<%@ Language=JavaScript %> جمال محمد تقي اوباما والتغيير الكاذب !
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

اوباما والتغيير الكاذب !

 

كاريكاتير رودرينكو

جمال محمد تقي

 

اعطوه النوبل للسلام تشجيعا لوعوده الانتخابية ومفرداته السياسية التي خالفت مفردات سلفه الذي لا تستحق اعماله غير الادانة ، والان يطالب البعض بسحب النوبل منه لانه لم يكن وفيا لما اعلنه ، ولانه لا يختلف بمضمون سياسته عن سياسة سلفه !

اوباما لم يحقق الحد الادنى من وعوده التي اطرها في سياق منظومة تغييرية تعيد الاعتبار للدور الامريكي الذي يريده بناءا داخليا وخارجيا ، حيث الانسجام مع حلم الحرية الامريكي الذي كتب اوباما في استعادته افكارا تستحضره ، فالحرية والمساواة وحقوق الانسان شعارات تتبجح بها امريكا ولكنها لا تتمثلها ، ولا تترجمها الا بحسب مصالح الطغمة المالية المسيطرة على مجمل السياسات العامة والخاصة فيها ، لقد وعد اوباما بدور فاعل للامم المتحدة في حل النزاعات الدولية بدلا من التفرد الامريكي لكن مواقفه العملية تثبت عكس ذلك وانصع مثال هو موقف ادارته الاخير من طلب العضوية الكاملة لفلسطين في الامم المتحدة ، وقبلها موقف ادارته الذي يكيل الامور بمكيالين من قضية منع الانتشار النووي في العالم ، فهو غفور رحيم ازاء اسرائيل وكوريا الجنوبية وشديد العقاب ازاء ايران وكوريا الشمالية ، اما الموقف من التجارة المفتوحة للسلاح التقليدي فهو يزداد تسيبا كالموقف من التلاعبات باسعار الدولار في البورصات العالمية كالموقف المضارب لمصالح البلدان المنتجة للنفط !

مازال معتقل غوانتنامو حيا يرزق ، ومازالت للمخابرات الامريكية سجونا سرية ، تداربالوكالة حول العالم ، وتمارس فيها شتى صنوف التعذيب النفسي والجسدي ، بحق نزلائها من الاسرى والمعتقلين والمخطوفين الذين لا يعرف عنهم شيئا سوى كونهم معادون للامريكان ووجودهم العسكري في الشرق الاوسط الكبير ، وبدل الانسحاب الفوري والمسؤول " بمعنى انسحاب مع تعويض واعتذار " من العراق وافغانستان ، فان ادارة اوباما وجيشه ومخابراته يجتهدون لاستبقاء قواعد عسكرية ثابتة في كلا البلدين ، بل انه ضاعف من التواجد العسكري في افغانستان وراح يهدد باكستان ايضا !

مازالت ادارة اوباما تفضل ترقيعات الانظمة الاستبدادية في بلدان المنطقة عن حصول تغييرات ديمقراطية جذرية فيها ، قد تؤدي الى تنفذ الاصوات الشعبية التي تعادي بيت الطاعة الامريكي ، ومن هنا فان المواقف الامريكية تكيل بمكيالين ، ازاء كل بلد يشهد ربيعا للحراك الشعبي ، فالموقف من الحراك في سورية وليبيا ليس كالموقف من الحراك في البحرين واليمن وحتما سوف لن يكون نفس الموقف من الحراك في الاردن والسعودية !

لقد ادانت منظمات حقوقية امريكية قرار اوباما باعدام المواطن الامريكي انور العولقي من دون حكم محكمة ، كما سخرت بعض هذه المنظمات من لهجة اوباما التي اعلن بها وبتبجح غير مسؤول نبأ قتل العولقي في عملية مخابراتية خاصة ، وخارج حدود امريكا !

الاحتجاج الشعبي الامريكي المتنامي بالضد من هيمنة الطغمة المالية في وول ستريت ، تفضح الادعاءات الرسمية هناك من ان الامن الاقتصادي الامريكي مكفول ذاتيا بامن الفرص المفتوحة للجميع وعلى العكس من ذلك تماما فان التحور الحاصل في طبيعة التحالف القديم بين عناصر الطغمة المالية والسياسية والذي ادى الى تبعية الادارة السياسية تماما للطغمة المالية وتغولها العولمي ، المتجسد بانتعاش ارباح المضاربات الفلكية بالعملات والسندات ، ومن ثم ازدهار مهمات الراسمال الطفيلي والوهمي المسنود بعمليات غسيل اموال السلاح والنفط المسروق من البلدان المتخلفة ، لا يؤدي الا للمزيد من تركز وتمركز الثروة وريعها بيد حفنة لا تتعدى نسبتها المئوية عدد اصابع اليد الواحدة وبالمقابل يتزايد طرديا اعداد المعدمين والمفلسين والعاطلين مما سيؤدي لانفجار اجتماعي قد تؤخر ساعته الانخراط بالمزيد من الحروب مع بعض الترقيعات التي توهم المستائين باستعادة الامل .

الحق كل الحق مع القائل : ان كل من دخل البيت الابيض رئيسا لامريكا ، عليه ان يضع ضميره في ثلاجة بورصة وول ستريت !

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا