<%@ Language=JavaScript %> كاظم الموسوي قنابل عنقودية..؟
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

قنابل عنقودية..؟ http://www.alwatan.com/images/opin_pic/%DF%C7%D9%E3-%C7%E1%E3%E6%D3%E6%ED.jpg

 

 

 

 

 

 

 

    د. كاظم الموسوي

 

اسم مثير، قنابل وعنقودية، والإثارة فيه تأتي ليس من الاسم وحده، وإنما من مفعول هذه القنابل أيضا. هي قنابل عنقودية قاتلة ومدمرة. لا ينتهي خطرها عند استخدامها فقط وإنما يظل، حسب انتشارها، زمنا طويلا. وهي وفق ما عرفتّها منظمة الصليب الأحمر: "عـبارة عن أسلحة كبيرة تُطلَـق من الجو أو من قاذفات الصواريخ على الأرض وتحتوي كل قنبلة على عدة مئات من أجهزة التفجير الفردية، والتي تقع وتتوزع عشوائيا على مناطق واسعة. وينتمي معظم ضحايا القنابل العنقودية إلى السكان المدنيين. ولا ينفجر العديد من هذه القنابل الفرعـية الصغيرة عند ارتطامها، حيث تُـصبح بذلك بمثابة ألغام أرضية مضادّة للأفراد، وهي تقتل وتشوِّه الكثير حتى بعد سنوات عدّة من وقف القتال والأعمال الحربية. ومن المعروف أن ما لا يقل عن 34 دولة قامت بإنتاج أكثر من 210 نوعاً مختلفاً من الذخائر العنقودية. وحتى اليوم، يُخَزِّن ما لا يقل عن 75 بلدا في جميع أنحاء العالم، الملايين من القنابل العنقودية التي تحتوي على مليارات من القنابل الفرعية."

هكذا هي.. لا يتخلص الإنسان منها مع توقف الحروب التي استخدمتها، تبقى مصدر خطر دائم للمدنيين خصوصا، الذين يشكلون اغلب ضحاياها في العالم. لهذا تسارعت قوى خيرة في المنظمات الإنسانية والعالمية لحظرها في معاهدة دولية، مع تأكدها من أنها تخرق دائما من الحكومات الأكثر صراخا عن السلام الدولي وحقوق الإنسان!. واعتمدت يوما عالميا لها، هو الرابع من نيسان/ ابريل من كل عام للتذكير بمعاهدة الحظر وضرورة الالتزام بها وتنفيذ بنودها. حيث تحظر استخدام وإنتاج وتخزين ونقل الذخائر العنقودية. وتلزم الحكومات بمساعدة الضحايا، وإخلاء أراضيها من تلك الذخائر. وبالرغم من كل هذا، فان اغلب الدول ما زالت تنتهك المعاهدة وتتهرب من المصادقة عليها والالتزام بها كما تطالب غيرها في مثل هذه الشؤون والقضايا، كاشفة في الوقت نفسه عن مخططات العدوان والغزو وصفقات الاتجار بالأسلحة والحروب على السواء.

كان قد كشف عن مصارف سويسرية كبرى مثل اتحاد المصارف السويسرية "يو بي إس" و"كريدي سويس" و"فونتوبل"، متُهمة في استثمار مليارات الدولارات في إنتاج القنابل العنقودية. وحسب نشطاء بعض المنظمات غير الحكومية، تنتمي هذه المصارف إلى قائمة تضم 146 مؤسسة مالية عالمية تقوم باستثمار مبالغ كبيرة في هذه الأسلحة الفتاكة. وهي مؤسسات حاكمة ولها نفوذها في الحكومات الغربية، مما يجعل التناقض فيها واضحا، والانتظار منها تصحيح أوضاعها أشبه بالميئوس منه. إلا ان الصمت عليها مشاركة فيها، فلابد من فضحها واستنكارها باستمرار، والاحتجاج عليها بصوت عال وعزيمة صادقة.

ليس آخرها ما نشر عن بنوك بريطانية، ومن بينها اثنان أنقذتهما أموال دافعي الضرائب من الانهيار خلال الأزمة المالية، تستثمر مئات الملايين من الجنيهات في شركات صناعة القنابل العنقودية، ومنتهكة معاهدة حظرها وبيعها. كتبت صحيفة الاندبندنت (16/8/2011) إن بنوك رويال بنك أوف سكوتلند، ولويدز، وباركليز، وأتش أس بي سي، توفّر التمويل لشركات صناعة القنابل العنقودية، التي تحوّل الرأي العام العالمي ضدها بسبب آثارها المدمرة على المدنيين. وأضافت أن الحكومة الائتلافية البريطانية لم تتخذ أي إجراء لوقف خرق البنوك التي ما تزال تموّل شركات تصنيع القنابل العنقودية، على الرغم من مرور عام على انضمام بريطانيا إلى معاهدة حظرها. وأشارت الصحيفة إلى أن المؤسسات المالية تستخدم ثغرة في التشريع لمواصلة دعم شركات تصنيع الأسلحة العنقودية طالما أنها لا تستثمر في القنابل بصورة مباشرة. منظمة العفو الدولية أطلقت حملة وطنية تدعو الحكومة البريطانية إلى تبني تشريع يحظر أي استثمار غير مباشر في الأسلحة العنقودية. فهل يكفي ان تقوم منظمة واحدة بالمطالبة، وهل الحكومات لا تعرف ذلك؟.

كل الحروب والحكومات التي شنتها استخدمت كل أنواع الأسلحة، وجربتها، ومنها ما اتفق عليه أسلحة محرمة، ولكنها مازالت تصنعها وتبيعها رسميا وتعقد الصفقات والأرباح فيها، وهي تتكالب حولها مما يعني أنها ليست مزدوجة الأوجه والمعايير فقط وإنما هي مساهمة فيها وممارسة عمليا في مخاطرها وأضرارها على البشرية جمعاء، وضحايا الحروب خصوصا. وقد تعرض عالمنا العربي خصوصا إلى أنواع من هذه الحروب والأسلحة، حيث مازالت فلسطين ولبنان والعراق والسودان وليبيا تأن من تحت وابلها.

ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش الأمريكية أن القوات التي شاركت في احتلال العراق بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا في 2003 استخدمت نحو 13 ألف قنبلة عنقودية، فيها ما يتراوح بين 1.8 و2 مليون قنبلة عنقودية صغيرة. وكذلك أثناء "حرب الخليج" عام 1991 استخدمت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا نحو 61 ألف قنبلة عنقودية فيها 20 مليون قنبلة عنقودية صغيرة في العراق والكويت. وأشارت المنظمة إلى استخدام الكيان الإسرائيلي الموسع لهذه الأسلحة في جنوب لبنان عام 2006. وقد شاهد العالم صورها في العدوان على غزة، وسبقتها في الحرب على العراق.

وقّعت 108 دولة على معاهدة حظر هذه الأسلحة، منذ كانون الأول/ ديسمبر 2008، بينما لم تصدق عليها أغلبيتها المتاجرة بها. وكيف وهي قنابل عنقودية تدر الأرباح للشركات والبنوك الغربية خصوصا وتقتل وتصيب الأبرياء؟. ليست مفارقات فما زالت حكومات الغرب، خاصة، تتحدث عن حقوق الإنسان، مدعومة بالمال العربي!.

 

كاظم الموسوي

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا