صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                      مقالة للكاتب جمال محمد تقي      

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

  

 

 

 

 

 

كهرباء المالكي مطر صيف !

 

 

جمال محمد تقي

 

برغم كل الارقام المليارية التي قيل انها قد رصدت لتحسين الاداء الهزيل للقطاع الكهربائي ومنذ وقت مبكر، اي منذ ما قبل حكومة الجعفري التي مضى على تشكيلها اكثر من ست سنوات ، وبرغم ان الكهرباء كانت في صدارة اولويات اعلان اعادة اعمار العراق الذي سوقه سيء الذكر بريمر ، والتي كشفت اخر الحسابات الامريكية بخصوصها ، بان هناك 6 مليارات دولار من مخصصاتها لا يعرف لها مصير حتى الان ، وبرغم الوعود المتعاقبة لحل الازمة الخانقة اثناء كل الحملات الدعائية التي كانت تسبق اعراس انتخاباتهم التحاصصية ، فان حكومات العراق الجديد اثبتت فشلها المكرر في استعادة طاقة كانت موجودة اصلا ، برغم الحصار الجائر الذي ساهم باضعافها ، وبرغم الضربات الجوية المتعاقبة التي تعرض لها العراق قبل احتلاله ، والحقيقة المستشفة والتي هي مفارقة دالة ايضا ، هي ان وجود جيش من المهندسين العراقيين والمساعدين المهرة كان هو العامل الحاسم في قدرة العراق قبل احتلاله على صيانة وتحديث وادامة ما هو متوفر من محطات ومحولات كهربائية ، واصلاح ما يقع عليها من ضرر نتيجة قصفها ، وبالتالي لم يكن يشعر المواطن بوجود ازمة مستفحلة كما هو الحال اليوم ، حيث لا يحصل المواطن الان الا على ساعتين كهرباء خلال 24 ساعة انقطاع ، على الرغم من رفع الحصار عن العراق وعن استيراداته ، وبرغم وفرة الاموال ، وبرغم هيمنة الامريكان على مقاليد الامور في البلاد وهم القادرون على اضاءة العراق بكل بيوته وقراه بعامين اوثلاثة ان ارادوا ، لكنهم تركوا هذا الامر سائبا كغيره من امور العراق ، بغرض الانتقام من شعبه ، وخلط الاوراق عليه ، وابتزاز ازماته لتمرير ما يصعب تمريره !

لقد حاول المالكي استباق ردود الافعال الصيفية المعروفة وغير المعروفة ، مستفيدا من تجربة مواجهات الصيف الماضي ، اثناء الاحتجاجات الشعبية المتعلقة بالكهرباء حصرا ، حيث انتجت سياق عام امكن استثماره من قبل منافسيه للحط من اداء حكومته ، والتي تجمع بين طياتها الجميع ، لكنها تطرحهم جميعا من موضوعات الامن والاستخبارات والجيش ، فهذه الوظائف اصبحت وبحكم الامر الواقع ، من اختصاصات المالكي شخصيا وبالتالي حزبه ، اما اختصاصات الخدمات والتي من ضمنها الكهرباء فانها يمكن ان تكون من حصة ايا كان من الشركاء المتحاصصين ، لانه يعرف بان الخدمات هزيلة وفاسدة وبالتالي من سيتصدى لها سيكون حتما في وجه المدفع ، وبانها لا تدر مكاسب متوالدة كالوزارات الامنية !

وعد المالكي بان مشكلة الكهرباء ستخف خلال هذا الصيف ، وبانها ستنتهي تماما في الشتاء القادم ، استنادا لمعطيات وارقام التعاقدات المبرمة وسير العمل بالمشاريع الكهربائية المتعددة المصادر والتمويل والتي استعرضها اثناء الاجتماعات العلنية لمجلس وزرائه ، بمناسبة انتهاء مهلة المائة يوم التي طلبها من الشعب لتحسين اداء حكومته ، حيث انتهت المدة ولم يلمس المواطن اي تغيير ، سوى بالعبارات المستخدمة لامتصاص نقمته ، او بواقع الاتهامات المتبادلة بين شركاء الحكم ، دولة القانون ، والقائمة العراقية ، لاشغال الناس عن مطالبها الحقيقية ، وعن همومها التي لا تنفع معها الترقيعات الحكومية ، فخروج الامريكان من البلاد مطلب شعبي يصعب تلبيته ، بل يستحيل على امثال المالكي وعلاوي وباقي شلة مجلس الحكم ، مع البرلمان الحالي تحقيقه ، ومشكلة الكهرباء عويصة ايضا ، لان علاجها جذريا مرتبط بسلسلة معالجات اخرى ، كمحاربة اسس الفساد والخراب المهني والاداري الدائر في وزارات النفط والتجارة والصناعة والري والكهرباء ، ومعالجة مشكلة تضارب الصلاحيات ، وحلول نهج العزلة المناطقية محل نهج الخطة الوطنية ، بذريعة الحكم اللامركزي ، حتى اصبح الوضع العراقي برمته بمنزلة بين منزلتين ، فلا هو بحكم مركزي تتكامل فيه اوجه النمو واعادة الاعمار ، ولا هو بلا مركزي بحيث تتمتع كل مناطقه بما تحتاجه من ضروريات ووفق عدد السكان ومدى التضرر الواقع عليها ، انها منزلة الفوضى الغبية ، التي دفع بلد صغير كالعراق دفعا اليها ، فهناك 15 حكومة محلية ،  وهناك حكومة المركز وهي اكبر حكومة اتحادية  في العالم ، 43 وزير ، مع ثلاث نواب لرئيس الوزراء ، ومع ثلاث نواب لرئيس الجمهورية الذي لا عمل حقيقي له !

تقدر حاجة العراق الكلية للكهرباء بحاولي 12 ـ 15 الف ميكاواط  ، هذا اذا حسبنا حاجة المصانع والمعامل والورش ومشاريع الري المتوقفة حاليا ، اما ماهو متوفر حاليا فهو حوالي 6500 ميكاواط ويجري استيراد حوالي 700 ميكاواط من ايران وتركيا اثناء الذروة ، وما يوعد به المالكي الان هو اضافة حوالي 3000 ميكاواط ، طبعا لو صدق وعده ، وحتى لو افترضنا انه اوفى بوعده ، وبطرق اخرى غير اقامة محطات عملاقة تشتغل بالوقود العراقي ، نفطا او غازا ، وانما باستئجار محطات عائمة او بشراء جاهز من ايران وتركيا ، فان هذه ال 3000 ميكاواط لا تنهي المشكلة ، وانما ستخفف من حدتها فقط ، وربما في الصيف فقط !

ان وعود المالكي كامطار الصيف الموسمية ، التي لا تروي عطش الارض او عطش الناس .

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل أيّة مسؤوليّة عن المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم .

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany