<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي العمل العربي المشترك والتحديات الإستراتيجية
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

العمل العربي المشترك والتحديات الإستراتيجية

 

 

د. كاظم الموسوي

 

مؤتمرات ولقاءات، جماعية وثنائية، جولات وزيارات، بيانات ونداءات، انتخابات وتهديدات، عناوين سريعة في الملفات الساخنة اليوم في المشهد السياسي العربي. عقدت خلال أيام ماضية في القاهرة دورة اجتماعات البرلمان العربي وتبعها اجتماع مجلس وزراء الخارجية، ومن ثم مجلس الجامعة. وصدر عنها ما صدر. اغلب فقرات البيانات تحذيرات ومطالبات، قد تكون انتباهات ضرورية ومهمة جدا، ولكن السؤال الدائم ما العمل؟ أين ومن هو المسؤول عنها؟!، العبرة في التطبيق!.

أجلت اغلب القضايا أو قدمت إلى مؤتمر القمة الذي سيعقد نهاية الشهر الحالي، وستدور الدورة نفسها ويتصاعد التشاؤم الرسمي هذه المرة أكثر من السابق، لما هو عليه الواقع الصعب.

القضايا العربية تتكرر في كل اللقاءات والاجتماعات. مرت عليها عقود وكل مرة تتجدد المطالبات بضرورات التغيير والإصلاح والتجديد. قضايا التنمية المستدامة والحكم الرشيد وتمكين المرأة والمشاركة السياسية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتقسيم الثروات وبناء الطاقات وتوفير الخدمات وغيرها باتت موضوعات مستدامة هي الأخرى. وقضايا الثقافة والأمية الثقافية والتطورات الهائلة في تقنية الاتصالات والعلوم والفضاء وغيرها مازالت المهمات الأولى والأساسية والتي لم تبتعد عن الأذهان كثيرا في البيانات الختامية.

المصالح الوطنية والقومية تتطلب هي الأخرى إحساسا اكبر بالمسؤولية الفردية والجماعية، الرسمية والشعبية، والعمل على نقد الذات والدعوة إلى تجديد الوعي بالحاضر والمستقبل، إيمانا بقدرات التغيير والتجديد والحفاظ عليها أمام الإخطار المحدقة بها، والملمات المتعاقبة عليها وعلى جميع الأصعدة. لا تكفي الشعارات البراقة والكلام المنمق في البيانات والنداءات وعلى الهواء دائما. ولا تجدي تصريحات بعض المسؤولين عنها لتمرير الوقت أو الرد على ركام الكلام. من هنا لابد من رؤية واضحة للقضايا العربية والمصالح الوطنية والقومية والعمل المشترك عليها. ووضع النقاط بوضوح على الحروف وتسمية الجهات أو الأطراف أو الأفراد الذين يتحملون المسؤولية المباشرة ودورهم فيها. لنأخذ القضية الفلسطينية وما يحيط بها الآن، وكيف عالجتها البيانات والاجتماعات ومن يتحمل المسؤولية عنها، كقضية إستراتيجية ومركزية عربية؟. قمة عربية وافقت على مبادرة سلام وسمتها بالعربية وشكلت لها لجنة متابعة مبادرة السلام العربي، من وزراء خارجية العديد من البلدان العربية. المجتمع الدولي، كما يسمى إعلاميا، شكل لجنة رباعية لها، من ممثلي الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي وكلف رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بتمثيلها، مكافأة له ومعرفة بقدراته على تنفيذ المطلوب منه بشأنها. لجنة متابعة مبادرة السلام العربي تنفذ ما يقترح عليها ولا تتمكن من فرض رؤيتها، وتمهل التعنت الصهيوني اشهرا لمفاوضات لم تثمر شيئا، بل ولن تعطي توقعا أخر. ومثلما وجهت الحكومة الصهيونية صفعة لأبرز حليف لها في قيادة الولايات المتحدة الأمريكية فقد وجهت لمقترحات أو تطمينات أهل النظام الرسمي العربي صفعات مشابهة أو اشد منها ولم يعتبروا منها بعد. وبلير تجول من جديد كما هو المندوب الأمريكي جورج ميتشل لإحياء مفاوضات غير مباشرة. بعد اتفاق أوسلو عام 1993 حصلت منظمة التحرير الفلسطينية على ما يشبه "حكما ذاتيا" في الضفة الغربية وقطاع غزة وأسفر عن تكوين سلطة فلسطينية، عند الفلسطينيين والعرب وفي اغلب العلاقات العامة. وتدحرجت من بعده اتفاقات ومعاهدات ومؤتمرات ثنائية دائما، تستفرد بها الحكومات العربية خصوصا.. معاهدة وادي عربة، ومؤتمر واي ريفر عام 1998، ومؤتمر كامب ديفيد عام 2000، ولم تتوصل كلها إلى حل دائم وسلام عادل. نشطت جامعة الحكومات العربية أو حاولت تحريك مبادرة السلام وإعادة إطلاق عملية التفاوض بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، على أمل الوصول إلى التأييد الدولي وذهبت إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن وعادت بخفي حنين. ومازالت تحمل الخفين دون قناعة بتغيير وجديد يعطيها بعض ما عملت من اجله وحصدت منه ما يحصل الآن من استهانة واسعة بجهودها ومصداقيتها ودورها في مصير القضية المركزية.

تحرك جامعة الحكومات العربية كواجهة رسمية للعمل العربي المشترك أو هكذا تعلن حين تحاسب على تنفيذ ميثاقها ومبادئ العمل العربي المشترك بخصوص فلسطين لم يثمر لحد الآن ويكاد يكون مستمرا ومتشابها في بداياته ونهاياته، بالنسبة إلى القضايا الأخرى، وخصوصا قضية الاحتلال الأمريكي للعراق ومرور أعوام عديدة، سارت مياه كثيرة في جدوله السياسي والعسكري وتداعياته المحلية والإقليمية والدولية. ولم تعمل بجدية من اجل مساعدة الشعب العراقي على التخلص من الاحتلال وبناء دولة مستقلة ديمقراطية موحدة. ورغم إقرار بدور خطير للكيان الإسرائيلي فيما حصل للعراق من تدمير الدولة ومؤسساته العسكرية والأمنية والاقتصادية والعلمية وكذلك التهديدات والتأثيرات الأخرى في محاولات إعادته لموقعه العربي ودوره الاستراتيجي فان الجامعة وبعض الحكومات المنضوية تحتها لم تال جهدا في تغيير طبيعة الصراعات وصناعة أعداء جدد وتغيير البوصلة العربية في الدفاع عن المصالح العربية والإقليمية والثروات العربية والتحالفات السياسية. وتتعدد التحديات الإستراتيجية في ابرز القضايا الأخرى، ومنها التهديدات الأمنية الداخلية ونشوب حروب أهلية وتبديد الثروات البشرية والاقتصادية والطبيعية العربية. ولا دور للعمل المشترك العربي ولا الإسلامي، رغم مرور أكثر من ستة عقود على إنشاء جامعة الحكومات العربية واقل منها لمنظمة العالم الإسلامي والمنظمات الإقليمية الأخرى. وفي النتائج المرئية والمتوقعة تبرز صورة مرعبة لمستقبل عربي يبتعد كثيرا عن أحلام أبنائه.

القضايا الإستراتيجية في العالم العربي ما زالت بحاجة ماسة لعمل جدي وتفكير واضح وإخلاص وطني وقومي. المؤتمرات واللقاءات العربية والعربية الإسلامية لا ترد على التحديات المتحركة والتي يلعب فيها العامل الخارجي دورا كبيرا، ويجعل من القضايا التافهة، كما سماها عمرو موسى أمين عام جامعة الحكومات العربية، محركا سلبيا بين الحكومات العربية ويفقدها الثقة ويحرمها من ابسط التوافقات على الأمور العملية الثنائية والإقليمية، فكيف ينظر بعد إلى دور العمل العربي المشترك والتحديات الإستراتيجية المتصاعدة؟.

كاظم الموسوي

K_almousawi@hotmail.com

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا