علي السوداني عندما تضيق الارض بالاحرار !

 

جمال محمد تقي

1

مقامات علي السوداني :

ربما اعتقدوا بانه سوداني النسب ، اي انه منحدر من ربوع السودان الشقيق ، وبالتالي وجدوا بان السودان اولى به ، وهو اهل لكل شهيقه وزفيره المفعم بالمعلقات والمقامات والاغاني والمواويل والقفشات والكتابات الساخرة والزاخرة بالضحك الاسود من وعلى الضيم ومفارقاته العجيبة ، من كل حال مائل وايل للسقوط ، الحزن المبكي المضحك في تقاسيمه ومكباته ، انه علي السوداني هذا الرجل الانسان ، هذا الفنان الجامح بصفاء النية ، انه عراقي حتى النخاع ، بكل اللغات عراقي ، بكل اللهجات واللكنات والعنعنات الحية ، عراقي حتى قطع النفس !

ربما لا يعرفوا بان هناك في تلافيف الجنوب العراقي عشائر عراقية قوية الشكيمة تكنى "بالسودان" ، ليعرفوا بان هناك الكثير من الشخصيات العربية التي لها القاب تطابق اسماء مدن وعشائر وبلدان عربية اخرى غير بلدانها الاصلية ، هناك وزير في حكومة ابو مازن يحمل لقب المالكي ، وهناك عضو مجلس قيادة ثورة جمال عبد الناصر له لقب البغدادي ، وهناك وزير خارجية مغربي سابق يحمل لقب العراقي ، وهناك الممثلة المصرية المعروفة سهير البابلي ، وهناك عائلات فلسطينية واردنية كبيرة تحمل لقب المصري ، ناهيك عن مئات العائلات والشخصيات العربية والتي تحمل القابا غير عربية كالخرساني والتركماني والاسفهاني والاسطنبولي والهندي والعجمي ووو!

2

عمان وشقائق علي السوداني :

عمان يا عمان

يا مهرة الفرسان

عليك ومنك الامان

لست انت من تختلط عليها وبها الالوان

عمان

انظري في المرآة

ستجدين خلفك ظلا من الخلان

وقد ترطب الجفاف من حولهم

بحكايات تحرك الحجر الصوان

ستجدين على شفتيك ابتسامة حنونة تندت بنسائم الجيران

عمان يا عمان

لا تخذلي انسانا

ليس له الا ان يكون فنان

عمان

بمفارقات هذه الفتية تسقل نتوءات صخرك القاسي !

3

فوفوزيلا السوداني :

مونديال علي السوداني سيستمر مادام النزف العراقي مستمر ، ومادام المونديال مستمر فان تنوع وسائل التعبير عنه ستستمر ، واذا كانت الفوفوزيلا وسيلة للتعبير في مونديال جنوب افريقيا فان المقامة السودانية هي فوفوزيلا "علي السوداني " انها ورقة وقلم وفكرة متجسدة بحالة معاشة غير مستعارة او مستحضرة ، مع ملاحظة فقاعة الجدية في صدقيتها والتي تجد نفسها شاذة لدرجة مضحكة في عالم لم يعد يحتمل غير الكذب !

 

Jamal
jamal95@comhem.se

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل أيّة مسؤوليّة عن المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم .