قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد ايران هو قرار امريكي بامتياز!!!

 

 

 

كاظم نوري الربيعي

 

يتبين  للقاصي والداني ان معظم الكيانات والمؤسسات والمنظمات التي تحمل مسميات" دولية" تحولت الى مجرد ادوات تسخرها الولايات المتحدة ودول الغرب الاخرى لصالح سياستها.

 ولعل  قرار اللجنة الدولية  للطاقة الذرية الاخير حول قدرات ايران النووية  خير شاهد على ذلك. وقد تزامن  اصدار القرار مع دفع الاوضاع في سورية الى تخريجة جديدة هي اوضاع " حقوق الانسان" بعد ان فشلت واشنطن في استصدارقرار من مجلس الامن حول الاوضاع في  سورية  بعد ان احبطت موسكو وبكين محاولات الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات جراء استخدام حق النقض" الفيتو".

واشنطن كما هو واضح تحاول الضغط باتجاهين  وفي وقت واحد ضد دمشق وطهران في محاولة  لايجاد شرخ في  التحالف الذي يربط  البلدين.

الجامعة العربية هي  الاخرى اضحت اداة طيعة بيد الولايات المتحدة من خلال  حكومات اصبحت متنفذة في السيطرة على هذه المؤسسة ب"  بامكاناتها المالية" وباتت تهيمن على الجامعة لتنفذ ماتريده واشنطن.

 الهدف من كل هذه الضغوط هو  كسر الحلقة التي تربط ايران بسورية  مرورا بالمقاومة  اللبنانية "حزب الله تحديدا" والمقاومة  الفلسطينية " وبالذات " حركة حماس".

الولايات المتحدة  والدول الغربية  التي تدعمها تركيا  وتلك التي  تسير في فلك السياسة الامريكية   فشلت في رهانها  بايجاد  حالة في ايران مشابهة لما تشهده سورية او ما حدث في  ليبيا فالتفتت الى الوكالة  الدولية للطاقة الذرية لعلها تثمر بالرغم من ان قرار  اللجنة ليس ملزما بالاحالة الى مجلس  الامن الدولي مما يجعل واشنطن عاجزة عن استثماره او التلويح به لصالح سياستها ضد ايران التي ردت عبر مسؤول كبير من انها تواصل السير في برنامجها النووي المثير للجدل كما انها غير مستعدة لفتح منشئاتها وفق اهواء الوكالة في المرحلة الراهنة على الاقل.

   اما روسيا   فاخذت   تشعر يوما بعد اخر انها مستهدفة اصلا وبادرت بارسال قطع بحرية الى الموانئ  السورية في بادرة هي الاولى من نوعها   كانت رسالة واضحة مفادها  ان الوضع في سورية خط  احمر.

هل ان في هذه الرسالة  عودة الى  حرب  باردة لتعيدنا الخطوة  الروسية هذه بالذاكرة الى ازمة " خليج  الخنازير في كوبا في عهد  الزعيم  السوفيتي الراحل نيكيتا خروشوف؟؟.

هذا ما ستكشف عنه الايام القادمة.

روسيا التي ريما اعترضت على  قرار اللجنة الدولية للطاقة  الذرية اوربما كانت وراء الفقرة  التي تؤكد على عدم احالته الى مجلس الامن حتى لاتستثمره الولايات المتحدة استثمارا " دوليا" ضد ايران ادركت ولو متاخرة  ان  مصالحها الاقتصادية هي الاخرى مهددة في المنطقة من خلال سعي الولايات المتحدة للتخلص من حكومات وانظمة كانت ترتبط بعلاقات اقتصادية وتسليحية مع موسكو فكان نظام القذافي واحدا من تلك الانظمة في حين تعد سورية  الدولةالوحيدة في المنطقة التي تدين  بالنظرية العسكرية الشرقية بعد ان توجهت مصر الى الغرب وتحديدا الى الولايات المتحدة لتزويد جيشها بالاسلحة بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر ومجيئ انور السادات الذي قام بطرد الخبراء السوفيت من مصر.

ووفق هذه المعطيات فان  لجوء واشنطن الى اسلوب جديد يتمثل في استصدار القرارات او  البيانات " ذات  اهداف محددة" غرضها فرض مزيد من الضغوط على ايران وسورية في محاولة لفك او على الاقل اضعاف التحالف بينهما وصولا الى الانفراد بكل طرف على حده او اجبار طهران على قطع الصلة  بدمشق التي تعد عمقا لحزب الله في لبنان وهذا لن يتحقق دون اشتعال فتيل حرب في المنطقة سوف لن يكون بمناى عنها حلفاء الولايات المتحدة هذه المرة.

لان  من يسعى الى اشعال فتيل هذه الحرب عليه ان يدرك  ان  اندلعت  فستكون شاملة وتحت  شعار " علي وعلى اعدائي".

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا