<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي فلسطين بكامل حروفها
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

فلسطين بكامل حروفها

 

 

د. كاظم الموسوي

 

تستعيد فلسطين اسمها كاملا في المشهد الإعلامي والسياسي العالمي، مرة اخرى، بعد كل محاولات تمزيق حروفها، عربيا ودوليا وحتى من أبنائها ورافعي لواء قضيتها، ورغم كل المتغيرات الواسعة في أكثر من مكان، قريب وبعيد من أرضها وعنوانها ومكانتها، وتحول الأولويات والمهمات والقضايا التي تشغل الصراعات والمصالح والتكتلات. لم يكن اسم فلسطين مطروحا بهذه الصورة لفترة غير قصيرة ولأسباب كثيرة وجهود مكثفة، وبلا شك ان وضعه بهذه الصورة أمام الجميع أمر مهم وضروري للتذكير بالظلم التاريخي والقضية والقانون وحكم التاريخ والجغرافية والمصالح. تقديم فلسطين ملفها إلى الأمم المتحدة ومجلس أمنها لطلب عضويتها كاملة ورد الولايات المتحدة الامريكية بالرفض الكامل مسبقا، وتخطيطها بكل قوتها لوأد الطلب وعدم فسح المجال أمامه، ووضع الفشل نتيجة واضحة بحكم موازين القوى الدولية والتدخلات والتداخلات السريعة والأولوية لها بين القوى المتنفذة في مجلس الأمن والقضايا الكثيرة التي تشغل الصراعات الدولية اليوم فصل جديد وإضافي لمسيرة القضية وتطوراتها. ولكن هذا ليس أول فشل للقضية الفلسطينية في مجال الصراعات الدولية والمحلية، وليس الأخير أيضا، بينما تظل عزيمة الشعب الفلسطيني وإرادته تعيد القضية بكامل حروفها إلى الواجهة مرة اخرى أو مرات إلى حين تحقيق حقوقها الكاملة والعادلة والمشروعة. ويجري التساؤل هنا داخليا وعربيا عن الدور والقيادة والحركة الوطنية ومهمات التحرر الوطني والاحتلال وحكم التاريخ واستعادته، وغيرها من الأسئلة المؤجلة في هذا المقال.

هناك أسئلة اخرى ملحة ومهمة تحيط بالقضية وتطالب بحقها في الإجابة الصريحة. فلسطين قضية شعب طال زمن تغييبها واستخدامها حسب حاجتها وظروفها عربيا ودوليا. الخارطة الجغرافية تحاول نسيان أو تمويه التاريخ، وتعمل على تضييع البوصلة والاسم والمسعى. هناك قناعات كثيرة لدى أطراف عديدة بالرضوخ للأمر الواقع والانحناء أمامه دون أي تفكير جدي بالممكنات والإرادات والاحتمالات والخيارات الأخرى. لقد رضي غير قليل من أصحاب القرار والمال والنفط العربي والإسلامي والمعاهدات العسكرية والقواعد الإستراتيجية، بما هم عليه من تكديس الثروات وخفوت الثورات داخل بلدانهم، وساهم بالتأثير على مسار القضية وتوجهاتها. وجاءت المتغيرات العاجلة في فصول هذا العام الأولى لتحرك فيهم حواس الحفاظ على مواقعهم ومراكزهم والتعود على الصمت وانتهاج التهرب من الوقائع إلى التراضي مع السياسات الامريكية العدوانية والتواطؤ والانحناء لرياح الضغوط الصهيو أمريكية أساسا. والجميع عرف بالموقف الأمريكي المباشر والصريح. وأدرك ان الجواب معروف عنوانه، فلماذا الاستمرار فيه بلا جدران حامية له، وقوى كافية لدعمه، محملة بقوتها المعروفة وإمكاناتها الكبيرة ومصالحها القادرة على ان تضع الجهود كلها قادرة في تحديد مساره وتصحيح اتجاهه؟. الجميع تحدث عن تهديد الولايات المتحدة بالفيتو في مجلس الأمن لتعطيل الطلب الفلسطيني لعضوية الأمم المتحدة، ومحاولات وأسلوب تقنيته داخل أروقة مجلس الأمن، لتسهيل مهمة واشنطن ورفع اضطرارها إلى استخدام الفيتو، وتجنيب إدارة اوباما تحمل المسؤولية الوحيدة والسافرة عن قهر حلم الشعب الفلسطيني بحق تقرير المصير في السنة نفسها التي يحتفي فيها اوباما بما سمته الادارة الامريكية بالربيع العربي، كما كتبت وسائل إعلام غربية وبينت الصورة كاملة دون رتوش أو ضباب. وهذا ما حصل، فلا واشنطن ولا قواعدها الإستراتيجية العسكرية والسياسية تريد ان تضع نفسها في حرج مكشوف رغم كل دعمها وعدوانها وخططها وانتهاكاتها ضد حقوق الشعوب بعامة والفلسطيني بخاصة، فلماذا الانتظار طويلا؟ ولماذا عدم التحرك الجاد لفرض الأمر عليها بقوة مصالحها ومصالح قوتها وضغوطها، والانصياع لها بعد كل هذا التاريخ الطويل؟.

لاسيما وقد أعطت منظمة اليونسكو نموذجا كاملا للمشهد السياسي الدولي وصراعاته القائمة، وبينت وسائل الضغط والإرادة فيها. تحدت المنظمة في موقفها وتصويتها وإرادتها في إقرار خيار الشعب الفلسطيني فيها، وعبدّت بكل معاني وصول فلسطين لعضويتها الطريق إلى الشرعية القانونية والدولية واستثمار الانتفاضات والثورات العربية والمتغيرات الدولية فيها بشكلها المشروع. محققة نصرا سياسيا واضحا لفلسطين اسما وموقعا وقضية. وقدمت في مواجهتها للتهديدات الامريكية وضغوطها إمكانية يسيرة في معادلة الأرقام والمواقف والضغوط. ومنحت عضوية فلسطين فرصة ذهبية تسمح بالانضمام إلى منظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة، وتمكين الفلسطينيين من ضم بعض مواقعهم التاريخية والأثرية إلى المواقع المصنفة تراثا إنسانيا بالتمتع بحماية المنظمة الدولية. كاشفة أيضا صورة عن صراعات الدول الأوروبية خصوصا، من خلال تصويت فرنسا بنعم في وقت امتناع أو رفض دول اخرى. كما أشارت وسائل إعلام أمريكية خصوصا لموقف الرفض الأمريكي وتهديداته وما دل عليه من عزلة دولية حاصرت الولايات المتحدة الامريكية والكيان الإسرائيلي. وفضحت شعارات الادارة الامريكية في إحلال السلام في المنطقة ومصداقيتها في تطبيق بياناتها السابقة حول الدولة الفلسطينية. ورغم ذلك فان قبول عضوية فلسطين في المنظمة رد على كل ادعاءات وتخوفات وتسهيل رفع الحرج عن الادارة الامريكية وتصعيد غضب الشوارع العربية والإسلامية ضدها والانتباه لمخططاتها ومحاولاتها في تمرير الثورة المضادة وإجهاض الصعود الثوري.

حصلت فلسطين على عضوية منظمة مهمة وأساسية تفسح مجالات واسعة أمام نشاطات وأفعال كثيرة وكبيرة لدعم الكفاح الوطني الفلسطيني، وفشلت في الحصول على عضوية الأمم المتحدة ورفع علمها واسمها داخل مبنى الأمم المتحدة هذه المرة وهذا العام، وفي الحالتين عرت سياسة الادارة الامريكية بشكل فاضح أمام العالم كله، مشكلة وصمة إضافية للإدارة الامريكية ولسياساتها الداخلية والخارجية. وهي في الوقت نفسه تؤشر للضرورة السياسية والتاريخية للقيادة الفلسطينية والعربية والإسلامية في إعادة النظر في منهجها السياسي ومعالجاتها للقضية وتحالفاتها ومصالحها الراهنة والمستقبلية، ودون ذلك فان أمام فلسطين والعرب والعالم مرحلة اخرى من نكران حقوق الشعوب واستهانة صارخة فيها وإساءة للقانون الدولي والضمير الإنساني.

 

كاظم الموسوي

 http://kadhimmousawi.blogspot.com/2011/11/blog-post_22.html

23.11.2011

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا