<%@ Language=JavaScript %> كاظم الموسوي "شرق أوسط جديد ومبتكر"..!
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                          مقالة الكاتب د. كاظم الموسوي       

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 إبحث في صوت اليسار العراقي

 

 

 

 

"شرق أوسط جديد ومبتكر"..!

 

 

 د. كاظم الموسوي

 

 خلال الأسبوع الثاني من هذا العام جالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون في دول الخليج العربية وحضرت مؤتمرا في الدوحة وتسلل نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى بغداد، مقرونا بنشاط دبلوماسي أمريكي واسع في عواصم المنطقة، التي يقرر السفير الأمريكي فيها أكثر من رئيس الحكومة المحلية وفوق مصالح الوطن والشعب. وكان موقع ويكيليكس قد فضح بعض ما كانت عليه اللقاءات السابقة، ولم تعد جلساتها ومحاضرها مخفية بعمومها وخصوصها. المليارات التي تقطر لمستقبل الأجيال هدرت لشراء أسلحة تنصب على مشارف الصحارى والحدود، والعلاقات مع الكيان الإسرائيلي عسل وسمن ولا مشكلة مع تصريحات وزير خارجيته الأرعن أو الأزعر.

القضية الفلسطينية ما زالت تدور رحاها في المفاوضات المباشرة وغيرها ولا قلق عليها فلجان المفاوضات والقرارات مستمرة وليس سرا نكشفه عزم جامعة الحكومات العربية إعلان اعترافها بفلسطين دولة عظمى! فقط ردا على تهديدات الكيان وحلفائه والبيت الأبيض الذي اعتزل عن مهمته في القضية.  وكل شي يمضي في الزيارات واللقاءات ولا يهم أن يجوع نصف الشعب ولا يحصل الباقي على قوت يومه، متفرجا على ما يوضع على موائد المفاوضات والمؤتمرات، ومكابدا الفساد والاستبداد والقبضة الحديدية.

سفينة حربية بريطانية تعبر إلى الخليج العربي تعزز الأساطيل المنتشرة، مناورات عسكرية متواصلة ورسائل سياسية مواكبة، وكلها قضايا مكشوفة لا تحتاج إلى تعليق!. أليس هذا الشرق الأوسط الذي تريده السياسة الأمريكية؟ أم كيف تريده بعد وبيدها الريموت كونترول؟.

زيارة كلينتون الأخيرة للمنطقة، برأي محللين ووسائل إعلام، جاءت لتأكيد السياسة الأمريكية، ولخصت مع أهدافها في:

·        مناقشة الملف الأمني "الوطني" الخليجي، ( بيع أسلحة وصفقات أخرى).

·        تعزيز جهود اليمن في حروبها وتعزيز الاستقرار فيها بتصنيع حلول سياسية ( استخدام موقعه الاستراتيجي).

·        التأكيد على مخاطر الملف النووي الإيراني (القضية المركزية للسياسة الأمريكية في المنطقة بعد بسط النفوذ).

·        تجديد التأكيد الأمريكي على أهمية الدور الإماراتي الملتزم بالعقوبات الدولية المفروضة على إيران، والإشادة بجهود الإمارات الإنسانية في كل من أفغانستان وباكستان.(!) (لماذا، أليس هناك بلدان عربية منكوبة مثلهما؟).

 مما سبق يتوضح أن كل شيء معلن وصريح، ولكن قد يحتاج إلى ترتيب في الأولويات وهي مترابطة، ويتساءل مراقبون، ما علاقة الملف الأمني وبناء "المظلة الدفاعية" للخليج بأمواله وأسلحة الدمار الأمريكية بمهمات وزيرة خارجية، فضلا عن الملف النووي وتشديد الحصار على إيران؟..

مع العلم أن هذا جدول عمل منذ سنوات في كل اللقاءات التي تمت بين الوزيرة الأمريكية السابقة والحالية والوزراء أنفسهم حاليا وسابقا. ولا تنسى مشاهد اجتماعات كوندوليزا رايس بوزراء ومدراء الخارجية والأمن قبل سنوات والبيانات التي صاحبتها وترددت أصداؤها في آلة الإعلام الأمريكية الناطقة باللغة العربية والتي تجد بؤرها في العواصم العربية الفرص السانحة لها أكثر من مصادرها الأصلية.

 والمضحك انه هناك من يزاوّد عليها ويعبر أو يكتب عنها بتحويل الوجهة وتبرير الغزو الأمريكي للمنطقة والخنوع للنفوذ المتنامي له، وهو يرى التوافق الكامل معها رسميا ويتغافل عن  كل الدعم اللوجستي وتسليم مفاتيح الخزائن. ولم يسال أي منهم الوزيرة الحالية هل قرأت تصريحات سابقتها رايس حول الفوضى الخلاقة في صناعة الشرق الأوسط الجديد والتي تحولت إلى شعار أمريكي، وهل اتعظت بما حل فيها، أم أنها مصرة عليها وهي تنفذ سياسة مخططة ومنتظمة للقرن الأمريكي الذي وضع أسسه المحافظون الجدد والتزم به الآخرون؟. ويبدو أن الجولة التي قامت بها إلى المنطقة ورأت فيها "إشارات لمنطقة شرق أوسط جديد ومبتكر" أعطتها تلك الرغبة في التأكيد وصناعة الابتكار، لاسيما كما رأى محللون ومراقبون، أن هذه الزيارة للوزيرة وسعت من افقها الخليجي وضمت اليمن لها وهو أمر جديد في حساب العلاقات الأمريكية الخليجية، وصحبتها ما يقوم به بايدن في العراق كمسؤول عن ملفه وبسط النفوذ الأمريكي على أجنحة الوطن العربي.

أهمية اليمن استراتيجيا للمشاريع الأمريكية غير ما يحصل فيه ومحيطه، وما قالته الوزيرة في صنعاء عن الهدف المشترك للولايات المتحدة واليمن في محاربة الإرهاب وتنظيم القاعدة، يفسر ما تلاه من طعم مساعدة اليمن في التنمية ومكافحة الفقر، والدفع للهروب إلى الأمام بين السلطة والمعارضة وإعادة الحال إلى ما يصب في خدمة القضية المركزية في كل جولتها وصولات الإدارة الأمريكية في المنطقة.

فموقع اليمن عمليا على البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وبحر العرب المتصل بالمحيط الهندي هو المطلوب حاليا. بما فيها الأخبار القائلة عن استئجار جزيرة سقطرى اليمنية، التي تقبع في منطقة إستراتيجية حساسة بين البحار الأربعة أو ما يحيط بها من يابسة في أفريقيا والجزيرة العربية وآسيا.

لا جديد في تأكيدات كلنتون وبايدن حول نهج وخطط الإدارة الأمريكية، خاصة ما يتعلق بالقضية المركزية فيها، محاصرة إيران والتخويف من ملفها النووي.

وهي تمضي في توافق وتنسيق كامل وتتضمن بصلف أيضا صفعات قوية للمصالح العربية. منها ما ورد في الفضيحة الجديدة بعد الويكيليكس من منتدى المستقبل في الدوحة، الذي انتهى بدون بيان ختامي بسبب اسم فلسطين.

وكانت الوزيرة قد كشفت أهمية دعم القاعدة الإستراتيجية الرئيسية في المنطقة قبل أية قضية أخرى بل أشارت محذرة ومنذرة، إلى التحديات الأخرى لإشغال الحكومات العربية فيها منبهة هنا دون ذكرها طبعا من انتفاضات المغرب العربي والدماء التي عمدتها.

ولعل ما قالته الوزيرة في المؤتمر يكفي لتغيير الصورة إذا ما توفرت إرادات وطنية حقا وقيادات بمستوى المسؤولية. فقد أوضحت الوزيرة ما تريد قوله وبصراحة، ووضعت مستمعيها والمنطقة أمام أنفسهم ووقائع ما يجري على الأرض. فذكرت أن «كل بلد بالطبع أمامه التحديات الخاصة به وإنجازاته.

 لكن في أماكن كثيرة للغاية وبطرق كثيرة للغاية تغرق مؤسسات المنطقة في الرمال». وأضافت إن رحلتها كشفت الكثير من مؤشرات الأمل في وجود شرق أوسط جديد ومبتكر، مشيرة إلى مشاريع الطاقة النظيفة في دولة الإمارات العربية المتحدة وإشراك الشبان في العملية السياسية باليمن باعتبارها مؤشرات أمل في مستقبل جديد (!!). لكنها رأت أن التقدم متفرق وليس كافياً لإنقاذ حكومات المنطقة، والكثير منها غير ديمقراطي ويواجه خطراً متزايداً من حركات التطرف الإسلامي. وقالت «من يتمسكون بالوضع الراهن قد يتمكنون من إخفاء الأثر الكامل لمشاكل بلدانهم لفترة قصيرة، لكن ليس إلى الأبد».

هذه الكلمات التي أطلقتها الوزيرة الأمريكية ليست جديدة فهي تعبر عن المصالح الأمريكية وتكرار تجربتها وتبنيها وتعرف كيف تعمل على خدمتها وإستخدامها، ولكن يظل السؤال دائما: أين المصالح العربية؟. والى متى تبقى بيد غيرها؟.

 

 

كاظم الموسوي

www.kadhimmousawi.blogspot.com 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا