|  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

صفحة الكاتب

جمال محمد تقي

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

webmaster@saotaliassar.org  للمراسلة  

 
 

 

 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بأي ذنب قتلت ؟

 

جمال محمد تقي

 

جيان شابة كردية من شمال العراق تعرضت للقتل على يد ابيها الذي سلم نفسه للشرطة مدعيا انه فعل فعلته الشنيعة تلك ، لاسباب خاصة بالشرف !

جيان ضحية جديدة من ضحايا العنف ضد النساء بين افراد العائلات الشرق اوسطية المهاجرة الى اوروبا وتحديدا السويد ، ان تزايد هذه الظاهرة مع تعاظم حيثيات العزلة في تلك المجتمعات ، يدل على فشل مزدوج لسياسة الاندماح بين المهاجرين الجدد والاوضاع القائمة في هذه البلدان ، ويتبين من خلال الاحصائيات انه لا يمر يوم من دون ان تكون هناك قضية ما من قضايا العنف ضد النساء بين الاجانب تحديدا ، حيث تصل الامور حد القتل ، على اعتبار ان العنف ضد النساء هو ظاهرة موجودة ايضا حتى بين افراد المجتمعات الاوروبية ، لكن العنف الذكوري ضد النساء  بدوافع الشرف هو امتياز للعائلات المنحدرة من بلدان الشرق الاوسط ، وتحديدا العراق وتركيا والصومال وافغانستان وباكستان وايران وبعض بلدان شمال  افريقيا ، والطابع العام لتلك العائلات يتصف بقوة تواصل هذه العائلات مع مواطنها الاصلية ، اضافة الى سكنهم في مناطق مكتضة بمجاميع من نفس منحدرهم الاصلي ، وان اغلب اولياء الامور فيها من اصول محافظة بنزعات ريفية ، وبعض جوانب تلك الاحصاءات يشير الى القصور التعليمي والى بطالة عامة وخاصة  لدى الذكور المتورطين بهذه الممارسات .

ان كون الاسلام هو ديانة اغلب مرتكبي اعمال القتل بحق النساء بدعاوى غسل العار لا يمكن ان يكون بحد ذاته هو السبب الكامن وراء مثل هذا السلوك اللا انساني ، خاصة وان للاسلام تعاليم واضحة اثناء العيش في خارج دياره ، حيث يتوجب فيها على المسلمين انفسهم احترام قوانين واعراف وقيم تلك المجتمعات التي انتقل اليها المسلمون طلبا للعمل او طلبا للحماية من اخطار تهدد حياتهم  اولاسباب  تخص الدراسة والتعليم .

العادات والتقاليد والاعراف ومستوى ثقافة واطلاع العائلات المسلمة المهاجرة هو الذي يشكل تفاصيل دينها وديدنها ، فالدين الاسلامي بالنسبة للمتدينين هو،  ترديد الشهادة والصلاة والصوم وحج البيت ودفع الزكاة السنوية عن الفائض من راس المال ، وهنا يختلف المجتهدون لان دفع الزكاة للدولة يكافيء مقاصد الزكاة الاسلامية ،  لذلك يبرز دور الصدقة اي التبرع لاعمال الخير والفقراء كواجب ديني واخلاقي ،

اما القوانين المدنية السارية فهي ما يجب ان يلتزم بها المسلم بحياته العامة والخاصة ، فالدين علاقة بين المؤمن وربه اما العلاقات بين الناس فتخضع للقوانين الوضعية ، وهذا ما يتقق علية اغلب المجتهدين الذين لا يريدون الاساءة  للاسلام نفسه ونفس الشيء ينسحب على موضوعة الحجاب والنقاب ، حيث ليس للحجاب موديل محدد من الله انما هو اجتهاد بدافع كسر فتنة الاثارة ان كان عند الرجل او المرأة ، وليس من مصلحة الاسلام والمسلمين ان يكونوا بعزلة وتميز سلبي اثناء عيشهم في المجتمعات التي يهاجرون اليها ، اما النقاب فهو بدعة يراد بها الغلو والتطرف وعند بعضهم خاصية لجذب الانتباه على طريقة خالف تعرف ، مستفيدين من الاجواء الليبرالية المتوفرة في المجتمعات الاوروبية ، والتي بطبيعة الحال سوف لا تتساهل امام من يبتزها بطرق مباشرة او غير مباشرة ، ان الخوف من فقدان الهوية يدفع البعض للتطرف في تصرفاته وفي ترجمته لثقافته وتقاليده وعاداته ، اثناء عيشه في بلدان المهاجر .

ان استغلال اليمين المتطرف والقوى الصهيونية والعنصرية في اوروبا للمارسات الخاطئة للجاليات العربية والاسلامية يضر ابلغ الضرر بقضايا شعوبنا وتطلعاتها اضافة الى ضرره البليغ بواقع تلك الجاليات ومكانتها في تلك البلدان المضيفة .

ان الجاليات العربية والاسلامية بأمس الحاجة لخطاب وممارسة تليق بحضارتنا الانسانية الغنية وبمكانة مجتمعاتنا الثقافية وبما يتيح لنا ممارسة خصوصياتنا ضمن تناغم عام منسجم مع قوانين وقيم البلدان التي نعيش فيها ، وبذلك سنخدم انفسنا وبلداننا وديننا ودنيانا .

 

رحم الله الفقيدة جيان  واسكنها فسيح جناته ، وعسى ان يكون الحزن الذي تسببت به جريمة قتلها هو اخر الاحزان ، وهذا درس جديد ينبغي ان يتعلم منه كل حليم لبيب ، مسلم كان او غير مسلم وهو  ان الله وحده هو صاحب الشأن فيما يتعلق بالموت والحياة ، فليس لاحد ومهما كان بان يقبض على ارواح الاخرين ، الا في حالة تشكيلهم خطرا على الجميع او اغلبية هذا الجميع ، وهذا الامر ليس فوضويا وانما يخضع لضوابط وقوانين تنظمها الدول والمجتمعات المدنية ، والا ستصبح عوائلنا ومجتمعاتنا عبارة عن غابة الكبير فيها يأكل الصغير .

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل أيّة مسؤوليّة عن المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم .

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany