<%@ Language=JavaScript %> جمال محمد تقي مراهنة امريكية على انفجار داخلي في ايران !
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

مراهنة امريكية على انفجار داخلي في ايران !

 

 

جمال محمد تقي

 

 

" إلهي رأيت عالمك ، وهذه الرؤيا لن ننساها لا انا ولا انت "

بيزن جلالي ـ شاعر ايراني

اعادة تشغيل ماكينة الحرب النفسية الهجومية ضد ايران من قبل امريكا واسرائيل بالتزامن مع المتغيرات المؤثرة على حلفاؤها في المنطقة ، لا تعني بالضرورة حلول ساعة الصفر لشن الحرب عليها ، حتى لو كانت هذه الحرب خاطفة او محدودة ، كضربات جوية منتقاة لتقليم الاظفار النووية الايرانية التي ربما استطالت واصبحت قادرة على تحقيق غايات الخدش النووي ، ومن ثم فرض واقع الردع الذي يفيض على اصحابه بركة الاتقاء ، فالتحرك الامريكي لعزل ايران عربيا واسلاميا مازال في بدايته ، ومحاولة اقامة حلف عربي اسرائيلي لمحاصرتها تصطدم بعثرات ومطبات تجعلها هدفا صعب المنال ، خاصة وان ردود الافعال الايرانية تقرأ جيدا مايدور باذهان المتربصين بها ، فبعد ان تعايشت ايران وبنجاح مع السياسة الابتزازية للعقوبات الامريكية ، وبعد ان نجحت في تنفيس احتقانات الصراع الداخلي بين اقطاب النظام فيها ، وبعد ان عجزت اسرائيل على تقويض المصدات الايرانية في جنوب لبنان وغزة ، وبعد ان تأكد للجميع بان ايران قادرة على امتصاص الهجمات التكتيكية المقبلة بما فيها هجمة الفتح المتكرر للملف النووي ، وان كانت باتهامات شديدة اللهجة ، راحت امريكا تفكر جديا بالهجوم على ايران من خلال قصقصة اجنحة حلفائها اولا ، بالتزامن مع اذكاء روح الاصطفاف الطائفي في المنطقة ليكون الحال ، محيط سني يحاصر قلاع شيعية ، بذات الوقت الذي تكون فيه اسرائيل قد استعدت لتلافي اضرار اي عملية اضطرارية تقتضيها الحالة ، كل هذا بترتيبات ميدانية جديدة تجعل القوات الامريكية بعيدة عن ايادي ايران وحلفاؤها ، حيث الانسحاب الامريكي من العراق الذي سيفسح امامها مجال الولوج المنهك فيه ، مع اعادة النظر بالاستراتيجية الامريكية في افغانستان لتقليل شأن اي من احتمالات الانتقام الايراني ، الى جانب تفادي معركة الاستنزاف مع طالبان التي لا طائل من ورائها !

المحاولة الامريكية البائسة لتجريم ايران دوليا واستثارة السعوديين عليها بالاعلان عن اكتشاف مؤامرة ايرانية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن تكشف حقيقة المسعى الامريكي المتهافت لجعل ايران في حالة دائمة من الدفاع عن النفس ، والانهماك بالذود عن عقر دارها ، ومن ناحية اخرى لحث السعودية على الاستعداد لمساومة الصين ودفعها لتقبل مبدأ العقوبات النفطية على ايران في مجلس الامن ، وذلك لفرض حصار دولي نفطي عليها تحت ذريعة عدم الالتزام بالقرارات الدولية ، ومن ثم مواصلة كيل التهم لها وباتجاهات مختلفة ، لاشغالها عن اي مسعى استباقي ، وشلها عن مد يد العون لحلفائها الذين يجري تصفية الحساب معهم ، بالتركيز على مبداأ تصيد اخطاء تعاملاتهم الداخلية .

اسرائيل تلوح بالخيار العسكري ، وباستعدادها لتنفيذه ، ووزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا يحذر من العواقب الوخيمة لاي ضربة عسكرية متسرعة على ايران ، اما مجلة ـ ذي نيشن ـ الامريكية فانها تعزي اسباب تهاون الادارة الامريكية بموضوع الخيار العسكري ضد ايران لشدة الازمة الاقتصادية العاصفة التي يعاني منها الغرب عموما وامريكا خصوصا ، حيث لا تعرف مديات تكاليف مثل تلك الحرب ، خاصة وان اسعار النفط ستكون المتأثر الاول بها ، وتقول المجلة ان الخشية من ان ينقلب السحرعلى الساحر في معارك حساسة كمعارك البترول تجعل التأني سيد الموقف بالنسبة لادارة اوباما الساعية للجم ايران دون اي مفاجئات قد تنعكس سلبا على حملة اعادة انتخاب الرئيس الامريكي ، ربما وبعيون المتطرفين من اصحاب القرار الامريكي والاسرائيلي والغربي بالعموم ، الحرب ذاتها هروبا الى الامام من الازمة السياسية والاقتصادية التي تعاني منها اسواق المال والاعمال الغربية ، لكن ما يمنع هؤلاء هو قدرة ايران على ايقاع الاذى بامريكا واسرائيل وحلفائهما في المنطقة ، ومتى ما تم تحجيم تلك القدرة او شلها ، ساعتها فقط سيكون للخيار العسكري مايبرره في سوق الحروب التي تتعامل بمنطق الخسارة والربح !

حتى يتم تحقيق ذلك ، فان المراهنة الامريكية على تفكيك الوضع الداخلي لايران ، ومن ثم تفجيره ، بعد تسميد المعضلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتغذيتها بكل اسباب الانفلات ، ستكون هي الخيار المفضل ، مع الاستبقاء على كل عوامل الضغط والمحاصرة والعزل ، بالاضافة لتنشيف مراكز النفوذ الايراني في عموم المنطقة .

ربيع ايراني مصطنع يستنفر ويبرر تدخل خارجي متحفز ، هو عز الطلب الامريكي الذي ليس فيه خطيئة مكلفة ، خاصة اذا كان التدخل تحت راية الناتو وبغطاء عربي واسلامي ودولي !

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا