<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي بعد انسحاب/ هزيمة العسكرية الامريكية يجب تدمير بغداد!

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

بعد انسحاب/ هزيمة العسكرية الامريكية يجب تدمير بغداد!

 

 

د. كاظم الموسوي

 

العودة إلى أوراق التاريخ فيما حصل ويحصل للعراق ضرورة ودرس وعبرة. قلة من تتمعن وتستفيد، وقلة من تقرأ بتروٍ وتبصرٍ، وقلة من تهتم بالأمر كله أساسا. هذه مشكلة فعلية وقضية خطيرة. العواقب في مثل هذه الأمور لا تضر صاحبها فقط وإنما تشكل خطرا شاملا ومستمرا إذا لم يجر إدراكها والتصدي لها بما يناسبها ويوقفها عند حدودها في أفضل وأحسن الحالات.

في فصل تحت عنوان" يجب تدمير بغداد" من كتاب (خطورة أمريكا، ملفات حربها المفتوحة في العراق) للصحفي والسياسي الفرنسي نويل مامير وزميله السياسي الفرنسي باتريك فاربياز (ترجمة ميشال كرم وإصدار دار الفارابي- بيروت، 2003) إشارات مفتوحة لمن يريد ان يرى حقائق السياسات الإمبراطورية الامريكية وتناقضات شعاراتها التي تضلل بها الرأي العام، ولاسيما العربي الرسمي، الذي يتغنى بالشرعية الدولية ويحتمي بها ضد شعبه. ورد فيه: "معسكر الحرب يردد بصوت واحد النغمة المعروفة التي كان مجلس الشيوخ في روما القديمة يرددها إزاء قرطاجة: "يجب تدمير بغداد" لكن هذه النغمة التي تسمع منذ سنة 1991 لم تكن دائما في راس لائحة أنغام الدبلوماسية الامريكية". وأضافا: "إذا لم يكن النفط سوى احد أهداف حرب الخليج الأولى (بين العراق وإيران 1980- 1988) فانه كان بوضوح في قلب الثانية  (1990- 1991)." ومن اجل النفط والأهداف الأخرى في المنطقة حافظت الولايات المتحدة على الالتباس في طرح نفسها أمام من يتعامل معها أو يرتبط بها أصلا ولم تراع الثمن العراقي. فالحرب الأولى التي شنت بمباركة الأمم المتحدة وبتحالف ضم ثماني وعشرين دولة قادته الولايات المتحدة، وانتهت بعد اثنين وأربعين يوما من الغارات الجوية والهجوم البري.. أودت كما صار معلوما بحياة حوالي ربع مليون شخص بينهم 100,000 جندي عراقي (...)، و60,000 إلى 80,000 ضحية أضرار متصلة بالحرب، والباقي ذهب ضحية قمع الحكومة لانتفاضة شجعتها الولايات المتحدة ولم تساندها. وفر مليونان من اللاجئين نحو الحدود التركية والإيرانية. (وظلت هذه أرقام فقط!).

وما يجدر الانتباه له ما ذكراه أيضا، "وقبيل نهاية الحرب، جرت حادثة لم تلفت الانتباه، رغم أنها تلقي ضوءا على الوضع الراهن. ففي شباط / فبراير 1991 عرض الرئيس بوش خطة الولايات المتحدة بشان الطاقة لمرحلة العشرين سنة القادمة. لقد دعا في هذه الخطة إلى تسارع عام في استهلاك النفط ورفض فرض أي رسم على المحروقات. وهو بذلك قد استبق خطة شيني بعشر سنوات".

انتهت تلك الحرب بهزيمة السلطة العراقية ولم تقترن بسقوطها لحسابات الادارة الامريكية وخشيتها من تطورات لا تريدها آنذاك، كقيام دولة كردية وزعزعة استقرار حليفتها تركيا وقيام دولة شيعية، مجاورة لإيران. كما كتب الكاتبان "الأوربيان"، وأضافا بأنه قد تخلى الأميركيون عن العراقيين وعن الأكراد الذين أعلنوا العصيان على الحكومة العراقية بناء على نداء من بوش. وقد أفضت هذه "السياسة الواقعية" حسب الطريقة الكسينغرية في آذار/ مارس 1991 إلى ذبح عشرات الآلاف من الثائرين. (ويلاحظ الآن ما تخطط الإدارة الامريكية له وما تخشى منه فعلا!).

لقد سببت الحروب التي سميت باسم حروب الخليج والتي استمرت عشر سنوات الكوارث. سماها المؤلفان بالحرب الصامتة التي جمعت بين الحصار والغارات الجوية وكانت لها عواقب رهيبة على الشعب العراقي. الأمر الذي يتناساه الكثيرون أو لا يريدون سماعه والإطلاع عليه وهو الأهم في كل ما نتج عن تلك الحروب الامبريالية الامريكية ومن راهن عليها. فبحسب اليونيسيف ارتفعت نسبة الوفيات بين الأطفال من 56% إلى 131% وبات سوء التغذية يهدد مليون طفل دون الخامسة من العمر، أما اللقاحات فلا تصل إلا بعد ان يتفشى الوباء لان استيرادها اصدم بصعوبات هائلة، بمشاركة الدول المجاورة للعراق فيه. وقد تسبب الحظر هذا بوفاة  أكثر من مليون شخص، بينهم 600,000 طفل في سنة 1996، وخلال برنامج "ستون دقيقة" على قناة سي بي اس، ردت مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الامريكية، بوقاحة على سؤال مذهل، حول هذا الرقم الكبير من الضحايا الأطفال بسبب الحظر، قائلة: اعتقد ان هذا الخيار صعب جدا، لكن الثمن .. نعم.. نعتقد ان الثمن يليق بالجهد" . فهل أدرك المتسابقون اليوم لخدمة الادارة الامريكية هذا الثمن؟.

واصل الكاتبان تفاصيل شرح ما حصل للشعب العراقي من تدمير للنظام التربوي العراقي في ذلك الزمن: 30% من الأطفال لم يعودوا للمدارس، ونقل التلاميذ إلى المدارس لم يعد مؤمنا بشكل صحيح. وتأثيراته على المرأة والطالبات منها. وكذلك ما حل في الاقتصاد العراقي من دمار. فخلال عشر سنوات أدى تدمير الإمكانات العراقية واستحالة إعادة بنائها إلى العودة بالبلاد إلى ما قبل العصر الصناعي. وهو ما خططت له الادارة الامريكية.

بعد هذه الكوارث التي حلت بالشعب العرقي جراء السياسات الامريكية وحلفائها في المنطقة، ولظروف داخلية امريكية أصدرت الادارة تعديلات لقوانين الحصار وتخفيفها ولكن بفرض ما سمته الادارة بالعقوبات "الذكية ". وبعد 11 أيلول/ سبتمبر 2001 وبعد عدم استنكار أحداثها اعتبر استفزازا للإدارة الامريكية ووضع العراق من جديد أمام عصابات البنتاغون وما خطط له ونفذ من بعد.

لم تعد كوارث الحروب التي تشنها الإدارات الامريكية في وارد مخططيها أو توابعهم كما ظهر من خلال الحروب التي شنتها، وما زالت تواصلها بأشكال اخرى على العالمين العربي والإسلامي خصوصا. وما يزيدها كارثية هو تصديق أو رهان من يدافع عنها ويتوافق معها رغم ما يراه من نتائجها. في التاريخ دروس عن الحروب التي شنتها الإدارات الامريكية والتي أعلنتها انتصارات لها وانتهت بهزائم فعلية ومحن كبيرة عليها وعلى الشعوب التي ابتلت بها، ولم يتعظ بها. وللأسف هذا ما يجري اليوم!.

 

كاظم الموسوي

03.02.2012

www.kadhimmousawi.blogspot.com

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا