<%@ Language=JavaScript %> كاظم الموسوي ماذا لو قام العراقيون بذلك؟
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

ماذا لو قام العراقيون بذلك؟

 

 

كاظم الموسوي

 

هذا السؤال وجهه المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي في مقال عن ردة فعله عن عملية تصفية أسامة بن لادن، واعتبارها انتصارا أمريكيا لإدارة الرئيس الأمريكي الذي يسعى لإعادة انتخابه لفترة ثانية. وأكرره للتذكير به سؤالا ودعوة للتفكير بالأجوبة وما سيؤول له الوضع فيما لو قام العراقيون فعلا بذلك، مقارنة بالجهة التي قامت به وادعائها أنها دولة قانون وتطالب العالم باحترام القانون وتحاسب دولا وحكومات بجرائم انتهاكات للقانون الدولي أو القانون العام والمعاهدات الدولية. ولماذا ران الصمت على الحدث وكأنه مطلوب لان الضحية ابن لادن، رغم ان التهمة عليه لم تستطع الإدارة الأمريكية إثباتها، فكل ما نشر وكل ما قامت به الإدارة وأتباعها هو مسميات اختارها رجالها ونفذتها عصاباتها ومرتزقتها تحت اسم مكافحة الإرهاب، وما هو اسم هذا الذي مارسته الإدارة في الجريمة الأخيرة، حسب القانون الدولي ورأي المفكر الأمريكي الشهير؟!.

أعود لسؤال تشومسكي: كيف ستـكون ردة فعلنا لو أن قوات من الكوماندوس العراقي اقتحمت مقر جورج بوش، واغتالته، ثم رمت بجثته في المحيط الأطلسي؟. ووضح الأمر في كتابته: إذ لا يختلف اثنان على أن جرائم بوش تتخطى جرائم بن لادن، فضلا إلى كونه ليس "مشتبها به"، بل من دون شك "صاحب القرار" الذي أوعز باقتراف "أفظع الجرائم الدولية التي تختلف عن بقية الجرائم فقط في كونها تحتوي على مجموع الشر المتراكم" (اقتباس من محكمة نورمبيرغ) التي أعدم فيها مجرمو النازية: مئات الآلاف من القتلى، ملايين اللاجئين، تدمير البلاد، والصراع الطائفي المُرّ الذي انتشر الآن في بقية المنطقة.!

إذن هذه فضيحة كبيرة لجريمة واضحة اقترفت أمام العالم كله، وعكستها الصورة التي وزعتها الإدارة الأمريكية نفسها إثناء تنفيذها، وردود الفعل السريعة المنعكسة على وجوه القيادات الأمريكية المدنية خصوصا، لاسيما وجه وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون وحتى وجه رئيسها باراك اوباما، والتي بينت فداحة الارتكاب وبشاعة القتل الوحشي، الذي يعكس أيضا عقل الإدارة الأمريكية المتحكمة بالقرار الدولي السياسي، وما تسميه بعض الأوساط بالشرعية الدولية، المشاركة معها في اغلب الجرائم على شاكلة هذه الجريمة. ماذا سيكون لو ان الإدارة الأمريكية ألقت القبض على ضحيتها؟، التي كشفت أجهزتها عن معرفتها بمقره منذ اشهر عديدة وراقبته بدقة خلالها، وتصرفت قانونيا ضده، أما سيكون لها انتصارا ما، لاسيما إذا نفذت الإجراءات القانونية الشرعية بحق كل مشتبه به من أمثاله وأشباهه، وكشف القضية برمتها، من إلفها إلى يائها، وليس بهذه الوحشية، وهذه الطريقة، التي تحولت بشكل آخر إلى تهمة على الإدارة؟. وكما ذكر الأستاذ محمد حسنين هيكل في مقابلته مع صحيفة الأهرام: أنه منذ حزيران/ يونيو سنة 2010 استطاعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بوسائلها، وبتعاون مع عناصر باكستانية أن ترصد البيت الذي بني للرجل من سنة 2005، في الموقع الذي اختير له وبالمواصفات المطلوبة قرب آبوت آباد، وفي صيف عام 2010 تمكنت المخابرات المركزية من توفير مركز مراقبة بأدق الأجهزة لكل ما يجري في بيت، مخبأ الرجل. وأشار إلى أسباب التعجل بالاغتيال، ومن بينها حالة بن لادن الصحية التي تدهورت بسرعة، و"الإحساس العام أن الرجل في أيامه الأخيرة، وأنه على الأرجح سوف يموت طبيعيا بمرضه خلال ثلاثة أشهر أو أربعة، وهنا لم يعد هناك مجال للانتظار، خصوصا وأن هناك خططا أخرى أكبر من شخص بن لادن، وما آل إليه حال القاعدة، وأهم مما وصلت إليه من شتات". وختم الموضوع بقوله: وهذه هي القصة، وهي قصة مليئة بالعبر والدروس، وهي في كل الأحوال، ومن الأول إلى الآخر سياسات انتخابية وسياسية ومالية، لكنه يمكن بعدها للرئيس اوباما أن يعلن أن الحرب على الإرهاب حققت انتصارها، والحقيقة أن الإرهاب كان قد عجز عن تحقيق أي هدف له قيمة، ومنذ زمن طويل، لأن الإرهاب فعل عقيم مهما كانت عملياته مثيرة. انتهى قول وعلم هيكل وتظل الأسئلة قائمة حول ما تم فعله أمريكيا.

إنها قصة ميلودرامية من أفلام هوليوود، وفي النهاية فضيحة تعكس سياسة الدولة الكبرى، وأعود لسؤال تشومسكي والسؤال بعده، ماذا سيكون العالم عليه لو تحقق؟. سؤال لابد من التفكير به ومناقشته علنا وبوضوح كامل، ليكون درسا لكل من يهمه مستقبل الإنسانية والقانون الدولي الإنساني، ومصداقية الحكومات التي تدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان وتفرض هيمنتها وسياساتها العدوانية على العالم. إنها قضية مهمة يتطلب التبصر بها، حتى بعد ان تخلص العالم الآن، حسب الادعاءات الأمريكية ومواقفها، من راس اخطر تهديد عالمي، وذريعة سياسات مكافحة الإرهاب التي سنها بوش الثاني ويعيد تجديدها اوباما!. مثل هذه القصة تطرح أسئلة كثيرة وتولد قصصا أخرى ويتطلب التمعن فيها جميعا، دون تركها تمر مرور الكرام. فحين يصبح العالم كما هو الآن، أشبه بشريعة غاب امبريالية جديدة، فان مصير البشرية يتجه نحو المهالك، أو الكارثة التي يعمل الجميع لانقاد البشرية من أمثالها ومن تسمياتها.

 

كاظم الموسوي

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا