<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي اعتذار اوباما

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

اعتذار اوباما

 

 

د. كاظم الموسوي

 

الرئيس الأمريكي باراك اوباما في سنة انتخابية، يسعى إلى البقاء في البيت الأبيض فائزا بدورة ثانية. يبحث عن ما يفيده لحملته الانتخابية ومن يدعم بقاءه تصويتا أو يساعده سلفا. فأسرع للإعلان عن اعتذار رسمي عن جريمة حرق نسخ من القران الكريم من قبل جنوده في أفغانستان. اعتذار أمريكي بحت للمنافسة الانتخابية ولادعاءات تضليلية مفبركة. لا تفسير يقدمه للعمل الذي فرض وجوب الاعتذار، حتى شكليا والمعروف ان هذه الجريمة ليست الأولى ولا الأخيرة. وكذلك ما له علاقة في ظروف جرائم اخرى ليست قليلة وليست محصورة في المشاعر والضمير الإنساني وحسب وإنما ما له صلة بالقيم الامريكية التي يدعي كل رئيس الحفاظ عليها والعمل بموجبها، داخليا وخارجيا. فماذا يعني اعتذاره الان؟ ولماذا برره بما لا يتناسب والفعل الإجرامي؟ وهل الاعتذار ثقافة جديدة له سيكرره في حال تكراره الجريمة أو ما شابهها؟ وهل اوباما مستعد للاعتذار عما سبق من جرائم؟ وما تفسيره لجرائم احتلال البلدان وتدمير الشعوب؟ هل الجرائم الامريكية هذه لها درجات في الوعي الرئاسي الرسمي الأمريكي، سواء الرئيس الحالي أو المرشحون لرئاسة؟.

الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها يجعل من الاعتذار هذا موضوعا مفتوحا لأسئلة اخرى ولقضايا أوسع، خصوصا وانه لم يأت اعتذارا للجريمة ذاتها، بل درءا لرد الفعل الذي حصل من قبل أبناء الشعب الأفغاني أولا وعواصف التظاهرات التي حصلت في أفغانستان وباكستان أساسا. الأمر الذي يزيد في المشاعر المعادية للاحتلال الأمريكي ويحرج الإدارات المعينة من قبله في أفغانستان ويصعد من روح المقاومة الشعبية ورفض استمرار الاحتلال بكل إشكاله. وهذا ما حصل على الأرض. وهو ما اجبر الرئيس الأمريكي على تقديم الاعتذار.. ليست الثقافة الامريكية أو السلوك الحضاري وراء ذلك، بل وبكل وضوح تمرير الجريمة وحماية جنود الاحتلال. وهنا التناقض الأخلاقي الأمريكي في الادعاءات الرسمية وفي الواقع العملي والممارسات اليومية لقوات الاحتلال الامريكية وخطط الحرب والغزو وما يتخللها من انتهاكات فظيعة. كشفت المراهنين على تلك السياسات وأخرست المرتبطين بها من العالم الإسلامي خصوصا.

لم تكن الجريمة هي السبب في الاعتذار إذاً وإنما لما بعدها، فهي استمرار وإضافة لسلسلة الجرائم المتتالية المعبرة عن خطط الاحتلال والغزو والحرب التي شنتها الإمبراطورية الامريكية على الشعوب والبلدان التي ابتلت بها والتي هددت بها. فهل تنسى هذه الجرائم منذ هيروشيما وناغازاكي وما حصل في فيتنام وكوريا ويوغسلافيا والصومال وغيرها من البلدان، وليس اخيرا في أفغانستان والعراق، وسبقتهما فلسطين؟!.. وتركت كل هذه الجرائم تداعيات مستمرة حتى اليوم.

اعتذر أوباما في رسالة رسمية إلى نظيره الأفغاني حامد قرضاي، كما نشرتها وكالات الأنباء: "أود أن أعرب عن عميق أسفي للحادث، وأتقدم إليكم والشعب الأفغاني بأصدق عبارات الاعتذار.. أؤكد لكم أننا سوف نتخذ الخطوات المناسبة لتجنب تكرار هذه المسألة مع محاسبة المسؤولين عن هذا الفعل". وأوضح أوباما في مقابلة مع شبكة «آيه بي سي نيوز» الأميركية من البيت الأبيض ان الاعتذار الرسمي من الرئيس الأفغاني "هدأ الأمور". وأضاف  "نحن لم نتخط مرحلة الخطر بعد، لكن معياري في ان أي قرار أتخذه هو أخذ توصيات من الموجودين على الأرض، هو ما سيحمي جنودنا ويضمن إنجازهم مهمتهم". وأشار إلى ان الهدف من رسالته إلى قرضاي كان تفادي أي خطر إضافي قد يواجهه الجنود الأميركيون على الأرض.

واعتبر أوباما انه "بالرغم من صعوبة الأوضاع في أفغانستان، نحن نحرز تقدماً بسبب خدمة جنودنا الاستثنائية، وغالبية الجنود الأفغان رحبوا واستفادوا من التدريب والشراكة التي نقدمها". وأكد قرضاي استلامه "رسالة اعتذار للأفغان عن إحراق نسخ من القران في قاعدة باغرام الجوية الأميركية، وكذلك اعتذر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ورئيس الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي وقائد (إيساف) الجنرال جون آلن من الشعب الأفغاني، مؤكدين أن هذا العمل لم يكن متعمّدا"!.

وشدد أوباما على ان «الحرب عمل صعب، ولا تسير الأمور دائماً في طريق جيدة، ولكن بفضل التزام وتماسك فرقنا أشعر بالثقة بأننا قادرون على البقاء في مسار يؤدي في نهاية العام 2014، إلى خروج كل قواتنا وإنهاء أي دور قتالي، كما ستكون لدى الأفغان القدرة، تماماً كما العراقيين، لضمان أمن بلادهم»!.

كما أكد الرئيس الأمريكي أن "الارتقاء بالقيم الأمريكية يعتبر الدعامة الأساسية لسياسات بلاده وأن إصلاح العلاقات بين واشنطن والعالم الإسلامي تعد واحدة من الأولويات المدرجة ضمن جدول سياسته الخارجية". ولكن الوقائع تقول بغير ذلك. وهو ما بينته احتجاجات منافسيه في الانتخابات القادمة، فالمرشح الرئاسي الجمهوري نيوت غينغريتش غضب وطالبه بدلا من الاعتذار عن حادثة حرق نسخ القرآن، مطالبة قرضاي بالاعتذار عن مقتل جنود أمريكيين، بينما وصف المرشح الجمهوري ريك سانتوروم الاعتذار بأنه "علامة ضعف". ورغم ان اعتذاره  لم يكن سابقة منه، حيث سبقه رؤساء جمهوريون قبله، إلا ان المرشحين الجمهوريين انتقدوه عليه، بزعم ان سياساته الخارجية عموما أدت إلى إذلال واشنطن حسب تعبير صحيفة واشنطن بوست (25 شباط/  فبراير 2012) التي وضحت "أن معظم الانتقادات الموجهة إلى سياسة أوباما الخارجية نابعة من اللهجة المتواضعة التي يستخدمها والتي تأتي في اختلاف صارخ عن اللهجة "العنيفة" التي كان يستخدمها سلفه الرئيس الأمريكي جورج بوش فيما يتعلق بالسياسات الخارجية". وأشارت الصحيفة إلى أن الاعتذار الذي قدمه أوباما جاء في "لحظات حرجة" له، سواء فيما يتعلق بمستقبل الحرب في أفغانستان أو على حملته الانتخابية تمهيدا لخوضه سباق الترشح الرئاسي المقبل.

كم اعتذار يتطلب من اوباما ومن غيره من الرؤساء ان يتقدموا بها عن الجرائم التي لا تعد ولا تحصى..؟! وهل هذا الاعتذار إعلان فقط..؟!

 

 

كاظم الموسوي

07.03.2012

www.kadhimmousawi.blogspot.com

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا