الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

مقالات مختارة

 تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

webmaster@saotaliassar.org  للمراسلة  

 
 

 

 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نداء في عيون وقحة !

 

جمال محمد تقي

 

حكاية قصيرة جدا عن زمن مرحل ، زمن يتكرر مع قطر دائرة لاتنفك تدور !

 

رفعت قليلا صوت الراديو المسكرب والمعلق بحبل وكانه حكم بالشنق لانه مازال على قيد الحياة ، لا يرحم من تعليقته تلك الا اذا حان موعد استبدال البطاريات او امتنع هو عن العمل تماما ، الاغنية التي كان يطشها على الاسماع لها شجون ككل الاغاني التي لحنها بليغ حمدي ، عيون بهية ، راح محمد العزبي يغرد وهو يردد "وكل الحكاية عيون بهية"  كان ابو فلان  مستلقيا في زاوية بعيدة من السقيفة الحجرية التي نسميها قاووشا ، وكان على مسافة منه يفعل ابو فلانة  نفس الشيء انهما ياخذان قسطا من الراحة لمعاودة الالتحاق بمفرزة الطريق ، صاح فلان يا جمال ـ ترة ذاك الفلان  يزعل لانه اذا سمع اي كلام او اغاني عن العيون فانه سيستنفر وسيتلمس عيونه فخذ حذرك ـ  قلت له جميل اذا تلمس عيونه حتى يعرفها ، والاجمل انه يتلمسها امام المراة !

دخل ابو "ك " علينا باريحته وعفويته الرائعة محاولا وضع الامور بنصابها : شوفوا انا اعرف ذاك الفلان جيدا ، ومن طقطق للسلام عليكم ، هو مخلص لعفويته ، مشوه كغيره من ابناء هذا الجيل المهووس بالمسؤوليات والتنطع بها ، ولكن على قدر امكانيته ، كذلك هو طيب وقلبه ليس حالك السواد ، فيه شيء من خبث اهل الريف الذي يسيح عفونة في عشوائيات المدن ، لكن مشكلته هي الترقية الحزبية التي يعتقد انه يستحقها ومنذ زمن وهو يدرك بفطرته ان لا ظهر قوي لديه حتى يرفعه ، عليه يتملق احيانا ويتعامل مع الرفاق كعبد مأمور ! يعني مثله مثل جاسم !

فقلت له يعني هو وصولي ، فرد علي ابو "ك" قائلا على رسلك ليس الامر بهذه الحدة وهذه القساوة ، فقلت الى متى لا نسمي الاشياء باسمائها ، فرد علي مبتسما الى ان  يبيض الديك !

حان موعد الغداء ذهبنا الى ساحة المقر قرب المطبخ وكان هناك ابو فلان كعادته يصيح من اعماق عقيرته مازحا وهذه المرة مع ابو فلانة  الذي كان لا يفوت فرصة الا وشاكسه بها ـ احذرك احذرك ـ  !

بعد حوالي 10 سنوات من هذا الغداء كان هناك غداء اخر لكنه في السويد هذه المرة جمعني مع ابو فلان  وابو فلان وابو فلانة ، وكلهم من رفاق وجبات الجبل ، ودار الحديث ، دور ودار : يعني لا يوجد مكان اخر في وجه فلان  توجه له التحية الغاضبة الا بعينه السليمة ؟  ايه والله ان شلل عيونه ادى لتفوق صناعه عليه واحتلالهم المراكز التي كان يتمناها ، هذا قبادارة مثلا ، كان نكرة انت تعرفه جيدا ، نعم نعم ، انه نفسه  جاسم الفلاني  !

تر من قلت الخيل ، لا لا والله امثال هؤلاء تم اعدادهم لاحقا ليكونوا ادوات للمشروع الجديد الذي يفرغ قضيتنا كلها من محتواها ، يا عمي الناس ليسوا بعميان الفاسد لا يأتمن الا للفاسدين !

يقولون اياديهم بيضاء وهم يتملقون من اجل ان تكون ملونة لكن الاصباغ الممنوحة لهم ليست بالاصلية !!

بعد مرور عامين على احتلال العراق كنا قد اجتمعنا على عشاء وهذه المرة ايضا لم ينقطع فيه الحديث عن عيون فلان   ، وعن قبادارة وانتهازيته ، قال ابو فلان تعرفون ان فلان وجاسم قبادارة في السويد ، فرد احدهم ، يا عمي انتوا بعدكم بهذه الذكريات انسوا وشوفوا اللعب على كبير وعلى اصوله شوفوا قطط وعتاوي الحزب اشلون كبرت يا غيون يا اذانات ؟ اتعرفون ان جاسم قد صعد نجمه بعد ان اتقن لعبة ـ ذب الجرش ـ فهو الان اكثر كردية من مسعود واكثر شيعية من الحكيم واكثر غراما بالبقاء الامريكي في العراق من الامريكان انفسهم وهو يزايد على  ابو داود بكل هذا ، لا ثم انه يكرف من كل هؤلاء ويكرف حتى من السويد ايضا تحت خيمة مساعدات منظمات المجتمع المدني ، عيني هل توقف الامر على جاسم قبادارة او على ايوب او تعبان او ابو يسار او ابو برافدا او او حميد لو مفيد العراق كله صار مشروع للنهب ولم يبقى فيه شيء لم يشمله الخير الامركي واقرأ على زمان وايام زمان السلام !

اتصل ابو فلان  تلفونيا  قبل اسبوع ليسأل عن اخباري وليخبرني بما يلي : اسمع اسمع المسخرة الجديدة  جاسم قبادارة يطبل هذه الايام بعد فشل زمرتهم بالحصول على اي صوت برلماني  لنداء يجمع كل المتضررين والناقمين من اجل تنظيم حملة  لاعادة الانتخابات واعادة تنظيم جبهة وطنية لقوى العملية السياسية حتى بالكي يطلعلهم فد شي من ورة هذه الاعادة , بلكي  عثرة ابدفرة !

عمي هؤلاء بايعين ومخلصين من زمان ، الله معنا ، ادري الا يستحون حتى لم يذكروا الاحتلال في ندائهم المتهافت هذا ، اي حياء تريد من الذين خانوا اوطانهم واحزابهم ، عمي الاحتقار والفضح هو الاسلوب الانسب مع امثالهم !

 

منذ فترة وابو فلان يحاول تنظيم عشاء يجمعنا واتمنى ان لا يكون العشاء الاخير .

هامش : قبادارة لازمة كان يرددها جاسم الحلفي مع حركات لاضحاك الرفاق من اجل تحبيب نفسه بين محيطيه ، وليس لها معنى محدد يمكن ان تكون غطاء مدور ـ قبق ـ او جحر مخروطي ، شبيه بدوره  .

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل أيّة مسؤوليّة عن المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم .

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | كتابات حرّة | فنون وآداب | طلبة وشباب | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي