اية "قمة"  يتوسلون عقدها  في العراق ؟؟

 

 

 

كاظم نوري الربيعي

 

يوم بعد اخر نسمع ونرى في زمن التردي  وقائع تتنافى والمنطق السوي المتعارف عليه  حتى وصل الحال ان يتصدر المشهد القيادي  لامة العرب " امعات " ونكرات"و" اشباه رجال" يحملون لواءها  بين الامم و يتحدثون عن قيادة  امة  كان من اهم صفاتها  ان انزل  القرآن بلغتها.

امة العرب ممثلة بقادتها الذي يحملون لواءها اليوم تحولت الى امة  " ضحكت من جهلها الامم"

من التقاليد السائدة في العالم هي ان  نسمي الاسماء بمسمياتها فنقول مثلا قمة اوربية تعني ان دول اوربا هي المعنية  بتلك القمة  ولانعني بذلك  ان تكون الهند او بنغلادش بضمنها .

وعندما نقول قمة دول امريكا اللاتينية تعني " دول امريكا اللاتينية " وليس  دول افريقيا.

 في الحالتين يمكن دعوة ضيوف من قارات اخرى لحضور القمتين لغايات واهداف ضرورية وهو ما يحصل احيانا.

 وحتى عندما نتحدث عن " قمة دول مجلس التعاون الخليجي" فنعني بها الدول الاعضاء في المجلس التي تخلت كما يبدوا عن فكرة ضم المغرب والاردن لاسباب مادية  لانها مشغولة بالبذخ" الحاتمي" على التامر لاسقاط انظمة وحكومات وقتل الشعوب تنفيذا لاوامر امريكية .

وعندما نتحدث عن قمة عربية يفترض ان  نعني  بذلك " امة  العرب" .

لكن شاء القدر" المزحلك ان يراس القمة العربية " التي  يتقاتلون من اجل عقدها في العراق زعيم  ليس عربيا ". هذا اذا عقدت وسارت الامور وفق ما يرغب"  عميد الدبلوماسية العراقية  الفاشل ومجموعة الرهط التي اصرت على وضع فقرة في الدستور المهزلة" على ان الشعب العربي جزءا من الامة العربية وليس العراق لكنهم  يستجدون الان الموافقات على عقدها في العراق الذي جزؤوه في " دستورهم المسخ " قوميا ودينيا وطائفيا  ليتقاسموا المناصب في العراق هذا لك وذاك لي  مثلما  نهبوا الخزينة.

مع حبنا واعتزازنا باهلنا الكرد الذين يكابدون من  قادتهم فهم انفسهم باتوا لايطيقون  سماع  اسماء  قادتهم وعلى راسهم  ذلك الذي ينتظر ان يجلس على "  كرسي القمة العربية" ليعيش العراق مهزلة اخرى من  المهازل ولتكتمل السبحة.

الجامعة العربية كما هو معروف تحولت الىاداة طيعة بيد الغرب تسخرها الولايات المتحدة لتنفيذ مشاريعها التامرية  في المنطقة.

والقمة العربية اذا شاء لها ان تعقد في العراق ونستبعد ذلك فان الانسحابات بدات تاخذ طريقها وهاهي البحرين اول المبادرين فانها قمة ستكون هي الاخرى من حصة اسرائيل و اداة بيد  " تل ابيب" لاسيما وان من سيجلس على كرسي القمة المقبلة " واي كرسي سيكون من الوزن الثقيل" له صلات جيدة معها سواء في محافل" الاشتراكية الدولية " التي  يتحجج بها حين يلتقي " نتنياهو " وغيره  من قادة اسرائيل او في وجود  الموساد في شمال العراق وفق شهادات موثقة لكتاب وخبراء غربيين.

لقد تهالك الرهط على عقد القمة العربية في العراق وتوسلوا اكثر من طرف من اجل ذلك  واصبح انعقادها في العراق رغم هزالها  يمثل " تشريفا" من وجهة نظرهم  لهذا البلد الذي يحكمه " كوكتيل"  غير متجانس يضم العملاء والمنتفعين وهو ما  اكدته مسيرة السنوات التسع البائسة.

 وقد  اكد ذلك علاوي بتصريح له اخيرا دعا فيه العراقيين الى عدم انتخاب اي من الموجودين في السلطة بما فيهم علاوي نفسه لفشلهم في تحقيق ما يصبوا له العراقيون.

القمم العربية منذ وجدت"الجامعة العربية" كانت تمثل " خيبة امة بكاملها" ولم نسمع يوما  ان  القمة خرجت بقرارات تشفي غليل المواطن العربي باستثناء مرحلة من مراحلها عندما  كان بين زعماء الامة من له وزن دولي حقا و يسعى فعلا من اجل ان  تكون القمم العربية رمزا وطنيا لكن ذلك لم يتحقق واصبح حلماايضا.

 المرحوم عبدالناصر وهواري بو مدين وبن بله من الساعين الى تطوير القمم العربية لكن مسعاهم كان يصطدم ب"  بالديناصورات" و" اصحاب العقل  الميالة" فكانت  نتائج اجتماعاتها في تلك الحقبة من الزمن ليس بمستوى طموح الشعوب العربية.

 مابالكم الان حيث  التردي السائد ؟؟.

انظروا الى ما آلت اليه اوضاع الامة.

ماذا عسانا ان نطلق على القمة العربية  اذا عقدت في بغداد في اذار القادم وفق مصادر الجامعة المتامركة؟؟

ومالذي سيجنيه العراقيون من  حضور" ديناصورات" تآمرت على العراق    وقتلت وهجرت الملايين من ابناء شعبه اذا شاركت فعلا في القمة ولم ترسل من يمثلها وهي المسؤولة عن سيل دماء العراقيين الذي يتواصل منذ الغزو والاحتلال  وحتى الان؟؟

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا