<%@ Language=JavaScript %> كاظم الموسوي قراءة في كتاب ( هذا ما حدث ) - عدنان عباس
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                          مقالة الكاتب د. كاظم الموسوي       

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 إبحث في صوت اليسار العراقي

 

 

 

قراءة في كتاب ( هذا ما حدث ) - لعدنان عباس

 

د. حسام رشيد

 

صدر في ألعقود الأخيرة من الزمن عدد من الكتب عن مناضلين وناشطين في الحركة الوطنية والتقدمية العراقية تظمنت مذكراتهم وذكياتهم عن سنوات عملهم في التظيمات والأحزاب الثورية التي ساهموا في قيادتها وتوجيه سياسها حاولوا من خلالها عكس تجربتهم ومواقفهم كل حسب أجتهاده وتفسيره للتاريخ، وكان كتاب (هذا ما حدث) الذي يسجل فيه الكاتب تجربته في صفوف الحزب الشيوعي العراقي الذي ساهم في قيادته مع الرفاق الآخرين أحد هذه الكتب التي أشرنا أليها.

لابد أن أشير الى أهتمام الكاتب في أعتماد الموضوعية في أستعراضه لصفحات من النضال المجيد الذي خاضته جماهير الحزب الشيوعي العراقي والمئات من مناضليه  ومحاولة الأبتعاد عن روح المهاترة والتشنج والأساءة لأي جهة ، أيا كانت ، وهو ما أنساق أليه البعض ممن كتب مذكراته و ذكرياته وأساء فيها الى نفسه ورفاقه قبل كل شيء ، وأساء الى صفحات مجيدة من تاريخ الحركة الثورية التي كانت - وما تزال - مسؤولية كل من عمل فيها ، بأ نتصاراتها وانتكاساتها، بأخطائها وصواب مسيرتها . ليس من حق أحد أن ينسب ويسجل الصواب لنفسه والخطأ لغيره ، خاصة لمن عمل في هيئات الحزب القيادية وأتمن  على سلامة مسيرته وصواب منهجها.

كما لابد أن أشير بتقدير الى أهتمام الكاتب بأستذكار المئات من مناضلي الحزب وشهدائه  الذين كادوا أن يذهبوا في طي النسيان في خضم الفوضى و التمزق الذي تعيشه الحركة الثورية في وطننا ، وجعل من قصص نضالاتهم و صمودهم و بطولاتهم سجلا لتاريخ الحزب وحركة شعبنا الوطنية.

عند قراءة ما احتواه الكتاب لابد أن نعيد ما نختزنه من تجربة  ونستخلص العبر ونثير الأسئلة التي يكون في الأجابة عليها ما يعين المناضلين من أجل أن يكون الحزب وريثا حقيقيا لهذا التاريخ المجيد الذي سطر بالدم، وطليعة حقيقية لجماهير شعبنا المناضلة من أجل عراق ديمقراطي متحرر ومستقل ،والرافضة باصرار لثقافة التعصب الطائفي والقومي وكل المحاولات البائسة لأعادة بناء العراق وفق هذه المفاهيم الغريبة عن ثقافة شعبنا وتاريخه. أن النضالات التي خاضتها منظمات الحزب  التي ذكرها  الكاتب في  مذكراته كانت مع جماهير متنوعة في أنتمائها الديني والطائفي والقومي، وتمكن الحزب أن يجعل من ثقافة هذا التنوع مصدر قوة ملهمة لهذه الجماهير في توحيد نضالها وأهدافها ، لا كما يراد لها الآن، تعزيز التمايز في الحقوق والأهداف وأعتمادها في صيغ مشبوهة لأعادة بناء العراق بصورة ستنتهي به الى الفرقة والتمزق في حالة نجاحها.

أمران آخران سطرها تاريخ الحزب الذي تناوله الكاتب  ستبقى معيارا لصحة وصواب سياسته ومنهاجه العام في أي مرحلة من مراحل نضاله وأي موقع يتخذه من السلطة السياسية القائمة، أن كان في مرحلة نضال من أجل أسقاط نظام رجعي خاضع للأستعمار كالنظام الملكي أو في المراحل المختلفة للنظام ألجمهوري الذي تلاه، أو في مرحلة الأحتلال الذي تناضل جماهير شعبنا وقواه الوطنية من اجل أنهائه، الأول هو الترابط التام في النضال من أجل أنتصار قيم الأشتراكية في تحقيق العدالة والمساوات بين أفراد الشعب والدفاع عن حقوقه في الحياة الكريمة وبين النضال الوطني ضد الأمبريالية والأنظمة الدكتاتورية وتحقيق الديمقراطية  والأسقلال الوطني، وهو نضال لا مساومة فيه ولا مهادنة ، وهكذا عرفت الجماهير الحزب الشيوعي العراقي بهويته الوطنية قبل أن تفهم هويته الفكرية وأبعادها الطبقية ، هكذا

 

2

كان هذا الموقف، ولا يزال، مؤاشرا لوطنية الحزب ونهجه السياسي .أن الموقف من الأمبريالية والنضال  ضد محاولتها للهيمنة على شعوب العالم هو موقف لا مساومة فيه بغض النظر عن محاولاتها لتجميل صورتها القبيحة وتاريخها المشين بشعارات  براقة تهدف الى أستمالة قوى سياسية عرفت بمواقفها الوطنية ونضالها ضد الأمبريالية وسياستها القائمة على أستغلال الشعوب والهيمنة على العالم، وهنا لابد لنا أن نستذكر بعض أحداث الماضي من تاريخ الحركة الثورية وقيمها التي كان

الحزب يثقف رفاقه وأصدقائه بها لتعزيز حصانتهم و موقفهم الوطني عندما  القى السكرتير العام للحزب الشيوعي البريطاني في بداية الحرب العالمية الثانية خطابا أمام مجلس العموم البريطاني شارحا  سياسة الحزب في تلك المرحلة ،وعندما لاحظ أن خطابه قد أستقبل بحماس وتصفيق ملحوظ من قبل كافة اعضاء المجلس بما فيهم نواب الأحزب اليمينية توقف مع رفاقه وقال ( لابد أنني أرتكبت خطأ، علينا أن ندقق موقفنا )،فالسكرتير العام للحزب يعلم، من خلال فهمه لطبيعة الأمبريالية وأهدافها ،أنها لن تتحمس وتمتدح سياسة وطنية لأي حزب شيوعي الا أذا وجدت في ذلك ما يخدم مصالحها .

والثانية ،هي ممارسة النضال بكل صوره ، النضال السياسي والأقتصادي والثقافي والأجتماعي، النضال من أجل مصالح الكادحين الذي يجعل من الحزب ومنظماته تعيش هموم الجماهير و حياتها اليومية وتطلعاتها ويوحد نضالها من أجل حقوقها وأهدافها المشتركة بغض النظر عن موقع الحزب من السلطة القائمة، أن أي قصور في الجمع بين أشكال النضال هذه وممارستها  أو اخضاعها لطبيعة

العلاقة والموقف من السلطة القائمة ينعكس على علاقة الجماهير الشعبية بالحزب وموقفها من منهجه السياسي. لقد أحتوت صفحات (هذا ما حدث ) على صور عديدة تعكس أهتمام الحزب بمصالح الجماهير المختلفة الى جانب ممارسته البطولية لنضاله السياسي ، كالدفاع عن حقها في التعليم بالمطالبة بفتح مدرسة في قرية أو ناحية  تفتقد لها أو تنظيم جمعية  (أصدقاء ألفلاحين ) وقيادة نضال كادحي الريف كأنتفاضة فلاحي ألشامية عام 1954 من أجل حق المناصفة لقسمة الحاصلات الزراعية ، أومشاركة الجماهير في مناسباتها الدينية والأجتماعية لتعزيز مفاهيم المحبة والتضامن الأجتماعي ورفض الظلم والتعسف ، ومارست منظمات الحزب في نضالها كل الأساليب التي أقتضتها الظروف بتنظيم الوفود الشعبية أوتنظيم الأضرابات والمظاهرات  الجماهيرية، السلمية أو المسلحة كما حدث في مظاهرة الشامية للتضامن مع الشعب المصري عام 1956 وغيرها من المعارك السياسية التي خاضها الحزب حتى مؤامرة شباط عام 1963 ،  وهكذا أصبح نضال منظمات الحزب- بكل صوره- في الدفاع عن حقوق الجماهير مكملا وساندا لنضاله السياسي من أجل أسقاط النظام الرجعي وأقامة سلطة وطنية ديمقراطية قبل ثورة ألرابع عشر من تموز عام 1958. أنها تجارب رائعة كان الشيوعيون ولا زالوا بحاجة لدراستها واستخلاص عبرها وأعتمادها في وضع برامجهم الوطنية وتقييمها.

قرأنا في صفحات (هذا ما حدث) عن حياة الحزب الداخلية وأدارة الصراع الفكري والتعامل مع الخلافات الداخلية التي تعرض لها الحزب في فترات مختلفة، وعلاقته بالقوى الوطنية الأخرى ، ومنها  يمكن أن نلاحظ أن دور الحزب وقوته في الحركة الوطنية كانت مرتبطة قبل كل شيء بمدى قدرته على صيانة وحدته الداخلية وتماسكه وتفهمه وأحترامه لأطراف الحركة الوطنية الأخرى ومصالحها المرتبطة بموقها في تركيبة المجتمع العراقي ، ألتزاما بالشعار الذي وضعه الرفيق الخالد فهد  (قووا تنظيم حزبكم ، قووا تنظيم الحركة الوطنية) ،

3

هذا الشعار الذي كان وسيبقى الألتزام به وتطبيقه موأشرا لصحة وصواب سياسة الحزب وأساسا لتقييم مسيرته ، وكان تعزيز وحدة الحزب وحل الخلافات مع الكتل الخارجة عنه قبل قيام جبهة الأتحاد الوطني التي سبقت ثورة الرابع عشر من تموز عام1958  والدور المتميز للحزب فيها نموذجا رائعا على تطبيق هذا الشعار، ومن هذا المنطلق يمكن تقييم سياسة الحزب والصعوبات التي واجهت الحركة الوطنية وعلاقة الحزب بالقوى الوطنية الأخرى في السنوات التي أعقبت  ثورة تموز وحتى الآن ومدى تطبيق الحزب لهذا الشعار وقدرته على صيانة وحدته.

عندما يسترسل القارئ – اكان ممن عملوا في الحزب أو أيدوه وتابعوا مسيرته- في قراءة صفحات اخرى من ( هذا ما حدث) يجد أمامه الكثير مما يثير الأستغراب والتسائل ويضع علامات الأستفهام على مجريات كثير من الأحداث ألتي كانت نتائجها مصيرية في مسيرة الحزب ومستقبل الشعب والوطن . قام الحزب- عند تأسيسه- في بنائه وتكوينه ووضع برنامجه السياسي ، كأي حزب شيوعي آخر، على قواعد المركسية اللنينية التي أعتمدها في نظامه الداخلي والألتزام بالديمقراطية المركزية والمسؤولية والعمل الجماعيين وغيرها من القواعد الحزبية ، ومهما جراى من خرق لقواعد العمل الحزبي هذه على مستوى القيادة ، فأن أي رفيق أو صديق للحزب ينتظر أن يتوفر الحد الأدنى منها في ممارسة العمل الحزبي ، خاصة في القضايا الستراتيجية منها كقضية التحالفات الوطنية . في الجبهة الوطنية أاتي شارك فيها ألحزب عام 1954 تمهيدا لدخول الأنتخابات النيابية وجبهة الأتحاد الوطني التي مهد تأسيسها قيام ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 ، كانت الجبهات السياسية وأصطفاف القوى السياسية في المجتمع تتسم بالوضوح ، خاصة وأن المعركة الوطنية كانت تهدف قبل كل شيء الى تحقيق الأستقلال الوطني وقيام نظام ديمقراطي ، وهو أمر أجمعت عليه كافة القوى الوطنية بغض النظر عن منهجها السياسي المرتبط بموقعها الطبقي في المجتمع ، إلا إن ذلك قد أختلف في المراحل اللاحقة وخاصة بعد الأجهاض على السلطة الوطنية في مؤامرة شباط 1963 وما رافق ذلك من تعقيد الوضع الداخلي وتداخله مع المصالح الأقليمية والعالمية. وكان يقتضي مواجهة ذلك باعتماد مبادىء الفكر الذي قام عليه بناء الحزب في تنظيمه وسياسته، غلا إن قرائتنا للكتاب تشير ألى أن الفوضى والأرتباك والغموض والسقوط في اليمين واليسار والخرق الفض لقواعد العمل الحزبي هي السمات التي سادت عمل الشيوعيين ولازمتهم حتى الآن ، كل ذلك يحدث ولمرحلة طويلة مع نفس القيادة الحزبية وليس مع قيادات تعاقبت على رأس الحزب ..........  لنأخذ بعض الأمثلة على ذلك ، خط آب اليمينى المرفوض من قبل منظمات الحزب وجماهيره والسقوط في أحلام وأوهام غريبة في تحديد مستقبل العراق والحركة السياسية في ظل سلطة رجعية وقوى سياسية معادية للأشتراكية والحرية وحقوق الأنسان ،  ثم التراجع عنه واعتماد العمل العسكري لأسقاط السلطة والتلكؤ في تطبيقه ! أعتماد نفس النهج والثقافة في أدارة الصراع والعلاقة مع سلطة البعث التي أعقبت أنقلاب تموز عام  1968 وأقامة التحالف معها وفق أسس وقواعد كانت تأشر منذ البداية الى فشل هذا التحالف أوتحويل الحزب الى أداة تخدم مصالح نظام معادي لمبادىء العدالة والحرية والديمقراطية ، ولا بد أن أشير هنا الى أن صيغة التحالف هذه لم تكن مرفوضة من قبل غالبية منظمات الحزب فقط بل من غالبية جماهيره التي أحست مبكرا بمستقبل هذا التحالف والمخاطر الناتجة عنه وعلى مستقبل

4

الحزب السياسي وحياة رفاقه .... أليس من الغريب أن تكون منظمات الحزب وجماهيره في هذه القضية وقضايا أخرى مربها الحزب لا مجال للتطرق اليها الآن أكثر وعيا وقدرة على استكشاف النتائج  من قدرة القيادة الحزبية؟ أليس من الضروري أن يأخذ  الشيوعيون مزاج الجماهيروأحاسيسهم بنظر الأعتبار عند وضع سياستهم واتخاذ قرارات  تهم مستقبل الشعب والوطن ؟؟ كما لابد أن أشير الى الأسلوب الذي أعتمدته قيادة الحزب في أدارة العلاقة وأقامة التحالف مع سلطة البعث والخرق الفظ للمبادىء الحزبية الذي رافق ذلك .... السكرتير العام للحزب يجتمع بقيادة البعث لمناقشة مسألة التحالف معها بمعزل عن غالبية قيادة الحزب وكأن الأمر لا يعنيهم ، وينعقد المؤتمر الثاني للحزب وينتهي بعد ذلك دون أن يشعر السكرتير العام بضرورة طرح موضوع اللقاء ونتائجه على ما أسماه نظام الحزب الداخلي بأنه أعلى سلطة في الحزب!! موضوع كان على مسوى كبير من الأهمية، لا على مستقبل الحزب فقط بل على العراق وشعبه وما نتج عنه بعد ذلك من ويلات ومصائب ستبقى دماء ضحاياها في رقاب من ساهم في هذا الخراب. تراى ما هي السلطة التي يتمتع بها السكرتير العام ومن (يأتمنهم) ليقوم بكل ذلك؟ وفي هذا الصدد ، أليس من الغريب أن يمر ذلك مرور الكرام دون مناقشة أوحساب ،أو أن يهمس رفيق قيادي في أذن رفيق صديق له في لحظة أسترخاء وربما رغبة في الثرثرة أن السكرتير العام للحزب يحتفظ  لنفسه بقرارات خاصة تتعلق بسياسة الحزب المستقبلية ، أليس من حقنا أن نتسائل، مع من أختلى السكرتير العام وناقش هذه القرارات وأتخذها أن لم تكن قيادة الحزب ومنظماته !؟ وما هي الضروف والعوامل التي سمحت بحدوث كل ذلك؟ لم يكن تأويل ذلك بعيدا عن متناول الشيوعيين وأصدقائهم ومحاولت تفسيرها وحصرها بعوامل خارجية تتعلق بدور الحزب الشيوعي السوفييتي وتأثيره على الحياة الداخلية وسياسة الأحزاب الشيوعية المؤيدة له ، ولاشك أن سياسة الحزب الشيوعي السوفييتي – كما أثبتته الوقائع – كانت تخضع لمصالح دولته الكبرى ، ولكن  هل يمكن أن يكون هذا التفسير مقنعا أو كافيا لتألويل كل ما حدث؟ فالعلاقة بين الأحزاب الشيوعية تخظع لقواعد حددتها المبادىء الماركسية - اللنينية القائمة على التضامن الأممي والعلاقات المتكافئة بين الأحزاب الشيوعية ، كما حددها بشكل خاص آخر أجتماع للأحزاب الشيوعية والعمالية الذي انعقد في موسكو عام(1952 ) بعد تأزم العلاقة مع الحزب ألشيوعي الصيني والأحزاب المؤيدة له ، حيث تضمنت أحدى قراراته أن تعتمد الأحزاب الشيوعية والعمالية في موقفها تجاه القضايا الوطنية للبلدان الأخرى موقف الحزب الشيوعي لذلك البلد ، وهنا يبدأ دور الحزب الشيوعي المعني وقيادته في ايصال الموقف الوطني الصحيح للأحزاب أاشقيقة لتتبنى موقفه لا أن يكون متلقيا أو حقلا للتجارب وتطبيق نظريات وضعت بعيدا عن ظروفه واسس تطوره ، حتى وأن كانت هذه النظريات صحيحة في محتواها،  الى جانب ذلك ، اليس من الضروري عدم الأكتفاء بتعليق الأخطاء على شماعة الآخرين والتفتيش عن الأسباب التي تتعلق بالحزب نفسه وطبيعة قيادته و تركيبها ، خاصة وأن هناك أحزابا شيوعية مارست أستقلاليتها في تحديد سياستها ولم تبالي آنذك بما وجه لها من تهم مختلفة كالأحزاب الشيوعية في فرنسا ايطاليا واسبانيا وغيرها من البلدان؟ البحث عن مدى الكفائة والقدرة الفكرية والتنظيمية لقيادة الحزب التي تمكنها من اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح ؟ عن مدى تأثير الموقف الذاتي في قيادة الحزب وأعضائها في أختيار أسهل السبل في التعامل مع المهام الوطنية المطروحة أو في  تعامل أعضاء قيادة الحزب مع الخروقات التنظيمية التي يمارسها البعض منهم من منطلق موقعه الحزبي؟؟ أليس من الغريب أن يتخذ الرفيق الحزبي القيادي نفسه، وفي مراحل متعاقبة،

5

موقفا متأرجحا بين اليمين واليسار؟ ما هو دور الرفاق القياديين من (مثقفي) المدارس الحزبية والأكاديمية للدول الأشترالكية الذين عاشوا تجربتهم السياسية بعيدا عن ممارستها على أرض ألوطن وعن رفاقهم وجماهيرهم  في كل ما حدث في عمل الحزب ووضع برامجه ، ومنهم من كان يحلم ببناء الأشتراكية مع طغمة صدام الملطخة أيديها بدما الشعب والتنظير الخاوي في تحليل الصراع داخل البعث وتشخيص يساره ويمينه !!!؟ ألا يفعل ذلك فعله - ولا زال - الى درجة لم يعد للشيوعيين القدرة أحيانا على اتخاذ الموقف الصحيح تجاه نظام دكتاتوري ممقوت اوأمبريالية شرسة تستبيح حرية الوطن وشعبه وعدم التفريق بين أرهاب يستبيح حياة الأنسان وكرامته وبين حق مشروع في مقاومة الأحتلال ؟ لقد أحتوت (مذكرة أعتراضية من كادر في القيادة) التي تضمنها الكتاب على موقف جريء تجاه ما اسماه خروقات حزبية رافقت أنعقاد المؤتمر الرابع للحزب ومرحلة التحضير له  ، ويجد القارىء أن الموقعين عليها هم من الكادر القيادي والأساسي في الحزب ، وهنا لابد من التسائل: لماذ غاب هذا الموقف الجريء في التعامل مع الأخطاء والخروقات الفضة التي رافقت عمل الحزب – خاصة في مرحلة ما بعد شباط 1963- التي عرضت الحزب ورفاقه وجماهيره الى ضربات مؤلمة وساهمت فيما تعرض ويتعرض اليه الوطن والشعب من مآس ومحن قاسية حتى الآن؟ وما هي مسؤولية الموقعين عليها في كل ما حدث!!! ألم يساعد ذلك على أستمرار هذا النهج والخروقات والأستخفاف بقيادة الحزب ونظامه الداخلي كما حدث في قرار السكرتير العام بأعلان التحالف (المبهم) عام 1982 دون معرفة قيادة الحزب وأطلاعها؟

في الكتاب أمور أخرى لابد أن يتم توضيحها و مناقشتها لأزالة أي التباس قد يحصل في تفسيرها ومنها:

- ذكرالكتاب حول أنتفاضة تشرين عام 1952 ( صفحة23 ) عن قيام سلطة النظام الملكي باقحام الجيش في اخماد الأنتفاضة وتنصيب رئيس أركان الجيش رئيسا للوزراء ، فهل ساهم الجيش فعلا في اخماد الأنتفاضة الى جانب الشرطة وأفراد الأمن عند نزوله الى شوارع بغداد والمدن الأخرى أم أنحصر دوره في طبيعة السلطة التي كانت ذا طابع عسكري دون زجه في موقف يشوه وطنيته ؟

- ذكرالكتاب في موضوع المقاومة الشعبية (صفحة 74 ) أن تشكيلها كان بقرار من الزعيم عبد الكريم قاسم وهي تشكيل نظامي كان أرتباطه وتدريبه وتسليحه مناط بالجيش العراقي ولا سلطة للحزب الشيوعي عليه ......... وسبق ذلك ما ذكره الكاتب أن المنظمة الحزبية في الشامية- ابو صخير قد أبدت ملاحظاتها للجنة المحلية في الديوانية وسكرتيرها الرفيق باقر ابراهيم للحد من صلاحيات المقاومة الشعبية في أبو صخير بسبب كثرة التجاوزات على الناس ....... أن ذلك يشير الى التأثير السياسي الكبير للحزب على المقاومة الشعبية بغض النظر عن عائديتها من الناحيتين العسكرية والأدارية وبالتالي فأن سلوكها- سلبا أو أيجابا – لا يمكن عزله عن مسؤولية الحزب، بالرغم من أن أي خطأ أو تجاوز مارسته المقاومة الشعبية في أبو صخير- كما حدث في كافة أنحاء العراق تقريبا وخاصة في بغداد و الموصل وكركوك – لم يكن بتوجيه من الحزب، ألا أن ذلك لا يعفيه من مسؤوليته فيها، في عدم الوقوف الحازم تجاهها ومعالجة نتائجها ومحاسبة الرفاق الذين ساهموا فيها في حينه ، وهو أمر كان يمكن أن يكشف الجهات  والعناصر المندسة والجهات التي دفعت بالمقاومة الشعبية الى

ممارسة هذه التجاوزات.

6

 أن هذا الموضوع الذي تكرر طرحه والتذكير به القوى المعادية للحزب يجب مناقشته وتقييمه من منطلق وضعه في نطاقه وحجمه الحقيقي  وممارسة النقد والأعتراف بالخطأ وعدم أغماض العين عنه وسد الطريق على كل من يريد أستخدامه للأساءة الى تاريخ الشيوعيين أمام أجيال لم تعاصر هذه المرحلة وأحداثها.

- تطرق الكاتب بشكل عابر الى حركة الشهيد حسن سريع الباسلة وعلاقة المنظمة الحزبية التي عمل بها، أجد ان هذا الموضوع يستحق  مناقشة أوسع ،  خاصة ما يتعلق  بمدى الدعم والأسناد الذي قدمته منظمات الحزب قبل وبعد قيام الأنتفاضة وطبيعة العلاقة بين قيادة الأنتفاضة وقيادة الحزب وموقفها من الحركة وعلاقة ذلك بالقناعة بجدوى الكفاح المسلح والأهتمام به كما ورد في(صفحة 112)، والأمور التي تناولها الأستاذ المرحوم د.علي كريم ألتي تعتبر دراسته (العراق البيرية المسلحة حركة حسن سريع وقطار الموت 1963) عن الأنتفاضة أوسع دراسة وضعت حتى الآن.

- ذكر الكاتب بعض الملاحظات والأراء حول هجرة الكادر الحزبي بعد حملة الأرهاب الدموية التي مارسها النظام الدكتاتوري تجاه الحزب ورفاقه عام 1978 ، والمعروف أن الهجرة لم تشمل الكادر الحزبي فقط  بل امتدت الى القاعدة الحزبية وبشكل واسع وغير موجه. أن هذه الهجرة التي حولت الحزب الى حزب مهاجر بحاجة الى الدراسة والتقييم بحجمها وشكلها وانعكاساتها على عمل الحزب في الداخل والخارج، خاصة بعد أن تناولها تقرير المؤتمر السادس للحزب على أنها صورة من صور مقاومة النظام الدكتاتوري !  أن تقيم هذه التجربة يساعد عى أتخاذ الموقف الصحيح من الهجرة التي لازالت قائمة للمئات من الشيوعيين وطبيعة علاقتهم بالحزب ووضعها في موقعها الصحيح .

- مناقشت موقف قيادة الحزب كما طرحه الكاتب و التعامل الذي جرى مع أحداث خان النص (صفحة 177) ا ، ليس كحدث بل كموقف ، دوافعه وخلفياته وعلاقتها بموقف أعضاء في قيادة الحزب تجاه سلطة صدام الغاشمة وسياسة الخنوع التي أتسم بها هذا الموقف والتفسيرالذي يرد في تعقيب بعض الرفاق القياديين الذي لا يمكن أن ينفي المسؤولية الجماعية لقيادة الحزب في هذه القضية وأي قضية أخرى تتعلق بسياسة الحزب وموقفه منها .

- تحدث الكاتب عن أجراءات الصيانه المتخذة بعد أشتداد حملة أرهاب السلطة تجاه الحزب وقواعده وجماهيره (صفحة 182 )، وهو أمر آخر لابد من مناقشته وتقييمه ليس كأجراء تم في فترة معينة بل كموقف يفترض أن لا يغيب عن عمل الحزب في أي فترة كانت ، تعلم الشيوعيون من تراث الحركة الثورية العالمية ومن تاريخهم الخاص في بدايات تكوين الحزب أن أجراءات الصيانة هي قضية تلازم عمل الحزب في كل مراحل نضاله من أجل تحقيق أهدافه الوطنية ، وكانت أحزابا شيوعية تحتفظ بقيادات سرية الى جانب قياداته المعلنة في ظروف من العمل العلني كانت أكثر أنفتاحا وأفضل مما مر به الحزب في مرحلة علاقته بسلطة صدام و وضوح طبيعتها الغاشمة لكل من تعامل معها في الداخل

7

والخارج، وفي هذا الصدد  تطرق الكاتب في (صفحة 192 ) الى زيارة وفد الحزب الأشتراكي الألماني الموحد بدعوة من الحزب الشيوعي العراقي والفرصة التي أتيحت له للأطلاع على نهج وسلوك النظام العراقي وتعبيره عن قلقه ومخاوفه على كادر الحزب، وأشير هنا الى أن موقف الحزب الألماني قبل الزيارة وبعدها – كما عبر عنها بعض ممن كان في الوفد الى رفاق عراقيين في لايبزك - كانت تنطلق من قناعتهم بردة نظام صدام عن كل النهج الذي وصف بالتقدمية في حينه !! الى جانب شكهم من قدرة الحزب على صيانة كادره وانتقاله الى العمل السري بعد اطلاع الوفد على سير عمل الحزب - من خلال الزيارة- والطبيعة المكتبية التي سادت عمل المكاتب الحزبية ومسؤوليها على أختلاف مستوياتها وقدرة كوادرها على التأقلم مع الوضع الجديد ، وهو ما حدث  فعلا لأغلب هذه الكوادر الحزبية ، هذا الموقف لا يمكن أن ينفصل عن مسألة الهجرة الواسعة للكادر الحزبي الذي حفزعلى هجرة القاعدة الحزبية  بشكل واسع وتحويل الحزب الى حزب مهاجر.

- أشار الكاتب في أكثر من موقع- كما أشارت الرسائل الملحقة بالكتاب- الى طبيعة العلاقة بين الحزب الشيوعي العراقي واحزاب الحركةالقومية الكردية بعد عام 1963  وموقف وسياسة قيادة الحزب في هذا المجال . لابد أن نضع أمامنا قبل كل شيء أن طبيعة التركيبه الأجتماعية لأي حزب هي انعكاس لواقع المجتمع الذي نشأ فيه بتكوينه القومي والديني والمذهبي ،إلا إن تكوين الحزب الشيوعي وفكره  واختيار الشيوعين للأشتراكية العلمية يجعلهم ينطلقون خارج التقوقع في حلقة الفكر القومي أوالديني والمذهبي ،  ويجعلون من الثقافة المرتبطة بهذا التكوين منطلقا لبناء موقفهم الوطني الذي يحدد هويتهم ذات البعد الوطني والأنساني ، دون أن نلغي أمكانية خضوع بعض الشيوعيين لتأثير المشاعر القومية والمذهبية في فترات تشهد أشتداد الأضطهاد القومي أوالمذهبي ، ألا أن مثل هذا الموقف يبقى غريبا عن فكر الحزب وسياسته دون أن  يتعارض ذلك مع دفاع الحزب الشيوعي العراقي عن كل مكونات الشعب المضطهدة، وكان موقف الحزب منذ تأسيسه من الشعب الكردي ودفاعها عن حقوقه القومية نموذجا جيدا لسياسة الحزب الوطنية ،ولم يرتبط هذا الموقف بطبيعة الخلفية القومية أو الدينية لأعضاء قيادة الحزب ، وعليه فأن أختيار الشيوعيين لقياداتهم ومنهجهم السياسي لا يمكن أن تنطلق من حسابات  الأنتماء القومي أو المذهبي  كما لا يمكن أن تكون سياسته خاضعة لهذه الأعتبارات. بالرغم من ذلك فأن عددا غير قليل من الشيوعيين داخل الحزب أو ممن خرجوا أو أخرجوا منه يجدون أن سياسة قيادة الحزب وعلاقتها بأحزاب الحركة القومية الكردية لم تقم على أساس التكافؤ الذي يتناسب وموقع الحزب في الحركة الوطنية العراقية بشكل عام وحركة الشعب الكردي بشكل خاص،لا بل تعدى ذلك الى الخضوع  الى الكثير من مواقف الأحزاب القومية الكردية التي تنطلق من الأعتبارات القومية الضيقة و السكوت عن مظاهر شوفينية خطيرة أتسمت بها بعض هذه المواقف، حدث ذلك بالرغم مما تعرض اليه الحزب من أعمال التصفية السياسية والجسدية على أرض كردستان عبر عنها بوضوح بيان المكتب ألسياسي للحزب في 8-5-1983 بعد جريمة بشت ئشان أو أعدام كوكبة باسلة من رفاق الحزب في أربيل نتيجة سقوط الحزب ضحية انحيازه  لطرف من أطراف الحركة القومية الكردية في صراعها المسلح مع بعضها،أن التذكير بهذه الأحداث ليست دعوة للأنعزال عن أطراف الحركة السياسية العاملة في الساحة الساسية بل لأقامة علاقات متوازنة تحفظ للحزب

8

أستقلاليته وموقعه في الحركة الوطنية وعدم تكرار ما حدث للحزب في تحالفاته السابقة مع الأطراف الأخرى. أن الشيوعيين الذين يشخصون هذه الصورة لطبيعة العلاقة بين قيادة الحزب وأحزاب الحركة القومية الكردية ويعترضون عليها أنطلاقا من الحرص على  مكانة الحزب وسلامة سياسته وعلاقته مع جماهي الشعب بكل مكوناته الأجتماعية يعتمدون في ذلك على طبيعة سياسة الحزب، خاصة منذ لجوئه الى التواجد المكثف على أرض كردستان منذ عام 1978 ، أوبعد الأحتلال  في عام 2003 وسكوت قيادة الحزب عن الكثير  مظاهرالفكر القومي المتعصب في سياسة الأحزاب الكردية التي تلحق الضرر  بالقضية الوطنية العراقية نتيجة أثارتها لمشاعر سلبية بين مكونات الشعب المختلفة. أن مثل هذه المواقف تلحق الضرر بالحزب وعلاقته مع جماهير الشعب، وكان ذلك واضحا في موقفه في الأنتخابات المحلية الأخيرة في الموصل نتيجة الوضع المعقد لهذه المدينه وأنعكاسه على مزاج  جماهيرها ومشاعرهم وعدم ممارسة الحزب لدوره السياسي المستقل .

وفي هذا الصدد ، لابد من التسائل عن طبيعة العلاقة القائمة بين شيوعيي كردستان الذين ينتظمون حاليا في الحزب الشيوعي الكردستاني والحزب الشيوعي العراقي الذين كانوا دائما حزبا شيوعيا موحدا في شكل تنظيمي يأخذ بنظر ألأعتبار طبيعتم وتكوينهم ألقومي، ما هو دورطبيعة العلاقة التي تطرقنا بين الحزب الشيوعي العراقي والأحزاب القومية الكردية في أقامة هذا الشكل الجديد من العلاقة بين شيوعيي بلد موحد تربطهم   روابط طبقية ووطنية تضع مصالح الشعب بكل مكوناته القومية  فوق كل أعتبار آخر؟ وأذا كان الشيوعيون العراقيون يريد تجربة شكل جديد من أشكال التنظيم الحزبي لم يطرق سابقا في تاريخ الحركة الشيوعية- وهو أمر مشروع لا يعترض عليه أحد  -  إلا إننا نتسائل إن كان الوقت قد حان لتقييم هذه التجربة ونتائجها ومدى مساهمتها  في تعزيز موقع الحزب الشيوعي العراقي في العراق الفيدرالي الموحد وبين الأحزاب الشيوعية والعمالية الشقيقة؟

هذا الموقف الذي تقفه قيادة  الحزب ، يثير أعتراض الكثير من الشيوعيين وأصدقاءهم ، ولابد أن يثير في الوقت نفسه الكثير من التساؤلات التي يجب الأجابة عليها ومناقشتها، لا من منطلق التفنيد والرفض والإدانة، بل بهدف معرفة أسبابها الحقيقية ووضعها في موضعها الحقيقي ، فهل يكفي أن نعزى ذلك الى طبيعة الأنتماء القومي لأكثرية أعضاء قيادة الحزب أو من جرى تهميشهم أو عزلهم منها ؟ وكيف نفسر أستمرارها بعد تغيير طبيعة هذا التركيب في قيادة الأحزب في العقد الأخير من الزمن ؟ ألا يمكن أعتبار هذ الموقف شكل آخر لصورة العلاقات السابقة لقيادة الحزب مع أحزاب وقوى سياسية أخرى في العقود الأخيرة من تاريخ العراق؟ ألا يمكن أعتبار هذه السياسية أستمرار للسياسة السابقة لقيادة الحزب والفكر والثقافة التي أعتمدها  في تحالفاته مع القوى السياسية في العقود الأخيرة من تاريخ العراق؟

مرة أخر أود التأكيدعلى أن مناقشة هذه الأمور والأجابة على أستفسارات الشيوعيين وأصدقائهم، بروح التفهم لها وبعيدا عن ثقافة الرفض والأقصاء والتشهير، سيساعد الشيوعيين العراقيين

9

وأجيالهم ألقادمة على تجاوز المحنة والأنقسام الذي تمر  بها الحركة الثورية في العراق وبناء حزبهم الطليعي ليأخذ موقعه الحقيقي في صفوف الشعب وجماهيره الكادحة. أنها مسؤولية الجميع، وخاصة من يتولى قيادة الحزب والتنظيمات والتيارات التي تعتبر نفسها أستمرارا لحركة الشيوعيين العراقيين.

 

 

د. حسام  رشيد

 

       

       ملاحظة: كتب الموضوع قبل ستة أشهرووجدته يهم الشيوعيين العراقيين وأصدقائهم وكل الحريصين على الحزب الشيوعي العراقي وتاريخه ومستقبله، لذا حاولت- ومن نفس المنطلق- أن يصل اليهم من خلال صحافة الحزب بصورة مباشرة ولكنني لم أوفق في ذلك مع الأسف.       

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا