<%@ Language=JavaScript %> كاظم الموسوي قلق واشنطن..!

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

مقالة للكاتب

د.كاظم الموسوي

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 

 

قلق واشنطن..!

 

 

 

كاظم الموسوي

 

صحيفة نيويورك تايمز أفادت أن واشنطن تشعر بالقلق في الآونة الأخيرة من الاستقرار الهش في لبنان، أكثر من قلقها من تدهور "مفاوضات سلام الشرق الأوسط". وتناقلت هذا العنوان اغلب وكالات الأنباء ووسائل الإعلام. هل حقا هي كذلك؟ ولماذا التمييز بين القضيتين وغيرها من القضايا العربية؟ ولا نريد القول عن ابعد منها الآن!. ألا يثير مثل هذا الموضوع أسئلة.. مجرد أسئلة لا سيما وان الأوضاع في خارج لبنان التي تدير شؤونها واشنطن ليست هادئة أو مستقرة أو كما ترغبها واشنطن!. وكشفت الصحيفة في تقريرها هذا يوم 26/10/2010 أسباب هذا القلق، مشيرة إلى زيارة الرئيس الإيراني محمد احمدي نجاد إلى لبنان والاستقبال الحافل به والاتفاقيات التي وقعت بين الحكومتين اللبنانية والإيرانية. (هل هذا هو باعث القلق الأمريكي فقط؟!).

واشنطن تقلق إذا تصرفت بيروت أو أية عاصمة عربية بما يحقق مصالحها ويساعدها على حماية أمنها واستقرارها وسيادتها، وتحسب مثل هذه التصرفات مصادر قلق لها، وتنعت هذه التصرفات بما تقوم هي به فعلا وتمارسه علنا. وأضافت الصحيفة "أن إدارة الرئيس أوباما تشعر بالقلق من الاضطرابات في لبنان مشيرة إلى أن سلامه الهش يتعرض للتهديد من المعارضين للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي تتهمها جهات لبنانية بأنها مسيّسة". وهنا توضح الصحيفة أكثر من عامل للقلق، فسلام لبنان هش معرض للتهديد، وهي حريصة بالتأكيد على "تضبيط" هذا السلام، فتدعم الحلفاء بكل ما يلزم له، بما فيها وسائل تحريض تقوم بها المحكمة وتحويلها إلى صنم جديد لابد من عبادته، وبدونه لا سلام في لبنان!.

وأوضحت: أن هذا القلق قد دفع البيت الأبيض إلى إرسال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، إلى لبنان لطمأنة الرئيس ميشال سليمان إلى دعم الرئيس أوباما للتحقيق الدولي ولاستقرار لبنان. وان النشاط الدبلوماسي الأميركي حول لبنان يأتي بعد زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للبنان والاستقبال الكبير الذي حظي به، لافتة إلى أن المسؤولين الأميركيين شعروا بالصدمة بشكل خاص بزيارة نجاد لبلدة بنت جبيل القريبة من الحدود، حيث دعا إلى القضاء على الكيان الإسرائيلي.

ذكرت الصحيفة انه في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة إحياء محادثات السلام، توصل المسؤولون الأميركيون إلى الاستنتاج أن عرض العضلات الإيراني الأخير لن يمر من دون رد. وقال فيلتمان: لا نريد أن نخلق طابعاً بأن لا أحد هنا وبأن أحمدي نجاد هو اللاعب الوحيد في المنطقة. فهل هذا هو العنوان الفعلي للزيارة أم نجدة من طلبها بعد ما حصل ما لم يكن متوقعا من تلك الزيارة الرسمية والحفاوة الشعبية؟.

نقلت الصحيفة عن محللين إن الولايات المتحدة محقة في إعادة تأكيد التزامها تجاه لبنان إلا أنها قد تكون تأخرت، فارتفاع أسعار الأسلحة يشير إلى أن هناك "ميليشيات" غير حزب الله تتسلح مما يزيد احتمال وقوع حرب أهلية. وهنا بيت القصيد من القلق إذا، ومهمة الزيارة المفاجئة غير المخطط لها ومن ثم التهيؤ والتحضير لها، ولابد من أسباب ومحفزات لها، فجاءت زيارة العيادة النسائية في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 28/ 10/2010 من قبل لجنة التحقيق التابعة للمحكمة لتضع بدايات أو مقدمات مطلوبة وتعرف الإدارة الأمريكية جيدا ردود الفعل عليها وكيفية توظيف حلفائها لها وتجهيزهم بعدتها، وآلتها الإعلامية الكافية والحربية التي قدرها محللون أمريكيون في الصحيفة الأمريكية.

لعل فيلتمان، المكلف الآن بالشأن العربي رسميا، والذي جال وصال في أكثر من عاصمة عربية حاملا رسائله المعروفة سلفا في مثل هذه الأوضاع، أكثر وضوحا في مقابلاته الإعلامية. ففي مقابلة مع النيويورك تايمز أكد إن الرئيس أوباما: "شعر بحاجتنا الملحة إلى إعادة تأكيد التزامنا باستقلال لبنان والسيادة اللبنانية واستقرار لبنان. فهناك الكثير (!)من المواطنين داخل لبنان يرون أن بلادهم تواجه خيار العدالة في مقابل الاستقرار، وهذا خيار زائف".

ولكن فيلتمان وإدارته لم يقلقا على التقارير التي حملها وفد لجنة الحكماء الدولية بعد زيارته لفلسطين المحتلة مثلا، وما شاهده من كوارث حقيقية ارتكبتها قوات الاحتلال المدججة بالأسلحة الأمريكية والنووية. ولا بما يقوم به هذا الجيش يوميا من عمليات عسكرية واعتقالات واغتيالات لأبرياء فلسطينيين، فضلا عن القرارات والقوانين العنصرية التي تسعى إليها الحكومة العنصرية. وسماع تصريحات أعضاء الوفد، المكون من رئيسة ايرلندا سابقا والمفوضة السابقة لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ماري روبنسون، والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر والناشطة الهندية المدافعة عن حقوق النساء إيلا بهات ووزير الخارجية الجزائري وموفد الأمم المتحدة سابقا الأخضر الإبراهيمي، ودهشتهم من المعطيات التي طرحها المشاركون العرب ومن حجم التمييز والعنصرية ضد الجماهير العربية، مؤكدين أنهم سيوصلون هذه القضايا لمحافل عديدة في العالم. فهل الإدارة الأمريكية من هذا العالم؟.

في حديث إلى صحيفة "النهار" البيروتية نشرته يوم 29/10/2010، أعرب فيلتمان عن وجود "قلق أميركي - فرنسي - عربي - دولي من الوضع المتوتر في لبنان"(!)، ورفض أن تكون المحكمة هي المسؤولة عن ذلك "خصوصاً أن هدفها تحقيق العدالة"، وقال فيلتمان: "كل الدول الصديقة للبنان، بما فيها الولايات المتحدة، تشعر بقلق شديد من تطورات الأوضاع في هذا البلد، والجهود مبذولة حالياً على مستويات عدة لمنع اندلاع أعمال عنف فيه"، مضيفاً: "يخطئ الذين يقولون إن على اللبنانيين الاختيار بين الاستقرار والعدالة لأن لبنان يحتاج إلى الاستقرار والعدالة معاً، فالاستقرار والعدالة ركيزتان أساسيتان لأي دولة ويجب عدم التضحية بأي منهما أو الاختيار بينهما".

تصريحات فيلتمان وجولاته المكوكية وزياراته تحضير لما بعد قرار المحكمة الظني وبين سطور أقواله يعرف ماذا يراد للبنان والعالم العربي الآن!. وتابع فيلتمان بالقول: "محادثاتي مع المسؤولين الفرنسيين تناولت مناقشة ما يمكن وما يجب أن تقوم به الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى من أجل منع انفجار الوضع في لبنان والحفاظ على التهدئة فيه وعلى الأمن والاستقرار وتأمين تحقيق العدالة"، وتابع: "نثق بالدولة اللبنانيّة ومؤسساتها ونريد مع دول أخرى تقديم كل الدعم لها، فالرسالة التي بعث بها الرئيس باراك أوباما بواسطتي إلى الرئيس ميشال سليمان أكدت بوضوح التزام الولايات المتحدة القوي دعم إستقلال لبنان وسيادته ومساندة عمل المحكمة الخاصة وصولاً إلى محاسبة المتورطين في جريمة إغتيال رفيق الحريري ورفاقه وفي جرائم سياسية أخرى، كما أكدت ثقة الولايات المتحدة بقيادة الرئيس سليمان وبقدرة الجيش والقوى الأمنية على حفظ الإستقرار والسلام في هذا البلد".

هل هذا الذي تبحث عنه واشنطن؟ أم الكيان الإسرائيلي؟ أم من يساعدهما علنا أو سرا؟ وهل استفادت الإدارة الأمريكية ومن يحثها من دروس حرب 2006 أم أنها بحاجة إلى تكرارها لتجرب أسلحة أخرى ولا يهمها من كلامها المعسول عن الاستقرار والسيادة والحريات والسلم الأهلي شيئا يردعها عن خوض ما حذرت منه الصحيفة الامركية؟!.

 

كاظم الموسوي

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

 
 

 

لا

للأحتلال