<%@ Language=JavaScript %> جمال محمد تقي البرزاني والطالباني وتطمينات مابعد الانسحاب الامريكي !

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

البرزاني والطالباني وتطمينات مابعد الانسحاب الامريكي !

 

جمال محمد تقي

 

 

لم يشذ البرزاني والطالباني عن اقرانهم من زعماء العملية السياسية في العراق والذين يعيشون حالة من التوجس والقلق والارتباك بسبب قرب موعد استكمال الانسحاب الامريكي ، بل انهم كانوا الاكثر تأزما وتشائما من نتائج هذا الانسحاب وتأثيره على نفوذهم المتنامي مناصفة ، وعلى ما كسبت اياديهم من سلطة شبه مطلقة على اقليمهم وما يحتويه من آمال ومال واعمال ، وبرغم حرصهم على عدم المجاهرة في السعي لاستبقاء قوات الاحتلال الامريكي ، والاحتفاء بهذا الوجود ، لكنهما كانا لا يكلان او يملان عن العمل لجعله امرا مفروغ منه ، فلولا هذا الوجود لما تمكنوا من ان يكونوا دولة لا ينقصها غير الاعلان ، ولا من ان يكونوا اصحاب الدور الفاعل في حكومة بغداد ، فلولا التوازنات المختلة التي خلقها الاحتلال لما كان جلال الطالباني يحلم بان يكون رئيسا للعراق ومثله زيباري وغيرهم من ممثلي الاخوة الاعداء الذين جاءوا الى بغداد ليناصفوها الحكم بعد ان ضمنوا حكم سورانهم وبادينهم ، وبعد ان ضمنوا فصل حكمهم هذا عن الحكم الكلي للعراق ، فجلال الطالباني هو رئيس العراق كل العراق ، وهو بنفس الوقت الحاكم الفعلي لمنطقة سوران شمال العراق ، اما المالكي فهو رئيس وزراء كل العراق عدا منطقة كردستان حيث لا وجود لاي سلطة له عليها ، بل انه بلا سلطة فعلية حتى على المناطق المحاذية لحدود الاقليم والتي تسمى بالمناطق المتنازع عليها .

لقد اخبر البرزاني الامريكان وعلنا ، اثناء زيارة له لواشنطن ، موافقة حكومته المسبقة على اقامة اي عدد مطلوب من القواعد الامريكية الثابتة في كردستان حتى لو عارضت ذلك حكومة بغداد ، اما ابو بكر زيباري احد اعوان البرزاني ورئيس اركان الجيش العراقي ، وفق نظام محاصصة المناصب الجارية على كل المستويات ، فقد اكد في اكثر من مناسبة ان تمديد بقاء القوات الامريكية في العراق ضرورة امنية بحكم عدم استعداد القوات العراقية لسد الفراغ الامريكي ، وذهب ابعد من ذلك عندما قال : لم نتمكن من تحقيق الامن الذاتي الا في عام 2020 ، اما هوشيار زيباري ، احد اقرباء البرزاني ، ووزير خارجية العراق ، فقد كان مفرطا في تبنيه لحاجة القوات العراقية للدعم اللوجستي الامريكي وبحاجتها للتسليح والتدريب الامريكي وبان العراق لا يستغني في المرحلة الراهنة وحتى بعد اتمام عملية الانسحاب القتالي عن التواجد الامريكي لان هذا التواجد مستحق بحسب الاتفاقية الاستراتيجية طويلة الامد .

مسؤولين في حكومة اقليم كردستان وفي التحالف الكردستاني يقترحون استبقاء قوات امريكية في المناطق المتنازع عليها وخاصة في محافظة كركوك ، ويعربون عن توجسهم من الفرغ الذي سيتركه الانسحاب الامريكي من دون ضمانات لتطبيق المادة 140 الخاصة بتقرير مصير المناطق المختلف المتنازع على عائديتها ، وراح بعضهم يطالب باستخدام قوات دولية تابعة للامم المتحدة لتحل محل القوات الامريكية في هذه المناطق !

الطالباني من جهته اقترح قانونا جديدا للمحافظات يفتح باب النزاع على مصراعيه امام جميع المحافظات العراقية وبما يسهل ضم المناطق التي يريدها اقليم كردستان لنفسه وبطريقة فرض الامر الواقع ، اما قضية كركوك فيمكن حلها بواسطة تقسيمها ضمن تغييرات ادارية يجري التوافق عليها من دون اللجوء الى مقتضيات المادة 140 التي تنص على اجراء استفتاء للمناطق المتنازع عليها فاما ان تنظم الى اقليم كردستان او تدار وفق شروط خاصة من قبل الحكومة المركزية ، وكان الطالباني قد ناصر دعوة مجلس محافظة صلاح الدين المحاذي لكركوك لاقامة اقليم صلاح الدين واعتبر رفض المالكي لمطالبة المجلس بالمناقضة لروح الدستور الفدرالي ، بنفس الوقت الذي اعلن فيه البرزاني بان قضاء مخمور التابع لمحافظة نينوى جزءا من اقليم كردستان ، بنفس الوقت الذي اعلن فيه بعض النواب الاكراد التابعين لحزب الطالباني بان اي مطالبة باعلان محافظة ديالى اقليما قائما بذاته باطلة قبل ان يحسم امر تبعية قضاء خانقين وجلولاء والسعدية الى اقليم كردستان ، هذه الاقضية التي يسيطر عليها عمليا قوات الامن التابعة لحزب الطالباني ، والتي رفضت بدورها امرا رسميا صادرا من حكومة المالكي يقضي بانزال علم اقليم كردستان من على الابنية الحكومية حتى يتم البت في قضية المناطق المتنازع عليها .

كل اعمال التعبئة والتحشيد البرزانية والطالبانية هذه تجري في ذات الوقت الذي ينسق فيه الامريكان ومن اعلى المستويات الى ادناها ـ من بايدن الى القنصل الامريكي في اربيل والى قائد القوات الامريكية في شمال العراق ـ  فالتسليح الامريكي الاسرائيلي لقوات البرزاني والطالباني وبصفقات سرية متواصل ومن خلال اطرف ثالثة ، يتزامن وبقوة مع ابرام اكبر قدر ممكن من العقود النفطية مع الشركات الامريكية والغربية للعمل في اقليم كردستان ومن دون موافقة الحكومة المركزية .

نعم سيسحب الامريكان قواتهم القتالية من العراق نهاية العام الحالي ، لكنهم حريصون على طمئنة  البرزاني والطالباني ، وهذا ما تحقق تدريجيا من خلال برهنة الجانب الامريكي على البقاء بالقرب منهم وعلى عدم التخلي عنهم ، فالحفاظ على المصالح الامريكية في الاقليم تستدعي تواجد امريكي فاعل وان كان غير قتالي ، وهذا امر متحقق في الاقليم وفي بغداد ، ان كان قبل قرار الانسحاب او بعده ! الامريكان متواجدون في عصب العملية السياسية القائمة في العراق وروحها بقبضتهم ، وهي سائرة ببرمجة مهندسة نحو اقامة ثلاث دول ربما لا يجمعها حتى الجامع الكونفدرالي ، ويبدو ان هذا التطمين الامريكي قد خفف من حدة القلق البرزاني والطالباني ، حتى الان على اقل تقدير .

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا