صفقة الطائرات" خطوة سعودية"  

 

لانقاذ الاقتصاد الامريكي من الانهيار!

 

 

كاظم نوري الربيعي 

 

في كل مرة يوشك فيها الاقتصاد الامريكي على الانهيار تهب السعودية بزرقه "  دفعة من  المليارات من الدولارات ثمن اسلحة ومعدات  وطائرات حربية لم تعد بحاجة لها اصلا نظرا لترسانتها العسكرية" التي توشك  ان ياكلها الصدأ " حتى تحولت العائلة الحاكمة في السعودية الى قارب  انقاذ اقتصادي لبلد مثل الولايات المتحدة مما يشجعها على مواصلة الحروب والتدخل في  شؤون الدول والحكومات الاخرى .

لذا فان الرياض  تعد شريكا غير مباشر بالجرائم التي ترتكبها القوات الامريكية واجهزة مخابراتها في العالم" الى جانب تنفيذ الاجندات الاجنبية والتامر على الدول الاخرى خدمة للمشاريع الامريكية .

وبعد انهيار الاقتصاد الامريكي جراء غزو العراق وافغانستان والتكلفة المالية الباهظة اشار  احدث تقرير اقتصادي مع قرب نهاية العام الى ان هناك اكثر من مليون طفل مشرد  في  عدد من الولايات الامريكية الفقيرة مثل ولاية جورجيا وغيرها لم تتمكن السلطات  الامريكية من  توفير السكن لهم او ايوائهم وقد  اظهرت بعض الفضائيات الغربية صورا لذلك كما اوردت ارقاما مخيفة لعدد العاطلين عن العمل فضلا عن افلاس العديد  من البنوك والمصارف الامريكية جراء الازمة الاقتصادية  الناجمة عن حروب واشنطن العبثية ونشر اساطيلها الحربية في بقاع العالم بعد ان تحولت الى  دركي يفرض الاتاوات على الدول المناهضة  للسياسة الامريكية .

اخر حقنة من مليارات الدولارت السعودية  قيل انها 29 مليار هي ثمن طائرات حربية امريكية من طراز اف  15 وصفتها مصادر امريكية بانها انقاذ لالاف الموظفين الذين تعجر الادارة  الامريكية عن توفير  مرتباتهم .

وجرت العادة ان لايكشف عن الارقام بدقة سواء ما يتعلق بعدد الطائرات او اثمانها الحقيقية وهذ هي الصفقة الثانية في غضون عامين والحجة ان هناك سباق تسلح في المنطقة  وان السعودية بهذه الطائرات سيكون بمقدورها التصدي لاي " هجوم " في المنطقة  والمعني بذلك " ايران" بالطبع.

بريطانيا هي الاخرى كانت قد حصلت على عقود تسليحية لتزويد السعودية بمعدات  حربية وطائرات   وكانت صفقة "  اليمامة"  وما رافقها من  فضائح وفساد مالي متورط فيه سفير السعودية السابق في واشنطن بندر بن سلطان.

لم تكتف دول الخليج وفي مقدمتها السعودية بتكديس الاسلحة التي تفيض حتى عن حاجة جيوشها نظرا لتعداد سكانها المعروف .

 وباتت ارقام الطائرات والدبابات والمدرعات  التي تضمنتها الصفقات توحي ان  اعدادها مجتمعة قد تزيد على اعداد سكان هذه الدول.

وقد عرف  عن اسرائيل كعادتها انها تعرب عن قلقها ما ان تشم رائحة صفقة تسليحية في المنطقة  رغم ترساناتها من الاسلحة التقليدية وحتى  غير التقليدية الا  انها صرفت النظر عن صفقات   السعودية مع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا  ولم تعلق عليها لادراكها ان مثل هذه الاسلحة لاتشكل خطرا عليها وان حكام هذه الدول  سوف يستخدمونها ضد شعوبهم في المقام الاول ان لم  ياتي الصدا عليها مع مرور  السنين بل ان تلك الاسلحة ستتحول الى  مصدر ارتزاق لكل من الولايات المتحدة  وبريطانيا نظرا لحاجتها الى الادامة خاصة الطائرات  وهو ما سيكلف الخزينة السعودية مليارات اضافية من الدولارات حتى ينتهي مفعولها وتتحول الى خردة مع مرور السنين.

السعودية ليست  بحاجة الى المزيد من مثل هذه الاسلحة وان عقد هذه الصفقة بمليارات الدولارات تحت ذريعة التصدي لايران  كان بمثابة تبرع للولايات المتحدة مثلما تبرعت بزيادة صادرات النفط السعودي في حال فرض حظر على صادرات النفط الايرانية  وهي  خطوة تشجيعية لواشنطن وحلفائها الغرض منها حثهم على فرض حظر على النفط الايراني دون ان تكترث الرياض بالمخاطر الناجمة عن هذا الحظر الذي ربما قد يفجر صداما مسلحا واسعا في المنطقة سوف يطال معظم الدول التي ترابط على اراضيها قوات امريكية او اتخذت من مياهها اساطيل العم سام قواعد ثابتة لها .

 وقتها سوف لن تحمي هذه الاسلحة التي يكدسونها  ولا الاساطيل الاجنبية حتى مؤخرات الحكام العملاء.

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا