروايات والقصص  المفبركة التي تستطيع ان تمررها متى شاءت مثلما مررت  العشرات في السابق  في مناطق ودول اخرى  مثل باكستان وافغانستان واليمن  والصومال وغيرها.

لندن  من جانبها اعلنت ان 200 انتحاري يعتزمون تنفيذ "عمليات ارهابية" في  البلاد من الداخل وسيعقب هذا الخبر عملية اعتقالات طبعا او وضع القوات الامنية في حالة تاهب مما يربك الراي العام البريطاني .

 الخبر نقلته صحيقة بريطانية ربما تابعة  لمؤسسة " مردوخ" الاعلامية الشهيرة حتى تكتمل السبحة ومن يدري بعدها ستعلن باريس ايضا  عن محاولة لتدمير برج ايفل ثم تعقبها  برلين وهكذا انتشرت ردود الافعال في عواصم الغرب على  رواية ابو دعاء الامريكية المفبركة .

  هل كل الذي يحصل جاء عفويا ام يتم  بالتشاور"  الاستخباراتي " مثلما يجري التنسيق بين هذه الاطراف ايضا في التضييق على اي حكومة لاتليق للغرب وهو ما نلمسه الان من حملة ضد سورية.

قفزوا من الاصلاحات الى حقوق الانسان ثم الذهاب الى مجلس الامن ففشلوا جراء الفيتو  الروسي الصيني.

 ثم توجهوا الى تحريك تركيا  لممارسة ضغوط عسكرية  ثم الاردن  لكن كل المعطيات تؤكد انهم سيفشلون ايضا واذا اصروا على التصعيد فان النيران هذه المرة لن تنحصر في حدود سورية مثلما حصل في ليبيا لاعتبارات كثيرة لعل في مقدمتها التحالف بين " دمشق وطهران والمقاومة اللبنانية والفلسطينية.

القوات الامريكية غزت العراق واحتلته لا من اجل مغادرته لاحقا الا اذا ارغمت على ذلك وهناك اسلوب واحد معروف هو الذي يرغم المحتلين على ترك البلاد.

اما التسبيح والامنيات  والدعوات  والتصريحات الرنانة فلن تنفع.

وقد عرف عن المحتل اي محتل كان اذا طردته من الباب يحاول الدخول من الشباك وها هي" واشنطن" تلعب لعبتها .

قوات حلف "  ناتو" تحل محل القوات الامريكية لتدريب القوات العراقية.

انها مسخرة جديدة.

 هل قوات ناتو تابعة للامم المتحدة وهي التي تتحكم  بقيادتها وحتى لو كان كذلك فان واشنطن زعيمة  الناتو ستكون قائدة لها.

اي ان  القوات الامريكية  المحتلة ستبقى تحت يافطة جديدة  قديمة لاسيما وان واشنطن مهدت لذلك بالاعلان عن وجود" قائد جديد " للقاعدة" هو ابودعاء  وعرضت مبلغا من المال لمن يلقي القبض عليه وهي ذات اللعبة السمجة التي لعبتها مع الزرقاوي  وغيره في العراق.

العراق والحالة هذه وفق المنظور الامريكي سيبقى اسير هذه الفبركات وقد يحتاج الى قوات امريكية للتخلص من " ابو دعاء" وستبقى هذه القوات متى شاءت واشنطن فهي التي تقرر وجود ابو دعاء وابو" وعاء" وغيرهم  وهي التي تقرر  وتحدد اللحظة التي تعلن فيها انها تخلصت منهم وتطوي الرواية مثلما طوت روايات سابقة دون ان نلمس دليلا واحدا ..

 سنة سنتان عشر لتطلع علينا بعدها برواية جديدة بطلها سيكون ربما" ابوكلاش" قائدا اخر للقاعدة في العراق يخلف ابو دعاء  .

ويبقى العراق تحت الانتداب والاحتلال ونحن نسمع بين فترة واخرى رواية امريكية كاذبة.

 ويستمر الوضع في البلاد يسير على  طريق "ايجد ابو كلاش او ياكل ابو جزمة.!!!

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا