صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                      مقالة للكاتب جمال محمد تقي             

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

  

 

 

 

 

 

اعوام هزت العالم !

 

 

جمال محمد تقي

 

منذ اللحظة الاولى لما بعد يوم 11 سبتمبر 2001 والانظار كانت قد اتجهت الى البيت الابيض ، العالم كله اخذ يجاري الابتزاز الامريكي املا في اتقاء شره ، وتفادي مضاعفات تماديه ، الحرب ولا شيء غير الحرب ، هل هناك اكثر من هذا التمادي تماديا ، خاصة وان العدو المفترض شبحي باسمه وعنوانه واهدافه ودوافعه ، حرب استباقية ، حرب عالمية على الارهاب الذي فشلت الامم المتحدة في تعريفه ، حرب مقدسة على اعداء امريكا ، حرب لا حياد فيها عندما يتعلق الامر بالمنطق الامريكي المحافظ ، اما معنا او ضدنا .

لم يغير 11 سبتمبر العالم كما يذهب السابحون بفضاء المركز الامريكي ، صحيح هزه وجعله متوترا وملتبسا طيلة العقد الماضي ، لكنه لم ينتج عالما مختلفا بمضمونه عن عالم ما قبل ذلك التاريخ ، لقد لبى حاجة امريكية للزخم الذرائعي الذي يغطي نوبة الحملات العسكرية والاصطفافات التحالفية المنسجمة مع متطلبات التفرد الامريكي بالهيمنة المعممة على العالم وبكل نواحي قواه الحاضرة والصاعدة ، اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وثقافيا ، اما اسباب تصاعد نوبات صرع الحالة الامريكية فانها تعود الى تاريخ سبق احداث سبتمبر بسنوات ، انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كان يشكل بامتدادته احد قطبي المعادلة العالمية المتكرسة على مدى سبعة عقود خلت ، جعل من امريكا وجها لوجه امام ذاتها وامام العالم ، لان لقطبيتها المنفردة تبعات لا يمكن ان يتحملها اقتصادها المأزوم اصلا بسبب تعمق التناقضات الناتجة عن التعميم العولمي للاحتكار والسعي المطرد للتفرد بريعه ، والتي نتج عنها وما يزال تنافس شرس ، وان بثوب ناعم ، بين مراكز الاقتصاد العالمي التقليدية والحديثة ـ امريكا واليابان والاتحاد الاوروبي من جهة والصين ، وبدرجة اقل الهند والبرازيل وروسيا والارجنتين وجنوب افريقيا من جهة اخرى ـ مما وضع الاحتكارات الامريكية ، وخاصة في مجالات صناعة الطاقة والاسلحة والمعلومات والغذاء والدواء ، على محك يصعب عليها تحمله من دون حروب جديدة تنفس بها عن اختناقاتها المتصاعدة .

اذا كان هتلر مؤسس الرايخ النازي لا يرسل اي حملة عسكرية خارج حدود المانيا الا وذريعتها قد سبقتها الى اذان شعبه والعالم اجمع ، فكيف سيكون حال مرسلو الحملات العسكرية الامريكية الى ما وراء المحيطات ؟

ان مطالعة متفحصة لاسباب ونتائج كل الحروب والتدخلات العسكرية الامريكية المباشرة وغير المباشرة التي سبقت احداث 11 سبتمبر ، ستوصلنا حتما الى الاستنتاج القائل بان امريكا كغيرها من الدول الامبراطورية الامبريالية ، كانت ومازالت تستخدم الذريعة كوسيلة من وسائل التحشيد والتعبئة للدفع باتجاه التدخل والاحتلال ، وان لم تجد ما يسعفها منها فانها تختلقها او تبالغ في تبعاتها ، هذا ما حصل في حروب كوريا وفيتنام وكمبوديا ، وما حصل في تدخلاتها المباشرة في شؤون بنما وغرينادا ، وما حصل من تدخلات غير مباشرة في شؤون ايران وشيلي والارجنتين وفنزولا ولبنان والصومال وغيرها من دول العالم .

كان الحصار الجائر والمدمر المفروض امريكيا على العراق قد سبق احداث 11 سبتمبر بحوالي عشرة سنوات ، كما كان التآمر على حركة طالبان متواصلا من خلال دعم الفصائل المسلحة الاخرى والتي فقدت مصداقيتها بين غالبية الافغان ، وكان الغضب الامريكي قد نزل على الافغان العرب بعد ان استهلكتهم امريكا ذاتها في الحرب ضد التواجد السوفياتي في افغانستان ، خاصة وانها قد اكتشفت ان هؤلاء يمكن ان يشكلوا خطرا على مصالحها ومصالح حلفيتها اسرائيل ومصالح انظمة الحكم السائرة بفلكها في عموم منطقة الشرق الاوسط ، ان عادوا الى بلدانهم بروح الجهاد الاسلامي ضد الصهاينة وضد تبعية بلدانهم لامريكا ، ولم تنجح امريكا وقتها بشحنهم ضد الروس في الشيشان او ضد الصين حيث المناطق المسلمة ، كل هذه الوقائع جعلت انبثاق تنظيم القاعدة ببعده السياسي والجهادي المتنامي

بعدائه للامريكان والصهاينة امرا حتميا ، وعندها فقط بدأت الحرب بين القاعدة وامريكا واتباعها .

يقول روبرت فيسك في مقالة له نشرتها صحيفة اندبندنت : الغرب ظل يكذب على نفسه طيلة هذه الفترة فاحداث 11 سبتمبر لم تغير العالم ، ولكنها استخدمت لتبرير جرائمه بحق الشعوب المغلوبة على امرها .. . وهم يتغاضون عن حقيقة كون فلسطين هي اهم الدوافع الدفينة لتلك الاحداث ، عندما لا يجدون في القاعدة سوى ايديولوجية دينية ، لا تحركها الدوافع السياسية ، وكل ذلك لتفادي الاشارة للصراع الاسرائيلي الفلسطيني ، كدافع للعداء الاسلامي للسياسات الامريكية المناصرة بالمطلق لاسرائيل .

عشرة سنوات قامت خلالها امريكا باحتلال افغانستان ومن ثم العراق وتقتيل وتشريد الملايين من شعبيهما بذريعة المسؤولية عن احداث سبتمبر ، وبعد اكتشاف اكذوبة ادعائاتها ، اخذت تختلق اعذارا اخرى لاستمرار احتلالها وفرض وصايتها على البلدين ، لقد قتلوا بن لادن ، المتهم الاول بالتخطيط والتمويل لعمليات 11 سبتمبر ، واعتقلوا كل المتبقين من ذوي العلاقة المباشرة بالاحداث ، وسجنوا المئات من منتسبي القاعدة في افغانستان ، ومع ذلك فهم ما زالوا يحتلون افغانستان ويمعنون بتقتيل الابرياء فيها ، وبعد ان اصبحت اكاذيبهم على كل لسان بشأن العراق ، حيث لا اسلحة للدمار الشامل ولا صلات بالقاعدة ، ولا وجود لاي خطر حقيقي قد يشكله استمرار بقاء النظام العراقي على امن امريكا فهم مازالوا يصرون على البقاء في العراق ولاغراض لا علاقة لها لا من بعيد او قريب باحداث سبتمبر انما لها اوصر العلائق بالمشروع الامريكي للشرق الاوسط الكبير .

الانفجارات الشعبية العربية الحاصلة وطبيعتها وما تنهمك به امريكا واسرائيل لفرملتها والاستثمار بها للحد من اي خروج عن بيت طاعتها تؤكد حقيقة ترابط المسارات ، وحقيقة الطفح الحاصل بكيل المظالم الاستبدادية الداخلية والخارجية ، فالانظمة العربية الفاسدة منغمسة بافسد علاقات التبعية للامريكان والصهاينة ، ولا ثورات حقيقية دون الخروج عن نسق الفساد والاستبداد الداخلي والخارجي .

مازالت امريكا تمعن باستثارة مشاعر الكره تجاهها في الشارعين ، العربي والاسلامي ، ومازال الارهاب الامريكي الاسرائيلي هو المغذي الاول لكل اشكال الارهاب في الشرق الاوسط  ، اما الخطاب الانشائي التصالحي لاوباما ، فهو مجرد ذر للرماد في العيون ، لان السياسات الامريكية مازالت هي هي ذاتها قبل وبعد 11 سبتمبر ، والدليل الموقف المشين من العربدة الاسرائيلية المتمادية باستهتارها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في الاستقلال والسيادة الحقيقية ، امريكا منبع المظالم القائمة في فلسطين والعراق وافغانستان والكثير الكثير من بقاع العالم ، وكانت ومازالت الداعم الاكبر لحكم المستبدين من امراء النفط والغاز قبل وبعد احداث 11 سبتمبر !

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل أيّة مسؤوليّة عن المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم .

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany