|
لا للأحتلال |
|
---|
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا |
|
---|
وا حسيناه من المحيط المباح الى الخليج المستباح كربلاء !
جمال محمد تقي
ان مع العسر يسر ، ان مع العسر يسر ، هكذا يعلمنا الخطاب الاسلامي ، وهكذا يعلمنا تاريخ السيرة المحمدية ، وهكذا نبحث عن اليسر في ظلمة هذا العسر اللعين ، والذي يلف احوالنا من الشرق والغرب والشمال والجنوب ، والازمنة تسير معنا بسرعة السلاحف ، ومع غيرنا بسرعة الضوء ، ولا نمسك به ، كأنه هواء في شبك او زئبق ليس له حال !
الاضداد تتصارع في وحدة واحدة ، داء ودواء ، سالب وموجب ، ظالم ومظلوم ، سيد وعبد ، منذ الازل والحال على حاله ، اضدادنا تتصارع نعم ولكنها بوحدات منكسرة لاتقاطب ضدها بل تتذيله ، وما يزيد الطين بلة تداخل التقاطبات الكبرى في صميم صراعتنا ، فيحصل عندنا ما هو قائم فينا من حال مضحك مبكي نطلق عليه مجازا ، فوضى الاستقطابات غير الخلاقة !
ليس لنا وقت حتى نبكيه على طلل او تحت شجرة ، اثناء قيلولة التاريخ ، وذلك لاننا مهددون بالخروج منه وليس لنا قولة وا معتصماه ، لانها ترفٌ لا يقوى عليه الا الراجعون الى ارحام امهاتهم تمردا على خروجهم في زمن لا يصلح للرثاء ، وبما ان البقاء للاصلح ، فلا بقاء لهم ، نحن مخيرون ومسيرون في ذات اللحظة التي سنقرر فيها ما نريد ، وما اجمل من ان نتفق على ما نريد !؟
نستحضر الحسين ووقفته التي نُحتت في ضمير الزمن ، والذي يأبى السير الا الى امام ، نستحضر امام الثوار والاحرار ، نستحضر معاني وقفته التي لا تمحى ابدا ، فهي كالوجود لا تعرف الحدود والقيود والجحود ، نستحضر وقفته التي حاصرت حصار العطش والغدر والنفاق والسمسرة والبطش والاستبداد والفساد ، حصار السلطة وقيمها المادية وكل وساوسها الشيطانية ، بحصار لم يألفه المتجبرون وخدمهم من عبيد المال والقوة ، حاصر الحسين حصاره ، مخيرا ومسيرا ، حاصره بجلد وصبر وعزة وثقة لا يبصرها من لا يرى الثرى ، مثلي لا يبايع مثله ، وهيهات منا الذلة ، وستنتصر دماؤنا على سيوفكم ، وستعبرون بخيولكم على صدورنا ، لكنكم ستعبرون لحتفكم الابدي ، اما نحن فسنعبر بارواحنا الى حيث الخلد ، فهل هذه مثل تلك ؟
وا حسيناه نقولها ليس بكاءا على طلل ، نقولها لان ارضنا كلها كربلاء ، كلها تخضع لشريعة الشر والاهواء ، وكل بقعة منها بحاجة لحسين يهزم دويلات الملل والنحل ، دويلات صنائع الروم والعجم ، الدويلات التي لا رائحة لها غير رائحة النفط والسفه ، دويلات تستأسد على بني جلدتها وتتأرنب امام الاكاسرة والقياصرة ، دويلات لاذمة ولا ضمير لحكامها !
واحسيناه لا نقولها كما يقولها المنافقون المتشدقون بالانتساب للحسين وال بيته ، فهؤلاء هم اول من خان قيم ومعاني الوقفة الحسينية الداعية لتحدي الظلم والاستبداد بالثورة المؤمنة بالسراط المستقيم ، من اجل صلاح الامة ورفعة شأنها وكرامة ابناءها ونشر العدل بينهم ، فما فعله هؤلاء الطائفيون في العراق من تحالف مع دول الاستكبار العالمي لغزو العراق وتهشيم دولته ، وتدمير عمرانه ، وسلب ارادته وثرواته وقتل قيمه ، وتقتيل وتشريد الملايين من مواطنيه ، مقابل وعود بتنصيبهم سادة عليه ، يكفي لتبيان معدنهم الرخيص الذي لا تربطه اي رابطة بالحسين ومعدنه الطاهر والنفيس ، والذي لا يذلل نفسه ولا يذوب استجابة للترغيب او الترهيب ، حتى لو وضعوا تحت قدميه خزائن الدنيا كلها ، او قتلوه واهل بيته عطشا او طعنا بالسيوف والرماح ، فشتان بين هكذا خلق رفيع وايمان صدوق ، وبين خلق المنافقين المتاجرين باسم الحسين زورا وبهتانا ، فمثال الطائفيين في عراق اليوم ومن لف لفهم من المحيط والخليج كمثل الاعداء اللداء للحسين وقيمه ، فالذين تذللوا للامريكان وارتكبوا المعاصي بحق شعبهم ، هؤلاء لا يجمعهم مع الحسين جامع ، وهو القائل لا دين لمن رضي ان يعيش ذليلا ، الحسين الزاهد بكل مفاتن الدنيا ، لا يجمعه جامع ـ حتى لو اسموه حسينية ـ مع اللصوص والفسدة ، فيما يسمى بقيادات وميليشيات الاحزاب الطائفية في العراق وغيره من بقاع هذه الامة .
لا تقوم لهذه الامة قائمة الا اذا نهضت واستنهضت ذاتها وهي تستحضر دروس رموزها التاريخيين وتعتبر بها وبمعانيها ، وتجتهد من اجل توحيد صفوفها ، حتى تكون كالبنيان المرصوص الذي اذا اشتكى منه عضوا تدعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى ، الحسيني الصادق هو من يقف بوجه الطغاة من طغم الاستكبار العالمي ، وبوجه قاعدتهم المتقدمة ، الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ، ان الفرقة والتبعية والاستبداد هي داء امتنا من محيطها الى خليجها ، ولا دواء الا بالوحدة والحكم العادل الرشيد الذي يختاره الاهالي بنزاهة وحرية ، ووقتها فقط سيكون الحاكم واثقا من دعم شعبه له ، وبالتالي من قدرته على مواجهة الاطماع الخارجية .
لا نسب وانتساب للحسين الا للثوار جنود التحرير والعدالة والوحدة ، الذين لا يخشون في وقفة الحق لومة لائم ، او سيف ظالم ، الحسين منا ونحن منه .
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل أيّة مسؤوليّة عن المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم .
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي