<%@ Language=JavaScript %> جمال محمد تقي قبلة المحروقين من حكام العرب !
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

قبلة المحروقين من حكام العرب !

 

 

جمال محمد تقي

 

 

اذا خلع احدهم ، واستطاع الفرار ، فالوجهة ستكون عموما باتجاه دول الخليج السائحة بعوالم تتيه خوفا من التغيير القادم ، والى السعودية بوجه الخصوص حيث احجبة العتمة والحرمة الغارقة بالتبعية .

 اذا كان هذا الفار من المعمرين فانه سيعمر فيها عمرة العمر كله ، وكأنه خرج من الجاذبية الارضية لارض لا حرج او خراج عليها ، وما ايواء الفار زين العابدين بن علي الا احد عناوين هذا التصنيف ، واما اذا كان للفار فسحة امل في اعادة التأهيل ، فانه سيحظى بالاحتضان الملكي ككار لاستعادة زمام الامر المنفلت من بين يديه ، كما حصل مع الرئيس اليمني المحروق علي عبدالله صالح ، وهنا لا يكون الامر نمطيا ، لان حسابات الفار الخليجي او الذي من جيران الخليج غير حساب الفار من شمال افريقيا او من القرن الافريقي ، حيث تستنفر المملكة ما ملكت ايمانها للاول ، حتى تعود مياهه الى مجاريها الصابة بالطواحين التي لا ينقطع عنها ماء السلطة  ، اما البعيد فحصته من سلم الاولويات تقتصر على الايواء والجزاء ، وان لم يتمكن اصحاب القرار في خليج النفط المحروس بالعيون الامريكية  من تحقيق ذلك فانهم لا يبخلون في سفح الدراهم والريالات لانقاذ حليف لهم حتى لو خلع ووقع في قبضة الخارجين عليه ، كما حصل مع المخلوع حسني مبارك ، ولا يستغرب المرء من همتهم العالية لتبييض صفحته ، لكونها قرينة بصفحاتهم المسودة بأذونات القطب الاوحد ، والذي لا يسعده اي اضطراب يصيب المناجم الضامنة لدولاراته المفلسة .

فزعة البحرين لانقاذ حاكمها من حريق كان سيأتي عليه ، او كان سيجعله فارا هو الاخر ، خير مثال على تطبيقات التعاون الخليجي ، فالاقربون اولى ببركات قوات درع الجزيرة المحروسة امريكيا من اجل كبح اي جماح يطالب بالتغيير الذي لا يرغب به امبراطور العالم ووكيله في جزيرة العرب .

التعاون الخليجي لحرف مسارات سونامي التغيير العربي لا يقتصر على حكام الخليج وحدهم بدلالة انظمام المملكة المغربية والاردنية الهاشمية اليه ، انه حلف غير معلن لتحصين الثغور والامصار حتى ينعكس صمودها على اهل الدار وعلومهم في الخليج ، وهو استقطاب اخطبوطي للاستثمار في الصعوبات التي تواجه المتغيرات الحاصلة ، حيث المراهنة على ارتدادها واجهاضها ولي عنق اتجاهها ليصب بمصلحة حلف "الاعتدال" العربي المتصهين امريكيا والذي يجهد لقلب معادلة الصراع الفعلي في الشرق الاوسط نهائيا لصالح السياسات الامريكية الاسرائيلية الداعية لاعتبار ايران المهدد الاول لامن واستقرار المنطقة ، كمحاولة مظللة لتناسي الجرائم المرتكبة بحق فلسطين والعراق ، والسياسات الظالمة بوصايتها على ثروات وتطلعات دول وشعوب المنطقة برمتها .

 قواعد امريكية على طول الساحل العربي من الخليج ، واساطيل امريكية تجوب المياه العربية من المحيط للخليج ، والسفارات الامريكية تتحكم بمعظم عواصم العرب ، اما الكارتلات الامريكية فانها باخصب حالات النهب والابتزاز للثروات العربية ، وانحياز صلف لاسرائيل لا يترك اي مجال لمراوغة انظمة الاعتلال العربي ، كل هذا والتعاون الخليجي الذي يتزعم حلف المعتلين العرب يعتبر قضيته الاولى متابعة الهرولة خلف الامريكان واينما ذهبوا !

يقول الامير تركي الفيصل الرئيس السابق للمخابرات السعودية في سياق كلمة له امام معهد الكانو الملكي في مدريد : "  في ظل الضعف الحالي لحكومات اليمن وليبيا وتونس ومصر وسوريا وغيرها ، تكون الاوضاع مثالية لخلايا القاعدة ، لمد جذورها وارتكاب اعمال متهورة وشريرة وفوضوية . . لكن ورغم حالة الاضطراب المهيمنة على الصورة العامة في كل ما يحيط بالسعودية التي تقع في مركز تلك العواصف الكثيرة ، يسعدني القول بان السعودية مازالت مستقرة وآمنة . . "   برغم استثناء الامير السعودي للبحرين من قائمة البلدان المضطربة في محاولة منه لانكار تجليات الحراك الشعبي في دول الخليج بما فيها السعودية نفسها ، لكنه كان متسقا مع نفسه عندما اعتبر الحراك الشعبي العربي المطالب بالتغيير شرا مستطيرا لا يجلب للعرب غير المزيد من "الارهاب" وعدم الاستقرار محذرا الغرب من مخاطر التهاون ازاء شموله لبلدان النفط الخليجية ، وهو بذلك يدافع عن سياسة نظامه الاستبدادية داخل السعودية وداخل محيطها الخليجي والعربي  ، واذا جارينا هذا المنطق فان التناقض الفاضح في سياق مواقف المملكة مما يجرى في ليبيا وسوريا والتي تتلائم مع وجهة المواقف الامريكية المشجعة لعملية التغيير فيهما وان بقوة التدخل الخارجي ، يجسد حجم التظليل الفاضح الذي يحاول حكام المملكة تسويقه للخارج والداخل ، فكيف يستقيم المنطق السليم في ان تكون السعودية عونا للارهاب في سوريا وليبيا وعونا لمحاربته في اليمن ومصر وتونس ؟

تناقض صارخ وليس بالجديد على نظام اصبح قبلة للمحروقين من الحكام العرب .

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا