صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                      مقالة للكاتب جمال محمد تقي      

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

  

 

 

 

 

 

نفاق الجلبي لا يعين شعب البحرين !

 

 

جمال محمد تقي

 

احيانا يحير المتابع لسلوكيات وتصرفات رموز التوليفة العراقية التي يفترض انها تحكم العراق فعليا ، في اختيار الاوصاف المناسبة التي تليق بمغالطاتهم وتخبطاتهم وتواتر صلافاتهم ، فبلادهم محتلة وهم ينكرون ، واوضاعهم مهزوزة ويهم يتبجحون ، والشعب يتوعدهم وهم يفاخرون ، والصراعات الدموية بينهم والتصفيات والملاحقات بكواتم الصوت والصورة والمواقع والفضائيات ، وقمع التظاهرات السلمية العابرة للاعراق والطوائف والمناطق على قدم وساق ، في بلاد سعّرَالمحتل الامريكي روح المواطن فيها بمبلغ يقل عن ثلاثة الاف دولار في الحالات الفضائحية ، وحوالي الف دولار في حالات القتل العشوائي ، ورموز التوليفة تتبغدد بسرقة قوت الشعب ولا تشبع ، وفوق هذا الهم كله يعيرون الاخرين بما هم عليه !

 ماصرح به احمد الجلبي اثناء احتفالية انطلاق قافلة المساعدات لشعب البحرين ـ شيعة البحرين بحسب المقاصد الجلبية ـ من ميناء البصرة بحرا باتجاه المنامة والتي اشرفت عليها العديد من الواجهات الطائفية التي تحكم العراق ، يعيدنا الى البحث في دوافع هذا الرجل ، فقد قال كلاما يؤكد هوسه بحب الظهور ، والاسترجال الذي ليس عليه ضرائب ، فكما كان يدعي بانه هو من جاء بالامريكان للعراق وبالتالي هو الاحق من غيره بالموقع المتقدم في السلطة ، وكما اصر على ادعائه هذا برغم معرفته بانه ادعاء مكروه بدلالة النتائج ، الا انه يصر عليه لسبب وحيد يريد من خلاله صناعة اهمية لشخصه التي اثبتت مجريات الاحداث انها دون شروط الحد الادنى للاهمية ، فهو الان يدعي ويصر على انه موجود في صميم الاحداث ، وله مكانة تناسب ما يدعيه ، حتى ولو لم يحصل على اي منصب وزاري او حكومي ، حتى لو ان مقعده الوحيد في البرلمان جاء لقاء حسنة من حسنات الحلف الشيعي ـ الائتلاف الوطني ـ والذي ثمن انتقالته من سلك الخدمة الامريكي الذي نبذه الى سلك الخدمة الايراني الذي لا يفرط  بمن يتناغم مع اجندته حتى ولو بطريقة الجلبي الحسابية !

الجلبي يقول ان البحرين ضغطت على مجلس الامن بوصفها رئيسة القمة العربية وقتها لتوصيف الوجود الامريكي في العراق على انه احتلال ، وان العراق اليوم بصفته رئيس القمة العربية يطالب السعودية بسحب قواتها من البحرين لانه احتلال ايضا ، هذا الكلام مثير للشفقة والسخرية معا ، فليست من اعتبر الغزو الامريكي للعراق احتلالا هي البحرين ، وانما هو واقع الحال ياسيد جلبي ، فلم تدخل امريكا الاراضي العراقية بموافقة حكومتها التي كانت قائمة والتي لها ممثل رسمي معترف به في الامم المتحدة والجامعة العربية  ، انه غزو لبلاد ذات سيادة ، اطاح بنظام حكم قائم منذ عقود ، وهدم دولة باكملها ، واقام حكما فيها ، يراه هو مناسبا له ولاهل البلاد فيما بعد ، هذا ما حصل في العراق ، اما ما حصل في البحرين فهو امر مختلف تماما ، هناك نظام قمعي استبدادي استعان بقوة عسكرية هو جزء منها ـ 1500 ـ عسكري من قوات درع الجزيرة ، لمساعدته على قمع الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة ، بعلم وموافقة مجلس التعاون الخليجي ، وبضوء اخضر من الامريكان انفسهم ، وهو على كل حال امر مستهجن ويخالف ما تدعيه امريكا من كونها مدافعة عن حقوق الانسان في اي مكان ، فهذه القوات لم تحتل البحرين ولم تفرض نظاما جديدا عليها بل انها جاءت لمساعدة النظام القائم وهي ليست سابقة غير متعارف عليها دوليا ، فالانظمة المشتركة بالاحلاف العسكرية يساعد بعضها البعض !

الامر الاخر ان الدول الخليجية المعنية قد رفضت عقد القمة العربية في بغداد وفي موعده السابق بسبب من الموقف العراقي المشحون طائفية تجاه نظام البحرين وانظمة مجلس التعاون ، فالحريص فعلا على شيعة البحرين عليه ان يطالبهم بالابتعاد عن نهج الانعزال الطائفي والعمل سوية مع كل فصائل العمل الوطني البحرينية لاقامة نظام ديمقراطي حقيقي ، ملكي دستوري ، يفصل السلطات ويجيز التعددية السياسية ، ويحرم الطائفية ، بنظام انتخابي موحد يعتمد المواطنة اساس في الترشيح والتصويت ، واحزاب تتنافس ببرامجها السياسية التي تترجم تصوراتها لتقدم وازدهار البحرين ، والحريص على البحرين عليه ان يطالب ملكها وحكومته بالاصلاح الشامل وان يكون الملك مالكا وليس حاكما فالحكم للشعب وحده وبكل مشاربه .

الحريص على اوضاع الشيعة هنا وهناك عليه معاينة اوضاع الشيعة العرب في الاحواز وهم الاقرب الى البصرة من البحرين ، هذه المنطقة الاغنى من حيث الموارد النفطية في ايران والافقر من حيث خدمات الصحة والتعليم والخدمات وتولي المسؤوليات ، اما اذا كان الجلبي ومن لف لفه ليسوا بطائفيين وانما هم انصار ومغيثين لكل مظلوم ومقهور ، فلماذا لم يكلف الجلبي نفسه باعداد قافلة مساعدات الى قطاع غزة المحاصر منذ سنوات ، وهي تعاني ومازالت وتستغيث ولم يلبي ندائها الا احرار العالم الذين يصطدمون دوما بالامريكان والصهاينة ؟

نعم شعب البحرين مثله مثل شعب العراق وشعب السعودية وليبيا واليمن وسوريا وغيرها من بلداننا العربية التي تعاني الامرين من قمع الانظمة المستبدة والفاسدة والتابعة ، والتضامن معها واجب نضالي وانساني ، ولكن ليس على طريقة الجلبي الطائفية !

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل أيّة مسؤوليّة عن المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم .

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany