صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                      مقالة للكاتب جمال محمد تقي      

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

  

 

 

 

 

 

 

الكويت الى اين ؟

 

 

جمال محمد تقي

 

يقولون : لا تبعد ، وهم يدفنونني ، واين مكان البعد الا مكانيا ؟

"مالك بن الريب "

 

صدق او لا تصدق حكام الكويت يريدون احتلال العراق ؟ كيف والعراق عراق والكويت كويت ، لا تسأل تمعن فقط ، وانت ستعرف ، كيف ومتى !

عندما يتحلل العراق الى ثلاثة او ربعة دويلات ـ بحسب سيناريوهات بايدن و اصحاب مشروع الشرق الاوسط الكبير ـ تصبح البصرة مركز ثقل لدولة الجنوب ، ومن يتمكن من البصرة تمكن منها ، والعراق دون بصرته ودون خليجه ودون قرنته ليس عراقا ، حتى لو ادعت بغداد انها باقية عاصمة لكيان ما زال اسمه العراق !

حكام الكويت يحللون الواقع ويقعون ضحيته ، فالواقع عندهم يقول بان كل الانظمة العربية الجمهورية من المحيط الى الخليج ، تتعرض لهزات عنيفة وارتدادية ستفقدها صوابها وتجعلها سائرة اما للتعقل او للتفتت ، والعراق سبق الجميع بهذا الاتجاه ، ليس كنتيجة لثورة شعبية فيه ، وانما كنتيجة لاحتلاله من قبل القوات الامريكية ، والتي ستنسحب منه ، بعد ان تكون قد لغمته ، وجعلته قابلا للانفجار الخلاق متى ارادت ، والواقع الذي يغريهم على نسيان انقلاباته ، يقول ايضا ، ان المستفيد الاكبر من هذه الخبطات هي الدول الوراثية المستقرة في الخليج ، يضاف لها نظام المملكة الاردنية الهاشمية ، ونظام المملكة المغربية ، حيث ستكون هذه الدول نموذجية في ساحة خالية من المنافسين ، وهي بقدراتها المكتسبة وانسجامها وباعتدالها مع اسرائيل وبتحالفها الاستراتيجي مع امريكا قادرة على مواجهة البعبع الايراني مهما تغول ، وعليه ستنفرد دول الخليج عن باقي الدول العربية التي تنهشها الهموم الداخلية ، بالامن والاستقرار والوفرة المالية ، وسينتقل اليها مركز الثقل السياسي والاقتصادي والثقافي العربي ، لتصبح هي القوة العظمى في المنطقة كلها .

بهكذا تحليل مبتسر واوحادي للواقع يستقوي حكام الكويت ، والا بماذا نفسر ما جاء بحديث السيد صالح الفضالة رئيس الجهاز المركزي لمعالجة اوضاع البدون في الكويت " اي تلك الشريحة التي تعيش وتتوالد في الكويت دون حصول افرادها على حق التجنس باعتبار ان افرادها وافدين على البلاد بطرق مختلفة ، وليسوا من السكان الاصليين " عندما قال : نحن نعرف ان اكثرية البدون هم من اصول عراقية وان هناك حوالي 25 الف عراقي بينهم ، يتنكرون لاصولهم العراقية !

هل كان يجرأ من هو بمثل موقع هذا الفضالة على مجرد التلميح بما يسيء للعراقيين ، ايام كان للعراق دولة وعزوة واقتدار ، الادهى والآمر ان السيد الفضالة يكرر هذا الكلام بوجه من جاء يزور الكويت ممثلا لاعلى سلطة في العراق "المحلل" نوري المالكي ، وهو العارف بان المالكي لا يملك من امره شيئا فكيف بامر العراق ؟ يبدو ان السيد الفضالة يتلذذ وبتشفي مريض عندما يهين حتى من يتملقه من قادة العراق المحتل ، فقط لان ضعفه يذكر امثاله بواقع يصعب استمراره !

بماذا نفسر اقدام الكويت على تبني مشروع ميناء جزيرة بوبيان " ميناء مبارك الكبير " الذي سيغلق عمليا الممر البحري الموصل لاكثر الموانيء العراقية اهمية ، مما يسهم بتقليص مساحة الاستفادة من الساحل العراقي المحدود اصلا " 50 كيلومتر"  والمحاصر ايرانيا وكويتيا ، خاصة اذا علمنا بان الكويت ليست بحاجة لمثل هكذا ميناء وبجزيرة غير مأهولة ، فهي تملك من الموانيء الكبيرة وبمساحات واسعة ما يغطي احتياجاتها اضعاف المرات ـ ميناء الاحمدي ، الشعيبة ، الدوحة ، الشويخ ـ اضافة الى امتلاكها لاماكن اكثر صلاحية من مدخل خور عبدالله ، لان المزاحمة بالتلاصق مع الممر البحري العراقي سيؤدي تدريجيا الى انسداد شبه كلي بوجه الملاحة البحرية للعراق ؟

بماذا نفسرالاصرار الكويتي على عدم اغلاق الملفات العالقة كي تسهل عملية خروج العراق من وصاية البند السابع للامم المتحدة ؟

ربما يتذكر حكام الكويت واقرانهم في المملكة عندما اشتعلت نيران الحرب العراقية الايرانية ، كيف كانوا يدعون من ربهم : اللهم اهزم خميني . . اللهم لا تنصر صدام ، فهم كانوا المستفيدين عمليا من اشتعال تلك الحرب ، وهم من غذاها ، وهم من تساوق مع الاجندة الامريكية الاسرائيلية لاطالة امدها ، فالسعودية زادت من انتاجها النفطي للتغطية على نقص حصتي ايران والعراق ، وبلغت تلك الزيادة 3 مليون برميل يوميا ، وعندما انتهت الحرب ولم يسقط ايا من النظامين ، راحت الكويت والسعودية تمارسان عملية الغدر بالعراق من خلال اغراق الاسواق بالفائض من الانتاج النفطي لاجل تكريس الضائقة المالية العراقية ، وتفننت الكويت بشفط حقل الرميلة العراقي ، وعندما طالبهم العراق بالكف عن هذه الممارسات راح آل الصباح وآل سعود  يطالبون بما دفعوه لتغذية الحرب التي سمنتهم وجعلتهم في مأمن من تصدير الثورات ، فمن كان الغادر ياترى ؟

ان اصرار حكام الكويت على استعداء العراق والمراهنة على تقسيمه وابتلاع دوره وقدراته ، سيقلب المواجع لشعب ليس له ناقة او جمل في ايذاء اي شعب مجاور له ، هذا الاصرار المستقوي بالامريكان وغيرهم من اعداء شعوبنا العربية والاسلامية سيجرالكويت نفسها الى جحيم لم تجربه بعد .

اذا كان عداؤكم لصدام فان صدام قد مات اما اذا كان عداؤكم لشعب العراق فانه حي ولن يموت ، واذا تعتقدون بانكم قادرون على اماتته ، فانكم على جهل مميت ، يموت الموت وشعب كلكامش باق ابدا .

رحم الله حاكما عرف قدر نفسه ، وقدر وطنه ، وقدر جيرانه ، وقدر القدر الذي لا مناص منه !

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل أيّة مسؤوليّة عن المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم .

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany